هل تتأثر علاقات بغداد وواشنطن بعد عودة ترامب؟
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
بغداد- بعد فوز الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات، ليعود إلى البيت الأبيض مطلع العام المقبل، بات مستقبل اتفاقية الإطار الإستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة موضع تساؤل بشأن مصيرها وإمكانية صمودها، باعتبارها أساس العلاقات القائمة بين البلدين.
خبراء سياسيون وإعلاميون عراقيون رجحوا استمرارية الاتفاقية، مشيرين إلى أنها تشكل حجر الأساس للعلاقات الثنائية بين البلدين، وأنها لن تتأثر بشكل كبير بالتغيرات السياسية في واشنطن.
ووقع العراق والولايات المتحدة اتفاقية الإطار الإستراتيجي عام 2008، وتضمنت عدة محاور، من بينها تنظيم وجود القوات الأميركية في البلاد، بالإضافة لبنود تتعلق بتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية.
الباحث السياسي إبراهيم السراج، ألقى الضوء على العوامل الثابتة التي تحكم العلاقة الإستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة.
وأكد السراج في حديث للجزيرة نت، أن اتفاقية الإطار الإستراتيجي التي تربط البلدين تشكل حجر الزاوية لهذه العلاقة، مما يعني أن تغير رؤساء الولايات المتحدة لن يؤثر بشكل جوهري على مسارها العام، موضحا أن السياسة الأميركية، رغم تغير الإدارات، تبقى ثابتة في أهدافها الإستراتيجية، وإن اختلفت في بعض التفاصيل أو في التعامل مع الأحداث الجارية.
ورغم أن تولي دونالد ترامب السلطة قد يؤدي إلى تأخير انسحاب القوات الأميركية من العراق، إلا أن السراج لا يرى أن هذا التأخير سيحدث تغييرات جوهرية في المشهد السياسي العراقي.
وقالت الولايات المتحدة والعراق في بيان مشترك، في 27 سبتمبر/أيلول الماضي إن المهمة العسكرية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق ستنتهي بحلول سبتمبر/أيلول 2025، على أن يتم الانتقال إلى شراكات أمنية ثنائية.
ويرى السراج أن العلاقة بين بغداد وواشنطن، رغم التحديات والمتغيرات، ترتكز على أساس متين يتمثل في الاتفاقية الإستراتيجية، وأن هذه العلاقة ستستمر في التأثير على الشأن العراقي، حتى وإن اختلفت وتيرة وتفاصيل هذا التأثير من فترة لأخرى.
مستمرة ولن تلغىمن جانبه، استبعد الكاتب والإعلامي حمزة مصطفى تماما إلغاء الاتفاقية الإستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة.
وأوضح مصطفى في حديث للجزيرة نت، أن هذه الاتفاقية، الموقعة عام 2008، قد استمرت سارية المفعول حتى بعد تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب السلطة بين عامي 2016-2020، رغم أنها لم تنشط بشكل كامل خلال تلك الفترة.
وأشار مصطفى إلى أن الزيارة التي أجراها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدة في أبريل/نيسان الماضي، والتي شهدت إعادة تفعيل الاتفاقية، تؤكد على أهمية هذه الاتفاقية في العلاقات الثنائية بين البلدين، لافتا إلى أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه السوداني بترامب بعد فوزه بالانتخابات، والاستجابة الإيجابية من قبل الأخير، تعزز هذه الفكرة.
اتفاقية دول لا أشخاص
وتوقع مصطفى أن تشهد الاتفاقية نشاطا أكبر بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق، حيث سيتم تفعيل بنودها بشكل كامل على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والتكنولوجية، مؤكدا أنه لا توجد أي مؤشرات على رغبة الإدارة الأميركية الحالية أو المستقبلية في إلغاء هذه الاتفاقية، نظرا لأهميتها الإستراتيجية للعراق وللولايات المتحدة على حد سواء.
وأكد أن الاتفاقية الإستراتيجية هي اتفاقية بين دولتين، وليست بين شخصين، مما يجعلها أكثر استقرارا وأقل تأثرا بالتغيرات السياسية في أي من البلدين، مشيرا إلى أن مصادقة البرلمان العراقي على هذه الاتفاقية تزيد من صلابتها وقدرتها على الصمود أمام أي محاولات لإلغائها.
وكان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، خلال اتصال هاتفي، في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، عبر عن رغبته بالعمل الإيجابي مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، واللقاء في القريب العاجل.
وبعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وزعيم هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في ضربة أميركية ببغداد مطلع عام 2020، أصدر البرلمان العراقي قرارا يطلب من الحكومة العراقية سحب القوات الأميركية المنتشرة في البلاد في إطار تحالف دولي لمكافحة تنظيم الدولة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العراق والولایات المتحدة القوات الأمیرکیة الولایات المتحدة هذه الاتفاقیة دونالد ترامب إلى أن
إقرأ أيضاً:
أسعار الذهب عالميا تتأثر بتحرك الدولار لليوم الثاني.. وسعر الأونصة يصل لـ 200 دولار
تسجل أسعار الذهب عالميا خلال تلك اللحظة من اليوم انخفاضا متأثرة بالارتفاع الطفيف الذي شهده سعر الدولار بعد ما كشف ترامب عن قبوله لإجراءات تهده بينه وبين شركائه التجاريين، وتخفيف الرسوم الجمركية على الصين.
ويواصل سعر الذهب عالميا لليوم الثاني على التوالي تراجعا خلال التداولات اليومية في البورصات العالمية للذهب، ولكن لم تؤثر حركة الانخفاضات تلك على ثبات سعر الأونصة التي كسرت حاجز الـ 3000 دولار حاليا، بعد قفزات مستمرة للذهب في خضم قرارات ترامب المثيرة للجدل بشأن التعريفات الجمركية والسياسات الاقتصادية الحمائية المُنتهجة جديدا.
وسجل سعر الذهب الفوري انخفاضا بنسبة 0.4% ليصل إلى 3.302.58 دولار للأوقية، بينما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.7% إلى 3.310.70 دولار للأوقية.
كما سجلت المعادن الثمينة الأخرى تراجعا على غرار تراجع المعدن الأصفر، حيث انخفضت الفضة الفورية بنسبة 0.7% إلى 32.72 دولار للأوقية، فيما تراجع البلاتين بنسبة 0.6% إلى 971.75 دولار وفقد البلاديوم 0.2% من قيمته ليصل إلى 932.40 دولار.
يذكر أن سعر الذهب العالمي وصل لـ 3500 دولار في شهر أبريل الحالي، ومن ثم تراجع بقيمة 200 دولار، متأثرا بمحاولات الدولار للخروج الضرر والتأزم القائم في العملة، التي شهدت تهاوي في القيمة تزامنا مع تولي ترامب الرئاسة الأمريكية وإعلانه عن خطة الثراء الأمريكي.
سعر الدولار عالمياوشهد مؤشر الدولار ارتفاعا بنسبة 0.1% أمام حزمة من العملات الأجنبية، ولكن لم يغير ذلك نظرة التشاؤم من محللين اقتصاد عالميا تجاه مستقبل الدولار بنهاية العام الجاري بسبب تراجع الثقة في الأصول الأمريكية.
اقرأ أيضاًالتوترات التجارية وتأثيراتها على «المعدن الأصفر».. هل يتجاوز سعر الذهب 4000 دولار بنهاية 2025؟
حرب ترامب التجارية تدفع أسعار الذهب للصعود أعلى 3 آلاف دولار
خبير لـ«الأسبوع»: أسعار الذهب في مصر تشهد استقرارا رغم الارتفاعات العالمية