بكل فخر واعتزاز، أتقدم لجريدة الفجر بصدور الإصدار رقم 1000، تلك المؤسسة الإعلامية التي أصبحت منارة للوعي والثقافة في عالم الصحافة العربية. إن هذا الإنجاز ليس مجرد رقم، بل هو تتويج لجهود متواصلة وعمل دؤوب من قبل فريق عمل الجريدة، الذين بذلوا قصارى جهدهم لتقديم محتوى متميز يعكس قضايا المجتمع ويعزز من قيم الحوار والتفاهم.

منذ انطلاقتها، استطاعت جريدة الفجر أن تترك بصمة واضحة في الساحة الإعلامية، حيث قدمت مجموعة متنوعة من المقالات والتحليلات التي تناولت مختلف القضايا المحلية والدولية، مما جعلها مصدرًا موثوقًا للمعلومات. 

لقد كانت الجريدة دائمًا في طليعة الأحداث، تغطي الأخبار بموضوعية واحترافية، وتفتح أبواب النقاش حول المواضيع الساخنة التي تهم القراء.

إن صدور الإصدار رقم 1000 هو لحظة تاريخية تستحق الاحتفاء، فهو يعكس التزام الجريدة بتقديم أفضل ما لديها، ويعبر عن تقديرها لقرائها الذين كانوا دائمًا الداعم الأكبر لها. فبفضلهم، استمرت الجريدة في النمو والتطور، وتجاوزت التحديات التي واجهتها في عالم الإعلام المتغير.

وفي هذا الصدد، أود أن أتقدم  لجميع القائمين على جريدة الفجر، من إداريين وصحفيين وفنيين، على هذا الإنجاز الرائع. كما نتوجه بالشكر لكل من ساهم في نجاح الجريدة، ونعبر عن أملنا في أن تستمر الفجر في تقديم محتوى متميز يثري الساحة الإعلامية ويعزز من ثقافة الوعي والمشاركة.

النائب طارق رضوان - رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

لماذا تعد ساحة الأمويين مفتاح حكم سوريا؟

دمشق– فجر يوم 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي لم يقتنع السوريون والعالم بسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد حتى شاهدوا أفواج المحتفلين رفقة الفصائل تصل إلى ساحة الأمويين أبرز ساحات العاصمة دمشق وترفع شارات النصر والعَلم السوري الجديد.

ولا تعد ساحة الأمويين عقدة مواصلات حيوية بالنسبة لدمشق فحسب وإنما نقطة تتجمع حولها معظم المقار السيادية والأمنية ومفاتيح قوة النظام المخلوع على مدار عقود حكمه وحتى في عهد من سبقه إلى حكم سوريا.

فما تلك الأهمية الكبرى التي تجعل من تلك البقعة المزينة بالورود أهم ساحة في البلاد وتحدد هوية من يحكمها؟

ساحة الأمويين تتوسط النصب التذكاري للسيف الدمشقي (يمين) ومبنى وزارة الدفاع والمكتبة الوطنية (الجزيرة) موقع إستراتيجي

إذا وقفت وسط الساحة الأشهر في البلاد ووضعت خلفك جبل قاسيون المطل على دمشق وحي المهاجرين الواقع على سفحه سيواجهك مبنى ضخم هو الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون التي تبث منها القنوات الإذاعية والتلفزيونية الرسمية منذ عقود كما تم إذاعة بيان سقوط النظام منها.

وخلف المبنى الضخم تقع إدارة الأمن الجنائي وبقربه إدارتا الجمارك العامة والقضاء العسكري وكذلك المربع الأمني الذي يضم إدارات الأجهزة الأمنية التابعة للنظام.

وعند وقوفك في نفس النقطة تجد إلى يسارك مبنى وزارة الدفاع وكذلك هيئة الأركان العامة للجيش ويلتصق بهما مبنى القيادة القُطرية لحزب البعث الحاكم سابقا ومبنى آمرية الطيران، وفي نفس الجهة يشرف على الساحة كل من دار الأوبرا والمعهد العالي للفنون المسرحية، واجهتا سوريا الثقافيتان الحديثتان. كما تجد إلى يمينك حديقة تشرين إحدى أكبر حدائق سوريا.

إعلان

وتقع ساحة الأمويين أيضا على أول أوتوستراد المَزة المؤدي إلى منطقة السفارات ومطار المزة العسكري ومن الطرف الآخر تقع المكتبة الوطنية الضخمة (مكتبة الأسد سابقا) والطريق المؤدي إلى حي المهاجرين الذي كان يضم منزل الرئيس المخلوع وكذلك الطريق المؤدي إلى حي المالكي الراقي.

مكانة قديمة

ولم ترتبط أهمية ساحة الأمويين بالرئيس المخلوع بشار ووالده حافظ (حكم سوريا ما بين 1971 إلى 2000) وإنما كانت لها مكانة حتى قبل وصولهما إلى حكم سوريا.

يقول المؤرخ والباحث المهتم بتاريخ دمشق عماد الأرمشي إن ساحة الأمويين التي أنشئت مطلع خمسينيات القرن الماضي تقع في التقاء شارع شكري القُوَّتلي مع طريق بيروت في منطقة كانت تدعى قديما "صدر الباز".

