سلطان مشعل: الخرطوم بعد بغداد ..
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
الخرطوم تتعرض حاليا لما تعرضت له بغداد من غزوِِ غادرِِ أجنبيِِ ولأن الخرطوم
تشبه بغداد في موقعها كبوابة جنوبية للعالم العربي فهي معرضة لأطماع أعراق وأجناس وقوميات على امتداد العمق الأفريقي كما هو حال بغداد مع التتر والخزر والفرس والمغول في العمق الآسيوي .
جحافل الغدر تحينت الفرصة وغزت الخرطوم وكما هو حال بغداد عبر مجموعات من قوادين محليين عرفوا في العراق والسودان بجماعة (تعالوا احتلونا) .
وبنفس الحقد الممنهج الذي خُطط ونُفذ في بغداد كانت الخرطوم على موعد مع النسخة الشبيهة والتي تمثلت بإعداد وحشد سبعين ألف عنصر إلى داخل الخرطوم بمعدات متكاملة وخطة مدروسة وتحت اسم (الدعم السريع)
ولهذا العدد الضخم أسند الرعاة نفس الأهداف التي أُسندت لأمثالهم سابقا فيما يخص بغداد والمتمثلة بالآتي :
1/قتل رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة ومن ثم تصفية ضباط الجيش والأمن والشخصيات المهمة في الدولة واعتقال بقية أفراد الجيش
2/احتلال كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وإتلاف الأرشيفات وقواعد البيانات والوثائق ونهب كل شيئ
3/نهب البنوك والمؤسسات المالية المختلفة سواء العامة أوالخاصة واحتلال مبانيها ومرافقها
4/إحتلال المستشفيات والمراكز الصحية والسيطرة على كل شيئ له علاقة بالصحة من ادوية ومعدات طبية وغيرها
5/إعتقال رجال الدولة والشخصيات الوطنية وقادة الرأي والأكاديميين والتجار والصحفيين ورجال الأمن وتصفيتهم عبر جماعات يتم توصيفها فيما بعد ب (المنفلتة)
6/إحتلال منازل المواطنين ومصادرة ممتلكاتهم وإتلاف وثائقهم الشخصية المتعلقة بهوياتهم وانتهاك حرماتهم واتخاذ جزء منهم دروعا بشرية واعتقال وتعذيب آخرين وتهجير من تبقى
7/إحراق المكتبات وبيوت الثقافة ودور النشر ونهب المتاحف والمخطوطات
8/إتلاف السجل المدني والسجلات الأكاديمية وإتلاف كل ما له صلة بالمعلومات والإحصاءات والبيانات الجمعية للدولة السودانية
9/إطلاق السجناء والمجرمين مقابل تجنيدهم وفق مخطط الغزاة
10/توطين الغرباء القادمين من الخارج وإحلالهم بالخرطوم بديلا عن السكان الحقيقيين وفق خطة ديموغرافية مدروسة – كما حصل ببغداد – وبعد أن تم تزويدهم بوثائق هويات مزورة
11/تعميم ما حصل في الخرطوم على بقية ولايات ومناطق السودان حسب خطة مدروسة وممولة وممنهجة وبالتقسيط ووضع السودان في اكبر ازمة إنسانية عالمية على امتداد القرنين العشرين والحادي والعشرين
12/ وكما كانت بغداد العراق منطلقا لمجاميع الغجر الشعوبيين نحو الشام والجزيرة العربية فالخرطوم السودانية يراها أولئك منطلقا نحو مصر والدول العربية في شمال وغرب أفريقيا
ولعل القارئ الحصيف يستذكر الانقضاض المفاجئ ومن اليوم الأول على قاعدة مروى الجوية شمال السودان والقريبة من الحدود المصرية وأسر وإهانة افراد الكتيبة المصرية التي كانت في مهمة تدريبية في إطار العلاقات بين الجيشين العربيين الجارين .
خلاصة القول هي أن نصف خطة العدو هو ما تم تنفيذه فقط إلى الآن بينما أفشل الجيش السوداني بمعجزة عظيمة افشل النصف الآخر منذ الوهلة الأولى ولعل ابرز ما في ذلك هو نجاة رئيس الدولة القائد الأعلى من التصفية بعد مقتل ثمانية وأربعين من عناصر حراسته وأقاربه .
