حقنة الخلطة السحرية القاتلة.. الصحة تحذر المواطنيين من استخدامها.. وأطباء يكشفون أسرار مكوناتها وأضرارها المميتة
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع تقلبات الأحوال الجوية وزيادة الإصابة بنزلات البرد خلال الفترة الحالية، يسعى الكثير من المواطنين للبحث عن وسائل سريعة للتخفيف من الأعراض، ويلجأ البعض إلى ما يُعرف بـ"حقنة البرد" أو "الخلطة السحرية"، التي يُشاع بأنها علاج فعّال وسريع، فيما حذرت وزارة الصحة والسكان من استخدام هذه الحقنة، مؤكدةً أن مكوناتها قد تكون قاتلة وتعرض حياة الشخص للخطر.
أضرار مكونات حقنة البرد
وقالت الوزارة، إن أخذ حقنة البرد قد يعرض الشخص للوفاة، فهي غير مصرح باستخدامها لعلاج البرد، ومن الخطر أخذها بأي صيدلية، منوهة أنه تتكون من مضاد حيوي، كورتيزون، مسكن للآلام.
وأوضحت، أن خطورة خلط هذه الأدوية في حقنة تتمثل فيما يلي: "المضادات الحيوية لاتعالج نزلات البرد، كونها عدوى فيروسية، إنما تستخدم لعلاج العدوي البكتيريا، والإفراط في استخدامها يجعل الجسم مقاوم لها على المدى البعيد".
وتابعت، أنه بالنسبة الكورتيزون، اي إفراط باستخدامه يسبب ضعف في المناعة وله أضرار كثيرة على مرضى السكرى وارتفاع ضغط الدم، كما أن مسكنات الآلام وخوافض الحرارة فأكدت الوزارة أنها زيادة استخدمها به خطورة على مرضى القلب والكبد والسكرى والربو، مما أن الإفراط بها يسبب قرحة واختلال بوظائف الكلي.
أهمية استشارة الطبيب
في وقت سابق، كانت هيئة الدواء المصرية قد حذرت من استخدام ما يسمى شعبيًا «حقنة البرد»، أو ما يطلق عليها الخلطة السحرية لعلاج نزلات البرد، والتي تكون خليطًا من «المضاد الحيوي، والكورتيزون، ومسكن الألم»، مؤكدة أن علاج نزلات البرد يعتمد على بعض الأدوية التي تساعد على تخفيف شدة الأعراض، بعد استشارة الطبيب أو الصيدلي المختص.
وأوضحت الهيئة، أن الاستخدام الأمثل للأدوية يجب أن يكون وفقا للحالة الصحية لكل شخص على حدى، محذرة من خطورة الإفراط فى استخدام الكورتيزون، حيث إنه يسبب ضعفا في المناعة، ويؤثر بشكل مضر على مرضى السكري، وارتفاع ضغط الدم، فضلا عن أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يجعل الجسم مقاوما لها على المدى البعيد.
حقنة قاتلة
وبدوره، يقول الدكتور مجدي بدران، خبير المناعة المصري، وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إنه هناك ٥٠ ضررًا للاستخدام العشوائي لمكونات حقنة البرد، قد يحدث رد فعل غير طبيعي لجهاز المناعة تجاه مكون أو أكثر من أدوية هذه الحقنة، قد تتسبب في ردود أفعال خطيرة تهدد الحياة، وتؤثر على عدة أجهزة بالجسم في صورة صدمة خطيرة، خاصةً في المرضى بحساسية غير معلومة أو غير مشخصة، أو مهملة العلاج، مضيفًا أن هذه الحقنة من الخرافات الموجودة في المجتمع العربي وليس المصري فقط.
مكونات الحقنة وأضرارها
وتابع «بدران»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن حقنة البرد من خزعبلات الثقافة الشعبية الضارة، وهذه الخرافات انتشرت نتيجة غياب الثقافة الصحية والقراءة الواعية، موضحًا أن مكونات الحقنة مضاد حيوي وكورتيزون ومسكن قوي، حيث تحتوي الحقنة على مضاد حيوي عشوائي، وهذا يُسبب أخطارا صحية كبيرة للغاية نتيجة استخدام المضادات الحيوية بدون استشارة الطبيب، والأعراض غالبًا ما تحدث في غضون دقائق أو ساعة، ويمكن أن تحدث ردود أفعال أخرى، خاصة حالات الطفح الجلدي، بعد مرور ساعات أو أيام أو أسابيع، كما يظهر الفطر الأسود بسبب الإكثار من المضادات الحيوية.
