تنظم الآن السفارة البريطانية في مصر مؤتمرًا صحفيًا خاصًا استعدادًا لحفل الأوركسترا البريطانية المرتقب، وسيشهد الحفل مشاركة مجموعة من أبرز الموسيقيين البريطانيين، الذين سيقدمون عروضًا كلاسيكية تمزج بين التراث الموسيقي البريطاني والعالمي. ويهدف هذا الحدث إلى تعزيز التبادل الثقافي بين المملكة المتحدة ومصر، فضلًا عن إتاحة الفرصة للجمهور المصري للاستمتاع بالموسيقى العالمية.

تفاصيل الحفل

 

لأول مرة في مصر، يقام حفل موسيقي استثنائي في المتحف المصري بالقاهرة، حيث سيقدم الأوركسترا البريطاني الملكي بقيادة المايسترو الشهير ستيفن بيل عرضًا فنيًا مميزًا في أحد أهم وأعرق الأماكن الأثرية بالعالم،مع العازف العالميتين أحفاد الفنان عبدالرحمن أبو زهرة. 

يعد هذا الحفل الفريد من نوعه جزءًا من تعزيز التواصل الثقافي بين مصر وبريطانيا، ويهدف إلى دمج الموسيقى الكلاسيكية مع التاريخ المصري العريق في تجربة جديدة تمنح الجمهور المصري لحظات من السحر الفني وسط القطع الأثرية التاريخية. وسيتضمن البرنامج الموسيقي مجموعة من المقطوعات العالمية، بالإضافة إلى مقطوعات مستوحاة من التراث، مما يعكس أجواء المتحف المصري الفريدة.

ستيفن بيل
 

وقد عبّر ستيفن بيل عن سعادته بهذه الفرصة المميزة، مشيرًا إلى أن تقديم الحفل في المتحف المصري يعد تجربة استثنائية تسهم في خلق تواصل حضاري بين الثقافات من خلال الموسيقى والفن. وأضاف أن الجمهور المصري سيستمتع بتجربة فنية تمزج بين الأصالة الموسيقية وروعة المكان التاريخي.


 

يُتوقع أن يشهد الحفل حضورًا كبيرًا من محبي الموسيقى الكلاسيكية وعشاق التاريخ والفن، حيث يعد المتحف المصري مكانًا رمزيًا يجمع بين التراث الثقافي والفني، مما يعزز قيمة هذا الحفل كحدث ثقافي مميز في قلب القاهرة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الأوركسترا البرنامج الموسيقي التراث الموسيقي التبادل الثقافي الموسيقى الكلاسيكية الموسيقى العالمية مؤتمرا صحفي السفارة البريطانية السفارة البريطانية في مصر المتحف المصری

إقرأ أيضاً:

