بعد مشاركة السيسي في القمة العربية الإسلامية| مصر “حصن الأمان” للقضية الفلسطينية بمواقف تاريخية.. وخبير يعلق
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
منذ السابع من أكتوبر 2023، ومع تصاعد الأحداث في الأراضي الفلسطينية، كثّفت مصر جهودها الدبلوماسية والسياسية لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتجلّت هذه الجهود من خلال سلسلة من المبادرات والقمم التي استضافتها القاهرة، مؤكدةً دورها المحوري في دعم القضية الفلسطينية.
وفي 21 أكتوبر 2023، استضافت مصر "قمة القاهرة للسلام"، بمشاركة دولية واسعة، بهدف مناقشة خفض التصعيد في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية. وسلّطت القمة الضوء على الجرائم المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين والأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع. كما وضعت خارطة طريق لتحقيق السلام، تبدأ بالتدفق الكامل والآمن للمساعدات الإنسانية، ثم التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار، وصولًا إلى مفاوضات لإحياء عملية السلام، بهدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
فتح معبر رفح وتقديم المساعدات الإنسانيةوبالتزامن مع عقد القمة، فتحت مصر معبر رفح البري لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية هناك. جاء ذلك تأكيدًا على التزام مصر بدعم الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته.
مواقف مصر الثابتةوأكدت مصر مرارًا على موقفها الراسخ الداعم للحقوق الفلسطينية، وإيمانها بالسلام كخيار استراتيجي لا حياد عنه، حتى تتحقق رؤية حل الدولتين، حيث تعيش الدولة الفلسطينية المستقلة جنبًا إلى جنب مع إسرائيل بسلام.
لم شمل الفصائل الفلسطينيةوفي ظل التصعيد الكبير الذي يشهده قطاع غزة، أخذت مصر على عاتقها دور الوسيط الفاعل في محاولة لاحتواء الأزمة وإعادة الاستقرار إلى المنطقة. ومن خلال جهود دبلوماسية مكثفة، أعلنت مصر عن أول مبادرة شاملة تهدف إلى تحقيق هدنة إنسانية وتهيئة الظروف لحل مستدام يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.
بنود المبادرة المصرية:
وقف إطلاق النار فورًا: تدعو المبادرة إلى التهدئة ووقف جميع العمليات العسكرية من الجانبين.إدخال المساعدات الإنسانية: فتح الممرات الآمنة لإيصال الإمدادات الضرورية إلى السكان في قطاع غزة.بدء مفاوضات شاملة: استضافة الأطراف الفلسطينية على طاولة حوار لتحقيق المصالحة الوطنية، بما يعزز وحدة الصف الفلسطيني.إحياء عملية السلام: الدفع باتجاه مفاوضات دولية لتحقيق حل الدولتين، استنادًا إلى حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.وضمن هذه المبادرة، تعمل مصر على تهيئة الأجواء لإنهاء الانقسام الفلسطيني، من خلال تقريب وجهات النظر بين الفصائل المختلفة. وتعد هذه الخطوة جزءًا من رؤية أوسع تسعى إلى تعزيز الموقف الفلسطيني في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
ولقيت المبادرة المصرية ترحيبًا واسعًا من عدة أطراف دولية وإقليمية، الذين أثنوا على دور مصر الريادي في تهدئة الأوضاع ودفع جهود السلام.
ومن خلال هذه الخطوة، تؤكد مصر التزامها التاريخي تجاه القضية الفلسطينية، وسعيها لتحقيق الاستقرار في المنطقة، بما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني وينهي معاناته المستمرة.
مشاركة الرئيس السيسي في القمة العربية الإسلاميةوفي إطار هذه الجهود، شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية الإسلامية، حيث أكد على ضرورة وقف الحرب والسعي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وجاءت هذه المشاركة لتعزز الموقف المصري الداعم للقضية الفلسطينية على المستويين الإقليمي والدولي.
ومن خلال هذه المبادرات والجهود، تواصل مصر دورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، ساعيةً لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، وضمان حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد الدكتور بهاء محمود الباحث في العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات، أن مصر لعبت دورًا محوريًا منذ اليوم الأول لحرب غزة، حيث مارست ضغوطًا كبيرة على الولايات المتحدة وإسرائيل بهدف وقف الحرب. كما بذلت جهودًا ملموسة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ورفضت الاستجابة لمطالب إسرائيل المتعلقة بالتنازل عن معبر رفح أو الشروط التي وضعتها لتحقيق هدنة.
