انطلقت على مدار اليومين الماضيين عدة فعاليات لمناطق روضة السيدة زينب والأسمرات وأهالينا، ضمن برنامج فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، بمناطق وأحياء الإسكان الآمن بديل العشوائيات.

تضمنت الفعاليات عددا من الورش الفنية التي شارك بها فنانو الإدارة العامة لثقافة الطفل التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د.

حنان موسى، حيث نفذ أتوبيس الفن الجميل زيارة ترفيهية لأطفال روضة السيدة زينب للمتحف المصرى لتفقد أروقة المتحف ومشاهدة مقتنياته والتعرف على القطع الفنية، أعقب ذلك ورشة فنون تشكيلية لرسم ملامح وجماليات الفن الفرعوني بألوان الفلوماستر على ورق كانسون أبيض أدارتها الفنانة بسنت شريف، كما نفذت زيارة أخرى للمتحف الإسلامى لأطفال الهوليلدو، تضمنت الزيارة إقامة ورشة فنون تشكيلية عن مقتنيات المتحف من النسيج القباطى، أدارها الفنان مصطفى إسماعيل.

عقدت محاضرة بعنوان "ممارسات القدماء للوفاء بنهر النيل"، تحدثت بها الدكتورة جيهان حسن لتعريف الأطفال تاريخ قصة وفاء نهر النيل في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، وكذلك شرح أهم الممارسات الثقافية المرتبطة بتاريخ النهر، كالنقل والصيد وصناعة الفخار والبردي، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على مياه النيل وذلك بروضة السيدة زينب.

وضمن مبادرة "ثقافتنا فى إجازتنا"، نفذ بقصر ثقافة الأسمرات محاضرة بعنوان "مبادرة معا لنتحاور" تحدثت الدكتورة أنوار عثمان عن أولى مراحل الحوار وكيفية التعارف مع الآخرين والعمل على إيجاد مساحات مشتركة وآمنة بين الأطفال، كما تم تدريب المشاركين على كيفية التعامل مع المواقف التي افتقدوا فيها الحوار في حياتهم اليومية والعمل على إكسابهم مهارة كيفية معالجة هذه الموقف بالإضافة إلى خلق الوعي لديهم عن الأضرار التي تنتج من عدم الحوار والتفاعل مع الآخرين، وفي الختام تم تنفيذ مشهد مسرحي عن "التنمر" لتطبيق مهارات الحوار والتواصل مع الآخرين.

وعلى جانب آخر قدم قصر ثقافة 25 يناير ورشة فنية للمدربة وفاء أبوالفضل لعمل مجسم ضفدع من الورق الكانسون، أما ناريمان نبيل فقدمت ورشة أشغال يدوية لعمل زهور من الفوم الملون، بالإضافة لورشة مجسم حلى وحظاظات من الصوف نفذتها رغدة كمال، ولافتات عن النظافة نفذتها ريهام نبيل، وأخرى للرسم على الوجه نفذتها فاطمة شعبان.

تأتى الفعاليات في ضوء التوجيهات الرئاسية بتنظيم برامج لبناء الإنسان بمشروعات الإسكان البديل، وفي إطار برنامج عمل وزارة الثقافة، وبإشراف د. جيهان حسن مدير عام ثقافة الطفل والمشرف على المشروع الثقافي بالإسكان البديل، وبالتعاون مع جهازي روضة السيدة زينب.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ثقافة مصر

إقرأ أيضاً:

"كيف صنع العالم الغرب؟"

 

علي الرئيسي

 

توضِّح جوزفين كوين في كتابها الجديد المعنون "كيف صنع العالم الغرب؟"- من  إصدار "راندوم هاوس"- أن الحضارة الغربية كانت دائمًا فكرة سيئة، أو على أية حال فكرة خاطئة؛ إذ إن تقسيم التاريخ إلى مجموعة من الحضارات المتميزة والمكتفية بذاتها هو مسعى مضلل أدى إلى تشويه فهمنا للعالم بشكل خطير، وتؤكد كوين أنه "ليست الشعوب هي التي تصنع التاريخ؛ بل الناس والعلاقات التي تنشآ مع الجوار معًا من ينشا الحضارة".

 

السيدة كوين، المؤرخة وعالمة الآثار التي تدرس في جامعة أكسفورد، في أكثر من 500 صفحة تحاول تخليص العالم من ما تعلمته أجيال من أطفال المدارس أن يفخروا  باعتباره إنجازات أوروبية. وبدلًا من ذلك، فهي تهدم المفهوم الأساسي لما تسميه "التفكير الحضاري". حجتها بسيطة ومقنعة وتستحق الاهتمام.

وتشير السيدة كوين إلى أن فكرة الحضارة حديثة نسبيًا. تم استخدام الكلمة لأول مرة فقط في منتصف القرن الثامن عشر ولم تسيطر على الخيال الغربي حتى أواخر القرن التاسع عشر. وفي ذلك العصر الإمبريالي، وجد المؤرخون أن الحضارات اليونانية والرومانية والمسيحية تشكل لبنات بناء جميلة يمكن من تراكمها انشاء بناء كبير المظهر، أطلقوا عليه اسم الحضارة "الغربية" أو "الأوروبية". وأرجعوا إليها  مجموعة من الفضائل "الكلاسيكية" الموروثة: القوة والعقلانية والعدالة والديمقراطية والشجاعة للتجربة والاستكشاف. وعلى النقيض من ذلك، اعتبرت الحضارات الأخرى أقل شأنًا.

