حول الحرب والشعار (الفخ) لا للحرب! ؟ السودان نحو نهج بديل! الخطة هي أن نبقي أحياء!
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
تغيب بعض المفاهيم الأساسية علي المناديين بشعار لا للحرب. حيث أن هذا الشعار سيقود البلاد نحو الضياع الحتمي و لن ينفع السودان في مستقبله القريب أو البعيد المحدودية في الرؤية و ضيق الأفق الذي زيّن للبعض التقوقع داخل هذا الخطاب دون سند أو منطق سليم ..دعنا هنا نعرج علي مبدأ معروف و فكرة أزلية هي أصل البقاء و هي القتال من أجل السلام !
هذه العبارة تُستخدم للتعبير عن واقع تاريخي وفلسفي، حيث نجد أن السلام الدائم لا يتحقق دائماً عبر السُبل السلمية أو الحوار وحده، خاصة عندما يكون هناك تهديد حقيقي للأمن أو العدالة.
المنطق خلف هذا القول هو أنه بدون مواجهة الظلم أو التهديدات الموجهة ضد الكيان أو الجماعة، يمكن أن يستمر هذا الظلم أو هذه التهديدات ويتفاقمان، مما يجعل السلام أمراً مستحيلاً. لذا، يتطلب السلام في بعض الأحيان اتخاذ موقف صارم ضد قوى الشر أو الاستبداد لضمان الأمان والاستقرار للمجتمع. بمعنى آخر، القتال هنا يأتي كوسيلة دفاعية لضمان أن تكون هناك بيئة مستدامة للسلام، حيث يتم حماية القيم الأساسية والأرواح من التهديدات المستمرة.
يمر السودان بمرحلة حرجة من تاريخه، حيث يواجه تحديات جسيمة وحرباً تهدد أمنه واستقراره ووحدته الوطنية. لقد أثبتت التجارب عبر العصور أن الشعب السوداني قادر على الصمود وتجاوز الصعاب مهما بلغت قوتها، وأن الأرض التي تجمعنا ما زالت تزخر بثرواتها الكامنة، التي تنتظر منا استثمارها من جديد بإرادة قوية وطموح لا ينكسر
ضرورة الإنتصار علي القوات المعادية واستعادة الكرامة الوطنية
إن الصراع ضد قوات الدعم السريع والقوى الخبيثة التي تسعى لزعزعة استقرار السودان ليس مجرد حرب على الأرض، بل هو حرب على الهوية والكرامة. إننا أمام معركة تتجاوز البقاء الفعلي، فهي معركة الحفاظ على إرثنا، هويتنا، ومستقبلنا. السودان اليوم في حاجة إلى تماسك وطني يجمع كافة أطيافه، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، حيث يصبح الهدف الأسمى هو الانتصار من أجل بقاء الوطن والحفاظ على مكتسباته.
تستدعي هذه المرحلة إيماناً قوياً ووعياً متجدداً بمسؤولياتنا تجاه الوطن، من أجل حماية ترابه وثرواته وتاريخه. وهذا يتطلب تضافر الجهود الشعبية والحكومية والتعاون المستمر بين قوى المجتمع لمواجهة هذه التحديات، بما يضمن الانتصار في معركة الوجود والبقاء.
“لا للحرب” ليست الطريق لتحقيق هذا الهدف
على الرغم من أن فكرة السلام الدائم هي طموح نبيل يستحق السعي لتحقيقه، إلا أن رفع شعار “لا للحرب” في هذا السياق قد لا يكون الطريق الفعلي لتحقيق الأهداف الوطنية العظيمة التي نسعى إليها. إن رفض المواجهة دون وجود بدائل واقعية وحلول قوية في مواجهة قوى تهدد وحدة الوطن وسلامته هو ببساطة دعوة إلى الهروب، وهو ما سيترك الوطن عرضة للانهيار والخضوع لأجندات خارجية وأخرى داخلية لا تريد الخير للسودان.
