قمة الشعوب العربية تدعو قادة الأمة إلى الضغط لوقف حرب غزة
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
دعا مؤتمر قمة الشعوب العربية، الذي انعقد افتراضيا في ساعة متأخرة مساء أمس الأحد بدعوة من المجلس العربي، قادة الدول العربية والإسلامية المجتمعين في الرياض اليوم الإثنين، إلى استعمال كل وسائل الضغط السياسي والاقتصادي والعسكري لوقف إبادة غزة، ووضع حد لعربدة الجيش الأقل أخلاقية في العالم المنتقم من عجزه عن مواجهة الأبطال في الميدان بالتنكيل بالمدنيين وتدمير المستشفيات والجوامع وكل مرافق الحياة.
وأكد بيان ختامي صادر عن قمة الشعوب العربية قادة الدول العربية والإسلامية، أن ما تطلبه الشعوب ليس بيانا باهتا إضافيا عن شجبٍ وإدانةٍ ودعوةٍ للتعقل وحلّ الدولتين، وما إلى ذلك من الجمل المعهودة التي أعدّها لكم كتبة وزارات الخارجية قبل القاء الخطب، وأن ما تريده الشعوب من قادتها قرارات حازمة بقطع كل علاقة مع إسرائيل لحين تمتع الشعب الفلسطيني بكل حقوقه.
وأضاف البيان: "ما تطالب بكم الشعوب ضغوطات قوية على الممول الأول لحرب الإبادة على غزة الولايات المتحدة الامريكية وألمانيا، والإعلان عن برنامج فعلي لإعادة اعمار غزة وبيروت والخرطوم".
وأكد البيان أن "ما تنتظره الشعوب العربية والإسلامية من حكامها إيقاف الاعدامات وإطلاق سراح المساجين السياسيين وفتح باب الحوار مع كل مكونات المجتمع بحثا عن إصلاحات حقيقية توقف انجراف بلداننا نحو مزيد من الفتن والصراعات والمآسي الإنسانية.. والإنصات لكل هذه الأصوات التي تصرخ من القدس وامعتصماه ولا من مجيب".
وأضاف البيان: "أمام موائدكم الفخمة تذكروا أطفال فلسطين والسودان الذين يموتون من الجوع .داخل قصوركم الضخمة تذكروا أطفال سوريا والسودان واليمن الذين يبيتون في المخيمات وأطفال فلسطين ولبنان الذين يبيتون في العراء بين الركام. تذكروا من يموتون في السجون بلا تهمة وذنب ومن ينتظرون كل ليلة حبل الجلاد".
وحذرت قمة الشعوب من انفجار قادم، وقال البيان مخاطبا القادة العرب والمسلمين المجتمعين في السعودية اليوم: "لا يغرنكم من البركان صمته. أنصتوا للهدير الذي يتصاعد داخله قبل الانفجار. وفي كل الحالات، فإن مسؤولية وقف هذا الكابوس الذي تتخبط فيه الأمة هي مسؤولية شعوب المواطنين قبل كل أي فاعل آخر".
ودعا بيان قمة الشعوب العربية، الأمة العربية إلى إحياء نضالها، وقال: "إن ما يتطلبه الوضع الكارثي عودتكم القوية لساحة النضال، وذلك عبر كل الأشكال النضالية التضامنية مثل إضرابات الجوع أو المظاهرات الجماهيرية كل يوم جمعة، كالتي مثّلها حراك الجزائر، إلى حين تحقيق المطالب التي تَوجّهْنا بها لمن يحكمون بإسْمنا . ولتكبر كرة الثلج شيئا فشيئا بفضل تجنيد شبابنا لكل إمكانيات التواصل الاجتماعي كما حدث في أولى ثورات الربيع العربي".
وأضاف: "آن الأوان للخروج من حالة البهتة والصدمة التي أعقبت إفشال أنبل ثوراتكم في هذا العصر.. آن الأوان لرفع كل التحديات التي يرميها في وجهنا عدو خارجي متغطرس لا يخفي مدى احتقاره لحقوقنا وعدو داخلي هو حليفه لا يخفي استخفافه بقدراتنا على الغضب والانتفاض. آن الأوان للتخلص من كل مشاعر الإحباط واليأس"، وفق تعبير البيان.
