صراع استمر لأربع سنوات.. كيف انتهت الحرب العالمية الأولى ؟
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
في 11 نوفمبر من عام 1918، وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها بتوقيع هدنة بين ألمانيا وقوات الحلفاء، إيذانًا بنهاية صراع عالمي استمر لأربع سنوات، وأدى إلى خسائر فادحة في الأرواح والبنى التحتية.
وبدلاً من فرض استسلام كامل من أحد الطرفين، اتفقت الأطراف على وقف إطلاق النار عبر هذه الهدنة التي اختيرت كحل سريع لتخفيف وطأة الدمار.
لم يقتصر تأثير هذه الحرب على ساحة المعركة فقط، بل تركت إرثًا من الأزمات الإنسانية مثل انتشار الإنفلونزا الإسبانية وظهور جرائم إبادة جماعية، بالإضافة إلى التغيرات السياسية والاجتماعية التي مهّدت الطريق لأحداث تاريخية أخرى.
الظروف المحيطة بالهدنةمع تقدم الحرب العالمية الأولى، واجهت كل من ألمانيا ودول الحلفاء أزمات داخلية وضغوطًا شعبية متزايدة لإنهاء النزاع، خاصة مع زيادة الخسائر البشرية والاقتصادية، وبينما كانت القوات الألمانية تحقق تقدمًا في البداية، تغيرت الأمور مع استعادة الحلفاء السيطرة ونجاحهم في عمليات هجومية أجبرت الألمان على التراجع. وازداد الوضع تعقيدًا داخل ألمانيا حيث اندلعت ثورة، ما دفع القيصر فيلهلم الثاني للتنازل عن العرش في 9 نوفمبر 1918، مما مهد الطريق لتوقيع الهدنة بعد يومين فقط.
أسفرت الهدنة عن مكاسب مباشرة لدول الحلفاء، إذ أعادت ألمانيا إقليم الألزاس - لورين إلى فرنسا، وتنازلت عن الأراضي التي احتلتها منذ 1914. وقد أعقب الهدنة توقيع عدد من المعاهدات بين دول المحور والحلفاء، كان أبرزها معاهدة فرساي التي وقّعت مع ألمانيا في 28 يونيو 1919، ومعاهدة سان جيرمان مع النمسا في 10 سبتمبر، ومعاهدة نويي مع بلغاريا في 27 نوفمبر. كما شهدت هذه الفترة سقوط أربع إمبراطوريات كبرى: الألمانية، الروسية، النمساوية، والعثمانية، والتي أحدث انهيارها تغييرات كبيرة في النظام العالمي.
تأثير الثورة الروسية في مجريات الحربساهمت الثورة الروسية في تغيير ميزان القوى خلال الحرب؛ ففي فبراير 1917، أسقطت ثورة فبراير الحكم القيصري وأقامت حكومة مؤقتة. لكن تذمر الشعب من الحرب وتكاليفها أدى لاحقًا إلى ثورة أكتوبر، التي أفرزت نظامًا شيوعيًا عبر إنشاء الجمهورية السوفياتية الاشتراكية. هذا التغيير الداخلي في روسيا دفعها للانسحاب من الحرب، ما منح ألمانيا فترةً من التقدم. ومع ذلك، استعاد الحلفاء قوتهم في عام 1918، وأجبروا الألمان على طلب الهدنة عقب هجوم المائة يوم.
تبعات الهدنة على أوروبا والعالممع توقيع الهدنة، تغيّر المشهد السياسي الأوروبي بشكل جذري، واهتزت المجتمعات بسبب الثورات الداخلية والفوضى السياسية، وهو ما أدى إلى نشوء ظروف مهيئة لاندلاع الحرب العالمية الثانية بعد عقدين. تسببت الحرب العالمية الأولى في إضعاف المجتمعات، وانتشار الفقر والجوع، بالإضافة إلى تفشي الإنفلونزا الإسبانية التي أودت بحياة الملايين. كما أن حالة الفوضى الاجتماعية والسياسية التي خلفتها الحرب ساهمت في صعود التيارات القومية والفاشية، مما أدى في النهاية إلى نشوب صراعات جديدة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحرب العالمية وقف إطلاق النار الحرب العالمية الأولى الخسائر البشرية الإنفلونزا الإسبانية الحرب العالمیة الأولى
إقرأ أيضاً:
وفد حماس بالقاهرة يبحث وقف الحرب عن غزة.. استعداد لهدنة 5 سنوات
أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم السبت، أن وفدها القيادي الذي وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة، يجري مباحثات بشأن وقف الحرب عن قطاع غزة، إلى جانب مناقشة قضايا أخرى.
