إنجلترا – يستعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمناقشة إمكانية إقناع الرئيس الأمريكي جو بايدن السماح بضرب عمق الأراضي الروسية قبل مغادرته البيت الأبيض.

جاء ذلك وفقا لما أفادت به صحيفة “تلغراف” البريطانية، التي تابعت أن ستارمر وماكرون يعقدان محادثات بشأن تعزيز إمدادات الأسلحة قبل وصول الإدارة الجديدة للبيت الأبيض، من أجل إحباط جهود الرئيس المنتخب دونالد ترامب لتقليص الدعم الأمريكي لأوكرانيا.

وأفادت الصحيفة، نقلا عن مصادر مطلعة داخل الحكومة البريطانية، بأن الزعيمين سيناقشان اليوم الاثنين ما إذا كان من الممكن إقناع جو بايدن السماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ “ستورم شادو” نحو عمق الأراضي الروسية.

وقالت المصادر للصحيفة إن لندن تعقد آمالا على أن يمنح بايدن أخيرا الموافقة التي تسعى إليها كييف منذ شهور في محاولة لتأمين إرثه في السياسة الخارجية.

وستجري المحادثات في باريس، حيث سيصبح السير كير أول زعيم بريطاني يحضر احتفال يوم الهدنة في المدينة منذ ونستون تشرشل عام 1944. ومن المتوقع أيضا مناقشة التأثير غير المباشر لرئاسة ترامب الوشيكة على الشرق الأوسط وإمكانية نشوب حرب تجارية مع أوروبا.

وتأتي هذه الجهود في الوقت الذي حاول فيه زعماء العالم معرفة مدى جذرية اعتزام ترامب تغيير السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا، فيما كان ترامب قد أعلن في وقت سابق عن إنهاء حرب أوكرانيا “في اليوم الأول” طوال حملته الرئاسية، ما أثار مخاوف من إجباره كييف على قبول فقدان الأراضي لروسيا.

وقال مصدر كبير في الحكومة البريطانية: “نحن حريصون للغاية على التأكد من قدرتنا على تحقيق أقصى استفادة من الوقت بين الآن و20 يناير عندما يصبح السيد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وليس مجرد تأجيل كل شيء حتى الإدارة المقبلة”.

وقال مصدر آخر إنه من المتوقع أن يقوم بايدن بـ “فتح الصنابير” من خلال تسليم مزيد من المساعدات المالية المستحقة لكييف في الأسابيع التي تسبق مغادرته البيت الأبيض.

وقد تأججت المخاوف المحيطة بخطط ترامب بشأن أوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع مع ورود أنباء تفيد بأن مايك بومبيو ونيكي هيلي، وهما عضوان سابقان في مجلس الوزراء المؤيد لأوكرانيا في إدارته الأولى، لن يتم منحهما مناصب هذه المرة.

في الوقت نفسه، قال نجل الرئيس المنتخب، دونالد ترامب الابن، إنه لا مكان لإدارة والده لـ “صقور الحرب”، في إشارة أخرى إلى أن تغييرا جذريا في النهج قد يكون على الأبواب.

وفي منشور على موقع “إنستغرام” يوم السبت الماضي، نشر ترامب الابن فيديو يبدو فيه إنه يسخر من فلاديمير زيلينسكي، بسبب فقدانه “مخصصاته” الأمريكية عندما يعود والده إلى البيت الأبيض.

وفي مقطع الفيديو، يبدو زيلينسكي غير سعيد إلى جانب ترامب، مع التعليق التالي: “وجهة نظر: أنت على بعد 38 يوما من فقدان مصروفك”.

وقال حليف ترامب المرشح لمنصب في البيت الأبيض إلبريدج كولبي، يوم أمس الأحد، إن ترامب سوف “ينهي حرب أوكرانيا” ويتأكد من أن “حلفاءنا في (الناتو) يقومون بالإحلال”.

وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن الرئيس المنتخب طلب من روسيا عدم تصعيد الحرب في أوكرانيا في مكالمة هاتفية يوم الخميس الماضي، كما ذكرت مصادر للصحيفة أن ترامب أعرب عن اهتمامه بمحادثات متابعة لمناقشة “حل الحرب في أوكرانيا قريبا”.

بدوره تعهد السير كير بالعمل بشكل وثيق مع السيد ترامب برغم انتقاد الأخير سابقا لوزراء في الحكومة البريطانية، بما في ذلك وزير الخارجية ديفيد لامي، ونائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر.

إلا أن خطة السير كير قد تبدو بالنسبة لترامب محاولة لتقويض السياسة الخارجية الأمريكية في عهده، وهو ما قد يثير غضبه ويهدد العلاقة بين واشنطن ولندن حتى قبل تولي ترامب لمنصبه في يناير المقبل.