وكان المجلس العربي قد أعلن أن هدف "القمة العربية للشعوب" التي انعقدت افتراضيا هو نقل رسائل الشعوب العربية إلى قادة الدول العربية والإسلامية المجتمعين في الرياض في القمة العربية الإسلامية المشتركة التي تنعقد 11 نوفمبر الجاري. كما تحمّلهم المسؤولية الكاملة تجاه إيقاف المجازر المتواصلة في غزة والعدوان المستمر على الضفة ولبنان وسوريا والحرب الدموية المستمرة في السودان والانتهاكات المستمرة في اليمن وغيرها من القضايا والتحديات المصيرية في المختلف أرجاء العالم العربي.
وقد شارك في القمة نخبة من المفكرين والباحثين والسياسيين والحقوقيين والناشطين من مختلف الدول العربية بالإضافة لمئات المشاركين عبر تقنية الاتصال المرئية.
وسبق للمجلس العربي أن نظّم قمة عربية افتراضية موازية نهاية العام المنصرم، للتضامن مع سكان غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي وتمرير رسائل الشعوب وقواها الحية إلى الرأي العام العربي والدولي بخصوص الوضع في غزة وضرورة التدخل لإنهاء العدوان الإجرامي على غزة.
يذكر أن المجلس العربي، منظمة دولية تم تأسيسها في جنيف في فبراير عام 2022 تحت القانون السويسري باسم "مؤسسة المجلس العربي" Arab Council Foundation برئاسة الدكتور محمد المنصف المرزوقي وعضوية نائبي الرئيس الأستاذة توكل كرمان والدكتور أيمن نور.
ويشارك قادة وزعماء ومسؤولون ووزراء وممثلو بلدان عربية وإسلامية، اليوم الاثنين، في القمة العربية الإسلامية المقررة باالعاصمة السعودية لرياض.
وتأتي هذه القمة "امتداداً للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي عُقدت في الرياض في 11 نوفمبر/ تشرين 2023"، وفق بيان للخارجية السعودية الأحد.
ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن مصادر دبلوماسية تركية قولها إنه من المتوقع أن تناقش القمة اتخاذ قرارات ملموسة لمتابعة تنفيذ القرارات المتخذة في قمة 2023 ووقف الهجمات الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية ولبنان ودول أخرى بالمنطقة.
ومن أهم مخرجات قمة العام الماضي، إنشاء مجموعة اتصال بشأن غزة تضم تركيا والسعودية ومصر والأردن وقطر وفلسطين وإندونيسيا ونيجيريا، حيث تواصل مجموعة الاتصال العمل على وقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة والتوصل إلى حل الدولتين.
واستضافت الرياض، الأحد، اجتماعا وزاريا عربيا إسلاميا تحضيريا للقمة العربية الإسلامية لبحث سبل التوصل لوقف إطلاق نار في قطاع غزة ولبنان، بحسب ما نقلته الخارجية السعودية،.
وترأس الاجتماع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، وشهد "مناقشة جدول أعمال القمة المرتقبة، وبحث أبرز القضايا المطروحة للنقاش".
وأفادت صحيفة الشرق الأوسط السعودية الأحد، أن "قادة الدول العربية والإسلامية يبحثون اتخاذ موقف موحد في قمتهم التي تُعقد، الاثنين، لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، وسبل حماية المدنيين، ودعم الشعبين الفلسطيني واللبناني، إضافة إلى توحيد المواقف، والضغط على المجتمع الدولي للتحرك بجدية؛ لإيقاف الاعتداءات المستمرة".
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي مطلق حرب "إبادة جماعية" على غزة، أسفرت عن أكثر من 146ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، تشن إسرائيل عدوانا على لبنان "هو الأعنف والأوسع" منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل أكثر من عام، ما أسفر عن 3 آلاف و189 قتيلا و14 ألفا و78 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية حتى مساء السبت.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية قمة العربية بيان قمة مسلمون عرب بيان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قادة الدول العربیة والإسلامیة قمة الشعوب العربیة المجلس العربی على غزة
إقرأ أيضاً:
القمة العربية.. بين الشعارات والأفعال
د. جمالات عبد الرحيم
تُعد القمة العربية حدثًا بارزًا يجمع الدول العربية لمناقشة القضايا المشتركة والتحديات التي تواجه المنطقة. ومع ذلك، تثير العديد من هذه المؤتمرات تساؤلات حول جدوى القرارات المتخذة وكيفية تطبيقها، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها بعض الدول العربية.