صرف الأدوية بروشتة طبية
كما يوضح الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الكبد بالمعهد القومي للكبد، والمستشار الطبى للمركز المصري للحق في الدواء، أن هذه الحقنة خطأ شائع في المناطق الريفية والقرى، وأن هناك نزلات البرد الفيروسى يقاومها الجسم خلال يومين أو ثلاثة أيام، مؤكدًا أن عشوائية استخدام المضادات الحيوية بدون إشراف طبي أزمة كبيرة جدًا، ينتج عن صرف الأدوية من الصيدليات دون وجود الروشتة الطبية، فإن صرف الأدوية يتطلب الروشتة من الطبيب المعالج للمريض، حيث إن كثيرا من الأدوية يتم صرفها نتيجة رغبة المريض وليس نتيجة الفحص الطبي
أضرار الإفراط في تناول المضادات الحيوية
وتابع «عز العرب»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن تناول المضادات الحيوية بصفة مستمرة أو بدون أي وصفة طبية لعلاج الفيروسات مثل نزلات البرد وغيرها غير فعالة، فهناك بعض الفيروسات التي تحتاج إلى علاج تخصصي، كما أن علاج الفيروسات ليس بالمضادات الحيوية، فقد يكون هناك تأثير سلبي لها على الأجهزة الحيوية في الجسم، موضحًا أن أصحاب أمراض الكبد والكلي يُحذر عليهم استخدام قائمة من المضادات الحيوية، فإن أي مضاد حيوي له آثار جانبية، وبعضها يؤثر على وظائف الكلي أو تؤدي إلى زيادة في إينزيمات الكبد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: استخدام المضادات الحيوية ارتفاع ضغط الدم الدكتور محمد عز العرب الصحة والسكان هيئة الدواء المصرية علاج نزلات البرد علاج البرد مرضى السكر مرضى القلب وزارة الصحة والسكان المضادات الحیویة نزلات البرد هذه الحقنة حقنة البرد مضاد حیوی
إقرأ أيضاً:
علماء يكشفون عن الجينات التي فاقمت كارثة الكوليرا في اليمن
أجاب مجموعة من العلماء عن سؤال -يمثل لغزا يبحث مختصو الرعاية الصحية عن حل له منذ عام 2018- حول سبب عدم استجابة مرضى الكوليرا في اليمن للمضادات الحيوية، وخاصة مع مؤشرات تؤكد ظهور جينات قادرة على مقاومة الأدوية.
وكشفت الدراسة -التي شارك فيها علماء من معهد ويلكوم سانجر وجامعة تورنتو ومعهد باستور وجامعة صنعاء، ونشرت في دورية "نيتشر ميكروبيولوجي"- عن مصدر مقاومة المضادات الحيوية التي ظهرت في البكتيريا التي تقود تفشي الكوليرا التي تؤثر حاليا على اليمن.
وقد تبين للعلماء أن ثمة نوعا خامسا من الكوليرا يحتوي على عناصر وراثية قادرة على مقاومة الأدوية بما فيها المضاد الحيوي، وهي العامل الرئيسي للمرض خلال تفشيه في اليمن.
وفي حين ما زال مصدر تفشي المرض في اليمن غير واضح، لكن من المؤكد أنه توطن في البلاد منذ عام 2016، الذي يشهد أكبر تفشٍ للكوليرا في التاريخ الحديث، فإن مقاومة المضادات الحيوية بدأت تظهر من مرضى الكوليرا في عام 2018، وهو ما عده العلماء مشكلة فاقمت الأزمة بشكل كبير.
بكتيريا الكوليرا في المجهر الإلكتروني (ويكيميديا) جين الخطورة
وبعد أن قام فريق الدراسة بتحليل 260 عينة من الحمض النووي لبكتيريا الكوليرا تم جمعها في اليمن بين عامي 2016 و2019، تبين أن السبب يعود إلى الاستخدام واسع النطاق للمضادات الحيوية للأزيثروميسين ومضادات حيوية أخرى من نوع ماكرولايد، في ذلك الوقت.
