رئيس الوزراء يشيد بالدور الوطني للنشطاء السياسيين اليمنيين في الخارج
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
جاء ذلك خلال لقائه اليوم الثلاثاء، رئيس الفريق الوطني للتواصل مع الخارج السفير الدكتور أحمد العماد، وعدد من النشطاء اليمنيين في عدد من الدول الأوروبية الذين يزورون الوطن حالياً.
وخلال اللقاء أكد الدكتور بن حبتور، أن النشطاء السياسيين من الشباب وغيرهم من المتواجدين في الدول الغربية، كانوا خير سفراء وعبروا بمسئولية عن محنة وطنهم ومعاناة شعبهم بمختلف الوسائل ونقل معاناته إلى الإعلام والمؤسسات الحقوقية والرأي العام الغربي.
وأوضح أن الحكومة في ظل الحصار الدبلوماسي المفروض عليها تعتبر كل طالب ومغترب غيور على وطنه سفيرا وصوتا حرا وناقلا أمينا لمعاناة الناس في اليمن.
وأشار رئيس الوزراء، إلى أن الظلم الذي تعرضت له صنعاء وبقية المحافظات لا يمكن وصفه، فالعدوان طغى وتجبر ودمر وقتل دونما أي اعتبارات أخلاقية أو إنسانية، مبينا أن من يقدم النموذج والمبادرة في الدفاع عن وطنه يستحق كل الشكر والتقدير.
وذكر أن سفارات اليمن في معظم دول العالم لا صلة لها بمصالح الشعب اليمني وتحولت إلى أداة مساعدة للعدوان وعامل للتغطية على جرائمه، منوها بما قام به الناشطون الشباب من دور عظيم تجاه وطنهم.
من جانبهم، عبر النشطاء السياسيين عن شكرهم على حفاوة الاستقبال الذي قوبلوا به من قبل قيادات الدولة في مختلف المستويات وفي طليعتهم الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، مؤكدين أن ما قاموا به هو واجب وطني وأخلاقي وديني تجاه بلدهم الذي تعرض للعدوان والتدمير طيلة السنوات الماضية.
ولفتوا إلى أن ما لموسه من أمن واستقرار وجهود لبناء الدولة اليمنية خلال زيارتهم الحالية أعطاهم دفعة هامة لمواصلة نشاطهم ومعهم كل أحرار اليمن الرافضين للعدوان، مشيرين إلى حجم المعاناة التي طالت كل صوت حر لا سيما الطلاب الذين تعرضوا للطرد وقطع إعاناتهم الشهرية والمضايقة المستمرة من قبل السفارات التي تمول من أموال الشعب اليمني.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
اليمن.. يوسفُ العرب الذي سيُعيد المجد من رُكام الخيانة
عدنان ناصر الشامي
سلامٌ على الشهيد القائد صالح الصماد، الذي لخص بخطابه جوهر الصراع ومآلات التاريخ، وأسقط كلماتٍ هي أثقل من الجبال على واقعٍ مليء بالخيانة والغدر. حين قال: “تآمر العرب على اليمن كما تآمر إخوة يوسف على يوسف، وأتى اليوم الذي لم ينفعهم إلا يوسف، وسيأتي اليوم الذي لا ينفع العرب إلا اليمن” لم يكن يتحدث بلغة التمني أَو الخيال، بل بصوت الحقيقة التي تسري في أعماق هذا الزمن العاري من المروءة.
اليمن هو يوسفُ الأُمَّــة الذي اجتمعت عليه خناجر الأقربين قبل الأباعد. أُلقي في ظلمات المؤامرات والحصار، وحُكم عليه بالنسيان والموت البطيء. لكنه، كما كان يوسف رمز الطهر والصبر والنقاء، ظل اليمن بقيادة الحكيمة، عظيمًا في صموده، شامخًا في وجه الطغاة، عصيًّا على الانكسار حتى وهو يُحاصر من كُـلّ صوب.
في كُـلّ زاوية من هذه الأرض يسطع نورٌ يُذكر العالم بأن اليمن ليس وطنًا عابرًا، بل هو الأصل والجذر، وهو التاريخ الذي صنع المجد للحضارات، وهو الحاضر الذي يكتب بدماء أبنائه مستقبلًا يليق بالكرامة.
كما أعمى الحسد إخوة يوسف عن مكانة أخيهم، أعمى الخوف والجبن عقول العرب عن اليمن. فتآمروا عليه بأيديهم حينًا، وبصمتهم حينًا آخر، وظنوا أن بإمْكَانهم دفن اليمن في غيابة النسيان. لكنهم لم يُدركوا أن الحفرة التي حفروها له ستُصبح يومًا منطلقًا لمعجزته، وأن ذلك المظلوم الذي ألقوه في الجب سيخرج منه قائدًا، حاملًا مفاتيح العزة والنجاة.
وأتى اليوم الذي لم ينفعهم إلا يوسف، وسيأتي اليوم الذي لا ينفع العرب إلا اليمن.
نعم، ستتبدل الموازين كما تبدلت مع يوسف. لقد عاد يوسف ليسامح، ليقود، ليُحيي الأرض التي قست عليه، وهكذا سيعود اليمن بقيادته الحكيمة ليكون قائد السفينة التي تُنقذ الأُمَّــة من الغرق.
سيأتي اليوم الذي سيبحث فيه العرب عن اليمن ليحتمي بهم بيت المقدس، ويقفوا خلفه في معركة الكرامة ضد العدوّ الصهيوني والطغاة الجدد.
إن من يُشاهد اليمن اليوم وهو يُحاصر من تحالف العدوان، ويُواجه حروبًا على كافة المستويات، قد يظن أن هذا البلد لن ينهض. لكن الحقيقة أن اليمن يصنع المجد من رحم المعاناة، يُربي الأجيال على العزة والإباء، ويُعد نفسه ليكون رائد التحولات الكبرى في المنطقة.
كما ندم إخوة يوسف حين وجدوه سيدًا على عرش مصر، سيندم العرب حين يرون اليمن يقود الأُمَّــة نحو الكرامة والنصر. لكن الندم لن يُعيد لهم ما أضاعوه، ولن يُكفّر عن خيانتهم.
سيندمون؛ لأَنَّهم جعلوا من أنفسهم أدَاة في يد أعداء الأُمَّــة، وسيندمون؛ لأَنَّهم لم يُدركوا أن كرامتهم مرهونة بكرامة اليمن، وأن عزتهم لن تكون إلا بوقوفهم خلف هذا البلد العظيم.
اليمن ليس بلدًا عاديًّا، بل هو اختبار الأُمَّــة، وميزان الحق الذي يُفرز الصادقين عن المنافقين. وكما كان يوسف رحمةً لأرض مصر وما حولها، سيكون اليمن رحمةً لهذه الأُمَّــة، وحاملًا لراية التحرّر والكرامة.
يا عرب، سينفعكم اليمن يوم تقفون عُراة أمام حقيقة خيانتكم، وسيكون اليمن السيف الذي يقطع خيوط العنكبوت التي تحتمون بها. فتعقلوا قبل أن يفوت الأوان، واعلموا أن المجد الذي تبحثون عنه لن يُولد إلا من رحم اليمن.