إن أي توجه يهدف إلى إنهاء الصراع دون دعم القوات المسلحة والسعي لحماية السودان من كل ما يهدده سيضعف من قوة السودان وهيبته في نظر العالم، ويقلل من قدرة الشعب على إعادة بناء وطنه بحرية. لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار عبر التساهل في الدفاع عن الوطن أو التقاعس عن مواجهة التهديدات، بل يتطلب ذلك من كل سوداني دعم الجيش في هذه اللحظة التاريخية، وتحمل المسؤولية الجماعية من أجل مستقبل مشرق.
إذن ما هو النهج البديل؟
بناءً على الدروس التي قدمتها الشعوب الأخرى، من الضروري تبني نهج جديد يقوم على دعم الجيش الوطني بشكل كامل كرمز للوحدة والاستقرار، والعمل على إصلاح الأخطاء السابقة التي أدت إلى الأزمات الحالية. وهذا يعني معالجة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي قد ساهمت في تدهور الوضع، وتعلم الدروس من تلك الأخطاء حتى لا تتكرر.
إن فكرة التنازل عن الجيش و معاداته و ربطه و تسليمه طوعا لتنظيم سياسي معين هي خطأ كبير..
المرحلة المقبلة يجب أن تكون فرصة للتغيير الحقيقي عبر الإصلاحات التي تحترم سيادة الدولة وتدعم مؤسساتها. يمكن تحقيق ذلك من خلال إطلاق مشاريع وطنية تستهدف البنية التحتية والتعليم والصحة، بالإضافة إلى خلق فرص اقتصادية تنعكس على حياة المواطنين. هذه الإصلاحات يجب أن تكون متوازية مع دعم الجيش الذي يمثل خط الدفاع الأول في وجه الأعداء الداخليين والخارجيين، والعمل على ترسيخ ثقافة وطنية جديدة قائمة على الفخر بالهوية السودانية والانتماء للوطن.
استعادة الأراضي والموارد: خطوات نحو التنمية المستدامة
بعد هذه الأزمة، لا بد من وضع خطط استراتيجية لاستعادة الأراضي والثروات التي تأثرت، والعمل على بناء اقتصاد وطني قوي ومستدام. السودان يمتلك من الموارد الطبيعية والثروات ما يمكنه من تحقيق نهضة شاملة؛ فالأنهار، الأراضي الزراعية، والمعادن هي كنوز تنتظر من يعيد لها الحياة ويستثمرها بالشكل الأمثل.
أحد أبرز الدروس التي يمكننا تعلمها من تجارب الأمم العظيمة هو أهمية تطوير استراتيجيات فعالة للحفاظ على الموارد واستثمارها في تحقيق الأمن الغذائي والاستقلال الاقتصادي. فالدول التي خرجت من الحروب والصراعات، مثل ألمانيا واليابان، ركزت جهودها على إعادة بناء البنية التحتية ودعم الاقتصاد المحلي وتنمية الموارد البشرية. لم يكن الطريق سهلاً، لكن إصرار شعوب هذه الدول على النهوض من جديد صنع المعجزات.
البناء على أساسات التاريخ والثقافة الغنية
يمتلك السودان تاريخاً طويلاً وثقافة غنية ومتنوعة، ويُعتبر بلداً ذا تراث حضاري فريد. ينبغي على السودانيين اليوم أن يستمدوا قوتهم من هذا التراث الحضاري، وأن يستلهموا من أمجاد الأجداد العزيمة والصمود. إن القيم الراسخة، والتقاليد العريقة، والنسيج الاجتماعي المتماسك هي أعمدة أساسية يجب أن تُبنى عليها المرحلة المقبلة.
الدروس المستفادة من دول مثل الصين، التي تحولت من دولة منهكة بفعل الحروب الداخلية والخارجية إلى قوة عالمية اقتصادية، تكمن في الإيمان بأن البناء يبدأ من الثقافة والانتماء الوطني. حينما تستند الدولة على قيمها وهويتها، تصبح قادرة على التغلب على أية صعاب.
