اعتبرت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية، أن رغبة الرئيس المنتخب دونالد ترامب في "إغلاق صنبور النفط الإيراني" قد يجعله يصطدم بالصين، وتحدثت عن حجم إنتاج النفط الإيراني وأساليب طهران في إخفاء عمليات تصدير النفط للالتفاف حول العقوبات.

 واستعرضت غلوبس أداء  ترامب تجاه إيران خلال ولايته الأولى، وقالت إنه لم ينسحب من الاتفاق النووي لعام 2015 فحسب، بل فرض أيضاً عقوبات على طهران ألحقت أضراراً بالغة باقتصادها، ولكن جو بايدن الرئيس المنتهية ولايته كان طامحاً للعودة إلى الاتفاق، وبالتالي تجنب تطبيقاً كبيراً للعقوبات بشكل عام، والنفط بشكل خاص، الذي شكل نحو 15 من المنتج الإيراني، وفي النتيجة احتفل النظام الإيراني بعائدات الذهب الأسود.

 

تشكيك إسرائيلي في اتجاهات #ترامب العائد للبيت الأبيضhttps://t.co/icDihuoJTn

— 24.ae (@20fourMedia) November 10, 2024  إيرادات النفط

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن ميزانية الحرس الثوري مضمونة من خلال عائدات النفط كأمر طبيعي، وبالتالي فإن الضرر الذي يلحق بتجارة الذهب الأسود الإيراني يعني الضرر للحرس الثوري، وكجزء من ميزانية العام المقبل التي تم إعدادها في أكتوبر (تشرين الأول)، تم التعهد بتقديم ما يقرب من 20% من عائدات تصدير النفط (حوالي 10 مليارات دولار) إلى الحرس الثوري، كما أن الجيش وُعد في ميزانية هذا العام بإيرادات تبلغ 200 ألف برميل يومياً، وسيتمتع العام المقبل بإيرادات قدرها 430 ألف برميل يومياً.

طرق إخفاء التجارة

وأنهت إيران عام 2023 برقم قياسي على مدى خمس سنوات في صادرات النفط، حيث بلغت نحو 1.29 مليون برميل يومياً، وعميلها الرئيسي كان الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، وفيما يتعلق بصادرات النفط، فقد اكتسب النظام الإيراني الكثير من الخبرة خلال السنوات الأخيرة في أساليب إخفاء التجارة معهم.
وأوضحت الصحيفة أن هناك أكثر من 300 ناقلة مسجلة في دول أجنبية تشكل "أسطولاً شبحياً"، وتتم حركتها مع إيقاف أو تعطيل أنظمة الملاحة وتحديد الهوية والتسجيل المزور للوثائق، وتشمل التحركات الروتينية الأخرى للإخفاء، نقل النفط من خزان إلى خزان آخر، وتسجيل دولة ثالثة كمصدر للنقط واستخدام شبكات معقدة لتحويل الأموال من خلال مختلف الأطراف والشركات. 

ماليزيا محطة للنفط

وتشير بيانات الجمارك الصينية، إلى أن حجم واردات النفط من ماليزيا في يوليو (تموز) بلغ 1.53 مليون برميل يومياً أي أكثر 12 مرة مما كانت عليه قبل خمس سنوات، عندما انسحب ترامب  من الاتفاق النووي، وهذا حجم الصادرات أكبر بثلاث مرات من معدل الإنتاج الماليزي، والتفسير الوحيد المعقول لذلك هو أن إيران تستخدم تجاراً في بلدان مختلفة، بما في ذلك ماليزيا، لـ"تلوين" النفط وجعله محلياً، ومن ثم في طريقه إلى الصين.
وتقول الصحيفة إنه من أجل إغراء العملاء بشراء النفط رغم العقوبات، تقدم إيران خصماً بنسبة 15% على براميل النفط، وهذا الافتراض، بحسب خبراء السوق، لا يُدخل النظام الإيراني في خسائر لأن التكلفة الهامشية للإنتاج في إيران منخفضة مقارنة بالدول الأخرى.