وأشارت الدراسة إلى أن النساء الحوامل والأطفال في اليمن والمصابين بالكوليرا تم علاجهم بالإريثروميسين والأزيثروميسين من عام 2016 حتى أواخر عام 2018، وعند هذه النقطة كان هناك تغيير مفاجئ في ملف الحساسية المضادة للميكروبات.
وقال الباحثون إن هذه السلالات التي تعتبر محصنة ضد الأدوية لم يتم نقلها خارج اليمن، وظهورها مرتبط بالاتصال الطويل الأمد لأسلافها بالمضادات الحيوية من فئة ماكرولايد، مما أدى إلى ظهور أنواع أقل عدوى من البكتيريا، لكنها تحمل جينات مقاومة للمضادات الحيوية.
وفي دراستهم، قام الباحثون بتوصيف النمط الجيني لعينات الكوليرا التي أخذت من اليمن، وكانت 84% منها تحتوي على السلالة الجينية الفرعية "تي 13" السلالة، وحملت هذه النسخة بلازميدا مميزا تبين أنه السبب في مقاومة الكوليرا للأدوية.
البلازميد هو عبارة عن قطعة دائرية صغيرة من الحمض النووي، توجد بشكل أساسي في البكتيريا وبعض الكائنات الحية الأخرى مثل بعض الخمائر. ويتميز البلازميد بقدرته على تكرار نفسه بشكل مستقل عن الكروموسوم الذي يحمل الحمض النووي البكتيري الرئيسي. ويحتوي غالبا على جينات تمنح الخلايا خصائص معينة، مثل مقاومة المضادات الحيوية أو القدرة على إنتاج بروتينات معينة.
في حين ما زال مصدر تفشي المرض في اليمن غير واضح، فإن من المؤكد أنه توطن في البلاد منذ عام 2016 (رويترز) كيف تتم المقاومة؟يرى خبير المناعة والخلايا الجذعية، الدكتور أديب الزعبي، أن نتائج هذه الدراسة بديهية، ومن المعروف علميا أن استخدام أدوية المضادات الحيوية المختلفة قد يضع ضغطا على البكتيريا لمقاومة الأدوية، فتقوم البكتيريا بتغيير جيناتها لمنع فعالية المضاد الحيوي عليها.
ويقول الزعبي، في حديثه للجزيرة نت، إن هذه العملية تؤدي إلى ولادة سلالات مختلفة جينيا لمقاومة هذه المضادات الحيوية، وذلك عن طريق إحداث طفرات وراثية تغير من جينات هذه البكتيريا بحيث تنتج بروتينات فعالة لمقاومة عمل المضاد الحيوي.
ويلعب الاستخدام غير الصحيح للمضادات الحيوية عند المرضى دورا رئيسيا في أحداث هذه الطفرات الخطيرة التي تسمح للبكتيريا بمقاومة المضاد الحيوي، وفق حديثه.
ويضيف "بهذه الطريقة يتم استخدام المضادات الحيوية المختلفة غير الفعالة من قبل العديد من المرضى، فيؤدي ذلك إلى قتل جزئي للبكتيريا، بينما تقوم البكتيريا الأخرى بتطوير نفسها لمقاومة هذا المضاد الحيوي غير الفعال".
وهذا بدوره يسبب تخليق عدة سلالات من هذه البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية المختلفة. وفي معظم الأحيان قد يصاب شخص واحد بأكثر من سلالة فتقوم السلالات بالاندماج فيما بينها داخل جسم المريض، مما يؤدي إلى إيجاد بكتيريا مقاومة لعدة أنواع من المضادات الحيوي في آن واحد، وفق حديثه.
ومع مؤشرات تؤكد ظهور جينات قادرة على مقاومة الأدوية، وباعتبار أن الكوليرا تنتشر سريعا في المناطق التي تفتقر إلى المياه النظيفة والصرف الصحي المناسب، ويمكن أن تصبح قاتلة إذا لم يتم معالجتها على الفور، ولا بد من تعزيز خدمات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي والنظافة، وهذا أمر بالغ الأهمية لمعالجة الأسباب الجذرية لهذا الوضع.