النهوض نحو مستقبل واعد: الطريق إلى السودان الجديد
إن الخطة هي البقاء، ولكنها لا تقتصر على مجرد النجاة، بل تحمل في طياتها طموحاً أكبر نحو إعادة بناء السودان كدولة متقدمة ومزدهرة. إن الشعب السوداني يملك القوة والإرادة التي تمكنه من تجاوز هذه المحن، وعلينا أن نستثمر هذه القوة في صياغة رؤية مستقبلية قائمة على التنمية والازدهار.
يمكننا تحقيق مستقبل أفضل من خلال تعزيز التعليم وتطوير البنية التحتية، ودعم المشاريع الوطنية التي تهدف إلى تحسين حياة الناس. يجب أن يكون لكل فرد دوره في إعادة بناء الوطن، سواء من خلال العمل الدؤوب أو من خلال نشر الوعي بأهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية والالتزام بتعزيز الاستقرار.
لقد أثبتت تجارب التاريخ أن الدول التي تتحد من أجل هدف واحد تستطيع أن تحقق المستحيل، وأن السودان ليس استثناءً. إن شعبنا، الذي صمد في وجه التحديات، قادر على النهوض من جديد واستعادة مكانته، ليكون السودان مرة أخرى دولة قوية ومستقرة، تجمع بين تراثها العريق وطموحات أبنائها الذين يسعون لبناء مستقبل أكثر إشراقاً.
habusin@yahoo.com
بقلم حاتم أبوسن
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: إعادة بناء لا للحرب من خلال من أجل یجب أن
إقرأ أيضاً:
سيدات غيرن وجه المستقبل وساهمن في تحقيق السلام والتقدم التكنولوجي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعتبر دور النساء في تقدم العلم والتكنولوجيا وتحقيق السلام من الموضوعات المهمة التي تشهد تطورا ملحوظا فقد لعبت العديد من النساء البارزات دورا حيويا في تطوير الابتكارات العلمية التي ساهمت في تحسين حياة البشرية.
كما إن نجاحاتهن تثبت أن المرأة يمكن أن تكون قوة لا يستهان بها فى تغيير العالم للأفضل، وأن الابتكار من أجل السلام هو أولوية لا تنتهي، كما أثبتن أن مجال العلم والتكنولوجيا لا يقتصر على الرجال فقط.
زنسلط الضوء على أبرز 10 سيدات فى مجال العلوم من كان لهن دور كبير في التقدم العلمي ودفع عجلة الابتكار من أجل السلام:
ماري كوري.. رائدة العلم والإنسانية
تعتبر ماري كوري واحدة من أعظم العقول العلمية في تاريخ البشرية، حيث تركت بصمة لا تمحى في مجالات الفيزياء والكيمياء، وساهمت بشكل أساسي في تطوير العديد من التطبيقات العلمية الحديثة.
ولدت في عام 1867 في مدينة وارسو البولندية، وكانت تعرف في بداية حياتها ماريا سكوودوفسكا، ثم انتقلت إلى باريس في عام 1891 حيث بدأت فصلا جديدا في حياتها العلمية، وحصلت على الجنسية الفرنسية.
وكانت أول امرأة في التاريخ تفوز بجائزة نوبل في الفيزياء، التي شاركت بها مع زوجها الراحل بيار كوري في عام 1903، تقديرا لاكتشافاتهما المشتركة في مجال النشاط الإشعاعي.
وبعد سنوات من العمل، وفي عام 1911، حصلت كوري على جائزة نوبل في الكيمياء تقديرا لاكتشافها العنصرين الكيميائيين البولونيوم والراديوم، لتصبح بذلك المرأة الوحيدة في التاريخ التي تفوز بجائزة نوبل في مجالين علميين مختلفين.
وأسست العديد من المعاهد العلمية البارزة، مثل معهد كوري في باريس ومعهد كوري في وارسو، وتعد أول امرأة تتقلد منصب أستاذ في جامعة باريس، ما شكل علامة فارقة في تاريخ التعليم العالي.
راشيل كارسون.. عالمة البيئة التي غيرت العالم
من مواليد عام 1907 وهى عالمة أحياء بحرية وكاتبة علمية أمريكية، نشأت كارسون في مزرعة عائلية في ولاية بنسلفانيا، حيث كانت بداية اهتمامها بالطبيعة.
