انطلق اليوم الاثنين، مؤتمر التعاون والشراكة الدولية بين البلديات (بلدية غدامس- بلدية تنلي بارك الأمريكية)، والذي ينظمه مشروع تقارب بالتعاون مع وزارة الحكم المحلي بحكومة الوحدة الوطنية.

وبحسب الوزارة، حضر المؤتمر، نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للإدارة المحلية بالوزارة “أبوبكر الطرابلسي”، ومدير إدارة التنمية البشرية المحلية “عادل عجال”، ومدير مكتب الإعلام “رمضان الغضوي”، ومدير مشروع تقارب “حسنين حامد”، وفريق العمل بالمشروع، وممثلي بلدية تنلي بارك الأمريكية، وعميد وأعضاء المجلس البلدي غدامس، ووكلاء بلديات مرزق وسبها وأبوسليم.

واستهل المؤتمر بكلمة مدير مشروع تقارب، “حسنين حامد”، الذي أكد أن “الهدف من هذا المؤتمر هو النظر في النتائج المحققة من التوأمة بين بلدية غدامس الليبية وبلدية تنلي بارك الأمريكية، واستخلاص الدروس المستفادة من هذه التجربة، وبحث إمكانية توسيعها مستقبلاً لتشمل مدينة أو بلدية أخرى”.

بدوره، ألقى نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للإدارة المحلية كلمة وزارة الحكم المحلي، مؤكداً أن “هذا المؤتمر يعد نقطة انطلاق جديدة نحو تعزيز العلاقات الدولية وتبادل الخبرات والممارسات الناجحة بين البلديات، بما يعود بالفائدة على مجتمعاتنا المحلية”.

وأوضح الطرابلسي، أن “الشراكة الدولية بين بلدية غدامس وبلدية تنلي بارك الأمريكية تمثل منصة حيوية لتبادل الخبرات والمعرفة، مبيناً أن هذا الملتقى سيمثل فرصة مهمة لاستعراض أبرز النتائج التي تم تحقيقها في إطار الشراكة بين البلديتين وتقييمها، بالإضافة إلى استخلاص الدروس المستفادة التي ستساهم بشكل مباشر في تحسين العمل البلدي على مستوى عالٍ من التنسيق والتنفيذ الفعال، وتطوير إطار الشراكات الدولية بين البلديات”.

وأضاف أنه “سيتم العمل من خلال هذا الملتقى على استكشاف أفق التعاون المستقبلي بين بلدياتنا، سواء على صعيد التنمية المجتمعية، أو على مستوى تحسين القدرة على الاستجابة للكوارث والطوارئ، أو تعزيز دور المرأة في البلديات، وكذلك تبادل الخبرات في مجال التخطيط الحضري وإعداد المشاريع التنموية”.

هذا ويتضمن المؤتمر عروضاً تقديمية ونظرة عامة حول بلدية تنلي بارك وبلدية غدامس وبلدية سبها، وكذلك عروضاً من بلدية مرزق وبلدية أبوسليم، بالإضافة إلى عرض شامل حول وزارة الحكم المحلي وما تم تحقيقه من إنجازات في مسار نقل الاختصاصات وتمكين البلديات من تلك الاختصاصات، وتطور نظام الإدارة المحلية وفق مستهدفات حكومة الوحدة الوطنية بشأن التحول إلى اللامركزية، بما يحقق أهداف التنمية المستدامة في ليبيا.

كما يتضمن المؤتمر، الذي يتواصل على مدار ثلاثة أيام متتالية، جملة من المواضيع المهمة، منها أهمية العمل والتنسيق مع منظمات المجتمع المدني، ودور القيادات المحلية الشبابية، وآليات التنسيق بين البلديات والمؤسسات الحكومية، وكذلك أهمية الإيرادات المحلية وشفافية الميزانية، إلى جانب دور التخطيط الحضري في التنمية، فضلاً عن تطوير خطط المشروعات التنموية، وأهمية أرشفة وحفظ البيانات واستراتيجيات الاستجابة للكوارث الطبيعية.

آخر تحديث: 11 نوفمبر 2024 - 13:48

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الحكم المحلي برنامج دعم البلديات عمداء البلديات بین البلدیات بلدیة غدامس

إقرأ أيضاً:

القوة الناعمة في زمن أزمة العلاقات الدولية

المتأمل لما يحدث في المشهد العالمي اليوم، بعيدا عن الأوهام، يستطيع أن يرى بوضوح أن العلاقات الدولية تمر بمرحلة ضعف غير مسبوقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويتمثل هذا الضعف في التآكل التدريجي لقيم النظام العالمي والتصدع الذي ظهر بشكل جلي في شرعية مؤسسات، وعودة الاحتفاء بمعادلات القوة بدلا من القانون الدولي.. إضافة إلى تعميم البراجماتية الجافة التي تبرر كل شيء باسم المصلحة الوطنية.. وهي مصلحة تتجاوز كل القوانين وتدوس على مصالح الآخرين دون أي اعتبار أخلاقي.

وأمام كل هذا المشهد يبرز سؤال مهم جدا وهو: «كيف نستطيع حماية مصالحنا؟» و«كيف نستعيد معنى أن نكون جزءا من عالم مشترك؟ كما كان العالم يبحث منذ عقود طويلة ويحتفي «بالقرية الصغيرة» التي بنتها العولمة!!

