سودانايل:
2024-11-13@13:17:14 GMT

الأدب يهزم القبح ويبقى ذاكرة للحروب

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

الصادق أحمد عبيدة / باريس

الحدث الأدبي الأشهر في فرنسا هذا الموسم هو أن يفوز لأول مرة كاتب روائي جزائري بجائزة غونكور الأدبية الرفيعة .. فقد تُوِّجت رواية الكاتب كمال داؤود بعنوان "Houris" ، ويمكن ترجمتها بالحوريات أو ربما ( الحور العين) عن دار غاليمار بالجائزة التي تقدمها سنوياً أكاديمية غونكور لمكافأة أفضل عمل أدبي مكتوب باللغة الفرنسية، شريطة أن يتميز العمل عن غيره بسعة الخيال والثراء الأدبي.



وكمال داؤد مواليد 1970 بمنطقة مستغانم بالجزائر. كان من الصحفيين المغضوب عليهم في بلاده خلال فترة الحرب الأهلية في التسعينات لجرأته في فضح الفساد، وتقصير الدولة، والعنف، والمتاجرة بالدين، وعدم المساواة مما أضطره إلى الهجرة الى فرنسا والإستقرار بها والتجنس بجنسيتها ومواصلة مشروعه الكتابي هناك. و عُرِف عن كمال داؤود عداؤه للإسلاميين ومحاربته لهم منذ إنسلاخه من فكرهم على أيام المراهقة التي قضاها في حظيرة الأخوان..ويقول عن نفسه في عدة لقاءآت انه كان إماماً في مسجد المدرسة قبل أن يبتعد عن كل ماهو إخواني ويعمل كصحفيّ على فضحهم..
اصدر عدة روايات بجانب عمله الصحفي ،والحوريات هي روايته الثالثة.

تناول الكاتب في رواية "الحوريات" أحد المواضيع المحظورة في الجزائر الحالية. إذ يحظر القانون الجزائري أي مادة تستدعي الحرب الأهلية التي ضربت البلاد في الفترة من 1992 لغاية 2002 وهي الحِقبة التي تعرف بالعشرية السوداء..
تناول داؤد في "الحوريات" العذابات المرتبطة بتلك بالفترة المظلمة من تاريخ الجزائر، وخصوصاً ما عانته النساء. ذلك من خلال تقديمه لشخصية الشابة "أوب" ذات ال 26 ربيعاً وهي مفروضٌ عليها أن تتذكر دائماً حرب التحرير الجزائرية التي لم تعيش أحداثها، و ان تنسى في ذات الوقت الحرب الأهلية في التسعينات التي عاشت فظاعتها، ولا زالت تحمل آثارها في جسدها جرحا في شكل ابتسامة حول عنقها منذ ان ذبحها أحد الإسلاميين في العام 1999، مما أدى إلى تلف حبالها الصوتية، فأضحت خرساء تحلم باستعادة صوتها.
تحت ظل هذه القوانين لا تستطيع أوب أن تحكي قصتها إلا لإبنتها التي تحملها في بطنها، ولكن كيف يمكنها الاحتفاظ بهذا الجنين، وهل يمكن أن يمنح الحياة مَن كادت أن تُنتَزع منه؟ في بلد يسنُّ قوانيناً صارمة ليعاقِب بها كل من يتطرق للحرب الأهلية ، تعود أوب إلى حيث البدايات في قريتها، عسى أن يجيبها الأموات..
اختار الكاتب منطقة وهران مسرحاً لبداية الرواية، حيث درس و عمل صحفياً ينقل أخبار المجازر أيام الحرب الأهلية وإختزن كثيراً من ذكريات تلك المرحلة، ثم تتجه الرواية نحو الصحراء في إياب البطلة (أوب ) إلى قريتها.

تباينت ردود الأفعال حوّل فوز داؤود بجائزة الغونكور، ولكن أهمها هو حظر الرواية من المشاركة في معرض الجزائر العاصمة الدولي للكتاب الذي ينطلق هذه الأيام في الفترة من 6 إلى 16 نوفمبر 2024، كما أنها لم تترجم إلى اللغة العربية .. كذلك حُرمت دار (غاليمار) الفرنسية من المشاركة في المعرض لأن الكاتب ودار النشر تعمدا مخالفة المادة القانونية التي هدفت في الأساس إلى المصالحة الوطنية و نسيان الماضي الأليم .
ولكن هل القوانين الأرضية وحدها كافية لنسيان ما تخلفه الحروب ؟

elsadiq007@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرب الأهلیة

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية تدعو كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية لتحمل مسؤولياتها إزاء الحرب التي يشنها الإحتلال على المسيرة التعليمية بفلسطين

دعت جامعة الدول العربية، كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والإعلامية لتحمل مسؤولياتها إزاء الحرب التي يشنها الإحتلال الإسرائيلي على المسيرة التعليمية في فلسطين، مؤكدة على أهمية الإستمرار في توفير الدعم العربي والدولي للعملية التعليمية بما يسهم في ضمان إستمرار تقدم المسيرة التعليمية وتحسين جودة التعليم لأبناء فلسطين.

وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في جامعة الدول العربية السفير سعيد أبو علي، في كلمته أمام لجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة في دورتها 108، والتي أختتمت أعمالها اليوم، إن إجتماعنا يأتي بعد إنقطاع ما يقارب عام ونصف بسبب الظروف البالغة الصعوبة التي تمر بها القضية الفلسطينية والحرب الاسرائيلية التدميرية، كما يأتي بالتزامن مع أعمال القمة العربية والإسلامية الطارئة بالرياض والتي اتخذت مجموعة كبيرة من القرارات النوعية الهامة في إطار  التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، وتضامن دولنا العربية والإسلامية مع نضال الشعب الفلسطيني المشروع لنيل حقوقه كاملة بإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق رؤية حل الدولتين، ودعم الاعتراف بدولة فلسطين وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وكذلك التحرك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لتجميد عضوية إسرائيل.

وأضاف، إن القمة طالبت أيضا مجلس الأمن بإصدار بقرار ملزم لوقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية فوراً إلى قطاع غزة، مؤكدة أنه لا سلام مع إسرائيل قبل انسحابها من كافة الأراضي العربية المحتلة "حتى خط الرابع من يونيو 1967، مشيرا إن القمة أطلقت أيضا آلية التعاون الثلاثي بين كل من جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الإفريقي، لتنسيق المواقف المشتركة وسبل الدعم لمساعدة الشعب الفلسطيني بهدف تحقيق تقرير المصير له.

وأوضح الأمين العام المساعد، إن هذه الدورة تعقد بعد أكثر من 400 يوم من بدء العدوان على غزة، ولا تزال مشاهد المجازر والقتل والتدمير والتجويع خاصة في شمال غزة متواصلة، فقد أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل وجرائم الإبادة الجماعية منذ السابع من أكتوبر 2023 عن تدمير واسع النطاق لكافة مقومات الحياة، أدى إلى سقوط أكثر من 180 ألف مواطن بين شهيد وجريح ومفقود، وإعتقال أكثر من 5200 مواطن، ونزوح 2 مليون داخليا، مع تدمير ما يقارب من 80% من المباني السكنية، حيث إرتكب جيش الإحتلال الإسرائيلي أكثر من 4000 مجزرة مروعة، واستخدام حوالي 90 ألف طن من المتفجرات، بالإضافة لما يتعرض له سكان القطاع من حرب تجويع قاتلة.

كما أشار، أن الوضع في الضفة الغربية المحتلة لا يقل خطورة وكارثية من حيث مواصلة الإحتلال الإسرائيلي التصعيد في تنفيذ سياساته العدوانية في مدينة القدس وكافة المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، ما أسفر عن استشهاد حوالي 780 شهيد، واعتقال ما يقارب من 12 ألف مواطن مع تدمير ممنهج للبنية التحتية، في نفس الوقت الذي تواصل فيه عصابات المستوطنين المسلحة وبدعم مباشر من جيش الاحتلال ممارسة الإرهاب والاعتداءات المتواصلة في إطار سياسة الإحتلال الرسمية الممنهجة في حرق واقتلاع وتدمير للممتلكات، وفرض العزل والاغلاقات إلى تنفيذ الاعدامات الميدانية والتهويد وممارسة التمييز العنصري والتطهير العرقي والتهجير القسري، والتمدد الاستعماري وصولاً إلى ما أعلنه أمس رئيس وزراء الإحتلال ووزير ماليته بشأن الضم الرسمي والمعلن للضفة الغربية وتصفية القضية الفلسطينية.