ويضيف الأرمشي للجزيرة نت أن الساحة أنشئت نهاية ربيع عام 1951 حين أمر العقيد أديب الشيشكلي رئيس الأركان العامة ورئيس المجلس العسكري الأعلى بنقل القيادة العامة للجيش من مقرها القديم بساحة يوسف العظمة عند بوابة الصالحية (مكان فندق الشام حاليا) إلى منطقة "صدر الباز" على الضفة المقابلة لنهر بردى بين شارعي شكري القوتلي والمهدي بن بركة.

ويشير المؤرخ إلى أن ساحة الأمويين أضحت تدريجيا تؤلف عقدة (ملتقى أو ربط) مواصلات رئيسية، ويعود سبب تسميتها تيمّنا بالازدهار الذي شهدته دمشق عندما كانت عاصمة للعالم الاسلامي في العهد الأموي، وقد نظّمت هذه الساحة في السجلات الرسمية بمحافظة دمشق على مرحلتين عام 1970 و1981 وأصبحت الساحة أهم وأكبر الساحات في دمشق وسوريا ككل.

ويلفت الأرمشي إلى أن إنشاء الأبنية حول الساحة وفي محيطها توالى خلال العقود الماضية حتى باتت معظم المقرات الرسمية السيادية في الدولة تطل عليها أو تؤدي إليها، وعلى كتفها يقع أيضا النصب التذكاري لمعرض دمشق الدولي والمعروف بالسيف الدمشقي والذي بات رمزا لدمشق وشعارا للتلفزيون الرسمي خلال السنوات الماضية.

مبنى التلفزيون السوري المطل على ساحة الأمويين بدمشق (الجزيرة) حصن منيع

بدوره، قال الخبير العسكري عثمان كضيِّب إن ساحة الأمويين اكتسبت أهميتها الإستراتيجية منذ عقود بداية من إنشاء هيئة أركان الجيش السوري على كتفها في خمسينيات القرن الماضي وعمل النظام المخلوع على تعزيز هذه المكانة وجعلها تقع ضمن تجمع للمقار السيادية والأمنية التي بنيت تدريجيا في محيطها وذلك لإحكام القبضة الأمنية عليها.

إعلان

وأضاف كضيب، وهو عقيد متقاعد في الجيش مقيم في دمشق على مقربة من ساحة الأمويين، أن النظام حرص خلال سنوات الثورة ألا تصل أي مظاهرة إلى الساحة لأن ذلك يعني ضعفه واهتزاز صورة حكمه فحافظ على صورتها كسد منيع تطل عليه كاميرات التلفزيون الرسمي المصوبة إليها على مدار الساعة حتى في وقت كانت تخرج ضده مظاهرات بعشرات ومئات الآلاف في أرياف دمشق وباقي المحافظات السورية، وذلك لإظهار أن الحياة طبيعية وبقي كذلك حتى قبل ساعات من سقوطه.

وأشار الخبير العسكري إلى أن النظام حرص على إحاطة الساحة والمحاور الـ12 الواصلة إليها بحواجز أمنية دائمة خلال السنوات الماضية تقوم بتفتيش السيارات وحتى المارة في بعض الأحيان لضمان عدم حدوث أي خلل أمني.

ولفت إلى أن الساحة تعتبر أهم ساحة في سوريا عسكريا وإستراتيجيا انطلاقا من المنطقة الواقعة فيها وتضم قيادات الجيش والأجهزة الأمنية وحزب البعث وأذرع النظام الإعلامية الرسمية، ولوقوعها على طريق بيروت وكذلك على مقربة من مطار المزة العسكري ومنزل الرئيس المخلوع، ولذلك كان وصول الثوار إليها إيذانا بسقوط النظام حتى قبل إعلان سقوطه رسميا على شاشات التلفزيون.

مقالات مشابهة

  • هذا الكاتب أكل في أفخم مطاعم العالم وهذه أفضل الوجبات التي تذوقها
  • رئيس «حقوق الإنسان» بـ«النواب»: الدولة المصرية لا تقبل التهديدات وأمنها خط أحمر
  • أفضل نباتات العطور التي تصلح زراعتها في مصر
  • السوداني: الإصلاحات الاقتصادية فتحت الساحة لعمل الشركات المصرية بالعراق
  • طارق رسلان: تصريحات الرئيس السيسي تعكس التزام مصر بدعم شعب فلسطين
  • تعليم الأقصر يختتم المقابلات الشخصية للمتقدمين للمبادرة الرئاسية "1000 مدير مدرسة متميز"
  • عادل حمودة يكتب: البوسطجي
  • طارق رضوان: مصر تقف على أرض صلبة خلال المشاركة في جلسات حقوق الإنسان
  • نائب وزير الصحة تتفقد وحدة طب أسرة في الجيزة.. وتوجّه بتقديم أفضل الخدمات للمرضى
  • لماذا تعد ساحة الأمويين مفتاح حكم سوريا؟