سواليف:
2025-02-02@05:01:54 GMT

نورالدين نديم : رتب المعلمين .. للتحفيز أم للتعجيز

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

#سواليف

الطّالب محور العملية التعليمية وليس المعلم، هذا ما استقر عليه نظامنا التعليمي، وكان الأصل في جهات التنظير والتخطيط في وزارة التربية والتعليم أن تنظر بعينين إثنتين للعملية التعليمية ولا تكتفي بالنظر بعين واحدة، فالعملية التعليمية لا تقوم بدون ركنيها الرئيسين المعلم والمتعلم.
وإن كنّا في قديم الزمان قد تعاملنا مع المعلم على أنّه وحده محور العملية التعليمية، ممّا أثقل عاتقه وقتها بعبء إنجاح العملية التعليمية وتحقيق أهدافها، فإنّ ما تم تحديثه من نظريات عالميّة في التعليم، لم تصلح الأمور بإقصاء المعلم، وإفراد المتعلم بمحوريّة العملية التعليمية.


إن الواقع التعليمي يفرض حقيقة مفادها أنّ المعلم والمتعلم جناحي طائر التعليم الذي لن يحلق بأحدهما دون الآخر، ولذلك صار من المنطق إعادة النظر في محورية التعليم لتشمل المعلم والمتعلم معًا، وعدم التعامل مع أحدهما منفردًا دونًا عن الآخر.

وللنهوض بالعملية التعليمية، وتحسين مخرجاتها، وبناء الطالب النفسي والمعرفي التراكمي والتكاملي، لا بدّ من تأهيل المعلمين وصقل مهاراتهم وتعزيز خبراتهم وإعدادهم الإعداد الخاص الذي يمكنهم من أداء مهامهم والقيام بواجباتهم على أحسن صورة.
وكجزءٍ من هذا التعزيز، أن نسمح لهم بتطوير أنفسهم، وتيسير وتسهيل ذلك عليهم، وهو الأمر الذي دعا إليه الملك عبد الله الثاني، وأكد عليه في جميع رسائل التكليف لرؤساء الوزراء، وفي الورقة النقاشية السابعة، وتكرر في العديد من المحافل.
عملت وزارة التربية والتعليم على ترجمة هذه التوجيهات الملكية إلى برامج عمل، وبدأ ذلك ببداية موفقة بشكل سلس، لكن سرعان ما تسربت لها بيروقراطيّة العمل داخل الوزارة وضعف المتابعة، وسوء إدارة الملف مع خلل في التخطيط، أدّى إلى جعل البعد المادي مقياس التوسع أو الانكفاء في تنفيذ خطط التطوير وتحقيق أهدافها، في ذات الوقت الذي لم تستطع الوزارة التخلي عن الفكرة وإظهار عجزها وفضح حقيقة نظرتها الماديّة الضيّقة، مما قادها منفردة إلى ضبط آفاق التطوير، وخطط التحفيز، ضمن قيود تعليمات رتب المعلمين.
من المفروض أن يسمح نظام الرتب للمعلم الطموح والنشيط أن يحقق طموحه، ويصل إلى مبتغاه من تطوير لذاته، وإرتقاء بمهاراته، ويجني ثمرة ذلك بالحصول على رتبة خبير أو مستشار تربوي..
لكن الوزراة بتعليماتها وضعت شروطًا قاسية جدًّا للانتقال من رتبة إلى أخرى، وذلك لضبط النفقات والحد من دفع العلاوات المترتبة على الرتب.
وبناء على ما سبق، أضحى الوصول إلى رتبة معلم خبير هو أمنية شبه مستحيلة للمعلم، فقد يتمكن الأستاذ الجامعي من الوصول إلى رتبة أستاذ مشارك، بشروط أسهل بكثير من وصول المعلم إلى رتبة معلم خبير.
ممّا قلّل أعداد المعلمين الذين تمكنوا من الحصول على رتبة معلم خبير وجعل الميدان يفتقر في سلسلة حلقاته لتلك الحلقة من القيادات التربوية في الميدان، وداخل الغرفة الصفية، مما شكل سببًا من أسباب تراجع مخرجات التعليم.
والسؤال الذي يتردد على لسان الكثير من المعلمين هو: لماذا تضع الوزارة شروطًا قاسية في طريق المعلم للحصول على الترقية؟!
إنّ تحطيم صورة المعلم الأردني وإظهاره بمظهر العاجز عن تطوير مهاراته، وغير القادر على تحقيق طموحه، من خلال سلب إرادته وتعجيزه بتعليمات لا تتوافق ومنطق التنمية البشرية الحديث، لا يخدم مصالح الدولة الأردنية، ولا يحقق الرؤية الملكيّة، ويؤثر سلبًا على مخرجات العملية التعليمية ككل.
إنّ سياسة اليد المقبوضة التي تمارسها وزارة التربية والتعليم، قد شوهت جميع الخطط التي وضعها الخبراء وأصحاب الاختصاص، من خلال الخطط الإجرائيّة وآليات التنفيذ التي تمارس على أرض الواقع في الميدان.
هذه دعوة إلى إعادة النظر بتعليمات الحصول على الرتب، لأننا باختصار إذا أردنا النهوض بالعملية التعليمية وتحسين مخرجات التعليم، لا بدّ من النهوض بالمعلم، وإزالة أية عقبات في طريقه لتطوير نفسه وتعزيز وتحديث خبراته وصقل مهاراته، لأن مالك الشيء يعطيه أما ضعيف التأهيل وفاقد الشيء فلا يعطيه.