وقال أبو علي، إن القرار الإسرائيلي بقطع العلاقات مع وكالة "الأونروا" ضاربا بعرض الحائط جميع الأعراف والمواثيق والقرارات الدولية والقانون الدولي الإنساني، بهدف تصفية قضية اللاجئين وشطب حق العودة وإلغاء أنشطتها ودورها بالعنوان السياسي، مؤكدا أن مواصلة الإحتلال تقويض ولاية الأونروا لن يغير من الوضع القانوني للوكالة التي تتمتع بتفويض دولي بناء على قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وطالب الأمين العام المساعد، المجتمع الدولي بدوله وهيئاته المتعددة وخاصة مجلس الامن التدخل المباشر والفوري، وإتخاذ التدابير العملية اللازمة لتوفير نظام حماية دولي في الأرض الفلسطينية لوضع حداً لاستمرار هذا العدوان الممنهج والانتهاكات الجسيمة لقواعد وأحكام وقرارات الشرعية الدولية، فقد كان قطاع التعليم وكل مكوناته في مقدمة القطاعات التي تعرضت للاستهداف الإسرائيلي التدميري، ما أسفر عن كارثة كبيرة بحجم الخسائر البشرية والمادية التي طالت مكونات التعليم كافة كما تداول وبحث مؤتمركم، فهناك أكثر من 30 ألف طفل/ة ما بين شهيد وجريح وسط تدمير 93% من أبنية القطاع التعليمي، فيما تعرضت 70% من مدارس الأونروا الـ200 للقصف والتدمير، وتم قصف 4 مبان من كل 5 مبان مدرسية، وكذلك تدمير 130 من المباني والمنشآت الجامعية كما حرم أكثر من 750 ألف طالب/ة من حقهم في مواصلة تعليمهم في مدارسهم، وجامعاتهم.

وقال الأمين العام المساعد، إنه منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي، توقفت العملية التعليمية في كافة الجامعات والمدراس والمراكز التعليمية والتدريبة، وتحول عمل المدراس من أماكن تعليمية إلى مراكز إيواء يستخدمها السكان النازحين الذين هُجروا من منازلهم قسراً، ومع ذلك لم تتوان قوات الإحتلال عن استهداف هذه المدارس والمنشآت وهي مكتظة بالنازحين، لتوقع المئات من الشهداء والمصابين، حتى وإن كانت المدرسة أو المنشأة تتبع لهيأة دولية كالأمم المتحدة وترفع علمها، حيث مازال واقع حال التعليم في القدس، تحت وطأة سياسات الأسرلة والتهويد، ومحاربة المناهج الفلسطينية وتحريفها، في معركة مستمرة ومتجددة مع بداية كل عام دراسي جديد، لفرض مناهج الإحتلال الإسرائيلي، والذي يستوجب تدخل المعنيين من دول وهيئات ومنظمات رسمية وأهلية الالتفات لمدى التحريض والعنف ومستوى مضامين العنصرية بالمناهج الإسرائيلية، التي تشكل انتهاكاً جسيماً وخطيراً للمواثيق الحقوقية الدولية، وانتهاكاً للاتفاقيات والمعاهدات الدولية، خاصة معاهدة جنيف الرابعة وما فيها من نصوص حيال الوضع التعليمي في البلاد المحتلة.

كما أكد الأمين العام المساعد، أن هذه الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية شكلت حافزاً لمضاعفة أسباب الصمود والإصرار الفلسطيني على تطوير والعملية التعليمية وحمايتها، لتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات.

يذكر أن الإجتماع عقد برئاسة وكيل مساعد للشؤون التعليمية بوزارة التربية والتعليم أيوب عليان، وممثلي عن إتحاد إذاعات الدول العربية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الالكسو" بالإضافة إلى وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

مقالات مشابهة

  • الرد بالكتابة.. ثورة التحرير في الرواية الجزائرية الحديثة
  • مؤسسة العويس تناقش الرواية الإماراتية في «الشارقة للكتاب»
  • الجامعة العربية تدعو كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية لتحمل مسؤولياتها إزاء الحرب التي يشنها الإحتلال على المسيرة التعليمية بفلسطين
  • بوادر أمل تلوح في الأفق: فرصة أخيرة لوقف النار في لبنان.. ولكن نقطة واحدة عالقة
  • «المعجم التاريخي للغة العربية» مشروع يعيد إحياء ذاكرة الأمة
  • العملات الإسلامية ذاكرة مصر التاريخية ..كتابا جديدا يتصدر معرض الشارقة الدولى
  • فايزر: “اعتقدت أن الوقت قد حان لأكون مع الجزائر ولكن.. “
  • لقاء بين الأمين داؤود وأسياسي أفورقي
  • السودان: لقاء بين الأمين داؤود وأسياسي أفورقي