شبكة الأمة برس:
2024-12-26@22:42:45 GMT

أرض الصومال تصوت وسط توترات في القرن الأفريقي  

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

‍‍‍‍‍‍

 

 

مقديشو- من المقرر أن تعقد أرض الصومال، المنطقة المنشقة عن الصومال والتي تواجه عاصفة دبلوماسية، انتخابات رئاسية يوم الأربعاء المقبل في وقت متوتر في منطقة القرن الأفريقي.

أعلنت المنطقة الواقعة في شمال غرب الصومال استقلالها من جانب واحد في عام 1991، وكانت أكثر استقرارا وسلاما من بقية أنحاء البلاد منذ ذلك الحين.

الجمهورية المعلنة من جانب واحد لها أموالها وجوازات سفرها وجيشها الخاص، ولكن لم تعترف بها أي دولة في العالم.

والآن أصبحت محور نزاع كبير بين الصومال وإثيوبيا، يخشى المراقبون الدوليون أن يشعل فتيل الصراع في المنطقة المضطربة.

وفي يناير/كانون الثاني، وقع رئيس أرض الصومال موسى بيحي اتفاقا مع إثيوبيا يعرض بموجبه عقد إيجار 20 كيلومترا (12 ميلا) من ساحلها على البحر الأحمر لجارتها غير الساحلية.

ويقول إن إثيوبيا ستعترف بأرض الصومال في المقابل، على الرغم من أن أديس أبابا لم تؤكد ذلك مطلقًا ولم يتم الكشف عن التفاصيل الكاملة للاتفاق مطلقًا.

وأثارت مذكرة التفاهم غضبا شديدا في الصومال، ما أدى إلى تصعيد كلامي وعسكري مع إثيوبيا، ما أثار قلق المجتمع الدولي.

- "الأجندة الرئيسية" -

ولم ينتقد منافسا بيهي في الرئاسة، عبد الرحمن محمد عبد الله وفيصل علي واراب، الاتفاق.

وتعهد بيهي، البالغ من العمر 76 عاما، والذي يتولى السلطة منذ عام 2017، من حزب كولميه، بإحراز تقدم بشأن الاتفاق إذا أعيد انتخابه.

وقال المحامي والمحلل السياسي المحلي جوليد أحمد جامع: "هذه هي حجته الرئيسية وأجندته الرئيسية في الانتخابات".

لكن جاما قال إن الاقتصاد والاستقرار السلمي أكثر أهمية بالنسبة للناخبين البالغ عددهم 1.2 مليون ناخب في هذه المنطقة الفقيرة.

ورغم أن المظاهرات التي سبقت الانتخابات كانت بمثابة شغب حيوي متعدد الألوان، فإن الحملة كانت ساخنة في كثير من الأحيان، حيث اتهمت المعارضة بيهي على سبيل المثال بتقسيم أرض الصومال.

وقال أحد أنصار المعارضة ويدعى هود عبدالله آدن لوكالة فرانس برس إن المنطقة "تراجعت" خلال السنوات السبع التي قضاها بيهي في السلطة، مشيرا إلى "الصراع والتضخم والجوع" من بين مشاكلها.

ويتهم المنتقدون بيهي، الجندي السابق الذي قاد النضال من أجل الاستقلال، بالحكم الاستبدادي الذي خلق انقسامات قبلية وأدى إلى خسارة منطقة سول في عام 2023 بعد أشهر من الاشتباكات مع القوات الموالية لمقديشو.

واندلعت أيضًا احتجاجات - قمعتها الحكومة بعنف - بعد أن أرجأ بيهي الانتخابات لمدة عامين في عام 2022 "لأسباب فنية ومالية".

والمنافس الرئيسي لبيهي هو عبد الرحمن محمد عبد الله المعروف باسم "إرو" وهو من حزب وداني.

كان أحمد قاسم يوسف سفيرًا سابقًا للصومال لدى الاتحاد السوفييتي آنذاك وفنلندا، ومتحدثًا باسم برلمان أرض الصومال لفترة طويلة. ولم يقدم الرجل البالغ من العمر 68 عامًا سوى القليل من التغييرات السياسية الملموسة ولكنه يقول إنه سيكون شخصية أكثر توحيدًا.

وقال جاما "لا يوجد فرق واضح بين الحزبين السياسيين الرئيسيين من الناحية الإيديولوجية. ولكن هناك اختلافات بين شخصيات المتنافسين. وهذا مهم للغاية هنا في أرض الصومال".

