عربي21:
2025-03-10@11:10:52 GMT

لماذا ترى إيران الأسلحة النووية ضرورية لمستقبلها؟

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا أن "أولويتنا الأولى هي منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية". وفي كلمة وجهها إلى ضباط عسكريين جدد، أكد نتنياهو أن إسرائيل تتمتع "بحرية عمل غير مسبوقة" في أعقاب الغارات الجوية الأخيرة على أهداف إيرانية، قائلا: "يمكننا الوصول إلى أي مكان في إيران إذا لزم الأمر".

يؤكد هذا البيان التزام إسرائيل بمكافحة التهديد النووي الإيراني ويعكس التوترات المتزايدة بين البلدين، وتسلط تصريحات نتنياهو الضوء على مرحلة حاسمة في الصراع المستمر بين إيران وإسرائيل.

وتسلط تصريحات نتنياهو الضوء على منعطف حاسم في الصراع المستمر بين إيران وإسرائيل. وتنظر القيادة الإسرائيلية إلى طموحات إيران النووية باعتبارها تهديدا وجوديا، مما يستلزم اتخاذ موقف عسكري قوي لردع التقدم المحتمل في برنامج إيران النووي. وتشير الغارات الجوية الأخيرة، التي استهدفت مواقع عسكرية إيرانية، بما في ذلك تلك المرتبطة بإنتاج الصواريخ وأنظمة الدفاع، إلى استعداد إسرائيل لاتخاذ إجراءات حاسمة لإحباط قدرات إيران.

لقد أصبح سعي إيران للحصول على القدرات النووية نقطة محورية في الخطاب الدولي، وخاصة في ضوء التطورات الجيوسياسية الأخيرة. إن الحجة القائلة بأن "إيران لديها الآن كل الأسباب للحصول على الطاقة النووية" تعكس تضافرا للمخاوف الأمنية، والديناميكيات الإقليمية، والمظالم التاريخية التي تشكل الحسابات الاستراتيجية لطهران.

يعود تاريخ البرنامج النووي الإيراني إلى خمسينيات القرن العشرين، لكنه اكتسب زخما كبيرا بعد ثورة 1979. ومنذ ذلك الحين، بدأت إيران تشعر بأنها محاطة بقوى معادية، وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل. وقد أدى الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 إلى تفاقم هذه المخاوف، حيث أدرك القادة الإيرانيون أن الافتقار إلى الردع النووي من شأنه أن يجعلهم عرضة لتدخلات عسكرية مماثلة. وتؤكد هذه الخلفية التاريخية اعتقاد إيران بأن امتلاك الأسلحة النووية من شأنه أن يشكل رادعا حاسما ضد العدوان الأجنبي.

استراتيجية الردع

تنظر القيادة الإيرانية إلى برنامجها النووي باعتباره جزءا من استراتيجية ردع أوسع نطاقا تشمل القدرات الصاروخية والمليشيات التابعة لها. والمنطق وراء ذلك واضح: من خلال تطوير ترسانة نووية، تستطيع إيران ردع الهجمات المحتملة من خصوم مثل إسرائيل والولايات المتحدة، وبالتالي حماية سيادتها. ويتعزز هذا المنظور بالصراعات الأخيرة في المنطقة، حيث ناقش المسؤولون الإيرانيون ضرورة تسليح برنامجهم النووي لإعادة إرساء توازن القوى.

الديناميكيات الإقليمية والحسابات الجيوسياسية

لقد أدى التحول في المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط إلى تعزيز عزم إيران على السعي إلى امتلاك القدرات النووية. لقد خلق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية من خلال اتفاقيات أبراهام شعورا بالعزلة لطهران. وفي هذا السياق، فإن الحصول على أسلحة نووية يمكن أن يعزز موقف إيران الاستراتيجي ويوفر نفوذا في المفاوضات الإقليمية.

الحرب بالوكالة والنفوذ النووي

استخدمت إيران تاريخيا جماعات بالوكالة مثل حزب الله ومليشيات مختلفة في العراق وسوريا لإبراز قوتها ونفوذها في جميع أنحاء المنطقة. إن امتلاك ترسانة نووية من شأنه أن يسمح لإيران بالعمل مع إفلات أكبر من العقاب، حيث يمكنها أن تهدد بالرد على أي عمل عسكري يتم اتخاذه ضد وكلائها أو أراضيها. ويتماشى هذا النهج مع استراتيجية إيران طويلة الأمد المتمثلة في استخدام الحرب غير المتكافئة لموازنة التهديدات العسكرية التقليدية من خصومها.

تأثير العلاقات الدولية

شكل انهيار خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) في عام 2018 نقطة تحول في طموحات إيران النووية. فبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات، خلصت القيادة الإيرانية إلى أنه لم يعد بإمكانها الاعتماد على المشاركة الدبلوماسية مع القوى الغربية للحصول على ضمانات أمنية. وبدلا من ذلك، بدأ الإيرانيون في تسريع برنامجهم النووي، وتخصيب اليورانيوم إلى مستويات تقربهم من التسلح.

تصور العداء الغربي

يرى القادة الإيرانيون المشاعر المعادية لإيران المتزايدة بين الدول الغربية، والتي تفاقمت بسبب قضايا مثل انتهاكات حقوق الإنسان والدعم العسكري لروسيا أثناء غزوها لأوكرانيا. ويعزز هذا التصور الاعتقاد بأن إيران تُعامل بالفعل كدولة منبوذة؛ وبالتالي فإن السعي إلى امتلاك الأسلحة النووية قد يُنظر إليه باعتباره استجابة عقلانية لضمان البقاء الوطني في خضم العداء.

