20 سنة سجنا لموظف حرق غابات بالأخضرية وتسبب بوفاة زوجين
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
قضت محكمة الجنايات الابتدائية بدار البيضاء اليوم الإثنين، بتسليط عقوبة 20 سنة سجنا في حق المتهم الموقوف المدعو ” ف.محمد” موظف بشركة ميترو الجزائر، لمتابعته بجناية إضرام النار عمدا في غابات مملوكة للدولة.
وألحق المتهم، اضرارا بحوالي 4 آلاف هكتار من الغطاء النباتي بغابات “بورباش” بالأخضرية أعالي ولاية البويرة خلال صائفة 2023.
كما تسببت الحرائق في انقطاع تام لشبكة الكهرباء والغاز، على كافة القرى والمدن المجاورة بالمنطقة العسكرية. مما كبد مؤسسة سونلغاز خسارة قدرت إجمالا ب6 ملايير سنتيم.
وجاء منطوق الحكم بعدما التمست النيابة العامة بالجلسة تسليط الإعدام كأقصى عقوبة في حق المتهم عن نفس التهم.
وكشفت مجريات محاكمة المتهم الموقوف ” ف.محمد”، أن الوقائع انطلقت بتاريخ 23 جويلية 2023.
أين لفت انتباه عسكري ” ب.ياسين” خلال تأدية مهامه بمفرزة تابعة للجيش الوطني الشعبي التي تبعد عن غابات ” بورباش” بأعالي البودرة بحوالي 150 متر، نزول أحد الأشخاص ينزل من سيارة من نوع “شوفرولي” رمادية اللون، وشرع في اضرام النار عمدا بالغابة.
وخلالها قام بالمناداة عليه، ونصحه بالابتعاد من الأماكن، غير أن المتهم حسب أقوال الشاهد، لم يكتف بهذه الأفعال بل قام بالتقاط صور بواسطة هاتفه النقال، ثم انصرف.
ولدى وصول رجال الحماية المدنية، قامت باخماد الحرائق التي امتدت ألسنتها ملتهمة حوالي 4 آلاف هكتار من الغطاء الغابي. مخلفة اضرارا جسيمة بأشجار الزيتون على وجه الخصوص، وممتلكات السكان. ووفاة زوجين متأثرين بالدخان الذي قطع انفاسهما قبل أن يتفحما كليا.
واسفرت مجريات التحقيق مع المتهم عن حجز صور الحريق منذ انطلاقها، ارسلها المتمم لصهره ” ب.مرزاق”.
وفي الجلسة نفى المتهم علاقته بالحرائق التي وقعت بمسقط رأسه، مصرحا بأنه ولدى نزوله بالغابة وجد النيران مشتعلة. فقام بالاتصال برجال الحماية المدنية، الذين اخبروه بأنهم على مقربة من الغابة، بسبب تبليغ السكان عن الحريق قبله.
وأكد المتهم لقضاة الجلسة بأنه رب أسرة ويسكن بالمنطقة، وله أقارب وجيران، فمن غير المعقول إشعال النيران بالغابة لالحاق الضرر بأهله وعائلته.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
«الحماية الاجتماعية»: قريبًا .. تصنيف للأمراض المستديمة وحاسبة إلكترونية لمعاشات التقاعد
ارتفع حجم إنفاق منظومة الحماية الاجتماعية إلى (577) مليون ريال عماني، مما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه سلطنة عمان لتحقيق الاستقرار والحياة الكريمة وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
وأوضح الدكتور فيصل بن عبد الله الفارسي، الرئيس التنفيذي لصندوق الحماية الاجتماعية، أن منظومة الحماية الاجتماعية تشمل مجموعة من السياسات والبرامج التي تعنى بدورة حياة الفرد منذ الولادة وحتى الشيخوخة، وتنقسم هذه المنافع إلى نوعين: برامج تأمينية وبرامج حماية اجتماعية، وجاءت هذه المنظومة نتيجة اندماج عدة صناديق تقاعد، بهدف تطوير نظام الحماية الاجتماعية في سلطنة عُمان، وقد حظيت بإشادات دولية ونالت شهادة إقليمية دولية تُمنح لدولة واحدة فقط كل ثلاث سنوات، مما يعكس نجاحها وتميزها كنموذج جديد يحتذى به عالميًا، جاء ذلك في حوار التواصل الذي نظمه مركز التواصل الحكومي ضمن أنشطته ومبادراته الرمضانية.