ومن خلال دراستها في جامعة بنسلفانيا، تحولت إلى دراسة الأحياء بعد أن بدأت كتابة القصص الأدبية، وحصلت على درجة الماجستير في علم الحيوان من جامعة جونز هوبكنز، وتقدمت في مسيرتها العلمية بفضل شغفها بالبحث والتعلم.
وقد قدمت العديد من الإسهامات الهائلة في فهم العلاقة بين الإنسان والبيئة، وتعد أبرز أعمالها تناول العديد من الأبحاث حول الحياة البحرية وتفاعل الإنسان مع الطبيعة، وأثارت العديد من القضايا البيئية التي كانت تعتبر غير مطروحة في هذا الوقت.
وبدأت مسيرتها المهنية في مجال الأحياء البحرية، حيث عملت في مكتب مصايد الأسماك الأمريكي، وكتبت عدة كتب تناولت تاريخ وعلوم البحر، وفي كتابها الشهير "البحر من حولنا" 1951م، تناولت كيمياء البحر وجغرافيته، مما أكسبها شهرة واسعة.
بينما كان كتابها "الربيع الصامت" 1962م هو الأكثر تأثيرا، حيث سلط الضوء على الأضرار البيئية الناجمة عن استخدام المبيدات الحشرية مثل "دي دي تي"، مما دفع إلى تغييرات كبيرة في السياسات البيئية الأمريكية.
كما أنها حصلت على العديد من جوائز التكريم ، بما في ذلك وسام الحرية الرئاسي، تقديرا لإسهاماتها البارزة في حماية البيئة.
فالنتينا تريشكوفا.. أول امرأة روسية تسافر إلى الفضاء
ولدت فالنتينا تريشكوفا في عام 1937 في قرية بولشوي ماسلينيكوفو، شمال شرق موسكو وتعد هي أول امرأة في تاريخ البشرية تصل الفضاء، حيث قامت بمهمة فضائية منفردة في عام 1963 على متن مركبة "فوستوك 6"، ودارت حول الأرض 48 مرة في ثلاثة أيام.
بدأت في تعلم رياضة القفز بالمظلات، وهو ما ألهمها لتصبح رائدة فضاء، و في عام 1962، تم اختيارها من بين مئات المرشحات للتدريب على الفضاء، لتصبح واحدة من خمس رائدات فضاء.
حيث خضعت لتدريب صارم شمل الطيران على مقاتلات ميغ 15، واختبارات الطرد المركزي والغرف الحرارية، مما أهلها لتصبح رائدة الفضاء الأولى في العالم، في 16 يونيو 1963، انطلقت في مهمتها التاريخية على متن "فوستوك 6"، لتسجل اسمها كأول امرأة تسافر إلى الفضاء.
وتخرجت في أكاديمية جوكوفسكي للقوات الجوية كمهندسة فضاء عام 1969، وحصلت على شهادة دكتوراة في الهندسة الفضائية في عام 1977.
سالي كريستن رايد.. رائدة فضاء أمريكية وأيقونة علمية
هي فيزيائية أمريكية ورائدة فضاء سابقة في وكالة ناسا، ولدت عام 1951 واشتهرت بكونها أول امرأة أمريكية تسافر إلى الفضاء.
ولدت في لوس أنجلوس، وحصلت على شهادة الدكتوراة في الفيزياء من جامعة ستانفورد، حيث انضمت إلى وكالة ناسا عام 1978.
وفي عام 1983، كانت جزءا من بعثة المكوك الفضائي تشالنجر، لتصبح أول امرأة أمريكية تسافر إلى الفضاء في سن 32، وهو ما جعلها أصغر رواد الفضاء الأمريكيين سنا.
وعلى الرغم من التحديات الاجتماعية والإعلامية بسبب جنسها كامرأة فى هذا الوقت، إلى أنها أثبتت جدارتها، حيث شاركت في العديد من المهمات الفضائية، بما في ذلك المهمة STS-7 التي شهدت أول استخدام لذراع الروبوت في الفضاء، مما عزز دورها الرائد في مجال الفضاء.