مسار تصادمي

وقالت إن إغلاق الحاجز أمام صادرات النفط الإيرانية قد لا يدفع واشنطن فحسب إلى مسار تصادمي مع طهران التي تجني  بحسب "نيويورك تايمز" ملياري دولار شهرياً من صادرات النفط إلى الصين (حوالي 5% من إجمالي الصادرات الإيرانية)، بل أيضاً إلى صدام كبير مع بكين، وبحسب معلومات قدمتها شركة مراقبة التجارة "كيبلر" لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن الصين تستورد نحو 15% من نفطها من إيران. 

تقرير: نهج ترامب يساعد إسرائيل في تحقيق أهداف الحربhttps://t.co/mp2UfnfOZ0

— 24.ae (@20fourMedia) November 8, 2024  التطورات الجيوسياسية

وخلال الشهر الماضي بالفعل، لوحظت آثار التطورات الجيوسياسية على النفط الإيراني، وكانت هناك مخاوف من أن تهاجم إسرائيل منشآت النفط رداً على الهجوم الصاروخي في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، وكانت الناقلات تخشى دخول الموانئ، وكانت النتيجة انخفاضاً يتراوح بين 200 ألف و350 ألف برميل يومياً في صادرات النفط الإيرانية في أكتوبر (تشرين الأول).
وفي كيبلر، لاحظوا أن شحنات النفط انخفضت من 1.82 مليون برميل إلى 1.47 مليون برميل يومياً في أكتوبر ، وفي الوقت نفسه، قدرت شركة "فورتكسا" لمراقبة الشحن تصدير النفط الإيراني بنحو 1.5 مليون برميل يومياً. وأوضحت الصحيفة أن معدل الإنتاج الإيراني يبلغ 3.5 مليون برميل يومياً.
وقدرت "ذا إيكونوميست" أن إيرادات إيران من النفط بلغت 70 مليار دولار العام الماضي، فيما يشيرون في كيبلر إلى أن انخفاض صادرات النفط الشهر الماضي كلف النظام الإيراني 800 مليون دولار، بسبب مخاوف من الهجمات الإسرائيلية، مستطردة: أن قرار البيت الأبيض بإغلاق صنبور النفط سيكون له تأثير أكبر بكثير على إيران، التي يعيش بالفعل حوالي 33٪ من مواطنيها تحت خط الفقر".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل الهجوم الإيراني على إسرائيل الحرس الثوري الإيراني ترامب ملیون برمیل یومیا النظام الإیرانی النفط الإیرانی صادرات النفط

إقرأ أيضاً:

إيران تدرس رسالة ترامب وأميركا تصعد عقوباتها

أكدت إيران، الخميس، أنها ما زالت تدرس ردها على الرسالة التي بعث بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يحث فيها على التفاوض أو مواجهة عمل عسكري، في الوقت الذي فرضت فيه واشنطن عقوبات على وزير النفط الإيراني وسفنٍ تساعد طهران على إخفاء شحناتها من النفط.

فقد أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أنهم تلقوا رسالة من ترامب "وهي تخضع للمراجعة حاليا".

وأضاف بقائي أن "القرار بشأن كيفية الرد سيُتّخذ بعد تقييم معمق"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".

وكان أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، قد نقل الرسالة الأربعاء إلى طهران حيث التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.

وكشف ترامب الأسبوع الماضي أنه بعث برسالة إلى المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، يضغط فيها للتفاوض بشأن الملف النووي، أو مواجهة عمل عسكري محتمل.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، أعاد ترامب العمل بسياسة "الضغوط القصوى" التي اعتمدها حيال إيران خلال ولايته الأولى، لكنه تحدث في الوقت ذاته عن السعي لاتفاق جديد بشأن برنامجها النووي، بدلا من اتفاق 2015 الذي سحب بلاده منه بشكل أحادي في 2018.