 

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

شواطئ.. لماذا تتحارب الأمم؟ (1)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يمثل العنف المنظم نقمة ابتليت بها البشرية منذ العصر الحجري الحديث على الأقل، وقد عانى القرن العشرون من حربين عالميتين مدمرتين بشكل هائل، أدت كل واحدة منهما إلى مشاريع كبرى تالية للحرب، والتي هدفت إلى الحيلولة دون وقوعها مرة أخرى، نجح المنتصرون في الحرب العالمية الثانية إلى حد كبير في جعل أوروبا منظمة سلام، لكنهم لم ينجحوا في درء أكثر من خمسين حربًا بين الدول، والتي نشبت في بقية أجزاء العالم خلال العقود الستة الماضية، أدت هذه الحروب "الصغيرة" إلى إهدار كثير من الأرواح والموارد التي كان في الإمكان توجيهها بصورة أكثر ربحية إلى التعليم، والرعاية الاجتماعية والتنمية، تسبب التدخل الأنجلو – الأمريكي في العراق في إزهاق أرواح ما بين 600 ألف إلى مليون نسمة، كما كلف الولايات المتحدة أكثر من ثلاثة تريليونات دولار إذا تضمنت التكلفة المزايا والرعاية الصحية التي سيحصل عليها قدامى المحاربين. 

هناك إجماع بين العلماء على أن الحرب بين الدول في انخفاض – على عكس العنف داخل الدول، فعدد الحروب التي نشبت بين الدول، والحروب الاستعمارية والأهلية خلال العقود التي تلت العام 1945، انتهت حروب الاستقلال من الاستعمار في ثمانينيات القرن العشرين، كما أظهرت الحروب الأهلية انخفاضا حادًا بعد انتهاء الحرب الباردة، وعلى أي حال، فقد اشتعلت العديد من الصراعات الأهلية المريرة، بما في ذلك جولات العنف المتعلقة بتفكك يوغسلافيا، بحلول نهاية الحرب الباردة، وفتك الاتحاد السوفيتي وانهيار الأنظمة الشيوعية الأخرى، أما الحروب بين الدول وعددها قليل نسبيا، فتظهر انخفاضا طفيفا، وإذا انتهجنا منظورا تاريخيا أطول، فسنجد أن تواتر الحرب ظل في انخفاض طوال العصر الحديث، وكانت العقود التي تلت العام 1945 الأكثر سلمية في التاريخ المسجل من حيث عدد الحروب بين الدول، وحجم الخسائر في الأرواح التي نجمت عنها. 

بيد أنه يجب تقييم هذه النتيجة المشجعة مقابل الحقيقة المتشائمة التي تشير إلى أن الحروب الكبرى في القرن العشرين كانت في كثير من الأحيان أكثر تكلفة بكثير من سابقاتها، كانت الحربان العالميتان الأولى والثانية أكثر الحروب تكلفة في التاريخ، فقد نتج عنهما ما لا يقل عن 10.4 و50 مليون قتيل على الترتيب، أدى الحصار الاقتصادي لألمانيا وحلفائها في الحرب العالمية الأولى إلى إضعاف مقاومة السكان المدنيين بشدة لجائحة الإنفلونزا التي أعقبتها مباشرة، والتي يقدر أنها فتكت بنحو 1.1 مليون أوروبي، ويقدر أن حرب الهند الصينية (1964-1978) ربما أودت بحياة 1.2 مليون فيتنامى، كما فقدت فيها 58 ألف أمريكي أرواحهم، نتج عن الحرب بين إيران والعراق (1980-1988) أكثر من 1.1 مليون قتيل. 

نحن لا نحكم على معدل إماتة المُمرضات (مسببات المرض: pathogens) من حيث عدد مرات إصابتها للسكان بالعدوى، بل على النسبة المئوية للأشخاص التي تفتك بهم، ومن هذا المنظور تصبح الحرب في القرن العشرين أشد فتكا، حتى لو كان عدد مرات اندلاعها أقل، وإذا شملنا الحروب داخل الدول، وعمليات التطهير العرقي المحلية، وعمليات التطهير السياسي والعرقي، فإن معدلي وقوع وإماتته العنف السياسي سيرتفعان إلى حد كبير، وبقدر روبرت ماكنمار Mc Namara أن 160 مليون شخص قد قتلوا في أعمال عنف جرت خلال القرن العشرين، وبالتالي فإن نتائجنا التجريبية المطمئنة ليست مطمئنة في نهاية المطاف.   

