خطر متزايد في ميلانو.. تشكيل مخيم عشوائي جديد في ضواحي المدينة
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
في منطقة نائية من ضواحي مدينة ميلانو، تحديداً في شارع "بيستاجالي" بالقرب من خط السكك الحديدية، يظهر مخيم عشوائي جديد، يثير القلق بين السكان المحليين والمسؤولين. المخيم الذي بدأ في التوسع مؤخراً، يتألف من خيام وأكواخ خشبية، وقد شهد تواجداً واضحاً لمرافق وأدوات قد تشير إلى وجود أطفال صغار في المنطقة، مثل عربة أطفال عُثر عليها هناك.
النائب الإيطالي عن حزب "فراتيلي د’Italia"، ريكاردو دي كوراتو، والذي شغل سابقاً منصب نائب عمدة ميلانو، حذر من تفاقم الوضع ودعا إلى اتخاذ إجراءات سريعة لوقف هذا التوسع غير القانوني. في بيان أصدره، طالب دي كوراتو السلطات المحلية بتدخل فوري لإخلاء المنطقة، مؤكداً أن الأرض التي أُقيم عليها المخيم هي ملكية بلدية، ما يجعل من الضروري أن تتحرك البلدية بسرعة لوقف هذا الاحتلال العشوائي.
وأشار دي كوراتو إلى أن هذه المنطقة كانت قد شهدت في الماضي عملية احتلال مشابهة منذ حوالي عشر سنوات، حيث تكوّن هناك "قرية عشوائية" كانت تضم أكثر من 150 شخصاً، وتم إخلاؤها بعد حادث حريق كبير. وقد حذر من أن تكرار هذه الحوادث يمكن أن يشكل تهديداً إضافياً للأمن العام.
وفي إطار تحذيراته، طالب دي كوراتو أيضاً بإجراء تحقيق من قبل خدمات الرعاية الاجتماعية للتحقق من وجود أطفال في المخيم وضمان توفير الحماية والرعاية اللازمة لهم، داعياً إلى اتخاذ خطوات لضمان سلامة جميع أفراد المجتمع.
من جانب آخر، تأمل السلطات المحلية أن تتمكن من معالجة هذا الوضع قبل أن يتفاقم، وتؤكد أن هناك اهتماماً مستمراً من قبلها لمراقبة المخيمات العشوائية في ضواحي المدينة وضمان عدم تحولها إلى بؤر خطيرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ميلانو منطقة نائية السكك الحديدية مخيم عشوائي
إقرأ أيضاً:
البلهارسيا في اليمن…خطرٌ متزايد يهدد آلاف المواطنين! ( تقرير خاص)
يمن مونيتور/ من إفتخار عبده
“لم أكن أعلم أنني مصاب بمرض البلهارسيا، كنت أشعر بأعراضه ولكني كنت متغاضيًا عن الأمر حتى اشتد علي المرض وظهرت علي الأعراض بشكل مقلق، فقد كنت أشعر بحكة شديدة، وطفح جلدي وقشعريرة شبه مستمرة، وألم في العضلات، بالإضافة إلى احتقان وحروقة شديدة في البول”، بهذه الكلمات بدأ الشاب أحمد العبدلي حديثه لـ”يمن مونيتور “.
وأضاف العبدلي البالغ من العمر( 25 عاما )” تحولت الآلام عندي إلى الأسوأ حتى تفاجأت بألم لا يطاق مع وورم في الخصية اليمنى وتحول لون البول إلى الأحمر فذهبت إلى المختبر لإجراء الفحوصات وأخبرني الدكتور- حينها بأني مصاب بالبلهارسيا”.
ويُعَد مرضُ البلهارسيا من أكثر الأمراض الطفيلية انتشارًا في اليمن، إذ بات يهدد صحة آلاف المواطنين، خاصة في المناطق الريفية التي تعاني من ضعف البنية التحتية الصحية وضعف النظام الصحي، وصعوبة الحصول على العلاج اللازم.
وفي محافظة تعز وحدها تم رصد أكثر من 3000 حالة إصابة بمرض البلهارسيا خلال عام 2024، وفقًا لوحدة الترصد الوبائي في مكتب الصحة، التي وضحت أنه” تم رصد 3150 حالة إصابة بمرض البلهارسيا في المحافظة خلال العام الماضي 2024″.
ويتابع أحمد” بعدها ذهبت إلى طبيب آخر، أخصائي جهاز تناسلي والآخر طلب مني عمل كشافة فتفاجأت أني مصاب بنوعين من البلهارسيا أو بدودتين منها في المثانة، وهما تسببتا لي في كل هذه الآلام، بعدها أعطاني الدكتور علاجا لهذا المرض بالإضافة إلى مضاد حيوي ومسكن ألم وقد أخذت الجرعة كاملة لمدة شهر كامل فأحسست بالتعافي”.
وواصل” لا أخفيكم أنني كنت أسبح في البرك المائية عندما كنت في قريتي بريف وصاب، ذمار، فقد كانت السباحة في تلك البرك مفضلة لدى ولدى الكثير ممن كانوا بعمري أو أكبر أو أصغر، كنا نسبح ولا نعلم أن هذا الأمر سيحيل حياتنا إلى مأساة”.
*مرضٌ قاتل*
في السياق ذاته يقول الدكتور محمد الجلال( طبيب عام يعمل في مستشفى الصفوة بمدينة تعز” البلهارسيا مرضٌ قاتل صامت، وهو موجود منذ القدم ولكنه انتشر في الفترة الأخيرة والسبب يعود إلى أن بعض السكان يذهبون للمياه الجارية غير النقية ويسبحون مع أطفالهم فيها بغرض التنزه، كمياه وادي الضباب في تعز على سبيل المثال، فالبلهارسيا تنتقل عن طريق هذه المياه، كما أن مكافحة هذا المرض والحملات ضده اختفت في الفترات الأخيرة بسبب الأوضاع التي تعيشها البلاد”.