وقال القيادي في حركة حماس باسم نعيم في تصريح نشره عبر صفحته بموقع "فيسبوك"، إنّ "وفدنا وصل إلى القاهرة للبحث في ملف المفاوضات وقضايا أخرى"، مشددا على أن "ثوابت أي مفاوضات وقف الحرب وانسحاب شامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة".
في غضون ذلك، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر مسؤول في "حماس" أن الحركة مستعدة لعقد صفقة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، تشمل إطلاق سراح الأسرى المتبقين دفعة واحدة وهدنة لمدة خمس سنوات.
وأشار المصدر ذاته إلى أن وفد "حماس" برئاسة خليل الحية التقى ظهر السبت مع مسؤولين مصريين في القاهرة، للبحث في بعض الأفكار ومقترح جديد لوقف إطلاق النار وصفقة لتبادل الأسرى.
وذكر أنه "حتى صباح السبت لم تتلقَ حماس رسميا أي مقترح جديد حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكن نوقشت العديد من الأفكار المهمة خلال المباحثات مع الوسطاء خلال الأيام القليلة الماضية".
وتابع: "نأمل أن يتم قبول رؤية حماس بما يضمن وقفا كليا لإطلاق النار والانسحاب الاسرائيلي الكامل وصفقة جادة لتبادل الأسرى وإدخال المساعدات بشكل فوري وبكميات كافية".
وأصدرت وزارة الصحة الفلسطينية، السبت، تقريرا حول أعداد الشهداء الذين سقطوا في قطاع غزة، جراء استمرار المجازر الوحشية المروعة.
وقالت الوزارة، إن مستشفيات قطاع غزة استقبلت 56 شهيدا، و108 إصابات خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى أن عددا من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وحول الحصيلة الإجمالية، قالت "الصحة"، إنها ارتفعت إلى 51,495 شهيدا و117,524 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
من جانبهم، دعا أهالي أسرى الاحتلال المحتجزين في قطاع غزة إلى التظاهر مساء السبت، للمطالبة بإعادة ذويهم إلى منازلهم "دفعة واحدة".
جاء ذلك خلال بيان نشرته عائلات الأسرى المحتجزين بغزة على صفحتهم الرسمية على منصة "إكس"، دعوا خلاله إلى الخروج للتظاهر من أجل الإسراع بالإفراج عن ذويهم.
وأكدت العائلات في بيانهم على ضرورة توصل حكومة بنيامين نتنياهو إلى اتفاق مع حركة "حماس" يقضي بإعادة المحتجزين الإسرائيليين الـ 59 دفعة واحدة.
وشددت العائلات على أنه "من الواجب التوصل لاتفاق يعيد الجميع إلى ديارهم دفعة واحدة، الآن، فالشعب الإسرائيلي يختار إعادة جميع المحتجزين دفعة واحدة، قبل كل شيء"، على حد قولهم.
وأشارت عائلات الأسرى الإسرائيليين أن عشرات الفعاليات والمظاهرات سيتم تنظيمها مساء السبت، في أنحاء واسعة من البلاد، للمطالبة بإعادة المحتجزين إلى منازلهم.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وفي 18 مارس/ آذار الماضي، تنصل الاحتلال من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، واستأنف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق.
وتسبب تنصل نتنياهو وحكومته من الاتفاق وعدم إكمال مراحله في إبقاء المحتجزين الإسرائيليين قيد الأسر لدى "حماس"، حيث تشترط الحركة وقف الحرب وانسحاب كافة القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
وبدعم أمريكي، يرتكب الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ14 ألف مفقود.