ولا يتطلب الأمر الكثير من التحليل من جانب السيدة كوين لكشف حماقة هذا النهج. انظر، على سبيل المثال، إلى جون ستيوارت ميل، الفيلسوف في القرن التاسع عشر، الذي يدعي أن معركة ماراثون، أول غزو لبلاد فارس لليونان في عام 490 قبل الميلاد، كانت أكثر أهمية للتاريخ الإنجليزي من انتصار ويليام الفاتح في هاستينغز عام 1066. ويقول المنطق إن لولا النصر الأثيني، فإن البذرة السحرية للحضارة اليونانية ربما لم تتطور إلى حضارة غربية على الإطلاق.

ولنتأمل كتاب "صراع الحضارات" (1996) الذي كتبه صامويل هتنيغتون، المؤرخ الأميركي، الذي أعلن أنه من المستحيل فهم التاريخ دون تصنيفه إلى حضارات معادية بشكل متبادل؛ حيث كان الاتصال بينها "خلال معظم فترات الوجود الإنساني" .. "متقطعا أو معدوما". وحيث يتنبأ بحروب ليس بين الدول بل بين حضارات متناقضة، كحرب بين الغرب والإسلام او افريقيا او الصين.

وما هو غير موجود  او مُغيَّب في هذا التحليل هو صحة هذه الفكرة. تُظهر الرحلة العلمية السريعة التي قامت بها السيدة كوين عبر التاريخ الأوروبي تشير أن الاتصال عبر الثقافات وفيما بينها، بعيدًا عن كونه نادرًا، والذي غالبًا ما يكون عبر مسافات طويلة كان مدهشا، كان المحرك الرئيسي للتقدم البشري في كل عصر. وبدلا من أن تكون هذه المجتمعات شائكة ومنغلقة على نفسها، أثبتت معظم المجتمعات تقبلها للأفكار والانماط والتكنولوجيات من جيرانها.

لم تكن اليونان القديمة- على سبيل المثال- مصدرًا رئيسيًا للأفكار بقدر ما كانت مكانًا لانتقال الافكار من الثقافات المصرية والسومرية والآشورية والفينيقية، والتي كانت هي نفسها قد اختلطت وتبادلت الأفكار. وبدلًا من أن تكون أثينا مصدرًا للديمقراطية، كانت أثينا "قادمة متأخرة إلى حد ما" إلى شكل من أشكال الحكم الذي يبدو أن تمت تجربته لأول مرة في ليبيا وعلى جزيرتي ساموس وخيوس. وتشير كوين إلى أن الفُرس، الذين تم تصويرهم إلى الأبد على أنهم أضداد اليونانيين، فرضوا الديمقراطية في الواقع على المدن اليونانية التي حكموها، مما يشير إلى "إيمان فارسي كبير بالدعم الشعبي لهيمنتهم".

"الحضارة الغربية" لن تكون موجودة دون تأثيراتها الإسلامية والأفريقية والهندية والصينية. ولفهم السبب، تأخذ كوين رحلة عبر الزمن بدءا من ميناء بيبلوس النابض بالحياة في لبنان حوالي عام 2000 ق.م، وكان ذلك في منتصف العصر البرونزي، الذي "افتتح حقبة جديدة من التبادل على مسافات طويلة بانتظام". وتوفر تقنيات التجديد الكربوني المطبقة على الاكتشافات الأثرية الحديثة دليلًا مُقنعًا على مدى "العولمة" التي كان  يعيشها البحر الأبيض المتوسط بالفعل. وقبل 4000 عام، ذهب النحاس الويلزي إلى أسكندنافيا، والقصدير الأسكندنافي باتجاه ألمانيا، لتصنيع أسلحة البرونز. وكان الخرز من العنبر البلطيقي، الذي عثر عليه في مقابر النبلاء الميسينيين مصنعًا في بريطانيا. ألف سنة لاحقًا، كانت التجارة عبر سواحل الأطلسي تعني أن "المراجل الإيرلندية أصبحت شهيرة بشكل خاص في شمال البرتغال".

لقد أعادت كوين سرد قصة الغرب، وتألقت بتركيزها على ما هو غير متوقع وعلى الفجوات بين العوالم والعصور، بدلًا من التركيز على الأحداث التاريخية العظمى والصلبة من التاريخ. وهذا الكتاب يمثل بحثًا قيمًا ورائعًا. وتكشف حواشي السيدة كوين التي يزيد عددها عن 100 صفحة أنها اعتمدت ليس فقط على مجموعة واسعة من المصادر الأولية، ولكن أيضًا على الدراسات العلمية حول تغير المناخ والأبحاث الحديثة جدا المتعلقة بعلم الآثار.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • "كيف صنع العالم الغرب؟"
  • نائب رئيس جامعة الفيوم: يفتتح الدورة التدريبية للمعيدين الجدد
  • للتدريب على استلهام ثقافة المكان في الفن.. قصور الثقافة تطلق ورش "مصر جميلة" للموهوبين بدمياط
  • أبرز الملفات على مكتب وزير الثقافة الجديد.. منها استكمال تطوير المتاحف المغلقة
  • روضة الحاج: قريباً سوف تنتصرُ نعم واللهِ يا وطني ستنتصرُ!
  • غدا.. قصور الثقافة تطلق أولى فعاليات ورش "مصر جميلة" لرعاية الموهوبين
  • لحل ازمة المياه.. وفد تركي يستعد لزيارة العراق خلال 10 أيام
  • روضة الحاج: لماذا تُرى تكرهونَ البلادْ؟ لماذا يُضايقُكُم أن نكونَ بخير؟
  • السيطرة علي حريق شب في عقار مهجور بالسيدة زينب
  • انطباعات إيجابية لزيارة ميقاتي الجنوبية.. وتخبط اسرائيلي بشأن الحرب على لبنان