الشارقة - الوكالات

جمعت راوية قصص الأطفال، تسنيم محمود، مجموعة من صغار معرض الشارقة الدولي للكتاب، لتقصّ لهم حكاية "القلم ولوحة المفاتيح"، والتي تتحدث عن الفروقات بين الأداتين، ومدى أهمية كل منهما في حياتنا اليومية. جاء ذلك خلال ورشة عمل تفاعلية ضمن فعاليات الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب.

وتدور أحداث القصة، التي شهدت تفاعلاً من الأطفال، حول نقاش محتدم بين براء وبسيم عن أهمية كل من الأداتين في حياة البشر، حيث تمسّك براء بأهمية القلم كأول وسيلة لتدوين المعرفة وحفظها في الكتب والمُجلدات، فضلاً عما يقدمه من ناحية جمالية.

وأكد أن القلم ينمّي كذلك عضلات أصابع الأطفال، ويُعد أقرب إلى القبول من لوحة المفاتيح، ولا غنى لأحد عن القلم لسهولة حمله والحصول عليه، كما أنه لا يحتاج إلى طاقة كهربائية لكي يعمل، على العكس من لوحة المفاتيح، فيما يعد رفيقاً دائماً ورخيص الثمن، ويمكن اصطحابه في أي مكان.

وعلى النقيض منه، قال بسيم إن لوحة المفاتيح جلبت الراحة للناس بما تمتاز به من سرعة وجمال في الخط، وأيضاً تحتوي على خدمات فنية كثيرة؛ فتكبّر الخط، وتساعد على اختيار نوع الخط المطلوب كالخط الكوفي والرقعة والفارسي وغيرها، مشيراً إلى أن الكتابة على لوحة المفاتيح فيها متعة كبيرة، بالإضافة إلى أنها أصبحت ذات حجم صغير عقب اختراع الحاسوب المحمول الذي بات يُحمل في المحفظة.

وتوضح القصة في نهايتها، أن والدة الطفلين تدخلت في الحوار مبدية إعجابها بما ذكراه، إلا أنها ترى أن للقلم فوائده ومزاياه، وكذلك لوحة المفاتيح لها فوائدها ومزاياها، وبالتالي نحن بحاجة إلى الاثنين ليبقيا جنباً إلى جنب بهدف مساعدة الناس على تدوين العلوم والمعارف.

وأكدت تسنيم محمود، مقدمة الورشة، أن المغزى من تلك القصة هي أن المخترعات الحديثة لا تلغي القديمة ولكنها تطوّرها، والإنسان الذكي يواكب كل ما هو جديد ولكنه يحافظ في الوقت ذاته على الأشياء الأصيلة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: لوحة المفاتیح

إقرأ أيضاً:

لوحات بريشة بريطاني تجسّد مآسي الحرب الإسرائيلية على لبنان وغزة

داخل سوق صيدا التاريخي كل شيء يضجّ بالحياة، وخاصة في شهر رمضان المبارك، حيث يتحول السوق إلى مقصد للبنانيين للاستمتاع بأجواء الشهر الفضيل الساحرة منذ الإفطار إلى آخر أوقات السحور، لكن ما تختزنه هذه الجدران القديمة أكثر من مجرد أصالة، إنه عبق التاريخ والحاضر معا. هنا وفي الحمام الجديد الذي يبلغ عمره أكثر من 300 عام، وجد الفنّان البريطاني توم يونغ المكان المثالي ليعرض لوحاته تحت عنوان "جذور"، والتي تحاكي أحداث ومحطات مهمّة في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان وغزة.

عندما تدخل إلى الحمام الجديد، تجد اللوحات تملأ المكان، فالرسام البريطاني اعتاد أن يرسم الأحداث اللبنانية منذ حرب تموز 2006 إلى الأحداث الأمنية التي عصفت بالبلاد فجائحة كورونا والثورة الشعبية وانفجار المرفأ، وأخيرا الحرب الإسرائيلية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإلغاء وزارة التعليمlist 2 of 2هل سافر ابن بطوطة إلى الصين؟ باحثون يروون من جديد حكاية الرحالة المغربيend of list

وفي جناح واحد داخل المعرض تجد مشاهد اعتدنا أن نراها على الشاشة، وطُبعت في ذاكرتنا إلى الأبد، حيث حولها الفنان يونغ بريشته إلى لوحة. هنا مدير مستشفى كمال عدوان في غزة الطبيب حسام أبو صفية، يمشي بين ركام المجمّع الطبّي بعد تدميره من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في 27 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث اعتقله جنود الاحتلال ولم يطلق سراحه بعد، حتى تاريخ كتابة هذا التقرير، وهنا أيضا تجد حشود الغزيين العائدين إلى بيوتهم المدمّرة بعد إعلان وقف إطلاق النار في 27 يناير/كانون الثاني 2025، في مشهد يحمل الكثير من الإصرار والعزيمة.

