عودة ترامب.. بين الآمال المعقودة والثقة المفقودة
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
إنَّ المرحلة الحالية التي يحياها الإنسان العربي؛ مرحلة معقدة بكل المقاييس، إذ إن كلَّ المؤشرات تشير إلى أن العهد الجديد للإدارة الأمريكية القادمة وإرهاصاتها السياسية قد تُغيِّر ملامح المنطقة بأسرها، في ظلِّ بيئة إقليمية ودولية مضطربة؛ لأنَّ ما يُؤلم هو أن المنطقة العربية هي الخاسر الوحيد من هذه الحروب الطاحنة؛ كون رحى المعارك تدور في أوطانها، وعلى أرضها؛ ولذلك فإنها تهدد وبشدة أمنَ شعوبها واستقرارها.
أهم ما يشغلنا كعرب في هذا الشأن هو أثر نجاح ترامب على القضية الفلسطينية
إن دولة الإمارات تطالب المجتمع الدولي بتعزيز كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل وصون حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وتحقيق حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات ذات الصلة القاضية بإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، باعتبار ذلك هو السبيل الوحيد لخروج المنطقة من دائرة التوتر والعنف وحالة عدم الاستقرار.فبعد أن أظهرت النتائج فوز ترامب، بدا أن مزيجًا من الوسائل الاقتصادية والثقافية والشخصية تعاونت لجعل ترامب "منقذاً" يستحق كل هذا الدعم غير المسبوق. تعهد دونالد ترامب باتخاذ إجراءات بشأن قضايا تشمل الهجرة والاقتصاد والحرب في أوكرانيا، كما تعهد بوقف الهجمات والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى خطابه بعد فوزه بأنه "سيوقف الحروب".
إن أهم ما يشغلنا كعرب في هذا الشأن هو أثر نجاح ترامب ومردوده على القضية الفلسطينية، وهل سيؤدي فوزه بولاية رئاسة جديدة على تأكيد استحقاق الشعب الفلسطيني لأرضه وكرامته وحريته، واستنهاض قوّة السلام، وتوفير مقوِّمات العدالة من خلال التأييد العالمي، خصوصاً أن قضية السلام والتسوية، لها مكانتها القديمة القائمة على استراتيجية أنها القضية الوطنية المحورية الكبرى للأمة العربية، وإلا لما كانت هذه القضية الخلاقة لتستعيد مكانتها بين الحين والآخر، بعدما أُشبِعت متاجرة ومساومة لأغراض سياسية وطائفية وإجرامية. وكانت القضية تاهت لفترات طويلة بين أروقة السياسيين والمتملِّقين وأدعياء الدين، حينما ظهر بيننا مَن يُزايد على قضية القدس العادلة، رغبةً في النفوذ الطائفي، أو الاستحواذ على إعجابات الشعوب، أو محاولة سحب البساط من تحت أقدام القوى السنِّيَّة المعتدلة، والتآمر على أنظمة الحكم فيها، وتلميع الأفكار الأيدلوجية المتطرفة، والخلافة المزعومة، وتوفير غطاء شرعي لهذا الفكر التكفيري.. إلخ، وإننا إذا تغاضينا عن هذه الحقيقة فلن نستطيع فهم ما يجري وما جرى في منطقتنا.
يبدو أنه من المتوقع أن يتمتع الرئيس ترامب بدعم كبير لأجندته السياسية في الكونغرس، بعد استعادة حزبه الجمهوري السيطرة على مجلس الشيوخ، وسيصبح بمقدوره تمرير قرارات وتشريعات وتطبيق استراتيجيات، لذا فإننا- العرب- نتطلع من الإدارة الأمريكية أن تكون مكترثة بالجهود التي تُبذَل لإحياء مفاوضات السلام، وعدم وضع العراقيل أمام الحلول المنصفة، وتأخير خطة التسوية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لا سيما أنه لا توجد دولة عربية واحدة في الوقت الحالي لا تحيا بدون هاجس الخوف على أمنها ووجودها، فالإصرار من بعض الأطراف على تدمير فرص السلام يُمثِّل الخطر الحقيقي على الأمن والاستقرار في المنطقة.
لقد حدثت حالة من التشوُّه في مسلكيات الإنسان المتحضر، واختلال في المقاييس والمعايير، وتوارت أهمية العدالة، ليس في ضمان حقوق الناس فقط؛ ولكن في تحقيق الاستقرار والأمن والسعادة أيضًا، وكادت الشعارات- الحريات والعدالة والمساواة - التي قاتل الإنسان الحرّ من أجلها، أن تفرغ من معناها الإنساني، وأضحت العدالة والمساواة والسّلام قيمةً حضاريّةً وإنسانية قابلة للتقنين او لتتلاشى وتضمحل، فهل تنجح فترة ترامب القادمة أن تعالج كل هذه التشوُّهات والمعوقات؟.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي: أعلنها صراحة باسم مصر سنقف ضد أي مخطط لتصفية القضية الفلسطينية
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن مستقبل المنطقة والعالم أصبح على مفترق طرق، وما يحدث من عدوان غير مقبول على الأراضي الفلسطينية واللبنانية، يضع المستوى الدولي بأسره على المحك.
وأضاف الرئيس السيسي أمام القمة العربية الإسلامية غير العادية، المنعقدة بالرياض، أن مصر تدين وبشكل قاطع حملة القتل الممنهج التي تمارس بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتابع: «باسم مصر أعلنها صراحة أننا سنقف ضد أي مخططات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر تهجير السكان المحليين المدنيين، أو نقلهم قسريا، أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة».
ووجه الرئيس السيسي، حديثه للشعوب العربية والإسلامية وزعماء شعوب العالم أجمع، قائلا إن «مصر التي تحملت مسؤولية إطلاق مسار السلام في المنطقة منذ عقود، وحافظت عليه رغم التحديات العديدة ما زالت متمسكة بالسلام كخيار استراتيجي ووحيد لمنطقتنا، وهو السلام القائم على العدل واستعادة الحقوق المشروعة، والالتزام الكامل لقواعد القانون الدولي».
وأضاف أنه «رغم قسوة المشهد الحالي، فإننا متمسكون بالأمل وواثقون من أن الفرصة ما زالت ممكنة لإنقاذ منطقتنا والعالم من ممارسات عصور الظلام والانتقال لبناء مستقبل تستحقه الأجيال القادمة عنوانه الحرية والكرامة والاستقرار والرخاء».