أبطال الوطن بين الإخلاص والغدر
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
أبطال الوطن بين الإخلاص والغدر.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
شرطة عُمان السلطانية.. درع الوطن وسراج الأمن
د. حامد بن عبدالله البلوشي
shinas2020@yahoo.com
يُشكل الخامس من يناير علامة فارقة في الروزنامة العُمانية السنوية، ويومًا مُميزًا ينظر إليه كل عُماني نظرة تقدير واحترام، ومصدر فخر لنا جميعًا، وتذكيرًا بالدور الذي تقوم به شرطة عُمان السلطانية في حفظ الأمن، واستقرار البلاد، وطمأنة المواطن، والإسهام في النهضة المباركة.
إنَّ شرطة عُمان السلطانية لتقف شامخة كالسد المنيع، والجبل الأشمّ في وجه الأنواء والعواصف، وضد المحن والمشكلات، فهي صمّام الأمان، ودرع الوقاية، وحامية العرين، لا فرق عندها بين شمس النهار الساطعة، أو هدوء الليالي الحالكة، فهي تعمل وتبذل، وتجتهد وتكدح، وتسعى وتكد، وتواصل الليل بالنهار، تضحى بكل أسباب الراحة، مقدمة مصلحة الوطن فوق كل مصلحة شخصية، مستغنية عن راحة الجسد كي يرتاح المواطن العُماني، فرجالها بحق رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وأبطال نذروا حياتهم لأوطانهم، سعادتهم في بناء الوطن، وراحتهم في أمان المواطن، يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، فكان حقًا علينا جميعًا أن نحتفي بهم، وأن نفتخر ببطولاتهم، في يوم الوفاء لهم.
شهدت شرطة عُمان السلطانية مع بزوغ فجر النهضة المباركة بقيادة السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - نقلة نوعية، حيث تم تطويرها لتواكب تطورات العصر وتحدياته. وتأسست على مبادئ راسخة من الانضباط والاحترافية، مُعززةً بأحدث التقنيات والتدريبات.
واليوم، تستمر هذه المؤسسة الأمنية في النمو والتطور في ظل القيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه- لتكون نموذجًا عالميًا يُحتذى به في حفظ الأمن وبسط النظام. حيث حرص جلالته منذ توليه مقاليد الحكم على تعزيز مكانة شرطة عُمان السلطانية، التي شهدت تحديثات شاملة، شملت تعزيز التدريب والتأهيل، واستخدام أحدث التقنيات في مكافحة الجريمة، وحفظ الأمن، وتبسيط الإجراءات، وسرعة إنجاز المعاملات والخدمات المقدمة للجمهور.
وتُعد شرطة عُمان السلطانية خط الدفاع الأول الذي يرسم طمأنينة في قلوب الناس. إنها العين الساهرة التي لا تغفو عن مراقبة حدود الوطن وأركانه، تحميه من شرور الداخل والخارج. يُقدّم منتسبوها نموذجًا يُحتذى به في التفاني والإخلاص، يحملون على عاتقهم مسؤولية كبرى تتطلب صبرًا وحكمةً وشجاعة. وإنّ ما حققته شرطة عُمان السلطانية من إنجازات على صعيد مكافحة الجريمة وتنظيم الحياة المدنية لهو شاهد على قوة النظام وحنكة الإدارة.
في ساحات الواجب، سطّرت شرطة عُمان السلطانية قصصًا من البسالة والتفاني، حيث وقف أفرادها في وجه التحديات بعزيمة لا تلين. نذكر هنا جهودهم الجبارة في مواجهة الأنواء المناخية التي تعرضت لها السلطنة، إذ عملوا بلا كلل لإنقاذ الأرواح وتأمين الممتلكات. وعلى الحدود، يقف رجال الشرطة كحراس مخلصين، يمنعون التهريب، ويحفظون أمن الوطن دفاعا عن ترابه الطاهر.
وأينما التفتّ في عُمان، ستجد بصمة شرطة عُمان السلطانية حاضرة في كل ركن وزاوية، سواء في الشوارع بتنظيم المرور، أو في المؤسسات بتوفير الحماية، وكذلك دورهم الكبير بنشر الوعي المجتمعي. ليست مهمتهم مجرد تطبيق للقانون، بل حماية الأرواح والمؤسسات، والحفاظ على استقرار المجتمع، وتأمين مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
ستظل شرطة عُمان السلطانية منارة تُضيء طريق الأمان، ورمزًا للتضحية والوفاء. واجبنا أن نقدم لهم الشكر العميق، ونرفع لهم القبعات احترامًا وتقديرًا. فكل يوم يقضيه المواطن آمنًا مطمئنًا هو ثمرة جهودهم وتضحياتهم.
إننا في هذه المناسبة العظيمة؛ نحتاج أن نتذكر معًا أن واجب الحفاظ على الوطن آمنا مطمئنًا لا يقع على كاهل الشرطة وحدها؛ بل إنه مسؤولية مشتركة، يقوم بها الفرد والمجتمع جنبًا إلى جنب مع رجال الشرطة الأوفياء، فلا يقل أبدًا دورنا نحو وطننا الغالي عن دور رجال الشرطة، فنتعاون معهم، ونكن لهم الاحترام والتوقير، ونلتزم جميعًا بالقوانين، مما يعزز من قدرتهم على أداء عملهم بكفاءة. ونقوم بواجبنا من الإبلاغ عن الممارسات الخاطئة، ونشر الوعي المجتمعي، وتربية الأجيال على احترام النظام، فكلها أمور تعكس شراكة حقيقية بين الشرطة والمجتمع، وصولا للتنمية المستدامة ليظل وطننا الغالي عُمان رمزًا للأمان والاستقرار. فلتحيا شرطة عُمان السلطانية، ولتحيا عُمان آمنةً مطمئنةً في ظل قيادتها الحكيمة.
** مدير عام شبكة الباحثين العرب في مجال المسؤولية المجتمعية