وبعد مغادرتها ناسا في 1987، أسست رايد "مؤسسة سالي رايد للعلوم" في عام 2001، والتي ركزت فيها على نشر برامج تعليمية تحفز الشباب، خاصة الفتيات، على دراسة العلوم والتكنولوجيا.
وقد تم تكريمها عام 2013 من قبل الحكومة الأمريكية عبر منحها ميدالية الحرية الرئاسية، إضافة إلى تكريمها في العديد من المؤسسات والمنظمات العلمية حول العالم.
وتعتبر من أوائل من صاغوا مصطلح "هندسة البرمجيات" (Software Engineering)، حيث كان هذا المجال في بداية مسيرتها المهنية لا يعد تخصصا علميا ،ولكن بفضل جهودها وابتكاراتها، تم قبول هذا التخصص كأحد مجالات الهندسة.
وفي عام 1976، أسست شركة "Higher Order Software"، التي كانت تهدف إلى تطوير أفكار جديدة في مجال البرمجيات القادرة على التحمل ومنع الأخطاء.
وفي عام 1986، أسست شركة "Hamilton Technologies"، التي تركز على استخدام لغة النظم العالمية في تطوير البرمجيات.
كما حصلت على العديد من الجوائز، أبرزها وسام الحرية الرئاسي الذي منحته إياها إدارة الرئيس باراك أوباما في عام 2016 تقديرا لإسهاماتها في تطوير البرمجيات الفضائية.
مارغريت هاملتون.. رائدة هندسة البرمجيات
هى عالمة حاسوب ومهندسة أنظمة أمريكية، و لدت عام 1936 في باولي، إنديانا
تعد واحدة من أبرز الشخصيات في تاريخ علوم الحاسوب، حيث كانت مديرة قسم هندسة البرمجيات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT).
وأسهمت بشكل كبير في تطوير البرمجيات المستخدمة في مهمات الفضاء الأمريكية، وخاصة في برنامج أبولو التابع لوكالة ناسا.
أدت هاملتون دورا مهما في تصميم وتطوير البرمجيات التي ساعدت في نجاح رحلات أبولو إلى القمر، بما في ذلك الخوارزميات التي أنقذت الهبوط على سطح القمر في مهمة أبولو 11.
حيث إن برمجياتها الفعالة كانت قادرة على التعامل مع المواقف الطارئة وتحذير رواد الفضاء من الأخطاء المحتملة، مما أثبت كفاءتها في اللحظات الحاسمة.
وتعتبر من أوائل من صاغوا مصطلح "هندسة البرمجيات" (Software Engineering)، حيث كان هذا المجال في بداية مسيرتها المهنية لا يعد تخصصا علميا ،ولكن بفضل جهودها وابتكاراتها، تم قبول هذا التخصص كأحد مجالات الهندسة.
وفي عام 1976، أسست شركة "Higher Order Software"، التي كانت تهدف إلى تطوير أفكار جديدة في مجال البرمجيات القادرة على التحمل ومنع الأخطاء.
وفي عام 1986، أسست شركة "Hamilton Technologies"، التي تركز على استخدام لغة النظم العالمية في تطوير البرمجيات.
كما حصلت على العديد من الجوائز، أبرزها وسام الحرية الرئاسي الذي منحته إياها إدارة الرئيس باراك أوباما في عام 2016 تقديرا لإسهاماتها في تطوير البرمجيات الفضائية.
فاليري جودال.. رائدة دراسة الشمبانزي وسفيرة للسلام
فاليري جين موريس جودال هي بريطانية بارزة في مجال الرئيسيات وعلم السلوك والأنثروبولوجيا، ولدت في لندن عام 1934، وهي ابنة رجل الأعمال مورتيمر هربرت موريس جودال والروائية مارجريت ميفانوي جوزيف.
وفي طفولتها، أعطاها والدها دمية غير تقليدية، وهي شمبانزي محشو يدعى "اليوبيل"، مما أثار في قلبها حبا عميقا تجاه الحيوانات، كان هذا الشمبانزي المحشو يرافقها طوال حياتها.