وأضاف الجلال لـ” يمن مونيتور” تنتقل العدوى بهذا المرض عند تبول أو تغوط المصابين في تلك المياه، فالتبول في المياه العذبة ينقل بيض البلهارسيا وتفقس البيض وتظهر الديدان وتصيب أنواعا معينة من قواقع الحلزون المتواجدة في المياه فتنمو وتتكاثر داخل القوقعة، وبعد ذلك يغادر الطفيلي القواقع وينتقل إلى المياه المحيطة، ويستطيع البقاء على قيد الحياة لمدة 48 ساعة وفي هذه المدة تستطيع الطفيليات اختراق جلد الأشخاص الذين يتعرضون لتك المياه سواء بالسباحة أو الاستحمام”.
وأردف” للقضاء على هذا الوباء ينبغي القضاء على الحلزون داخل المياه، أو نقضي على المرض نفسه بعمل حملات توزيع الأدوية المضادة لهذا المرض للمدارس والحواري وغيرها من الأماكن القريبة من هذه المياه الجارية، كما أنه يجب على الناس تجنب السباحة بهذه الأماكن الموبوءة”.
وتابع” يكون انتقال المرض أيضًا عن طريق دودة تدخل في الدم ثم تنتقل عن طريق الوريد الباري وبعدها تذهب للكبد وتقوم بتحجير الوريد وهذا يؤثر على الكبد وتقوم بالإضرار بالكبد عن طريق مخلفاتها، ولها أعراض كالألم في البطن عند منطقة الكبد، وكذلك إسهال مصحوب بالدم، وحروقة في البول، وأحيانا يكون هناك تحسس وطفح بالجلد”.
وأشار الجلال إلى أنه في السابق” كانت هناك حملات للقضاء على مرض البلهارسيا لكنها مؤخرًا أصبحت نادرة أو اختفت بشكل كامل وهذا ما جعل المرض ينتشر بهذا الشكل المخيف”.
وأكد” يوم أمس استقبلت حالتين للعناية المركزة، هذان الشخصان كان عندهما نزيف، إسهال مع دم، وقيء مع دم أيضًا، أحدهما عمره 31 عاما قال إنه كان مصابا بمرض البلهارسيا، وقد أصيب بتليف الكبد إثر ذلك، بالإضافة إلى أنه قد أصيب بدوالي في المريئ الذي سبب له هذا النزيف، جاء الينا وهو بهذه الحالة ونسبة دمه كانت 6 الأمر الذي لا يبشر بعودة العافية له”.
*طرق الوقاية*
ومن أجل الوقاية من الإصابة بهذا المرض يقول الجلال” يبغي عدم الذهاب الى أماكن المياه الراكدة والاستحمام أو السباحة داخلها، مياه الوديان والبرك الراكدة موبوءة 100% وينبغي تجنبها من قبل الريفيين والمدنيين، من أجل الحفاظ على السلامة، وقد يقول أحدهم أنا ذهبت قبل عام أو عامين ولم تظهر علي أي أعراض فأنا أقول له المرض لا يأتي من اليوم التالي لذهابك لهذه الأماكن، قد يحتاج الوقت عاما أو عامين أو أكثر، وبعدها تكتشف نفسك وقد أصبح كبدك منخولا فكلما تأخر ظهور المرض كلما كان أشد خطرًا على الإنسان”.
*السباحة في البرك الراكدة*
بدوره يقول طه عامر( 23عاما )” كنت أعاني من أعراض البلهارسيا ولم أكن أعلم أنني مصاب بها، وفي الوقت نفسه لم أكن أدرك مدى خطورة هذا المرض وكيف يتطور وأنه بإمكان هذه الدودة الصغيرة أن تقضي على الإنسان إذا ما تجاهلها”.
وأضاف عامر” قبل سنة من الآن اكتشفت أني مصاب بالبهارسيا بعدما ألح عليّ أحد الأطباء في مستشفى الثورة بمدينة تعز بعمل فحوصات لازمة لأعرف هل فعلا أنا مصاب بهذا، وكانت النتيجة أنني مصاب بها، فتداركت الأمر قبل فوات الأوان والحمد لله”.
وأشار عامر في حديثه لـ”يمن مونيتور” إلى أن” غالبية أبناء الريف يقومون بالسباحة في البرك والمياه الراكدة في فترة الصيف، ويرون في السباحة متعة كبيرة وقد كنت واحدًا من أولئك الذين يسبحون في البرك الصغيرة والكبيرة داخل القرى، ولم أكن أعلم أن هذا الأمر يسبب هذا المرض ولم تكن هناك توعية بهذا الخصوص من قبل الكبار وقتذاك”.
وتابع” هذا المرض مؤذٍ جدا، يهد الأجساد رويدا رويدا يُشْعر حامليه بأنهم ضعفاء جسيدا، بل ويؤثر على نفسياتهم في الكثير من الأوقات، المرض هذا لا يصيب داخل الإنسان بل يصيبه داخليا وخارجيا حتى يشعر صاحبه بالقلق الكبير على سبيل المثال عند حدوث الطفح الجلدي”.
وواصل” ينبغي أن تكون هناك حملات توعية بمخاطر السباحة في المياه الراكدة وعمل حملات ضد هذا المرض للمدارس والقرى النائية، والتوعية بخطر هذا المرض على الإنسان وأن التساهل به والوقاية منه قد يكلف الإنسان حياته “.
ويعاني اليمن انتشار العديد من الأمراض جراء تدهور الوضع الصحي والإنساني نتيجة الحرب المستمرة منذ نحو عشر سنوات.