الجزيرة:
2025-02-16@22:58:18 GMT

هل تتأثر علاقات بغداد وواشنطن بعد عودة ترامب؟

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

هل تتأثر علاقات بغداد وواشنطن بعد عودة ترامب؟

بغداد- بعد فوز الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات، ليعود إلى البيت الأبيض مطلع العام المقبل، بات مستقبل اتفاقية الإطار الإستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة موضع تساؤل بشأن مصيرها وإمكانية صمودها، باعتبارها أساس العلاقات القائمة بين البلدين.

خبراء سياسيون وإعلاميون عراقيون رجحوا استمرارية الاتفاقية، مشيرين إلى أنها تشكل حجر الأساس للعلاقات الثنائية بين البلدين، وأنها لن تتأثر بشكل كبير بالتغيرات السياسية في واشنطن.

ووقع العراق والولايات المتحدة اتفاقية الإطار الإستراتيجي عام 2008، وتضمنت عدة محاور، من بينها تنظيم وجود القوات الأميركية في البلاد، بالإضافة لبنود تتعلق بتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية.

اتفاقية الإطار الإستراتيجي تشكل حجر الزاوية للعلاقة بين بغداد وواشنطن (الصحافة العراقية) عوامل تحكم العلاقة

الباحث السياسي إبراهيم السراج، ألقى الضوء على العوامل الثابتة التي تحكم العلاقة الإستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة.

وأكد السراج في حديث للجزيرة نت، أن اتفاقية الإطار الإستراتيجي التي تربط البلدين تشكل حجر الزاوية لهذه العلاقة، مما يعني أن تغير رؤساء الولايات المتحدة لن يؤثر بشكل جوهري على مسارها العام، موضحا أن السياسة الأميركية، رغم تغير الإدارات، تبقى ثابتة في أهدافها الإستراتيجية، وإن اختلفت في بعض التفاصيل أو في التعامل مع الأحداث الجارية.

ورغم أن تولي دونالد ترامب السلطة قد يؤدي إلى تأخير انسحاب القوات الأميركية من العراق، إلا أن السراج لا يرى أن هذا التأخير سيحدث تغييرات جوهرية في المشهد السياسي العراقي.

وقالت الولايات المتحدة والعراق في بيان مشترك، في 27 سبتمبر/أيلول الماضي إن المهمة العسكرية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق ستنتهي بحلول سبتمبر/أيلول 2025، على أن يتم الانتقال إلى شراكات أمنية ثنائية.

ويرى السراج أن العلاقة بين بغداد وواشنطن، رغم التحديات والمتغيرات، ترتكز على أساس متين يتمثل في الاتفاقية الإستراتيجية، وأن هذه العلاقة ستستمر في التأثير على الشأن العراقي، حتى وإن اختلفت وتيرة وتفاصيل هذا التأثير من فترة لأخرى.

مستمرة ولن تلغى

من جانبه، استبعد الكاتب والإعلامي حمزة مصطفى تماما إلغاء الاتفاقية الإستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة.

وأوضح مصطفى في حديث للجزيرة نت، أن هذه الاتفاقية، الموقعة عام 2008، قد استمرت سارية المفعول حتى بعد تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب السلطة بين عامي 2016-2020، رغم أنها لم تنشط بشكل كامل خلال تلك الفترة.

وأشار مصطفى إلى أن الزيارة التي أجراها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدة في أبريل/نيسان الماضي، والتي شهدت إعادة تفعيل الاتفاقية، تؤكد على أهمية هذه الاتفاقية في العلاقات الثنائية بين البلدين، لافتا إلى أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه السوداني بترامب بعد فوزه بالانتخابات، والاستجابة الإيجابية من قبل الأخير، تعزز هذه الفكرة.

اتفاقية دول لا أشخاص

وتوقع مصطفى أن تشهد الاتفاقية نشاطا أكبر بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق، حيث سيتم تفعيل بنودها بشكل كامل على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والتكنولوجية، مؤكدا أنه لا توجد أي مؤشرات على رغبة الإدارة الأميركية الحالية أو المستقبلية في إلغاء هذه الاتفاقية، نظرا لأهميتها الإستراتيجية للعراق وللولايات المتحدة على حد سواء.

وأكد أن الاتفاقية الإستراتيجية هي اتفاقية بين دولتين، وليست بين شخصين، مما يجعلها أكثر استقرارا وأقل تأثرا بالتغيرات السياسية في أي من البلدين، مشيرا إلى أن مصادقة البرلمان العراقي على هذه الاتفاقية تزيد من صلابتها وقدرتها على الصمود أمام أي محاولات لإلغائها.