وفى مقابل هذا التشاؤم يمكننا حشد حقيقة مغايرة قوية: عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم خلال الحرب النووية بين القوى العظمى، في خمسينيات القرن العشرين، عندما كانت الحرب الباردة في أوجها، وجهت الولايات المتحدة أسلحتها النووية على المدن السوفيتية والصينية، كان من التوقع أن تؤدى الخطة التشغيلية المتكاملة (SIOP)، التي أعدتها القيادة الاستراتيجية للقوات الجوية، إلى تكبيد الكتلة السوفيتية خسائر تتراوح بين 360و 525 مليون نسمة خلال الأسبوع الأول من الحرب.

 ومع ازدياد دقة نظم الإطلاق، صار في وسع القوى العظمى استخدام رؤوس حربية أقل قوة لتدمير الأهداف، مما أدى إلى تحول تركيزها من السكان إلى الأصول العسكرية والبنية التحتية الاقتصادية، بيد أن هذا لم يُحدث فرقًا كبيرًا في الممارسة العملية، وفى أواخر سبعينيات القرن العشرين شملت مجموعة أهداف الولايات المتحدة أكبر 200 سوفيتية، و80% من المدن السوفيتية التي يزيد عدد سكانها عن 25 ألف نسمة وفقًا لتشاركها في المواقع مع أهداف عسكرية وصناعية. وكان من المتوقع هجوم مضاد شامل أن يقتل ما بين 50 و100 مليون سوفيتي، وهذا الرقم لا يشمل الخسائر الناجمة عن الهجمات على أوروبا الشرقية، بلغ عدد الأسلحة النووية في ترسانات القوى العظمى نحو 70 ألفا في ذروته في منتصف ثمانينيات القرن العشرين، بيد أن حربا نووية متبادلة واسعة النطاق كانت ستفضي إلى نتائج أشد تدميرًا. ونجد أن بعض العلماء لا سيما كارل ساغان Sagan، كانوا يشعرون بالقلق من أن مثل هذه الحروب قد تهدد الحياة البشرية بأكملها عن طريق إحداث شتاء نووي Nuclear winter. 

قد تكون وتيرة الحرب في انخفاض، لكن الحروب المدمرة لا تزال تحدث، فحروب هذه الأيام وحشية ومهلكة وتصل إلى كل مكان، إنها حروب كلامية وعسكرية، سياسية وثقافية، فردية ودولية، محلية وعالمية، إنها حروب متناقضة، لكن يوجد بينها شيء مشترك هو أنها حروب همجية. 

من هنا تأتى أهمية الكتاب الذي وضعة ريتشارد نيد ليبو Richard Ned lebow الأستاذ الفخري في النظرية السياسية الدولية في قسم دراسات الحرب في كينجز كوليدج لندن وأستاذ فخري رئاسي في كلية دارتموث بعنوان (لماذا تتحارب الأمم؟ دوافع الحرب في الماضي والمستقبل) والذي نقله إلى العربية إيهاب عبد الرحيم علي، وهو ما سنحاول التعرف على تفاصيل الإجابة عن هذه المسألة المعقدة والكبيرة في سلسلة المقالات القادمة.        

وللحديث بقية   

مقالات مشابهة

  • عاجل -إضراب عمال ستاربكس يتوسع إلى أكثر من 300 فرع أميركي
  • بعد توترات في سوريا أدت لقتلى وجرحى.. عودة لـ الهدوء الحذر
  • 24 ساعة فارقة في القرن الأفريقي.. آبي أحمد يجهض إعلان أنقرة بشن هجوم على الصومال
  • إضراب عمال ستاربكس يتوسع إلى أكثر من 300 فرع أميركي
  • منهج المدارس في فلوريدا: هل يفي بتوقعات تدريس التاريخ الأفريقي الأمريكي؟
  • جنود مصريون في القرن الإفريقي.. ما أسباب مشاركة القاهرة في بعثة حفظ السلام في الصومال؟
  • أكاديمية الشرطة تنظم ورشة عمل عن «وحدات دعم السلام بالاتحاد الأفريقي»
  • خبير عسكري: إسرائيل خرقت اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان أكثر من 300 مرة
  • مسؤول بالكونغرس .. ترامب قد ينفذ صفقة القرن للسيطرة على تيك توك
  • شواطئ.. لماذا تتحارب الأمم؟ (1)