أسرار القرآن الكريم.. تأملات في معنى "الرحمن الرحيم"
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
منذ فجر الإسلام، كان القرآن الكريم مصدرًا لا ينضب من المعاني العميقة التي يمكن أن نستنبطها في كل آية وكل لفظة. واحدة من أبرز تلك المعاني التي يوليها العلماء اهتمامًا خاصًا هي جملة "الرحمن الرحيم" الواردة في سورة الفاتحة، التي تعتبر من أعظم ما يستهل به المسلمون صلاتهم. وفي هذا السياق، يقدم العلامة ابن جماعة رؤى تأملية حول هذه الجملة العميقة، مع التركيز على معانيها اللغوية والدينية.
في تفسيره لقوله تعالى "الرحمن الرحيم"، يشير ابن جماعة إلى أن استخدام الصيغتين "الرحمن" و"الرحيم" ليس مجرد تكرار، بل يشير إلى معانٍ دقيقة. فالرحمن، وفقًا لابن جماعة، هو صيغة مبالغة تدل على كثرة الرحمة وعظمتها، في حين أن "الرحيم" تأتي للتأكيد على دوام هذه الرحمة. ويضيف أن "الرحمن" يتعلق برحمة الله في الدنيا، التي تشمل المؤمنين والكافرين على حد سواء، بينما "الرحيم" تتعلق برحمة الله التي تخص أهل الجنة في الآخرة، وهي رحمة لا تنقطع.
هذا الفهم العميق يكشف كيف أن القرآن يوجهنا إلى التأمل في رحمة الله الواسعة والعميقة، التي تبدأ من الدنيا وتستمر إلى الآخرة، مما يجعلها محورًا رئيسيًا في حياة المسلم.
السر الثاني: ترتيب ذكر "الرحمن" قبل "الرحيم"يتساءل العديد عن سبب تقديم "الرحمن" على "الرحيم" في الآية الكريمة. في هذا السياق، يشرح ابن جماعة أن "الرحمن" تعبر عن رحمة الله الواسعة التي تشمل الجميع في هذه الدنيا، بينما "الرحيم" تشير إلى الرحمة الخاصة بالمؤمنين في الآخرة، والتي تستمر بشكل دائم. هذا التقديم والتأخير ليس عبثًا، بل هو توجيه إلهي يبرز شمولية رحمة الله في الدنيا وخصوصيتها في الآخرة.
إن فهم هذه الأسرار القرآنية يساعدنا في تعزيز علاقتنا بالله تعالى، ويذكرنا بعظمته ورحمته اللامحدودة. فحين نقرأ "الرحمن الرحيم"، نذكر أنفسنا برحمة الله التي تحيط بنا في كل لحظة، سواء في الدنيا أو في الآخرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القرآن القران الكريم الرحمن الرحيم السر الرحمن الرحیم فی الآخرة رحمة الله
إقرأ أيضاً:
«التربية» تكرّم الطلبة الفائزين في مسابقة القرآن الكريم
كرّمت وزارة التربية والتعليم ممثلة في المديرية العامة لتطوير المناهج الطلبة الفائزين في مسابقة القرآن الكريم للعام الدراسي 2023/ 2024.
رعى حفل التكريم معالي الدكتور عبدالله بن سعيد السعيدي وزير العدل والشؤون القانونية، وبحضور معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم.
وتضمن الحفل قراءات مختارة من أربعة من الطلبة المشاركين في المسابقة، وأوبريت بعنوان: «نور أشرق قدمه مجموعة من الطلبة»، وعرض مرئي لطلبة الإعاقة البصرية، والفكرية، وتكريم (91) من المنظمين، ولجان المسابقة، والطلبة المشاركين في المسابقة، و(73) فائزا في مسارات المسابقة المختلفة.
وأكد الدكتور عبدالله بن سليمان الجامودي المدير العام للمديرية العامة لتطوير المناهج أن هذه المسابقةُ تأتي دعمًا للطلبة لمواصلة المسير في حفظِ كتابِ اللهِ الكريمِ، وتشجيعًا لهم على المضيِّ قدمًا للنَّهَلِ من معين القرآن الكريم والارْتِواءِ مِنْ ينبُوعه الصَّافي الذي لا ينضب.
وأوضح في كلمته أن الوزارة أولت أهمية كبيرة في تنمية اهتمام الطلبة بتلاوة القرآن الكريم وحفظه وذلك عبر مسارات عدّة، منها: مسابقة القرآن الكريم التي تُقيمها سنويًّا لجميع مدارس سلطنة عُمان؛ الحكومية والخاصة وتعزيز القيم في نفوس الطلبة، وحرصَتْ على كل ما من شأنه الرقي بالكوادر التربوية وصقل مهاراتها وقدراتها، وقد حظي قطاع تطوير مناهج التربية الإسلامية بالاهتمام، عبر تطوير مناهج الصفوف من الأول إلى العاشر، ومشروع المصحف الرقمي، وهو مصحف رقميّ تفاعليّ بقراءات عُمانية يشمل التجويد والتفسير، ويخدم الهيئة التدريسية والأسرة والطلبة بجميع فئاتهم، ومن بينهم ذوو الإعاقات، ومن المأمول أن يتم تدشينه في حفل الدورة القادمة.
واشتملت المسابقة على ثلاثة مسارات، هي: مسار مسابقة الحفظ العامة، وخصصت لطلبة التعليم المبكر، والتعليم الأساسي، وما بعد الأساسي في المدارس الحكومية والخاصة، واشتملت على خمسة مستويات في الحفظ، أما المسار الثاني مسابقة الحفظ الخاصة، وخصصت للطلبة من ذوي الإعاقة في المدارس الخاصة، والمدارس المطبقة للدمج السمعي، والفكري في المديريات التعليمية، وبه ثلاثة مستويات للحفظ، ويضم إلى هذا المسار المسابقة الخاصة بالطلبة ذوي الإعاقة البصرية، والمسابقة الخاصة بالطلبة ذوي الإعاقة الفكرية، والمسار الثالث للمسابقة خصصت لإتقان التلاوة، والصوت الحسن، وهي مسابقة تعنى بحسن تلاوة كتاب الله تعالى، وإتقان تطبيق أحكام التجويد.
وتسعى الوزارة من دعم مسابقة القرآن الكريم لطلبة مدارس سلطنة عُمان بشكل سنوي، والاهتمام بها إلى تعزيز أهمية القرآن الكريم في نفوس الطلبة، وتكسبهم الهوية الإسلامية، وتخدم مناهج التربية الإسلامية في جميع المراحل الدراسية، وتحسن الرصيد اللغوي، وتكسب الطالب القدرة على القراءة الصحيحة بتلاوة وبصوت حسن، وتحيي روح التنافس، وحب التعلم، وتؤهل الطلبة للمشاركة في المسابقات المحلية، والدولية.