وكان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، خلال اتصال هاتفي، في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، عبر عن رغبته بالعمل الإيجابي مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، واللقاء في القريب العاجل.

وبعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وزعيم هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في ضربة أميركية ببغداد مطلع عام 2020، أصدر البرلمان العراقي قرارا يطلب من الحكومة العراقية سحب القوات الأميركية المنتشرة في البلاد في إطار تحالف دولي لمكافحة تنظيم الدولة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات العراق والولایات المتحدة القوات الأمیرکیة الولایات المتحدة هذه الاتفاقیة دونالد ترامب إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري يرسم خارطة تعامل ترامب مع مصر والأردن والعراق

الولايات المتحدة – استضاف برنامج “قصارى القول” على قناة RT، رئيس مركز القيادة للبحوث الاستراتيجية في الولايات المتحدة العميد ركن متقاعد د. وليد الراوي.

وأكد الراوي، أنه “خلال لقاء الرئيس الأميركي رونالد ترامب مع الملك الأردني عبد الله الثاني، كانت توجد إشكالية كبيرة تتعلق بموضوع ترحيل سكان غزة إلى الأردن”.

وأضاف الراوي، “بعض الديمقراطيين في أميركا اعترضوا على قرارات الترحيل ووصفوها بالتطهير العنصري والعرقي، لكن هنا أود الإشارة إلى حادثة مرتبطة بجاريد كوشنر الذي في إدارة ترامب الأولى استقبل وفودًا من الشرق الأوسط، وكانوا يمتلكون مشروعات كبيرة في ميامي المطلة على البحر، وقال لهم: “هذا المكان الذي نجلس فيه، أليس يشبه غزة التي تطل على البحر الأبيض المتوسط؟”، ولهذا ربما تتجه أمريكا إلى استخدام الحلول الاقتصادية أو الضغط الاقتصادي على الأردن ومصر لقبول هذه القرارات”.

وحول تهديدات ترامب باستخدام المساعدات للأردن ومصر كورقة ضغط، قال الدكتور الراوي: “ترامب ذكر أن الولايات المتحدة تقدم أموالًا كثيرة للأردن ومصر، ثم أكد أنه لن يصدر أي تهديدات بشأنهما. في نفس الوقت، إذا تابعت مواقفه مع المكسيك وكندا، ستجد أن هناك تراجعات كثيرة، ومن هنا أرى أن الإدارة الأمريكية غير مستعدة للدخول في خلاف مع حليفين رئيسيين لها في المنطقة، وهما مصر والأردن”.

وتابع الراوي: “ينبغي على الحكومات العربية أن تتوحد في قرارها تجاه هذا التصعيد، ولا سيما أن علاقات السعودية الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية قد تأثرت، كما أن العلاقات الاستراتيجية للأردن مع أمريكا تختلف عن العلاقات الاقتصادية، تمامًا مثل العلاقات الاستراتيجية للولايات المتحدة مع مصر، ومن المتوقع أيضًا أن يكون هناك موقف موحد رافض من دول الخليج العربي، بما في ذلك الإمارات وبقية الدول”.

وبالنسبة للملف الروسي الأوكراني، وحول إشارة ترامب إلى احتمال أن تكون المملكة العربية السعودية هي المكان الذي يلتقي فيه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال الراوي: “تسعى السعودية إلى إقامة علاقات متوازنة مع كلا الطرفين، روسيا وأمريكا. إن ثقلها العربي الكبير يمنحها ميزة في كونها تلعب دوراً ليس فقط على الصعيد الإقليمي، بل أيضاً على الصعيد الدولي، لذلك أتوقع أنه سيحدث ذلك الأمر”.

وفيما يتعلق بالتهديدات التي يوجهها فريق ترامب للعراق لاستهداف إيران، كشف الدكتور الراوي عن وثيقة، عرضها على الهواء مباشرة “صادرة من البيت الأبيض، من الرئيس ترامب يوم 4 شباط/ فبراير، حيث وقع مذكرة رئاسية للأمن القومي أطلق من خلالها ممارسة أقصى قدر من الضغط على حكومة الجمهورية الإسلامية في إيران، وحرمانها من جميع المسارات المتعلقة بالحصول على السلاح النووي ومكافحة النفوذ الإيراني الخبيث في الخارج”.