دخل العالم الآن فيما يمكن تسميته بمرحلة «ما بعد النظام الدولي»، وهذه المساحة تبدو أكثر احتفاء «بالعسكرة» منها بالدبلوماسية وأكثر اهتماما بالتحالفات المؤقتة وبالتدخلات في الدول الأخرى دون أي مساءلة من مؤسسات المجتمع الدولي الذاهبة نحو فقدان كل أدواتها وإمكانياتها التأثيرية أو العملية.. لقد تغيرت قواعد اللعبة بحسب منطق القوة والمال والإعلام.

لكن هذا لا يعني أن على العالم أجمع التسليم بما يجري وانتظار ما يمكن أن تسفر عنه مرحلة «ما بعد النظام» من تشكل لـ«نظام جديد» بل على الدول التي تملك تاريخا من القيم والمبادئ والتجربة السياسية الراسخة أن تعمل جاهدة على ترميم ما تصدع من «روح النظام الدولي»، على الأقل، عبر أدوات القوة الناعمة التي تملكها.

دون أدنى مبالغة فإن سلطنة عُمان تحاول القيام بهذا الدور في حدود ما تستطيع مستندة إلى تجربتها التاريخية وإلى علاقاتها الدولية الراسخة التي تتمسك بها وتحميها عبر التمسك بمبادئها وقيمها الأصيلة.

يمكن أن نقرأ خلال هذا الأسبوع ثلاثة أحداث تؤكد مسار سلطنة عُمان في هذا النهج. الحدث الأول يتمثل في الزيارة التاريخية التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، إلى مملكة هولندا، والحدث الثاني في رحلة السفينة «شباب عمان»، والحدث الثالث في معرض مسقط الدولي للكتاب.

أكدت زيارة جلالة السلطان المعظم إلى مملكة هولندا على مبدأ آخذ في التلاشي وهو أن العلاقات بين الدول تُبنى على أسس الاحترام المتبادل، وتتشكل عبر الحوار لا عبر التهديد، وتترسخ على قواعد المصالح المشتركة وليس على نزوات الهيمنة. أحيت الزيارة السلطانية الكثير من القيم والمبادئ وفتح مسارات للحوار، كما فتحت مسارات اقتصادية جديدة قائمة على تبادل المصالح وليس على احتكارها.

أما السفينة «شباب عمان»، التي ستبحر نهاية الشهر الجاري إلى أكثر من 20 محطة عربية وعالمية فإنها تحمل معها رسالة السلام. وتهدف السفينة من هذه الرحلة إلى التأكيد على مبدأ الانفتاح ومناهضة الانغلاق وانكفاء العالم على نفسه، كما ترفع علم الحوار والتقارب بين الشعوب في لحظة عالمية صعبة جدا تتآكل فيه لغة الإنسانية وتنهار القيم.

أمّا معرض مسقط الدولي للكتاب فإنه يأتي ليكمل بهاء المشهد حيث تتحول سلطنة عُمان إلى مساحة تلتقي فيها الأفكار والأطروحات الثقافية التي تمثل كل شعوب العالم.. ورغم أن المعرض ساحة ضخمة لبيع الكتب إلا أنه ساحة أضخم أيضا للاحتفاء بالمنتج الإنساني الفكري سواء كانت عبر الكتاب أو عبر الفعاليات الثقافية النوعية التي يقيمها المعرض.

هذه الأحداث الثلاثة وغيرها من الأحداث القائمة مثل مشاركة عمان في إكسبو أوساكا في اليابان، وما يتبعها من أحداث أخرى الأسبوع القادم ليست منفصلة عن بعضها البعض إنما هي حلقات مترابطة بعضها البعض تمثل رؤية عُمان لترميم الفكرة الجوهرية للعلاقات الدولية التي تقول دائما إن البشرية، رغم كل خلافاتها ومصالحها المتشابكة، تحتاج إلى أن تبني الجسور لا الجدران، وأن تعود إلى مرجعيات القانون، والاحترام المتبادل، وقيم الحوار لا إلى لغة الإقصاء والتهديد والوعيد الأكثر حضورا في السياسة الدولية السائدة اليوم.

مقالات مشابهة

  • محافظ دمشق يبحث مع وفد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تعزيز التعاون في مجالات التنمية المحلية‏
  • القوة الناعمة في زمن أزمة العلاقات الدولية
  • وزير التموين يجتمع مع «ليبتون مصر» لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص وتبادل الخبرات
  • الأردن يثمن العلاقات الاقتصادية مع أمريكا ويتطلع إلى تعزيز فرص جديدة للنمو والازدهار لمصلحة البلدين
  • القائم بالأعمال في سفارة قطر لدى سوريا: زيارة الرئيس الشرع إلى الدوحة خطوة نحو مزيد من الانفتاح والتنسيق بين البلدين
  • ملتقى تكامل يناقش تعزيز التعاون بين رواد الأعمال بمحافظة الداخلية
  • نائب: اتفاقية تخفيض انبعاثات الميثان خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الدولي في الطاقة النظيفة
  • تعزيز التعاون مع اليابان بالقطاع الصحي
  • وزيرة التنمية المحلية تشارك في المؤتمر الختامي لاتفاقية برنامج التنمية المجتمعية
  • برلماني: زيارة الرئيس السيسي لقطر خطوة ثابتة تؤكد عودة مصر لقيادة الإقليم من موقع التأثير