مصر.. حكم قضائي بإلغاء الإيجار القديم يعيد تشكيل خريطة الوحدات السكنية
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
تمتلك السيدة إعتدال عقاراً مكوناً من أربعة طوابق في منطقة مصر الجديدة بالعاصمة المصرية القاهرة، قبل 30 عاماً قامت بتأجير الطابقين الثالث والرابع -لإعاناتها على مصاريف أبنائها- مقابل قيمة إيجارية زهيدة لا تكفي لشراء ربع كيلو من اللحم الأحمر الآن.
حاولت إعتدال مراراً وتكراراً رفع قيمة الإيجار لكن كل محاولتها باءت بالفشل، بسبب امتلاك المؤجر عقد إيجار قديم، والذي يشبه عقود التمليك إلى حد كبير حيث يظل الساكن في الشقة المؤجرة حتى وفاته، وقد يظل أولاده بها أيضاً ولا يستطيع صاحب الشقة إخلائها الإ في استتثناءات معينة.
في مصر توجد مئات الآلاف من الشقق التي يدفع ساكنيها مبالغ زهيدة لا تزيد عن أربعة جنيهات (0.081 دولاراً) لامتلاكهم عقد إيجار قديم مقابل وحدة سكنية قد تزيد مساحتها عن 100 متر في أحد أحيائها الراقية، بينما قد يدفع ساكن آخر في نفس العمارة ما يقرب من 15 ألف جنيه (نحو 738 دولار) مقابل نفس الوحدة بموجب عقد إيجار جديد.
قانون الإيجار القديم
وبعد سنوات طويلة من معاناة أصحاب الشقق التي تخضع لقانون الإيجار القديم، أصدرت المحكمة الدستورية العليا في مصر يوم السبت 9 نوفمبر تشرين الثاني، حكماً بعدم دستورية بعض الأحكام المتعلقة بتأجير الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، ويشمل ذلك بطلان تثبيت الأجرة السنوية للوحدات السكنية الخاضعة للقانون رقم 136 سنة 1981، بحسب الموقع الإلكتروني للحكمة الدستورية العليا.
ونص القانون الذي صدر قبل 43 عاماً، أنه فيما عدا الإسكان الفاخر، لا يجوز أن تزيد الأجرة السنوية للأماكن المرخص في إقامتها لأغراض السكن اعتباراً من تاريخ العمل بأحكام هذا القانون على 7% من قيمة الأرض والمباني وعلى ألا تقل المساحة المؤجرة لهذه الأغراض عن ثلثي مساحة مباني العقار.
وقدّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تصريحات له خلال مؤتمر "حكاية وطن" في أكتوبر تشرين من العام الماضي 2023، عدد الوحدات السكنية المغلقة الخاضعة لقانون الإيجار القديم بنحو اثنين مليون وحدة سكنية بقيمة تزيد عن تريليون جنيه.
وقال الخبير العقاري محمود داوود، إن الحكم القضائي بعدم دستورية ثبات القيمة الإيجارية سينعكس على أسعار إيجار الوحدات السكنية في مصر خاصة في أماكن مثل الزمالك والقصر العيني ومصر الجديدة والتي يسيطر الإيجار القديم على معظم الوحدات السكنية بها.
وأضاف لـ CNBC عربية، إنه ليس من المنطقي أن تكون قيمة الوحدات السكنية في عمارة ما 150 مليون جنيه ، في حين يقتصر إيجارها على 35 جنيهاً.
وأشار إلى أن تطبيق القانون سيساهم في إنعاش سوق العقارات في مصر، حيث سيخلق طلباً جديداً على الوحدات السكنية في المناطق المختلفة.
يبدأ تطبيق أثر الحكم من اليوم التالي لانتهاء دور الانعقاد التشريعي الحالي لمجلس النواب، أي بعد شهرين من الآن تقريباً.
وقالت المحكمة الدستورية العليا في معرض قرارها، إن تحديد الأجرة يتعين دوماُ أن يتساند إلى ضوابط موضوعية تتوخى تحقيق التوازن بين طرفي العلاقة الإيجارية، مما يوجب تدخل المشرع لإحداث هذا التوازن، فلا يمكّن المؤجر من فرض قيمة إيجارية استغلالًا لحاجة المستأجر إلى مسكن يأويه، ولا يهدر عائد استثمار الأموال -قيمة الأرض والمباني- بثبات أجرتها بخسًا لذلك العائد فيحيله عدمًا.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار فی مصر
إقرأ أيضاً:
"فوكس" يطالب بإلغاء تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية في 70 مدرسة بمدريد
سيجري نقاش في جلسة يوم الخميس في برلمان مدريد حول مقترح قدمه حزب « فوكس » اليميني المتطرف، يدعو حكومة العاصمة إلى إلغاء برنامج تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية، الذي يُدرّس حاليًا في 70 مدرسة بمنطقة مدريد.