إعلان

عقوبات نفطية

من جهة ثانية، قالت وزارة الخزانة الأميركية إنها فرضت الخميس عقوبات على وزير النفط الإيراني محسن باك نجاد وبعض السفن التي ترفع علم هونغ كونغ وتشارك في أسطول ظل يساعد إيران على إخفاء شحناتها من النفط.

وتتضمن سياسة "الضغوط القصوى" على إيران محاولات لوقف صادراتها النفطية تماما لمنع طهران من الحصول على سلاح نووي وتمويل جماعات مسلحة.

وذكرت الوزارة في بيان أن باك نجاد "يشرف على تصدير نفط إيراني بعشرات المليارات من الدولارات، ويخصص للقوات المسلحة الإيرانية كميات من النفط بمليارات الدولارات لتصديرها".

وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في بيان "يواصل النظام الإيراني استخدام عوائد الموارد النفطية الهائلة في البلاد لتعزيز مصالحه الخاصة الضيقة والمثيرة للقلق على حساب الشعب الإيراني".

وأضاف "ستعمل وزارة الخزانة على مواجهة وإحباط أي محاولات من النظام لتمويل أنشطته المزعزعة للاستقرار وتعزيز أولوياته الخطيرة".

وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي الأغراض.

وقالت وزارة الخزانة إنها فرضت عقوبات أيضا على مالكي أو مشغلي سفن سلمت نفطا إيرانيا إلى الصين أو نقلته من المخازن هناك. وأوضحت أنها موجودة في دول عديدة، من بينها الهند والصين.

أسطول ظل

ويعتمد الجيش الإيراني على أسطول ظل ضخم من السفن لإخفاء شحنات نفط إلى الصين تُقدر بمليارات الدولارات.

وأوضحت الوزارة أن من بين السفن التي فرضت عليها عقوبات، سفينة "بيس هيل" التي ترفع علم هونغ كونغ والشركة المالكة هونغ كونغ هيشون المحدودة للنقل والتجارة، وسفينة "بولاريس 1" التي ترفع علم إيران، وشركة "فالون شيبينغ" المسجلة في سيشل، وشركة "إيتاجوا سيرفيسز" المسجلة في ليبيريا.

واستهدفت الولايات المتحدة بالعقوبات أيضا سفينة كورونا فن التي ترفع علم بنما، قائلة إنها تلاعبت بأنظمة التعريف التلقائي لإخفاء الجهود المبذولة لشحن النفط الإيراني، وسفينة سيسكاي التي ترفع علم سان مارينو لنقلها زيت الوقود نيابة عن شركة النفط الوطنية الإيرانية إلى الصين.

إعلان

وتمنع العقوبات الكيانات المستهدفة من الوصول لأصولها الموجودة بالولايات المتحدة وتحظر على الأميركيين إجراء أي معاملات معها.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها فرضت عقوبات على 3 كيانات و3 سفن.

مقالات مشابهة

  • صادرات سلطنة عُمان من النفط تتجاوز 25.8 مليون برميل
  • الصين وروسيا تدعمان إيران مع ضغط ترامب لإجراء محادثات نووية
  • إيران تؤكد استمرار تصدير الكهرباء الى العراق
  • إيران تندد بالعقوبات الأمريكية على وزير النفط وتصفها بـ "النفاق"
  • اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النووي الإيراني والعقوبات الأمريكية
  • إيران تدرس رسالة ترامب وأميركا تصعد عقوباتها
  • وزارة الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على وزير النفط الإيراني
  • الصين تدعو إلى حل دبلوماسي لمسألة ملف إيران النووي قبل محادثات بكين
  • النفط النيابية: حقول ميسان تنتج قرابة 300 ألف برميل من النفط و140 مقمق من الغاز يومياً
  • لجنة النفط: حقول ميسان تنتج قرابة 300 ألف برميل يوميا من الخام