العتبة النووية

حتى الآن، حققت إيران ما يطلق عليه الخبراء "حالة العتبة النووية"، وهذا يعني أنها تمتلك القدرة التقنية لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي في غضون أسابيع إذا اختارت القيام بذلك. ولا يعزز هذا الوضع موقف الردع الإيراني فحسب، بل يعقد أيضا التخطيط العسكري لخصوم مثل إسرائيل والولايات المتحدة، الذين سيواجهون تحديات كبيرة في استهداف المنشآت الإيرانية المنتشرة والمحصنة.

مخاطر التصعيد

إن احتمال التصعيد كبير إذا اقتربت إيران من تطوير سلاح نووي عملي، وقد تؤدي مثل هذه التطورات إلى إشعال سباق تسلح إقليمي، مع إعراب دول مثل المملكة العربية السعودية عن نيتها في السعي إلى امتلاك قدراتها النووية ردا على ذلك. ويشكل هذا السيناريو مخاطر جسيمة على الاستقرار الإقليمي ويزيد من احتمالات سوء التقدير الذي قد يؤدي إلى الصراع.

الطريق إلى الأمام

في ضوء هذه الديناميات، يصبح من الواضح بشكل متزايد لماذا قد يشعر القادة الإيرانيون بأنهم مضطرون إلى السعي للحصول على أسلحة نووية. وإن الجمع بين المظالم التاريخية والعزلة الإقليمية والتهديدات الوجودية المتصورة يخلق حجة مقنعة لاستمرار تقدم طهران في برنامجها النووي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي إيران النووية إيران إسرائيل النووي مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة مقالات رياضة صحافة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأسلحة النوویة للحصول على

إقرأ أيضاً:

ترامب يكشف عن طريقتين للتعامل مع إيران بشأن الملف النووي

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (سي إن إن)

كشف الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترمب، عن بدء محادثات سرية مع إيران بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، وذلك في تصريحات أدلى بها خلال مقابلة على قناة "فوكس بيزنس" اليوم الجمعة.

وأشار ترمب إلى أنه أرسل رسالة إلى القيادة الإيرانية، بما في ذلك المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، في محاولة لإعادة إطلاق المحادثات بشأن الاتفاق النووي. وقال ترمب: "أرسلت رسالة إلى إيران أمس، وآمل أن تبدأ المحادثات. هذا سيكون أفضل كثيرًا لإيران".

اقرأ أيضاً صنعاء تكشف عن موعد عودة عمليات البحر الأحمر 7 مارس، 2025 متى تنتهي مهلة زعيم الحوثيين التي منحها لإدخال المساعدات إلى غزة؟ 7 مارس، 2025

وأضاف الرئيس الأمريكي السابق أن هذه الخطوة تهدف إلى تجنب التصعيد والبحث عن مخرج دبلوماسي، حيث صرح قائلاً: "أعتقد أنهم يريدون الحصول على هذه الرسالة. البديل الآخر هو أن نفعل شيئًا آخر، لأنه لا يمكن السماح بوجود سلاح نووي آخر".

وأشار ترمب إلى أنه إذا كانت إيران غير مستعدة للرد على هذه الرسالة، فإن الخيارات المتاحة أمام الولايات المتحدة تقتصر على طريقتين: "إما أن نتعامل مع إيران عسكريًا أو أن نتوصل إلى اتفاق، وأنا أفضل إبرام اتفاق لأنني لا أبحث عن إيذاء إيران".

تأتي هذه التصريحات في وقت حساس حيث كانت الولايات المتحدة قد انسحبت من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018، خلال ولاية ترمب الأولى. وقد تسبب هذا الانسحاب في تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران، مما أثار مخاوف من تصاعد الأزمة النووية في المنطقة.

وفي سياق حديثه، أكد ترمب أن هدفه هو تجنب التصعيد العسكري مع إيران، وأنه يفضل الحلول السلمية والاتفاقات السياسية لتسوية الأزمة. ورغم أنه لم يتلقَ ردًا علنيًا من القيادة الإيرانية بعد إرسال رسالته، إلا أن ترمب أبدى تفاؤله بفرص التوصل إلى تفاهم بين الطرفين في المستقبل القريب.

مقالات مشابهة

  • ألمانيا: ميرتس يسعى للتواصل مع فرنسا والمملكة المتحدة بشأن "تقاسم الأسلحة النووية"
  • ألمانيا تخطط لتواصل مع فرنسا والمملكة المتحدة بشأن تقاسم الأسلحة النووية
  • إيران تدرس محادثات مع واشنطن بشأن برنامجها النووي
  • إيران: لن نفاوض على تفكيك البرنامج النووي السلمي
  • ترامب يوجه رسالة تهديد إلى إيران بشأن البرنامج النووي
  • رئيس وزراء قطر يُحذر: أي هجوم على منشآت إيران النووية قد يؤدي لكارثة بيئية بالمنطقة
  • قطر تحذّر من كارثة مائية بالخليج إذا تعرضت منشآت إيران النووية لهجوم
  • هل تخلت إسرائيل عن ضرب منشآت إيران النووية بسبب ترامب؟
  • ترامب يكشف عن طريقتين للتعامل مع إيران بشأن الملف النووي
  • ترامب: عرضت علي خامنئي التفاوض بشأن برنامج إيران النووي