في الآونة الأخيرة، انعقدت القمة العربية في القاهرة، وكانت الأضواء مسلطة على الأوضاع الراهنة في غزة والأزمة الإنسانية التي يواجهها سكانها. وكما هو معتاد، كان هناك حديث عن تقديم الدعم والمساعدة لإعادة إعمار القطاع المتضرر من الصراعات المستمرة. لكن المفاجئ كان عدم تقديم الحكومات العربية أي التزام صارم للحكومة الأمريكية بضرورة تحمل مسؤولياتها المالية في إعادة الإعمار.
إن التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني في غزة تتطلب تضامنًا فعليًا من جميع الدول العربية، وليس مجرد تصريحات تظهر في بيانات القمة؛ فالحديث عن الدعم لا يكفي، خاصة في ظل ما يُعانيه الفلسطينيون من تدمير ممنهج لأماكن سكنهم وبنيتهم التحتية. وكان من المتوقع أن يكون هناك تنسيق عربي موحد للضغط على الحكومات الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، كي تقوم بدورها في الإيفاء بالتزاماتها الإنسانية.
وفي نفس السياق، كانت هناك قرارات عن عدم دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسرائيل بالمعدات الحربية. ولكن التساؤل الذي يطرح نفسه هنا هو: هل ستتحقق هذه القرارات على أرض الواقع؟ فالأفعال غالبًا ما تكون أكثر دلالة من الأقوال، ولا يمكن لمجرد الإعلان عن المواقف أن يغير من الأوضاع إذا لم يتم اتخاذ خطوات فعلية لتطبيقها.
إن الفشل في ترجمة هذه القرارات إلى أفعال يتسبب في تزايد التحديات على المستويات الإنسانية والسياسية. فهل ينظر القادة العرب إلى ما يحدث في غزة ويتحملون مسؤولياتهم تجاه أمتهم؟ أم أن الأمر سيبقى في حدود الكلمات والشعارات، بينما يبقى الشعب الفلسطيني يعاني من ويلات الحرب والاحتلال؟
يتضح أن الإصلاح يبدأ من الاعتراف بالمشكلات واتخاذ خطوات جادة نحو الحل. والوضع في غزة يحمل في طياته الكثير من الآلام والمعاناة التي تتطلب تفاعلًا حقيقيًا من كافة الأطراف المعنية. لذا، فإن القول بأن "أليس من أفسد شيئًا فاعليه إصلاحه" يحمل في طياته دعوة للتحرك قبل أن ندرك أن الأمور قد تصل إلى حد يصعب إصلاحه.
يجب أن تكون القمة العربية منصة للحوار الفعّال والخطط المدروسة، وليست مجرد حدث يتكرر دون أثر حقيقي على الواقع. والفعل العربي الموحد هو الطريق الوحيد نحو السلام والاستقرار في المنطقة، ويجب أن نكون على استعداد لتحقيق ذلك.
وإذا لم تتم محاسبة أمريكا وإسرائيل والدول التي تشارك معهم في حروب ضد فلسطين وسوريا وأي بلد آخر فسوف ينهار الوضع العالمي والاقتصادي والاجتماعي بسبب هؤلاء وسوف يستمرون في الحرب ضد أهل فلسطين أو غيرهم.
ومن هم المطلوب منهم تعمير وإعادة الحياة إلى قطاع غزة وكل فلسطين. وأين المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة الصهاينة وأمريكا والغرب حتى لا يصدر من هؤلاء المجرمين أي اعتداءات إجرامية ضد أهل غزة، وأي أحد آخر؟ أم أن الدنيا أصبحت فوضى والقوي يأكل الضعيف كأننا في عصور جاهلية؟!