فأي عاصمة في العالم يمكن ان تصمد أمام هذا العدد الكبير والجيش الجرار والسيل المتدفق من مجاميع غجرية وحشود شعوبية أعدها ودربها الراعي المبرز في مجال التكنولوجيا وأساليب الفناء ؟! وقد رأينا كيف ترتعش باريس وبون وواشنطن ومدريد أمام مجاميع مثلية وملثمة هدفها الاحتجاج لا غير !!
والجميع رأى موسكو كيف كانت قاب قوسين او ادنى من السقوط أمام مجاميع من فاغنر كانت تقطع الف كيلو متر في طريقها لموسكو لولا تدخل رئيس بيلاروسيا عبر الهاتف والذي استطاع بمعجزة إثناء تلك المجاميع عن هدفها ومنع سقوط الامبراطورية الروسية وما ادراكم ما الامبراطورية الروسية
ف/ لك الله يا الخرطوم !! لقد انتصبت قامتك في زمن الانحناءات وارتفعت رايتك في زمن الانتكاسات وثبت أبناؤك في زمن السقطات وأسقطتِ ودحرتِ واحدة من اكبر وأهم وأقذر المؤامرات !!
بقي السؤال :
أكو عرب ؟ !
سلطان مشعل
نقلا عن موقع عدن الغد
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الحرب في السودان تدخل عامها الثالث بعد سقوط الآلاف وتشريد الملايين .. ولا نهاية في الأفق
الخرطوم "أ ف ب": دخلت الحرب في السودان اليوم عامها الثالث بعد أن خلفت عشرات الآلاف من القتلى وأدت إلى تشريد 13 مليون شخص متسببة بأكبر أزمة إنسانية في التاريخ الحديث من دون أن تلوح لها نهاية في الأفق.
وخلال الأسبوع الماضي وحده، قتل 400 شخص ونزح 400 ألف آخرون في هجوم شنته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم في شمال دارفور، وفق أرقام الأمم المتحدة.
واشتدت المعارك في إقليم دارفور غرب السودان بعد إعلان الجيش استعادته السيطرة على العاصمة الخرطوم.
من جهته، أعلن الجيش السوداني أنه نفذ الاثنين "ضربات جوية ناجحة استهدفت تجمعات العدو شمال شرق الفاشر" وأدت إلى مقتل عدد من المقاتلين وتدمير مركبات عسكرية.
واندلع النزاع في السودان بين الحليفين السابقين، عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني ونائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023 وسرعان ما امتدت الاشتباكات التي بدأت في الخرطوم إلى معظم ولايات البلد المترامي الأطراف.
وفي غضون ساعات تحولت مدينة الخرطوم الهادئة إلى ساحة حرب تملؤها الجثث بينما لاذ مئات الآلاف بالفرار.
خلال عامي الحرب اتُهم طرفا النزاع، الواقعان تحت العقوبات الأميركية، بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين بينها القصف العشوائي واستهداف الأحياء السكنية والبنى التحتية. وتواجه قوات الدعم السريع تحديدا اتهامات بالعنف الجنسي الممنهج والإبادة الجماعية والنهب.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في بيان اليوم إن السودانيين "محاصرون من كافة الجهات - حرب وانتهاكات واسعة النطاق ومهانة وجوع وغيرها من المصاعب. يواجهون حالة من اللامبالاة من العالم الخارجي، والذي لم يُبدِ خلال العامين الماضيين اهتماما يُذكر بإحلال السلام في السودان أو إغاثة جيرانه".
كابوس لا ينتهي
ويقول عبد الرافع حسن (52 عاما) وهو من سكان جنوب الخرطوم "كنا نعيش في رعب من تصرفات أفراد الدعم السريع في الطرقات أو عندما يقتحمون المنازل". ويضيف حسن الذي بقي في الخرطوم وكالة فرانس برس أنه خسر نصف وزنه خلال سنتين.
