موقع 24:
2025-02-06@22:29:34 GMT

عودة ترامب.. بين الآمال المعقودة والثقة المفقودة

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

عودة ترامب.. بين الآمال المعقودة والثقة المفقودة

إنَّ المرحلة الحالية التي يحياها الإنسان العربي؛ مرحلة معقدة بكل المقاييس، إذ إن كلَّ المؤشرات تشير إلى أن العهد الجديد للإدارة الأمريكية القادمة وإرهاصاتها السياسية قد تُغيِّر ملامح المنطقة بأسرها، في ظلِّ بيئة إقليمية ودولية مضطربة؛ لأنَّ ما يُؤلم هو أن المنطقة العربية هي الخاسر الوحيد من هذه الحروب الطاحنة؛ كون رحى المعارك تدور في أوطانها، وعلى أرضها؛ ولذلك فإنها تهدد وبشدة أمنَ شعوبها واستقرارها.

أهم ما يشغلنا كعرب في هذا الشأن هو أثر نجاح ترامب على القضية الفلسطينية

إن دولة الإمارات تطالب المجتمع الدولي بتعزيز كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل وصون حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وتحقيق حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات ذات الصلة القاضية بإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، باعتبار ذلك هو السبيل الوحيد لخروج المنطقة من دائرة التوتر والعنف وحالة عدم الاستقرار.
فبعد أن أظهرت النتائج فوز ترامب، بدا أن مزيجًا من الوسائل الاقتصادية والثقافية والشخصية تعاونت لجعل ترامب "منقذاً" يستحق كل هذا الدعم غير المسبوق. تعهد دونالد ترامب باتخاذ إجراءات بشأن قضايا تشمل الهجرة والاقتصاد والحرب في أوكرانيا، كما تعهد بوقف الهجمات والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى خطابه بعد فوزه بأنه "سيوقف الحروب".
إن أهم ما يشغلنا كعرب في هذا الشأن هو أثر نجاح ترامب ومردوده على القضية الفلسطينية، وهل سيؤدي فوزه بولاية رئاسة جديدة على تأكيد استحقاق الشعب الفلسطيني لأرضه وكرامته وحريته، واستنهاض قوّة السلام، وتوفير مقوِّمات العدالة من خلال التأييد العالمي، خصوصاً أن قضية السلام والتسوية، لها مكانتها القديمة القائمة على استراتيجية أنها القضية الوطنية المحورية الكبرى للأمة العربية، وإلا لما كانت هذه القضية الخلاقة لتستعيد مكانتها بين الحين والآخر، بعدما أُشبِعت متاجرة ومساومة لأغراض سياسية وطائفية وإجرامية. وكانت القضية تاهت لفترات طويلة بين أروقة السياسيين والمتملِّقين وأدعياء الدين، حينما ظهر بيننا مَن يُزايد على قضية القدس العادلة، رغبةً في النفوذ الطائفي، أو الاستحواذ على إعجابات الشعوب، أو محاولة سحب البساط من تحت أقدام القوى السنِّيَّة المعتدلة، والتآمر على أنظمة الحكم فيها، وتلميع الأفكار الأيدلوجية المتطرفة، والخلافة المزعومة، وتوفير غطاء شرعي لهذا الفكر التكفيري.. إلخ، وإننا إذا تغاضينا عن هذه الحقيقة فلن نستطيع فهم ما يجري وما جرى في منطقتنا.
يبدو أنه من المتوقع أن يتمتع الرئيس ترامب بدعم كبير لأجندته السياسية في الكونغرس، بعد استعادة حزبه الجمهوري السيطرة على مجلس الشيوخ، وسيصبح بمقدوره تمرير قرارات وتشريعات وتطبيق استراتيجيات، لذا فإننا- العرب- نتطلع من الإدارة الأمريكية أن تكون مكترثة بالجهود التي تُبذَل لإحياء مفاوضات السلام، وعدم وضع العراقيل أمام الحلول المنصفة، وتأخير خطة التسوية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لا سيما أنه لا توجد دولة عربية واحدة في الوقت الحالي لا تحيا بدون هاجس الخوف على أمنها ووجودها، فالإصرار من بعض الأطراف على تدمير فرص السلام يُمثِّل الخطر الحقيقي على الأمن والاستقرار في المنطقة.
لقد حدثت حالة من التشوُّه في مسلكيات الإنسان المتحضر، واختلال في المقاييس والمعايير، وتوارت أهمية العدالة، ليس في ضمان حقوق الناس فقط؛ ولكن في تحقيق الاستقرار والأمن والسعادة أيضًا، وكادت الشعارات- الحريات والعدالة والمساواة - التي قاتل الإنسان الحرّ من أجلها، أن تفرغ من معناها الإنساني، وأضحت العدالة والمساواة والسّلام قيمةً حضاريّةً وإنسانية قابلة للتقنين او لتتلاشى وتضمحل، فهل تنجح فترة ترامب القادمة أن تعالج كل هذه التشوُّهات والمعوقات؟.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب

إقرأ أيضاً:

الرئيس الفلسطيني ردًا على ترامب: شعبنا لن يتنازل عن أرضه وحقوقه ومقدساتها 

أعرب الرئيس محمود عباس أبومازن والقيادة الفلسطينية، عن رفضهما الشديد لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم، قائلا: «لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها عقودًا طويلة وقدمنا التضحيات الجسام لإنجازها، وهذه الدعوات تمثل انتهاكا خطيرًا للقانون الدولي، ولن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة، دون إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، على أساس حل الدولتين».

وأضاف أبو مازن، في بيان، اليوم الأربعاء، أن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أرضه وحقوقه ومقدساته، وأن قطاع غزة جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة، منذ عام 1967.

الحقوق الفلسطينية المشروعة غير قابلة للتفاوض

وأكد أن الحقوق الفلسطينية المشروعة غير قابلة للتفاوض، ومنظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني المؤتمنة على ثوابته، وهي صاحبة القرار الفلسطيني المستقل، ولا يحق لأحد اتخاذ قرارات بشأن مستقبل الشعب الفلسطيني نيابة عنها.

وجدد أبومازن، تقديره للمواقف العربية الثابتة والراسخة ضد التهجير والضم، والتمسك بتجسيد الدولة الفلسطينية كمتطلب أساس لتحقيق السلام في المنطقة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مثمنًا في هذا الإطار، مواقف كل من الأشقاء في مصر والأردن الرافضة للتهجير والمساس بالحقوق الفلسطينية المشروعة. كما ثمن، موقف السعودية الرافض للاستيطان والضم والتهجير والتمسك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

مطالبات لمجلس الأمن بتحمل مسئوليته

وطالب الرئيس الفلسطيني، الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياتهما والتحرك العاجل من أجل حماية قرارات الشرعية الدولية المجمع عليها، وحماية الشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوقه غير القابلة للتصرف، وحقه في تقرير مصيره وبقائه على أرض وطنه، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد أن الشعب الفلسطيني وقيادته ملتزمان بالشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية اللتين تؤكدان تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على أرض قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية عاصمتها الأبدية.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تؤكد موقفها الراسخ تجاه صون حقوق الشعب الفلسطيني لمسار السلام الشامل
  • الإمارات تؤكد دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني وترفض أي مساس بها
  • رداً على ترامب.. الجامعة العربية: ثوابت القضية الفلسطينية محل إجماع عربي كامل
  • الإمارات تؤكد رفضها القاطع للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره
  • الإمارات تؤكد موقفها الراسخ تجاه صون حقوق الشعب الفلسطيني
  • قيادي بالحرية المصري: تصريحات ترامب بشأن التهجير تعدي على حقوق الشعب الفلسطيني
  • منظمة التعاون الإسلامي تدين تصريحات ترامب بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من غزة
  • الحرية: تصريحات ترامب بشأن التهجير القسري تعدٍ واضح على حقوق الشعب الفلسطيني
  • الجامعة العربية: ثوابت القضية الفلسطينية تظل محل اجماع عربي كامل لا يرقي اليه التشكيك
  • الرئيس الفلسطيني ردًا على ترامب: شعبنا لن يتنازل عن أرضه وحقوقه ومقدساتها