بدأت جودال دراستها الشهيرة للشمبانزي في عام 1960 في حديقة غومبي ستريم الوطنية في تنزانيا، حيث أبدعت في متابعة سلوك هذه الحيوانات بشكل فريد، إذ أطلقت عليهم أسماء بدلا من ترقيمهم، وهو ما كان يعتبر منهجا غير تقليدي في ذلك الوقت.
حيث اكتشفت أن الشمبانزي يمتلكون شخصيات متميزة وقدرات عقلية وعاطفية مشابهة للبشر، مثل الفرح والحزن، بل وحتى سلوكيات كالعناق والتقبيل.
وقد أسست معهد جين جودال الذي يهدف إلى دعم الأبحاث وحماية الحياة البرية، بالإضافة إلى برنامج "الجذور والبراعم" (Roots & Shoots)، الذي يعزز وعي الشباب بقضايا البيئة والرفق بالحيوان.
كما شاركت في مجلس إدارة مشروع حقوق غير البشر (Nonhuman Rights Project) منذ تأسيسه عام 1996، وهو المشروع الذي يركز على حقوق الحيوانات
ماريا غوبرت ماير.. عالمة فيزيائية حصلت على جائزة نوبل
ماريا غوبرت ماير ولدت عام 1906 وهي فيزيائية أمريكية من أصل ألماني، حصلت على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1963 تقديرا لمساهماتها البارزة في تطوير نموذج الغلاف النووي لأنوية الذرة. وتعد غوبرت ماير ثاني امرأة في التاريخ تحصل على هذه الجائزة بعد ماري كوري.
وقد درست الرياضيات والفيزياء في جامعة غوتينغن، حيث حصلت على درجة الدكتوراه في عام 1930 عن أطروحتها التي تناولت "امتصاص فوتونين بواسطة الذرات"، رغم أن تجربتها لم تكن قابلة للتحقق التجريبي في وقتها، إلا أن تطور الليزر في الستينيات أتاح إثبات صحتها.
عملت في العديد من المؤسسات الأكاديمية المرموقة، منها جامعة جونز هوبكينز وجامعة كولومبيا، قبل أن تنتقل إلى مختبر أرجون الوطني في جامعة شيكاغو، حيث قدمت مساهمات كبيرة في مجال الفيزياء النووية، خلال الحرب العالمية الثانية، كما شاركت في مشروع مانهاتن لتطوير القنبلة الذرية في عام 1960، أصبحت بروفيسورة في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو.
فرانسيس أرنولد.. عالمة كيمياء حيوية ومهندسة حازت على نوبل في الكيمياء
من مواليد 1956 وهي عالمة كيمياء حيوية مهندسة وأستاذة جامعية أمريكية، تعد واحدة من أبرز العلماء في مجالات الهندسة الحيوية والكيمياء الحيوية، حيث إنها تعتبر من العلماء الرواد الذين ساهموا في تطوير فهم أعمق عن البروتينات، وأساليب تحفيز التفاعلات الكيميائية باستخدام
الهندسة الوراثية.
وقد حصلت على تعليمها الجامعي من جامعة برنستون وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، حيث درست الكيمياء، قبل أن تبدأ مسيرتها العلمية التي جعلتها واحدة من أبرز العلماء في مجالها ومن ثم شغلت منصب أستاذة في معهد كاليفورنيا للتقنية، حيث أدارت مختبرات أبحاث متطورة في مجال الكيمياء الحيوية والهندسة الوراثية.
كما تعتبر عضوا بارزا في العديد من الأكاديميات العلمية المرموقة، مثل الأكاديمية الوطنية للعلوم، والأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، والأكاديمية الوطنية للهندسة.
وحصلت في عام 2018 على جائزة نوبل في الكيمياء، بالاشتراك مع كل من جورج سميث وغريغوري وينتر، تقديرا لأبحاثهم الثورية في تطوير تقنيات التحوير الجيني للبروتينات.
كما أنها حصدت العديد من الجوائز العلمية الرفيعة تقديرا لمساهماتها العلمية العميقة ومن بين هذه الجوائز التي حصلت عليها ميدالية غارفان أولين 2005، وقلادة العلوم الوطنية الأمريكية في مجال التكنولوجيا والابتكار، وجائزة الألفية للتكنولوجيا.
