دراسة : النشاط البشري يهدد الغطاء الغابوي بالمغرب
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
زنقة 20 | الرباط
أنجز المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية IRIS تقريرا حول مستقبل النظم الايكولوجية الغابوية بالمغرب ، و ذلك بمناسبة انعقاد الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف COP29.
التقرير سلط الضوء على الأسباب الجذرية لتدهور الغطاء الغابوي بالمغرب، ويصوغ بعض المقترحات من حيث أدوات العمل لتعزيز مرونة النظم البيئية للغابات في مواجهة التهديدات المناخية الجديدة.
كما تم إثراء هذا التقرير بنتائج استطلاع عبر الإنترنت تم إجراؤه بين خبراء من خلفيات مختلفة، مما مكن من الحصول على رؤية عالمية ومحدثة لوضعية الغابات بالمغرب وتحديد القضايا الحالية والمستقبلية المتأصلة في هذه النظم البيئية.
و بحسب التقرير ، فقد بلغت مساحة الأراضي الغابوية بالمغرب ، حسب الإحصائيات الرسمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات، 9 ملايين هكتار، منها 5,8 مليون هكتار.
و تحتوي هذه الغابات، المملوكة للدولة بشكل رئيسي، على حوالي أربعين نظامًا بيئيًا، و بالإضافة إلى الغابات التي تقع ضمن نطاق غابات الدولة، هناك غابات ذات أوضاع أراضي أخرى، خاصة تلك الخاصة بالاراضي السلالية الموضوعة تحت إشراف وزارة الداخلية وكذلك الغابات الخاصة، و التي تمتد على مساحة تقل من مليون هكتار.
و يبلغ متوسط معدل التشجير حوالي 8%، مع وجود تباينات ملحوظة حسب مناطق الغابات والسياقات الإيكولوجية، حيث تتراوح من 40% في منطقة الريف إلى 4% فقط في الأقاليم الجنوبية وحوالي 30% في المنطقة الوسطى.
و تحتوي النظم الإيكولوجية للغابات أيضًا على مناطق مخصصة لحماية التنوع البيولوجي مثل المتنزهات الوطنية، والمحميات الطبيعية، والأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية.
و تعد هذه النظم البيئية موطنًا للتنوع البيولوجي الرائع، وتحتل المرتبة الثانية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ولها أهمية كبيرة على المستويات البيئية والاجتماعية والاقتصادية. وفي سياق ندرة المياه وحالات الجفاف المتكررة، فإن الأهمية البيئية للنظم الإيكولوجية للغابات تتجاوز بكثير قيمتها الاقتصادية.
و تلعب هذه الغابات دورا أساسيا في الحفاظ على التنوع البيولوجي، وتثبيت التربة ومكافحة التصحر، وتنظيم المناخ، وإدارة الموارد المائية.
وبالإضافة إلى ذلك، توفر هذه النظم البيئية خدمات أساسية للسكان، لا سيما فيما يتعلق بتوفير المنتجات الخشبية وخلق فرص العمل وغيرها من مصادر الدخل.
و ابرز التقرير أن الغطاء الغابوي بالمغرب مهدد بسبب ضغوط متزايدة بسبب تغير المناخ، والأنشطة البشرية، وعدم كفاية تدخل إدارة الغابات.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: النظم البیئیة
إقرأ أيضاً:
70 عاما تحتاجها الزراعة في سوريا لإصلاح ما أفسدته الحرب
يؤكد مزارعون في شمال غربي سوريا أن الحرائق وقطع الأشجار وشح المياه أثر عليهم بشكل كبير ودفعهم إلى تغيير أنماط الزراعة والتحول من زراعة القمح إلى محاصيل أخرى.
فقد خسر هذا الجزء من سوريا مساحات واسعة من الغابات الخضراء خلال الحرب التي شنها نظام بشار الأسد على المعارضة خلال السنوات الـ14 الماضية.
ووفقا لتقرير أعدّه أدهم أبو الحسام للجزيرة، فقد أثرت خسارة هذه الغابات على المناخ وحركة الزراعة بالمنطقة بعد فقدان غالبية الغابات الطبيعية والأحراج الصناعية مما أدى إلى خسارة كثير من الثدييات والطيور والحشرات النادرة التي تحافظ على النظام البيئي.
الإصلاح يتطلب 70 سنة
وقد تعرضت غالبية غابات المنطقة لحرائق في السنوات الماضية، وتتطلب إعادتها إلى عهدها السابق من 40 إلى 70 سنة شريطة حمايتها من الحرائق والرعي والقطع، وفق ما أكده المهندس الزراعي بلال حميدي.
وتعتبر الفترة بين 2014 و2020 نقطة تحول صادمة في الغابات السورية فقد اندلعت العديد من الحرائق في مناطق عديدة بسبب قصف نظام الأسد لمواقع تقدمت منها قوات المعارضة باتجاه الساحل السوري حينذاك.
كما اندلعت وحرائق أخرى مفتعلة وزاد القطع الجائر بغية التجارة بالحطب والفحم كبدائل للتدفئة مع فقر الأهالي وندرة المحروقات وغلاء أسعارها.
إعلانوزادت هذه العوامل من حدة التغير المناخي في المنطقة فارتفع متوسط درجات الحرارة بمعدل 4 درجات مئوية بين عامي 2012 و2023، كما انخفض متوسط هطول الأمطار -حسب مديرية الأرصاد- بمقدار 35% خلال السنوات العشر الماضية.
وأدت هذه العوامل أيضا إلى زيادة الجفاف وانخفاض مستوى المياه في السدود مما ترك أثرا كبيرا على الزراعة في منطقة جسر الشغور وسهل الغاب حيث يشكو المزارعون من انخفاض كبير في الإنتاج وتكلفة باهظة في استجرار مياه الآبار لري المزروعات.
وقال بلال جمعة -وهو أحد المزارعين بالمنطقة- إن الجفاف وشح الأمطار أجبرهم على تغيير أنماط الزراعة التي اعتادوها إذ توقفوا عن زراعة القمح وتحولوا إلى زراعة محاصيل أخرى مثل الكمون وحبة البركة.
وكان هذا التحول إلى محاصيل بديلة بسبب تراجع إنتاج دونم القمح من 600 كيلوغرام إلى 250 كيلوغراما، كما يقول جمعة.
وخسر كل هكتار في المنطقة ما يصل إلى 4 آلاف شجرة مثمرة بسبب الحرائق في الفترة من 2012 حتى 2023، حتى تم قطع أشجار الزيتون وبيعها حطبا.