إعلان

أما في لبنان فتجد لوحة الفتاة الجنوبية التي وقفت بمواجهة دبابة الميركافا الإسرائيلية في أبهى صور المواجهة والشجاعة وذلك في 25 يناير/كانون الثاني 2025، وكذلك لوحة العودة إلى بلدة عيتا الشعب المدمّرة دمارا مهولا.

الفنان البريطاني توم يونغ أثناء رسمه للوحة في مرسمه (الجزيرة) زوار من لبنان والعالم

زوار كُثر وصلوا إلى المعرض ومن مختلف المناطق اللبنانية، فرح أتت مع أبنائها وشقيقها المغترب، ليشاهدوا معرض اللوحات في صيدا، وتعبّر فرح في حديثها للجزيرة نت عن مدى إعجابها بهذه اللوحات، وتقول: هذا الجناح الجديد لفت انتباهنا بشكل خاص، فقد جسد بطريقة رائعة المعاناة خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان وغزة، فما حدث لا يُمحى من الذاكرة، حتى أولادي تأثّروا بها بشدة، ومن الواضح مدى تأثير الأحداث على الرسام، لم أتصوّر أبدا أن يكون أجنبيا مَن رسم هذه اللوحات.

بسّام داود يزور المعرض مع بناته أيضا، يقف مطوّلا أمام كل لوحة، حيث تعيدها بالذاكرة إلى الأحداث المأساوية التي شاهدها خلال فترة الحرب.

لوحة تجسد عودة أهالي غزة إلى ديارهم المدمرة (الجزيرة)

وأكثر ما أعجب بسّام هي لوحة عودة أهالي غزة إلى ديارهم المدمّرة، ويقول: شعب غزة شعب جبّار، لا أعرف كيف أصفه، هذا المشهد يُثير فيني الكثير من المشاعر، أين كانت هذه الأعداد من الناس؟ وكيف تحمَّلت كل هذه المأساة؟ والأهم من ذلك أنه وبعد أول يوم لوقف إطلاق النار، تشعر كأنه يوم عيد، فالناس عادت إلى بيوتها المدمّرة، وفي الوقت عينه بدت فرحة ومسرورة وعادت على وقع التكبيرات.

إيلي بخعازي أتى من بيروت ليشاهد المعرض، ويتحدث للجزيرة نت عن إعجابه باللوحات المعروضة، مؤكّدا على أهميتها بنقل معاناة الشعوب، خاصة أنها تبقى في الذاكرة، ويقول: الحروب تنتهي وما دُمِّر يُعاد إعماره، لكن هذه القصص تبقى في الذاكرة، العالم شاهد الكثير من المشاهد على الشاشات، لكن اللوحات تبقى معلَّقة على الجدران، وتنتقل من جيل إلى جيل.

لقطات من داخل معرض جذور (الجزيرة) رمزية لمكان المعرض

عمر حيدر المختص بالآثار والترميم يتنقّل في أرجاء المعرض، ومن جناح إلى جناح ومن لوحة إلى لوحة، مبديا إعجابه الشديد باللوحات، ويشير إلى اختيار الفنان لمكان المعرض، فهذه اللوحات توثّق الانتهاكات الإسرائيلية بحق لبنان وفلسطين، ومكان المعرض أي الحمّام الجديد في سوق صيدا، واحد من ضحايا هذه الاعتداءات، إذ تهدّم سقفه في الاجتياح الإسرائيلي للبنان في يونيو/حزيران عام 1982، بعد قصفه بشكل مباشر، ولا تزال آثار هذا القصف شاهدة على ذلك إلى يومنا هذا.

لوحة تجسد مواجهة فتاة من الجنوب اللبناني لدبابة إسرائيلية جنوب لبنان (الجزيرة)

ويبدي حيدر إعجابه الكبير بصورة الفتاة الجنوبية التي تواجه الدبابة الإسرائيلية، وكذلك صور أشجار الزيتون الذي تعبّر عن اسم المعرض "جذور"، فمعروف عن الزيتون أنه شجر معمّر ومتجذّر بعمق في الأرض كأهالي لبنان وفلسطين.