حوكمة المنافع
وأشار الفارسي إلى أن صندوق الحماية الاجتماعية يعمل كجهة تنفيذية لتطبيق القوانين والتشريعات المتعلقة بالمنظومة، وأكد أن الحوكمة هي أساس صرف المنافع، حيث إن عدم وجود اشتراطات دقيقة قد يؤدي إلى هدر مالي، إذ قد تستفيد منها فئات غير مستحقة، وتهدف الحوكمة إلى ضمان وصول المنافع إلى المستحقين الفعليين فقط، مع الأخذ في الاعتبار الحيز المالي المتاح.
وفيما يتعلق بتصنيف الأمراض المستديمة التي تعتبر خطوة جديدة لدعم ذوي الإعاقة قال الفارسي: أن العمل جارٍ على تصنيف فئة الأمراض المستديمة ضمن منافع ذوي الإعاقة بفضل جهود اللجان الطبية المشتركة، ومن المتوقع اعتماد التصنيف قريبًا.
أرقام وإحصائيات
وأوضح الفارسي أن الأرقام والإحصائيات تعكس توسعا كبيرا في تغطية المنظومة من المستفيدين والمشمولين بالنظام، حيث تجاوز عدد المستفيدين المباشرين من منافع الحماية الاجتماعية (1.5) مليون شخص، بينهم أفراد وأسر، أما فيما يخص البرامج التأمينية، فهناك نحو (590) ألف مؤمّن عليه نشط، إضافة إلى مليون عامل أجنبي دخلوا لأول مرة تحت مظلة هذه المنظومة، وبالتالي، فإن صندوق الحماية الاجتماعية يخدم شهريًا أكثر من مليوني شخص.
وأكد الفارسي أن المنظومة تضم ثلاثة مستويات رئيسة، منها المستوى الصفر الذي يشمل الحماية الاجتماعية الأساسية، مثل منفعة كبار السن بقيمة (115) ريالًا عمانيًا، التي تصرف كجزء من دعم الحماية الاجتماعية إلى جانب المعاش التقاعدي، وبكل تأكيد فإن بعض المنافع تُصرف تلقائيًا لكل العمانيين الذين يستوفون الشروط، مثل كبار السن، بينما تخضع منافع أخرى للفحص لضمان وصولها إلى الفئات الأكثر احتياجًا، كالأسر المعسرة وذوي الإعاقة وتهدف هذه المنافع إلى حماية الفرد من الوقوع في المخاطر، بما يتماشى مع نطاق عمل منظومة الحماية الاجتماعية.
نقص البيانات
وحول التحديات التي واجهت المنظومة في إطارها التنفيذي قال الفارسي: هناك الكثير من التحديات التي واجهت الصندوق في تنفيذ المنظومة لعل أبرزها: نقص البيانات الدقيقة المطلوبة لأتمتة الخدمات، والتنوع الثقافي والإداري بسبب اندماج صناديق مختلفة، وجاهزية الجهات الأخرى للتكامل مع المنظومة، إلا أنه رغم هذه التحديات، يعمل الصندوق بأقصى سرعة لتقديم الخدمات إلكترونيًا، حيث تم فتح باب التسجيل والصرف لبعض المنافع منذ وقت مبكر من تدشين المنظومة، مما سهّل على المواطنين الحصول على الدعم دون الحاجة لزيارة الفروع، كما إننا نستعد قريبًا لإطلاق الحاسبة الإلكترونية للمعاشات وهو الإجراء الذي يعمل على تنظيم وترتيب وتنظيف البيانات القديمة لضمان دقة نتائج الحاسبة الإلكترونية للمعاشات، وحتى ذلك الحين، يمكن للأفراد الاستفسار عبر الهاتف أو زيارة الفروع المتوزعة في محافظات سلطنة عُمان، وبكل تأكيد ستوفر هذه الأداة للمواطنين طريقة سهلة لحساب معاشاتهم التقاعدية.
التقاعد المبكر
وفيما يتعلق بالتقاعد المبكر وتأثيره على استدامة الصندوق أوضح الفارسي قائلا: يعد التقاعد المبكر من أبرز التحديات التي تواجه صناديق التقاعد في سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث إن المدى البعيد لها يتسبب في خسائر مليارية، ولهذا تم دمج الصناديق لمعالجة هذه التحديات وضمان استدامتها، من خلال زيادة عدد الداخلين الجدد في النظام، وتمديد فترة بقاء المؤمّن عليهم في النظام، وضبط فترة استحقاق المعاشات.. مشيرًا؛ إلى أن التقاعد المبكر هو وسيلة لمعالجة بعض الحالات وتقديم بعض الاستثناءات وليس غاية أو هدف تأميني، باعتباره لا يوجد عالميًا سوى في دول الخليج، وأن معظم الدول تتجه لإلغائه، لكن القانون العماني لا يزال يتيح بعض الاستثناءات، مثل الحالات الصحية والمرأة التي يمكنها التقاعد قبل الرجال بخمس سنوات.
