لطم الخد عند الضيق.. بين الموروث الديني والفتاوى المعاصرة
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
لطالما كانت ظاهرة لطم الخد أو ضرب الوجه، خاصة في لحظات الضيق والحزن، جزءاً من ممارسات اجتماعية قديمة في بعض الثقافات، لكن في الآونة الأخيرة، بدأ العديد من الناس في العودة لهذه العادة، سواء بدافع التعبير عن الألم أو لحظات الحزن العميق.
الفتوى الدينية: حكم لطم الخدبحسب ما ورد في فتاوى دار الإفتاء المصرية ومركز الفتوى للأزهر، فإن لطم الخد أو ضرب الوجه عند وقوع المصائب ليس من السلوكيات المشروعة في الإسلام.
من الناحية النفسية، يشير العلماء إلى أن لطم الخد قد يكون له تأثيرات سلبية على الصحة العقلية. إذ قد يعزز من مشاعر العجز والحزن المفرط بدلاً من أن يساهم في معالجتها. إضافة إلى ذلك، قد يؤدي هذا الفعل إلى أضرار جسدية إذا تم بشكل عنيف. لذلك، ينصح العلماء بتجنب أي تصرفات قد تؤذي النفس جسديًا أو نفسيًا في أوقات الضيق.
التوجيهات الإسلامية: الصبر والاحتسابالإسلام، بحسب الفتاوى، يشجع على الصبر والاحتساب في مواجهة الأزمات. يتضمن ذلك اللجوء إلى الدعاء والتوجه إلى الله طلبًا للراحة والسكينة. كما أن الإسلام يوجه المسلمين إلى ممارسة الصبر مع التزام السلوكيات التي تحافظ على كرامتهم النفسية والجسدية، مثل التقرب إلى الله بالصلاة والذكر.
على الرغم من أن لطم الخد كان يُعتبر في الماضي وسيلة للتعبير عن الألم، إلا أن الفتاوى المعاصرة تؤكد على ضرورة تجنب هذا السلوك، والالتزام بأساليب إسلامية أكثر رحمة وصبرًا.
بعض الأدعية التي يمكنك الدعاء بها طلبًا للمغفرة:
اللهم اغفر لي ولأمي وأبي ولأهل بيتي وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.
اللهم إني أسالك مغفرتك ورحمتك، وأسألك أن تتجاوز عن سيئاتي، وتغسل خطاياي ببحر رحمتك.
اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني.
اللهم اجعلني من أهل المغفرة، واغفر لي بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنّا واغفر لنا وارحمنا.
اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضائك، أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تغفر لي.
اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي.
اللهم أنت عفو تحب العفو فاعف عني.
هذه الأدعية تحمل معاني الرجاء والطلب من الله بالمغفرة والرحمة، وتساعد على التوجه إلى الله بخشوع وتواضع في أوقات الحاجة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء الفتوى الضيق لطم الخد اللهم اغفر لی
إقرأ أيضاً:
في رثاء قريبي المعلم وفي شخصه رثاء من توفاه الله من معلمي بلادي
رحم الله قريبي المعلم الأستاذ الخلوق مصطفى محمد علي جبارة، توفى بعد مسيرة عطاء عريضة ومشوار حياة في السلك التعليمي والعمل التربوي والاجتماعي تاركاً سيرة عطرة وذكرى طيبة وروحاً نقية وميراثاً من القيم والمثل والخلق الرفيع، فهو من جيل المربين والمعلمين الأفاضل المؤمنين بالرسالة التربوية العظيمة، والموت سنة الله في خلقه تسري على جميع البشر منذ أن أوجد الله البشر على الأرض.
كان باشاً ذو محيا طلق وسجايا وخصال حميدة سباقاً الى ما فيه الخير والحث عليه وهي سمة مستوطنة في داخله فقد كان يعمل بصمت بعيداً عن صنيع المدح والثناء محتسباً الأجر على الله.
وورى جسده الطاهر الثرى في جمع غفير جله من تلاميذه وعارفي فضله وكان ذلك خير شاهد على محبته في نفوس أجيال تربت على يده. فقد كان محبوبا وسط الجيران وأهل القرية ومريدي حلقات تلاوة القرآن بالمسجد.
كان في داخله العلم والتربية والنور الذي هدى به الأجيال، حميماً شهماً ونبراسا وقدوة للأجيال، فالمعلم:
هو الضياء إذ عم الدجى وطغى
وصاحب العلم نجم في سماء الشهب
ان المعلم لا مخلوق يخلفه
في ذي الرسالة من فرد ولا حزب.
يا بنيه لا تبكوه واحتسبوا
إن الذي جاءه قد خُطّ بالقلم
ربي أرحمه فقد زدته خلقاً
وزاد عن غيره بالأخلاق والقيم.
عانى المعلمون في بلادي دهوراً من الظلم وشظف العيش بينما سفلة القوم يحيون في ترف ونعيم، وكما قيل: في بلادي يموت الانسان على عجل والبعوض يعيش طويلا.
الأمم التي كرمت المعلم نهضت ولعله من أسباب نهضة اليابان هو تكريمها وتشريفها للمعلم حتى قالت الحكمة لديهم: أبتعد عن المعلم سبعة أمتار حتى لا تطأ ظله.
وقال مؤسس سنغافورة الدولة الرائدة في النمو والازدهار: إن مهمتي هي بناء مؤسسات الدولة، أما مهنتكم أنتم أيها المعلمون فهي بناء الإنسان.
ولكن رغم الضنى فان للزمان ذاكرة تخلّد المعلم، كما قال شاعر النيل حافظ ابراهيم في رثاء صديقه أمير الشعراء أحمد شوقي:
خلّفت في الدنيا بياناً خالدا
وتركت أجيالا من الأبناء
وغداً سيذكرك الزمان ولم
يزل للزمان انصاف وحسن عزاء.
رحم الله الأستاذ مصطفى محمد علي جبارة ورحم الله من مات من معلمي بلادي وأسكنهم فسيح جناته والهم ذويهم الصبر والسلوان.
اللهم بيض وجهه يوم تبيض وجوه، اللهم أظله تحت عرشك يوم لا ظل الا ظلك.
انا لله وانا اليه راجعون.
حسين إبراهيم علي جادين
Hussainj@diwan.gov.qa