إعلان

ويقول حيدر: الرسّام توم يونغ لديه قدرة مميّزة على التعبير عن أيّ شيء في لبنان، وهو يحكي القصة من خلال رسمه للوحة، جاء إلى هنا ورأى الحمّام في إحدى الفترات وأعجبه، حتى إنّه استخدم ألوان الجدران نفسها في لوحاته، وهذا ما جعل المعرض مميزا، وكذلك نقل الفنان معنى عميقا لأحداث لبنان، من الثورة إلى جائحة كورونا، وجسَّدها بأعمال فنيّة رائعة.

المقاومة الثقافية ضرورة

الجزيرة نت زارت الرسام البريطاني توم يونغ في مرمسه في بيروت، من أجل الحديث عن مرسم "جذور"، حيث كان منهمكا في رسم اللوحات، ولا يخفي الرسام البريطاني في حديثه مدى حبّه للبنان حيث يعيش فيه لما يزيد على 16 سنة، وقد أصبح لديه شبكة كبيرة من الأصدقاء.

بلهجته اللبنانية المكسورة والممزوجة ببعض العبارات باللغة الإنكليزية، يعبّر الفنان البريطاني عن رغبة كبيرة في دعم الشعب اللبناني في محنته الأخيرة، لأنه يرى أن هناك ضرورة لأن يكون هناك مقاومة ثقافية تجمع ما بين الفنّ واللوحات والموسيقى، خاصة في ظل التعتيم الإعلامي الذي تمارسه بعض القنوات العالمية، ويقول: هناك مشكلة في الإعلام العالمي، هناك أكاذيب تبث في الأخبار، هم لا يقولوا الحقيقة، أنا كفنان لديّ حرية، وسأرسم الحقيقة كما أراها.

لوحة تجسد عودة أهالي بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان إلى ديارهم المدمرة (الجزيرة)

ويضيف يونغ: أرغبُ في رسم الحقيقة، وما يحدث من ظلم، وكيف نشعر بالحزن الشديد والألم، ولكن هناك أمل في لبنان، أنا أحب الناس هنا وأستلهم منهم، والمعرض في الحمام الجديد اسمه "جذور"، ويتناول التناقضَ بين الألم والفرح، وهو مكان يجتمع فيه اللبنانيون على اختلاف انتماءاتهم المذهبية والمناطقية، وحتى هناك زوار من فلسطين وسوريا وأجانب، وهذا أمر يسعدني كثيرا لأنه أصبح ساحة تجمع الجميع.

لوحة لخروج الطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية من بين الركام قبيل اعتقاله من قبل جنود الاحتلال في غزة (الجزيرة)

ويبدي الرسام إعجابا شديدا بالطبيب الفلسطيني أبو صفية، وهو على معرفة بابنه أيضا، ويؤكّد أن أبو صفيّة بطل كبير، آملا أن يُطلق سراحه في القريب العاجل.

معرض جذور تعبير حقيقي عن مساندة الشعوب الحرة للقضايا المحقة، ربما سينسى العالم ما حصل مع أهل فلسطين ولبنان، لكن هذه اللوحات وما يشببها من استجابات لنداءات المقهورين في العالم، ستبقى تذكّر المجتمع العالمي بأن هناك وحشا متلفتا من العقاب، وأن هناك ضحيّة لن يُخنق صوتها حتى وإن سُحق جسدها تحت الركام.

مقالات مشابهة

  • سرطان البروستاتا.. دراسة تكشف العلاقة بين "الفحص والوفاة"
  • دونالد ترامب يدعو إلى إزالة أسوأ صورة على الإطلاق
  • دراسة تكشف. هل يزيد السهر خطر الإصابة بالاكتئاب؟
  • «لأطفال الزيتون».. «القلب الكبير» تدخل الفرحة إلى قلوب 20 ألف طفل في غزة
  • رئيس جامعة الأزهر: الهداية روح جديدة للإنسان والضال ميت متحرك
  • مرة كل عام .. لماذا تنطفئ الأنوار في ساعة الأرض.. وتفاصيل حكاية سيدني
  • لوحات بريشة بريطاني تجسّد مآسي الحرب الإسرائيلية على لبنان وغزة
  • دراسة تكشف.. العلاقة بين مرض السكري وأمراض القلب
  • التويجري : ولي العهد طرح سؤالاً غير منطومة الصناعة السعودية .. فيديو
  • روسيا.. ابتكار منظومة للتعرف على الشخص من خلال حركة يده على لوحة المفاتيح