سن التقاعد
وأضاف: تم تصميم سن التقاعد في سلطنة عُمان ليكون (60) عامًا، بناءً على دراسات اكتوارية استندت إلى معدلات الأعمار والوفيات، حيث يبلغ متوسط عمر الرجل (75) عامًا، والمرأة (78) عامًا، ومع ذلك، يُسمح بالتقاعد المبكر بناءً على مدة خدمة معينة دون اشتراط العمر، ونحن نؤكد أن الصندوق دائما يستمع للجميع، وندرس ونرفع النتائج لنصل إلى حلول ترضي الأطراف وبما لا يخل بقدرة واستدامة هذا الصندوق.
معاشات متغيرة
ويتابع الفارسي حديثه قائلا: لقد تميز قانون الحماية الاجتماعية الجديد بجعل المعاشات التقاعدية متغيرة بدلًا من ثابتة، وذلك لمواجهة التضخم، حيث يتم تعديل المعاشات بنسبة (75%) من معدل التضخم المعلن، مع ضمان حد أدنى للزيادة سنويًا، وفي العام الحالي، تم رفع النسبة إلى (1%)، على أن تتم مراجعتها سنويًا وفقًا لمعدل التضخم، كما يتضمن النظام الجديد ميزة احتساب المعاش التقاعدي وفق نسبة نمو الأجور السنوية، التي بلغت العام الماضي (3%) لمتوسطي الدخل بين (590) ألف مؤمّن عليه، وهذا يعني أن الأفراد الذين لم يحصلوا على زيادات في رواتبهم سيتم تعويضهم تلقائيًا بهذه النسبة عند احتساب المعاش التقاعدي.
التمويل والاستدامة
وحول ضمان التمويل والاستدامة المالية للصندوق أكد الدكتور الفارسي على ضرورة ضمان التمويل اللازم لأنظمة التقاعد، قائلا: أن أي اختلال في التمويل سيؤثر على استدامة الصندوق وحقوق المستفيدين، وهناك جهود حكومية مستمرة لضمان التمويل عبر مصادر مختلفة، سواء من الحكومة أو عبر شراكات أخرى.
أما فيما يتعلق بمرونة التأمين الاجتماعي وتعدد مصادر الدخل، فقال فيصل الفارسي: لم يعد التأمين الاجتماعي مرتبطًا بوظيفة واحدة، إذ يتيح القانون الجديد إمكانية: الانتقال بين القطاعات (الخاص، المدني، العسكري، أو العمل الحر) مع الاحتفاظ بالتأمين، والتأمين على أكثر من عمل في الوقت ذاته لزيادة قيمة المعاش التقاعدي، والاشتراك في النظام التكميلي لرفع قيمة المعاش عند التقاعد.
العمانيون في الخارج
وحول العمانيين العاملين في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أكد الفارسي أنه فيما يتعلق بمد الحماية التأمينية على العاملين في دول مجلس التعاون الخليجي فتوجد بعض الفروقات البسيطة في نسبة الاشتراكات بين سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون، لكنها لا تتجاوز (من 1 إلى 2 %) في بعض الدول، أما احتساب المعاشات وسن التقاعد، فهي موحدة لجميع العاملين في دول المجلس، فيما يخص احتساب المعاش التقاعدي لحالات العجز الطبيعي، فقد تم رفع الحد الأدنى إلى (50%) لمن لم يكمل المدد المطلوبة، وذلك بهدف تحسين أوضاع المستفيدين، وإذا كانت مدة الخدمة أطول، يتم احتساب المعاش بناءً على النسبة الأعلى.
الأمان الوظيفي
وأشار الدكتور فيصل إلى نظام الأمان الوظيفي وقال: يقدم النظام دعمًا مؤقتًا للمنهية خدماتهم لأسباب خارجة عن إرادتهم في ظل الأزمات، حيث شهد النظام تمديد منافع التعطل عن العمل لأكثر من خمس سنوات بسبب الأزمات الاقتصادية، مؤكدًا على: ضرورة تكامل الجهود بين الجهات الحكومية لإعادة هذه الفئة إلى سوق العمل.
واختتم الفارسي حديثه بالتأكيد على أهمية الطرح المسؤول للمعلومات قائلا: نظرًا لأهمية هذه المنظومة، من الضروري التعامل مع المعلومات المتعلقة بها بمسؤولية، وتجنب استغلال عواطف الناس عند مناقشة بعض القضايا المرتبطة بها، ويجب التأكد من أن المعلومات تأتي من مصادرها الرسمية لضمان الدقة والوضوح.