وأوضح محمود في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن مصر كانت الداعم الأول لتهدئة الصراع في غزة، حيث عملت بشكل حثيث على حماية القضية الفلسطينية ومنع انتهاء الوضع بما يتماشى مع المطالب الإسرائيلية. وشدد على أن الدور المصري كان أساسيًا في التوصل إلى هدنة تسهم في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن أن مصر كانت سبّاقة في إيصال المساعدات إلى غزة، كما تواصل جهودها التاريخية لتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس. وأوضح أن هذه المصالحة تهدف إلى لمّ شمل الفلسطينيين وتعزيز موقفهم السياسي، ليس فقط في الحاضر، بل لضمان حماية القضية الفلسطينية في المستقبل. وبيّن أن نجاح مصر في هذا الإطار سيقلل من قدرة إسرائيل أو الولايات المتحدة على استخدام الخلافات الداخلية كورقة ضغط ضد الفلسطينيين.
وبهذا الدور البارز، تواصل مصر تعزيز موقعها كوسيط رئيسي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مسلطةً الضوء على أهمية المصالحة الداخلية ودعم الحقوق الفلسطينية، بما يضمن مستقبلًا أكثر استقرارًا للقضية الفلسطينية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فلسطين مصر حدود عام 1967 قمة القاهرة للسلام معبر رفح لم شمل الفصائل الفلسطينية الفصائل الفلسطينية المساعدات الإنسانیة القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی قطاع غزة من خلال
إقرأ أيضاً:
«محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» ورابطة الجامعات الإسلامية توقعان اتفاقية تعاون
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةوقعت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، ورابطة الجامعات الإسلامية، اتفاقية تعاون على هامش أعمال المؤتمر الدولي الثالث للدراسات الإسلامية، الذي نظمته الجامعة في أبوظبي، وهدفت الاتفاقية إلى تعزيز أواصر الشركة بين الجانبين، ودعم مخرجات المؤتمر العالمي لتعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة، الذي أطلقته رابطة العالم الإسلامي، ونصّت بنود الاتفاقية أيضاً على تقديم جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، عدداً من المنح الدراسية الجامعية للفتيات المسلمات، والإعلان عنها ضمن أعمال المؤتمر، على أن تحدد تفاصيل هذه المنح وآلية الاستفادة منها ضمن خطة عمل وبرنامج تنفيذي ملحق بالاتفاقية.
وقع اتفاقية التعاون الدكتور خليفة مبارك الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والدكتور سامي الشريف الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية.
وتعقيباً على هذا التعاون العلمي والأكاديمي، قال الدكتور خليفة الظاهري، إن توقيع الاتفاقية يأتي ضمن استراتيجية جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، ورؤيتها من أجل توسيع مظلة شركائها في مؤسسات التعليم العالمي إقليمياً ودولياً، وتعزيز التبادل العلمي والأكاديمي، وتوثيق الصلات المعرفية معها، وإقامة شراكات علمية تخدم مسيرتها في هذا الصدد، مؤكداً أن الاتفاقية تخدم شريحة كبيرة من الفتيات في المجتمعات المسلمة؛ لذلك أولتها الجامعة أهمية قصوى، وستعمل على تنفيذ بنودها على أرض الواقع، ولن تدخر وسعاً في تحقيق أهدافها وغاياتها الكبرى، وأشاد بالتعاون القائم بين جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، ورابطة الجامعات الإسلامية في هذا الصدد.
من جانبه، أكد الدكتور سامي الشريف أن رابطة الجامعات الإسلامية تعتز بعضوية جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية وأنشطتها المتميزة وتجاوبها الفعال في مجال التعاون مع الرابطة. وأضاف معالي الأمين العام أنه ناقش مع مدير الجامعة سبل التعاون والتنسيق في المستقبل، وعلى رأسها عقد مجموعة من الدورات التدريبية لعدد من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات الأعضاء بالرابطة في سبل الارتقاء بتدريس المقررات الشرعية، وكذا التعاون في إعداد اتفاقيات مع الجامعات الأعضاء.