سودانايل:
2024-11-21@13:36:16 GMT

الأدب يهزم القبح ويبقى ذاكرة للحروب

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

الصادق أحمد عبيدة / باريس

الحدث الأدبي الأشهر في فرنسا هذا الموسم هو أن يفوز لأول مرة كاتب روائي جزائري بجائزة غونكور الأدبية الرفيعة .. فقد تُوِّجت رواية الكاتب كمال داؤود بعنوان "Houris" ، ويمكن ترجمتها بالحوريات أو ربما ( الحور العين) عن دار غاليمار بالجائزة التي تقدمها سنوياً أكاديمية غونكور لمكافأة أفضل عمل أدبي مكتوب باللغة الفرنسية، شريطة أن يتميز العمل عن غيره بسعة الخيال والثراء الأدبي.



وكمال داؤد مواليد 1970 بمنطقة مستغانم بالجزائر. كان من الصحفيين المغضوب عليهم في بلاده خلال فترة الحرب الأهلية في التسعينات لجرأته في فضح الفساد، وتقصير الدولة، والعنف، والمتاجرة بالدين، وعدم المساواة مما أضطره إلى الهجرة الى فرنسا والإستقرار بها والتجنس بجنسيتها ومواصلة مشروعه الكتابي هناك. و عُرِف عن كمال داؤود عداؤه للإسلاميين ومحاربته لهم منذ إنسلاخه من فكرهم على أيام المراهقة التي قضاها في حظيرة الأخوان..ويقول عن نفسه في عدة لقاءآت انه كان إماماً في مسجد المدرسة قبل أن يبتعد عن كل ماهو إخواني ويعمل كصحفيّ على فضحهم..
اصدر عدة روايات بجانب عمله الصحفي ،والحوريات هي روايته الثالثة.

تناول الكاتب في رواية "الحوريات" أحد المواضيع المحظورة في الجزائر الحالية. إذ يحظر القانون الجزائري أي مادة تستدعي الحرب الأهلية التي ضربت البلاد في الفترة من 1992 لغاية 2002 وهي الحِقبة التي تعرف بالعشرية السوداء..
تناول داؤد في "الحوريات" العذابات المرتبطة بتلك بالفترة المظلمة من تاريخ الجزائر، وخصوصاً ما عانته النساء. ذلك من خلال تقديمه لشخصية الشابة "أوب" ذات ال 26 ربيعاً وهي مفروضٌ عليها أن تتذكر دائماً حرب التحرير الجزائرية التي لم تعيش أحداثها، و ان تنسى في ذات الوقت الحرب الأهلية في التسعينات التي عاشت فظاعتها، ولا زالت تحمل آثارها في جسدها جرحا في شكل ابتسامة حول عنقها منذ ان ذبحها أحد الإسلاميين في العام 1999، مما أدى إلى تلف حبالها الصوتية، فأضحت خرساء تحلم باستعادة صوتها.
تحت ظل هذه القوانين لا تستطيع أوب أن تحكي قصتها إلا لإبنتها التي تحملها في بطنها، ولكن كيف يمكنها الاحتفاظ بهذا الجنين، وهل يمكن أن يمنح الحياة مَن كادت أن تُنتَزع منه؟ في بلد يسنُّ قوانيناً صارمة ليعاقِب بها كل من يتطرق للحرب الأهلية ، تعود أوب إلى حيث البدايات في قريتها، عسى أن يجيبها الأموات..
اختار الكاتب منطقة وهران مسرحاً لبداية الرواية، حيث درس و عمل صحفياً ينقل أخبار المجازر أيام الحرب الأهلية وإختزن كثيراً من ذكريات تلك المرحلة، ثم تتجه الرواية نحو الصحراء في إياب البطلة (أوب ) إلى قريتها.

تباينت ردود الأفعال حوّل فوز داؤود بجائزة الغونكور، ولكن أهمها هو حظر الرواية من المشاركة في معرض الجزائر العاصمة الدولي للكتاب الذي ينطلق هذه الأيام في الفترة من 6 إلى 16 نوفمبر 2024، كما أنها لم تترجم إلى اللغة العربية .. كذلك حُرمت دار (غاليمار) الفرنسية من المشاركة في المعرض لأن الكاتب ودار النشر تعمدا مخالفة المادة القانونية التي هدفت في الأساس إلى المصالحة الوطنية و نسيان الماضي الأليم .
ولكن هل القوانين الأرضية وحدها كافية لنسيان ما تخلفه الحروب ؟

elsadiq007@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرب الأهلیة

إقرأ أيضاً:

اليوم.. الغبيري يناقش "وظائف السارد وتكوين الشخصية في الرواية المُخابراتية"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يناقش الكاتب الصحفي ياسر الغُبيري، مدير تحرير “البوابة نيوز”، اليوم الأربعاء، أطروحته لنيل درجة «الماجستير» في النقد الفني - تخصص نقد أدبي، وذلك عن رسالة بعنوان: «وظائف السارد وتكوين الشخصية في الرواية المُخابراتية.. صالح مرسي نموذجًا»، من المعهد العالي للنقد الفني - أكاديمية الفنون.

وتتكون لجنة المناقشة والحكم من: الأستاذ الدكتور شوكت نبيل المصري، أستاذ مساعد النقد الأدبي الحديث - المعهد العالي للنقد الفني - أكاديمية الفنون «مشرفًا»، والأستاذ الدكتور حمدي إبراهيم النورج، أستاذ مساعد النقد الأدبي وتحليل الخطاب - المعهد العالي للنقد الفني- أكاديمية الفنون «مناقشًا من الداخل»، والأستاذ الدكتور علاء الدين فتحي الجابري، أستاذ الأدب الحديث - رئيس قسم اللغة العربية - كلية الآداب - جامعة السويس «مناقشًا من الخارج ومقررًا».


يُذكر أن ياسر الغُبيري، صحفي وكاتب وناقد أدبي، يشغل حاليًا منصب مدير تحرير موقع «البوابة نيوز»، بعد أن تولى مسؤولية قسمي «الثقافة والمصريات» لعدة أعوام، وله العديد من الكتابات الأدبية والنقدية في عدة صحف ومواقع مصرية وعربية.

وسبق وصدر للزميل ياسر الغُبيري، عن مركز إنسان للنشر والتوزيع، المجموعة القصصية الأولى، والتي تحمل اسم «ليالي الطين»، وتضم المجموعة، المنتظر مشاركتها في الدورة المقبلة من معرض القاهرة الدولي للكتاب، 14 قصة، تدور في عوالم بعيدة عن ازدحام المدن.

مقالات مشابهة

  • قدرات احتياطية ووسائل للردع.. كيف تستعد أمريكا وروسيا للحروب النووية؟
  • بنك السودان المركزى يستيقظ ولكن بعد …
  • شكوى بحق الكاتب الجزائري كمال داود.. أفشى سر مريضة في روايته الفائزة (شاهد)
  • شكوى بحق الكاتب الجزائري كمال داوود.. أفشى سر مريضة في روايته الفائزة (شاهد)
  • ذاكرة الحروب والفيتو
  • مندوب الجزائر بمجلس الأمن: الفيتو الأمريكي تسبب في فشل وقف الحرب على غزة
  • اليوم.. الغبيري يناقش "وظائف السارد وتكوين الشخصية في الرواية المُخابراتية"
  • رئيس السلفادور السابق يحاكم غيابيا بتهمة اغتيال رجال دين خلال الحرب الأهلية
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. فيروز التي ببالي
  • شريف سلامة: بحب أغير نوع أدواري ويبقى في عنصر جذب