وجاء في الوثيقة: “يجب أولاً حرمان إيران من الصواريخ الباليستية عبر القرارات المتخذة، يجب تحييد الشبكة الإرهابية الإيرانية، ويقصد من ذلك الفصائل التابعة لها، ينبغي التصدي لتطوير إيران العدواني للصواريخ، يجب توجيه وزارة الخزانة بفرض أقصى درجات الضغط الاقتصادي على حكومة إيران، بما في ذلك فرض عقوبات وآليات تنفيذ على أولئك الذين يتصرفون في انتهاك العقوبات القائمة، وسيوزع وزير الخزانة إرشادات لجميع قطاعات الأعمال ذات الصلة، بما في ذلك شركات الشحن والتأمين والموانئ، وسيعدل وزير الخارجية الإعفاءات المعمول بها”.

وأردف الراوي” الغريب انه في الخامس من الشهر (فبراير) قال ترامب نحن نأمل أن نشهد تغيرات. نحن نجتمع مع الإيرانيين، ونتفق على المشروع النووي، وبالتالي ستحقق إيران الازدهار والتقدم”، وفي اليوم التالي، تم توقيع أمر بفرض عقوبات على طهران”.

وبالعودة إلى الوثيقة التي وقع عليها 10 من أعضاء الكونغرس ، كشف الراوي “هناك 7.9 مليار دولار مخصصة لبرامج تدريب وتجهيز القوات العراقية، وأن جميع المساعدات الأمنية للعراق ستوقف في طالما أن أي ميليشيا مدعومة من إيران أو تتبع توجيهاتها، هي جزء قانوني من الدولة العراقية، ويُقصد بذلك هيئة الحشد الشعبي. وتعتبر هذه الميليشيات نفسها جزءاً من هيئة الحشد الشعبي تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة”.

وحول انعكاسات ذلك على العراق باعتباره مصدر تمويل أساسي لإيران التي تمده بالغاز بين الراوي: “أرى أن التدخل في العراق سيأخذ محورين. المحور الأول هو الضغط الاقتصادي والعقوبات، والمحور الثاني هو العسكري حيث سيكون في حالة الرد إذا استهدفت الميليشيات الولائية “لإيران” المصالح الأمريكية. لنذكر كم مرة تم قصف ألوية حزب الله في الطارمية، وكذلك قصف جرف الصخر، كما تم اغتيال أحد قادة الفصائل في منطقة المشتل”.

وفي تفاصيل الضغط الاقتصادي على العراق، قال الراوي: ” الميزانية العراقية من الموارد النفطية تدخل البنك الفيدرالي الذي يصرف الأموال بناء على توصيات أو طلبات من البنك المركزي العراقي، لكن في الآونة الأخيرة، تم منع ذلك؛ وكما نعلم، كان البنك المركزي العراقي يطلب من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي منحهم مبلغاً ما بين مليار أو مليون دولار لتسديد مستحقات الغاز لإيران، لذلك، ينبغي على العراق طرح موضوع البحث عن بدائل من السعودية أو الأردن”.

ومع تداعي الدور الإيراني في المنطقة سيما بعد سقوط نظام بشار الأسد، أوضح الراوي: “الآن الساحة الرئيسية التي ستقاتل إيران دفاعًا عنها حتى الموت هي العراق، لذلك كانت طهران في السابق وقد تستمر في ممارسة الضغوط على أي مشروع للتعويض عما تستودعه العراق من إيران بشكل عام، ولكن في هذه الحالة، تكمن المشكلة في أن العراق ليس لديه القدرة المالية ولا الأموال اللازمة لصرفها على إيران. فهل ستتفضل إيران بالتبرع بمليارات الدولارات من الغاز؟ بالتأكيد لا فطهران الآن في وضع صعب جداً”.

 

المصدر : RT

مقالات مشابهة

  • شهد تحولا واسعا.. تواصل بين بغداد وواشنطن بخصوص القوات الأميركية في العراق
  • العراق وتركيا يؤكدان أهمية تنفيذ الاتفاقية الإطارية في مجال المياه
  • بريطانيا تنشر استراتيجية لتعزيز قطاع الصلب وسط تهديد الرسوم الجمركية الأميركية
  • عرض استحواذ مفاجئ.. هل تخضع تيك توك لسيطرة الحكومة الأميركية؟
  • تداعيات خطة ترامب لتحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط على العراق
  • خبير عسكري يرسم خارطة تعامل ترامب مع مصر والأردن والعراق
  • منتخب الشباب العراقي لكرة القدم أمام نظيره السعودي
  • السوداني والسيناتورة الأمريكية يبحثان التعاون بين العراق والولايات المتحدة
  • السامرائي ومبعوث الأمم المتحدة يبحثان مستقبل سامراء والمشهد السياسي
  • تحذيرات من أن خطة ترامب لأوكرانيا تضعف الناتو وتقوض الحماية الأميركية لأوروبا