دوروثي ماري هودجكن.. عالمة الكيمياء الحيوية التي غيرت مجرى العلوم
دوروثي ماري هودجكن، المعروفة مهنيا باسم دوروثي كروفوت هودجكن، هي واحدة من أبرز العلماء في تاريخ الكيمياء الحيوية، ولدت في عام 1910 في القاهرة، مصر، وتوفيت في 29 يوليو 1994، تاركة وراءها إرثا علميا هائلا.
وتعتبر هودجكن من العلماء الرائدين في مجال دراسة البلورات بالأشعة السينية، وهو المجال الذي أحدث نقلة نوعية في فهم الهياكل الجزيئية الحيوية في عام 1964، وقد أدرج اسمها ضمن قائمة الفائزين بجائزة نوبل في الكيمياء، لتكون بذلك ثالث امرأة في التاريخ تحصل على هذه الجائزة في هذا المجال.
كما قدمت هودجكن تقنية البلورات بالأشعة السينية كأداة حيوية لتحديد البنية الثلاثية الأبعاد للجزيئات الحيوية هذه التقنية كانت بمثابة ثورة في فهمنا للتركيب الجزيئي للمواد البيولوجية، والتي تلعب دورا حاسما في تحديد وظائفها البيولوجية.
ومن أبرز إنجازاتها كان التحقق من بنية البنسلين، وهو اكتشاف تأكد بعد فرضيات سابقة للعالمين إرنست تشين وإدوارد إبراهام، مما ساهم في تقدم الطب الحديث.
أما ثاني اكتشافاتها التي تركت بصمة كبيرة في تاريخ العلم، فكان هيكل فيتامين بي 12، الذي ساعد في فهم العديد من الأمراض ذات الصلة بهذا الفيتامين كما أتمت هودجكن فك رموز هيكل الأنسولين في عام 1969.
وذلك بعد خمس سنوات من فوزها بجائزة نوبل، كان هذا الاكتشاف نتيجة لما يزيد عن ثلاثة عقود من العمل المتواصل، ليضع أسسا لفهم مرض السكري وتطوير العلاج له.
روزاليند فرانكلين.. رائدة علمية في مجال التصوير الإشعاعي وتركيب الـDNA
ولدت في عام 1920 في لندن، ومنذ صغرها، أظهرت روزاليند اهتماما غير عادي بالعلوم، وبرزت بفضل تفوقها الأكاديمي، حيث التحقت بمدرسة سانت بول للبنات في لندن، ودرست اللاتينية والرياضيات، ولكنها كانت تميل بوجه خاص إلى العلوم الفيزيائية، وهو ما دفعها إلى متابعة دراستها في هذا المجال.
وفي عام 1938، التحقت بجامعة كامبريدج لدراسة الكيمياء، حيث كان لها تأثير كبير في مجال الأبحاث العلمية، وعقب تخرجها، تابعت دراساتها في الكيمياء الفيزيائية للفحم حتى عام 1945، وتم تعيينها بعد ذلك في معمل مختص ب الأشعة السينية (X-ray diffraction).
وتعتبر فرانكلين من أبرز العلماء الذين أسهموا في اكتشاف بنية الـDNA، حيث كانت رائدة في استخدام تقنيات التصوير الإشعاعي لتوفير صورة واضحة عن تركيب جزيء الـDNA وفي عام 1953، تم استخدام صورها الخاصة للـDNA، التي التقطتها باستخدام الأشعة السينية، من قبل فرانك ويلكينز، جيمس واتسون، وفرانسيس كريك.
وذلك من أجل بناء النموذج الشهير للـDNA، والذي حصلوا على جائزة نوبل من أجله لاحقا، ورغم أنها كانت قد أظهرت قدرة علمية هائلة، إلا أن دورها المهم في هذا الاكتشاف لم يعترف به بالشكل الكامل في وقتها.
وإلى جانب دراستها للـDNA، كانت أيضا خبيرة في مجال دراسة الفيروسات والفحم والجرافيت.