ويتابع حسن "الآن بعد أن تحررت منطقتنا منهم نعيش في أمان لكن نعاني من نقص في خدمات المياه والكهرباء" مؤكدا أن معظم مستشفيات العاصمة لم تعد تعمل.
وفي ولاية الجزيرة بوسط السودان يؤكد محمد الأمين (63 عاما) أن مواطني مدينة ود مدني يعيشون "بلا كهرباء". ويضيف "بعد تحرير المدينة حدثت بعض المعالجات للمياه لكنها تتوفر حوالي 8 ساعات في اليوم".
بعد دخول الجيش السوداني الخرطوم الكبرى، عادت زينب عبد الرحيم إلى منزلها في بَحْري لتجد أنه "نُهب بالكامل".
وتقول زينب عبد الرحيم وكالة فرانس برس إن المدينة محرومة من مياه الشرب والكهرباء، مشيرةً إلى صعوبة الحصول على الأدوية أو الوصول لمستشفى ما زال يعمل. وتضيف "للحصول على المواد الغذائية علينا الذهاب إلى أم درمان (على بعد نحو 9 كيلومترات) فسوق مدينة بحري محطم واحترق".
استمرار تدفق السلاح
شهد إقليم دارفور أكثر المعارك حدة في الأشهر الماضية، خصوصا مع محاولة قوات الدعم السريع السيطرة على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي آخر مدينة رئيسية لا تزال خارجة عن سيطرتها في الإقليم.
وأطلقت هذه القوات الأسبوع الماضي هجوما جديدا عند أطراف الفاشر التي تحاصرها، أتاح لها السيطرة على مخيم زمزم الذي يعاني المجاعة، بعد يومين من القصف المدفعي العنيف وإطلاق النار.
ونقلت الأمم المتحدة الاثنين عن "مصادر موثوقة" تأكيدها أن حصيلة هذه المعارك تجاوزت 400 قتيل، بينما فرّ نحو 400 ألف شخص من المخيم، حسبما أفادت المنظمة الدولية للهجرة.
ويرى محللون أن قوات الدعم السريع ستركز في الفترة المقبلة على تأمين المناطق الحدودية وضمان خطوط إمدادها، ما يعزز الانقسام في البلاد التي يسيطر الجيش السوداني على شمالها وشرقها بينما تسيطر الدعم السريع وحلفاؤها على الغرب ومناطق في الجنوب.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش الإثنين إن السودان "لا يزال عالقا في أزمة ذات أبعاد مذهلة يدفع فيها المدنيون الثمن الأعلى" داعياً إلى "إنهاء هذا الصراع العبثي".
ودعا غوتيريش "المتمتعين بأكبر قدر من النفوذ لدى الأطراف" المتحاربة إلى "استخدام هذا النفوذ لتحسين حياة شعب السودان بدلا من إطالة أمد هذه الكارثة".
وشدد غوتيريش في بيانه على أهمية "وقف الدعم الخارجي وتدفق الأسلحة" مشيراً إلى "مواصلة تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى السودان بما يسمح باستمرار الصراع وانتشاره".
وجاء بيان غوتيريش عشية اجتماع دولي بلندن اليوم "للاتفاق على خارطة طريق لإنهاء المعاناة"، وفقاً لوزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الذي حذر من أن استمرار العنف في السودان يدفع الآلاف إلى اللجوء إلى دول المنطقة مؤكداً أن "السودان المستقر والآمن هو أمر حيوي لاستقرار المنطقة".
وشارك في الاجتماع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والإمارات المتحدة وتشاد وممثلون عن الاتحاد الأوروبي بينما غاب عنه طرفا النزاع السوداني.
وأحصت الأمم المتحدة قتل أو تشويه 2776 طفلا بين 2023 و2024 في السودان، مقابل 150 في 2022. ومن المرجح أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى.
ومن الصعب التوصل لأرقام دقيقة لضحايا حرب السودان بسبب انهيار القطاع الصحي، إلا أن المبعوث الأممي السابق إلى السودان توب بيرييلو قدر عدد القتلى بنحو 150 ألفا.