وبحسب المقترح غير التشريعي الذي قدمته الناطقة باسم الكتلة البرلمانية لحزب فوكس، إيسابيل بيريز موينييو، فإن هذا البرنامج «يموّله المغرب من خلال مؤسسة الحسن الثاني – وهي مؤسسة تُعنى بإرسال أئمة إلى الدول الأوروبية لتوجيه الجالية المغربية المقيمة هناك – ويُنسق من قبل موظفين في سفارة المغرب بإسبانيا ووزارة التعليم والتكوين المهني».
وبحسب فوكس، فإن الأساتذة المكلّفين بالتدريس هم موظفون عموميون يتم اختيارهم من قبل الحكومة المغربية، «ولا يخضعون لأي رقابة من قبل السلطات الإسبانية أو سلطات مدريد»، وأن دور المدارس يقتصر فقط على توفير القاعات الدراسية.
احتجاج ضد الحجاب في المدارس
في السياق ذاته، أثيرت قضية أستاذتين تطالبان بمنع ارتداء الحجاب داخل الفصول الدراسية، وقد أعلنتا أنهما ستتوجهان إلى برلمان مدريد للمطالبة بموقف رسمي من « أيوسو ».
ويشير برنامج تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية إلى أهداف من بينها «تعزيز الهوية المغربية لدى المقيمين في إسبانيا، ودعم الاندماج المدرسي والاجتماعي والثقافي داخل النظام التعليمي الإسباني، وتطوير قيم الاحترام بين الثقافات – كالتسامح والتضامن – وغيرها».
ويُطبق البرنامج منذ سنة 2013، وبحسب بيانات وزارة التعليم، يتم تدريسه في 393 مؤسسة تعليمية في مختلف أنحاء إسبانيا، منها 70 مدرسة في مدريد وحدها.
وفي هذا الإطار، يسلط حزب « فوكس » الضوء على أن عدد الطلاب المسلمين في إسبانيا خلال السنة الدراسية 2023-2024 بلغ 386,070 طالبًا، من بينهم 49,516 في منطقة مدريد، ما يجعلها ثالث منطقة بعد الأندلس وكتالونيا من حيث عدد التلاميذ المسلمين.
ويحذر مقترح « فوكس » من أن «هذا التزايد لا يشكل تهديدًا على الثقافة الوطنية فحسب، بل يعمل ضد اندماج الطلاب المغاربة. الهدف يجب أن يكون تأقلمهم داخل الفصل الدراسي، لا الترويج للفصل والانقسام».
قضية تعيين المدرسين والمخاوف الأمنية
وفي ما يخص اختيار الأساتذة، ذكّر حزب « فوكس » بقضية أيمن عدلبي، رئيس اللجنة الإسلامية في إسبانيا، وهي الجهة المكلفة بتنظيم العلاقة بين المسلمين والدولة فيما يتعلق بالمساجد والمدارس، مشيرًا إلى أن «عدلبي خضع لتحقيق بتهمة الإرهاب، بعدما ثبت ضلوعه في شبكة جهادية كانت تُمَوَّل من خلال التبرعات وتوجه دعمًا لجماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا».
كما أشار الحزب إلى «توقيف إمام وأستاذ لغة عربية العام الماضي (2023) في مدريد، كان يحاول استقطاب قاصرين للانضمام إلى تنظيم داعش».
التركيبة السكانية والهوية الوطنية
وتبرز المقترحات التي تقدم بها حزب « فوكس » بيانات من المعهد الوطني للإحصاء (INE) تشير إلى أن الجالية الأجنبية التي تعرف أكبر نمو في إسبانيا هي الجالية المغربية. ووفقًا لإحصاءات يناير 2024، فإن عدد المسجلين من المغاربة بلغ 1,092,892، منهم 98,360 يعيشون في منطقة مدريد.
كما أفاد « فوكس » بأن «منذ عام 2009 وحتى 2023، منحت إسبانيا جنسيتها لـ401,961 مغربيًا، وهي أعلى نسبة بالمقارنة مع جنسيات أخرى، وتتجاوز بكثير عدد المجنسين من الجنسية الإكوادورية (250,000 شخص)».
ويختتم الحزب مقترحه بالقول: «نظرًا لأن التوجهات الديمغرافية تشير إلى تزايد سكاني مستمر من أصل مغربي، فإن من واجبنا أن نعمل من داخل إسبانيا على تعزيز التكيف الثقافي لهؤلاء المهاجرين مع الثقافة الإسبانية. لا يمكننا قبول الترويج أو التمويل أو تخصيص قاعات دراسية لبرامج تهدف إلى تقويض الثقافة الوطنية وخلق مواجهات ثقافية لا تؤدي إلا إلى الانقسام».
عن (eldebate.com)
كلمات دلالية المغرب ثقافة ديانة مدريد هجرة