مقالات ذات صلة الدويري: لهذه الأسباب ستوسع إسرائيل توغلها بلبنان وهذا ما سيحدث 2024/11/11

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف العملیة التعلیمیة

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم يزور مدرسة "كومينيوس" للتعرف على أحدث الأساليب والممارسات التعليمية بألمانيا

 
قام  محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم، بزيارة مدرسة "كومينيوس" للتعليم الأساسي بالعاصمة الألمانية "برلين"؛ للتعرف على أحدث الأساليب والممارسات التعليمية في دولة ألمانيا الاتحادية خاصة نظام الدمج.

وتفقد الوزير فصول المدرسة المتخصصة في دمج الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، والطلاب ذوي التوحد بمختلف درجاته، وصعوبات التعلم.

واطلع الوزير، خلال زيارته للمدرسة، على النظام الألماني في التعامل مع الدمج طبقًا لنوع الإعاقة، حيث تهدف المدرسة إلى تقديم التعليم الأساسي مع التركيز على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك توفير بيئة تعليمية شاملة ومشتركة للجميع، كما يتم تقديم التعليم فيها بطرق تلبي احتياجات كل طفل.

كما اطلع الوزير على نسبة الطلاب لكل معلم حيث يتم توفير معلمين بالمدرسة لضمان تقديم الدعم اللازم لكل طفل، كما تتضمن المدرسة أيضًا مناهج تعليمية تتناسب مع متطلبات الطلاب المختلفة وتعزز التفاعل الاجتماعي والتعليمي بين الجميع.

وتفقد الوزير فصول المدرسة، وغرف الموارد الخاصة بالطلاب وذوى الاحتياجات الخاصة والتوحد، واستمع لشرح مفصل حول طبيعة نظام العمل بالمدرسة، كما أجرى حوارًا مع المعلمين، للاطلاع على الخدمات التي تقدمها المدرسة للطلاب ذوى التوحد، وتجربة المدرسة في مجال الدمج التعليمي.

وأشاد الوزير بالأساليب التي تتبعها المدرسة واهتمامها بخلق بيئة دامجة للطلاب، معربًا عن تطلع الوزارة للتعاون المشترك في هذا الإطار وتبادل الخبرات لنقل هذه التجربة المتميزة إلى مصر، وكذلك حرص مصر على الاستفادة من النظام الألماني والخبرات الألمانية في إدارة مركز العاشر من رمضان لذوي الاحتياجات الخاصة، والذي يعد أحد أكبر مراكز تأهيل الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة، على المستويين العربي والأفريقي.

كما أشاد الوزير بهذه التجربة الرائدة لخلق بيئة دامجة للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرًا إلى أن وزارة التربية والتعليم المصرية تضع الطلاب من ذوي الهمم على رأس أولوياتها، وتقدم لهم العديد من الخدمات التعليمية التي تهدف لدمجهم وتحويلهم لعناصر فاعلة ومشاركة في تقدم المجتمع.

مقالات مشابهة

  • مأساة المعلمين في المحافظات المحتلة.. بين مشانق الموت وجحيم الحياة
  • التعليم العالي: إنجازات بارزة وجهود مستمرة لتطوير المنظومة التعليمية
  • وزير التعليم: نسعى إلى تعزيز قيم التربية الإيجابية في جميع جوانب العملية التعليمية
  • حصاد التعليم العالي خلال أسبوع| جهود مستمرة لتطوير المنظومة التعليمية
  • حصاد وزارة التعليم العالي في أسبوع لتطوير المنظومة التعليمية
  • وزير التعليم الأسبق: لابد من تدريب المعلمين والطلاب على منهجية التفكير الإبداعي
  • وزير التعليم الأسبق: تأهيل المعلمين مفتاح نجاح نظام البكالوريا الجديد
  • وزير التعليم يزور مدرسة «كومينيوس» في برلين للتعرف على أحدث الأساليب التعليمية
  • وزير التعليم يزور مدرسة "كومينيوس" للتعرف على أحدث الأساليب والممارسات التعليمية بألمانيا
  • تعليم قنا تكرم مدير وأعضاء وحدة التواصل ودعم المعلمين بالمديرية والإدارات التعليمية