يا ليتنا متنا قبل هذا! حول نهب المتحف القومي

كتبه الدكتور حاتم النور المدير السابق للآثار

على ضفة النيل الازرق وفي امان ألله حافظا لتاريخ وهوية الشعب السوداني، واحدا من اهم المؤسسات الثقافية في افريقيا والعالم، هنا حيث يجتمع التاريخ المعرفي والفكري في السودان. عندما نشأت الجماعة والقبيلة وتطورت الى مشيخة ثم صارت دولة وإمبراطورية. عندما دافع كاشتا عن عقيدة شعبه عندما وحد بعنخي النيل من المنبع الى المصب، عندما تجلت اخلاق المكان بدفاع تهارقا عن اورشليم. في ذلك الزمان ذكرنا الله في الكتاب المقدس. وفي ذات المكان وفي قمة الجنون السياسي مع اندلاع المواجهات العسكرية تسربت تقارير اولية تفيد باقتحام المتحف القومي بواسطة قوات الدعم السريع تزامنا مع سيطرتها على منطقة وسط الخرطوم حيث يقع المتحف. حتى لحظة اكتشاف الكارثة، مما زاد من الشكوك والاتهامات على الرغم من نفي هذه القوة وقتها لهذه الاتهامات. ان المتحف القومي بمحتوياته التاريخية التي تشكل ذاكرة الأمة لم يتبادر الى الاذهان انه سيكون هدفا في هذه الحرب، اذ ان طرفيها الجيش والدعم السريع هما قوتان وطنيتان. فضلا عن ان المتحف لايتمتع بأي ميزة عسكرية مقارنة بالمواقع الاستراتيجية العالية التي تحيط به، مما جعله يبدو وكأنه يامن طرفي الحرب. لكن حاله حال الشعب السوداني الذي تعرض للغدر في لحظة لم يعد فيها حصانة لطفل او امرأة او شيخ ناهيك عن متحف. التقارير الصحفية التي ظهرت لأحقا مثل تقرير لوكالة جينها قدرت ان نحو 500 الف قطعة اثرية قد نهبت او دمرت من المتحف، بعضها يعتقد انه نقل عبر الحدود الى دول مجاورة. وفي غياب رقابة دولية او محلية فاعله تحولت هذه الجريمة الى واحدة من اكبر عمليات النهب الثقافي في التاريخ الحديث. تستدعي هذه الحادثة مقارنات مؤلمة مع نهب المتحف الوطني العراقي عام 2003 خلال الغزو الأمريكي والذي ادي الى فقدان ألاف القطع الاثرية. كما تشبه الى حد كبير ما حدث في مصر خلال ثورة يناير 2011 عندما تم استغلال الانفلات الامني لسرقة عشرات القطع من المتحف المصري. في الحالات السابقة اعيد جزء من المسروقات بجهود مضنية من خلال التعاون الدولي والضغط الشعبي و الملاحقات القانونية. لكن هذا المسار الشاق غالبا ما يفضي الى استرجاع جزء ضئيل فقط مما فقد. ومن المؤسف ان الدول التي خرجت من صراعات كبرى كانت اضعف من ان تسترد تراثها بالكامل او حتى ان تحاسب من عبث به. بعيدا عن الاتهامات المباشرة يجب النظر الى هذه الجريمة من منظور أوسع. ان سرقة التراث ليست مجرد سرقة مادية ، بل هي عدوان على الذاكرة الجمعية، وتدمير لما يبنى عليه الوجدان القومي والهوية الثقافية. في لحظة ما بعد الحرب حين يبدأ السودانيون بإعادة تعريف دولتهم وموقعهم في التاريخ سيكتشفون ان احد اهم جسور التواصل الى ذواتهم قد فقد والاسوا انه غير قابل للاستحداث. التراث القومي ليس ترفا ثقافيا، بل هو اول مايحتاجه أي مشروع وطني جامع في مرحلة مابعد الحرب. هو العامل المشترك الوحيد بين من اقتتلوا وهو الذي يمكن ان يشكل اساسا لمصالحة تاريخية عميقة.
د. حاتم النور محمد سعيد ابريل 2025

taha.e.taha@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • سر البصل عند الفراعنة.. ورشة بـ متحف شرم الشيخ
  • خبير سياحي: فعاليات عالمية بالمتحف المصري الكبير قبل افتتاحه الكامل
  • في ذكرى ميلاد أشهر صناع تترات المسلسلات.. معلومات عن «عبقري الموسيقى» عمار الشريعي
  • خبير سياحي: المتحف المصري الكبير يشوق الزوار ويعيدهم لزمن الفراعنة
  • يا ليتنا متنا قبل هذا! حول نهب المتحف القومي
  • حفل موسيقي للأوركسترا الفلهارمونية في السراي الحكومي
  • محمد رمضان يتجاوز الانتقادات ويستعد لحفل جديد بأمريكا في هذا الموعد
  • إقبال كبير على معرض طعام المصري القديم بـمتحف القاهرة
  • جيناتنا مرتبطة بمدى استمتاعنا بسماع الموسيقى
  • إعلان للمواطنين من قطاع غزة المتواجدين بمصر الراغبين بأداء فريضة الحج لهذا العام