ومنذ فوز ترامب في الانتخابات، حاول بايدن تأمين الدعم الأمريكي لأوكرانيا، حيث قال البيت الأبيض، الخميس، إنه سيواصل “زيادة” المساعدات الإنسانية والعسكرية لأوكرانيا باستخدام الأموال التي أقرها الكونغرس بالفعل.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، يوم الأحد، إن بايدن سيضغط على ترامب حتى لا يتخلى عن أوكرانيا عندما يلتقيان يوم الأربعاء المقبل. وتابع: “إن الرئيس بايدن سيكون لديه الفرصة، خلال الأيام السبعين المقبلة، لتقديم القضية إلى الكونغرس والإدارة القادمة بأن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تبتعد عن أوكرانيا، فيما يهدد بمزيد من عدم الاستقرار في أوروبا”.

لقد درات المناقشات حول ما إذا كان ينبغي السماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ “ستورم شادو” التي تصنع في المملكة المتحدة وفرنسا، نحو عمق الأراضي الروسية لعدة أشهر خلف الكواليس، وتتطلب الصواريخ تكنولوجيا أمريكية كي تكون فعالة بشكل كامل.

ومن المفهوم أن أوكرانيا مسموح لها حاليا باستخدام الصواريخ فقط في ظروف محدودة على الأراضي الروسية، مثل ضرب القوات على الحدود فقط، برغم أن تفاصيل أي اتفاقيات لم يتم الكشف عنها علنا على الإطلاق.

وقد طالب زيلينسكي منذ أشهر بالحصول على إذن بإطلاق الصواريخ إلى عمق الأراضي الروسية، لأن ذلك، على حد تعبيره، سيساعد في منع الطائرات الروسية من الإقلاع قبل قصف أوكرانيا. بهذا الصدد قالت مصادر حكومية بريطانية مطلعة إن السير كير والسيد ماكرون أصبحا داعمين لذلك في وقت سابق من هذا العام.

وكانت الآمال السابقة في موافقة بايدن على استخدام الصواريخ قد تبددت في سبتمبر الماضي بسبب المخاوف من شن هجمات انتقامية على القواعد العسكرية الغربية. وبينما كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مؤيدا لهذه الخطوة، كان سوليفان ضدها خوفا من أنها قد تؤدي إلى تصعيد المواجهة مع روسيا، وتزيد من تعقيد الوضع مع الولايات المتحدة وفقا لتحليل وزارة الخارجية للمناقشات الداخلية.

وإذا حصلت كييف على إذن بإطلاق صواريخ “ستورم شادو” ضد عمق الأراضي الروسية قبل تولي ترامب منصبه، سيكون من الصعب إلغاء الموافقة.

ومن المقرر أن يعقد السير كير اليوم الاثنين اجتماعا قصيرا مع رئيس الوزراء الفرنسي الجديد ميشيل بارنييه، الذي كان مفاوض الاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست”.

ويأمل السير كير في التفاوض على اتفاقية دفاعية وأمنية مع الاتحاد الأوروبي في العام الجديد وهي قضية أخرى من المتوقع مناقشتها مع ماكرون.

وقد فشل وزير الخزانة البريطاني دارين جونز يوم أمس الأحد في تقديم وعد بتحقيق طموح حزب العمال في إنفاق 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع خلال السنوات الخمس المقبلة.

ويحضر رئيس الوزراء البريطاني ستارمر كير احتفال يوم الهدنة في باريس بمناسبة الذكرى السنوية الـ 120 للاتفاق الودي، والذكرى السنوية الثمانين لبداية تحرير فرنسا، حيث قال بهذا الصدد: “يشرفني أن أكون في باريس للوقوف متحدا مع الرئيس ماكرون تكريما لضحايا الحرب العالمية الأولى، الذين قدموا التضحية القصوى من أجل الحرية التي نتمتع بها اليوم”.

المصدر: تلغراف

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: عمق الأراضی الروسیة رئیس الوزراء البیت الأبیض

إقرأ أيضاً:

بعد انتهاء المرحلة الأولى وتعثر مفاوضات “الثانية” .. صيغة جديدة لتمديد التهدئة في غزة

البلاد – رام الله
يواصل نتنياهو وضع العوائق أمام الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فيما ترفض حماس تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق وتبادل الأسرى والمحتجزين بالصيغة التي تفرضها إسرائيل، ويبدو التمديد بشروط جديدة الحل المتاح في الوقت الراهن، لمنع انهيار التهدئة.
يأتي هذا في وقت انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة التي دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، أمس السبت، في حين لم يتم بعد الاتفاق على شروط المرحلة الثانية التي تنص على إنهاء الحرب وتبادل كل الأسرى والمحتجزين من الجانبين.
ورفضت حركة حماس تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بالصيغة التي تفرضها إسرائيل، وقال المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، السبت، إن الحركة ترفض تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل.
واقترحت إسرائيل تمديد المرحلة الأولى 42 يومًا، في مقابل استمرار إطلاق دفعات من الأسرى الإسرائيليين الأحياء بالمعايير المتبعة، إذ يربط الاحتلال إنهاء الحرب المقرر وفق المرحلة الثانية بنزع سلاح حماس وتخليها عن حكم غزة، وهي شروط تراها الحركة غير ممكنة قبل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على أرض غزة والضفة والقدس الشرقية. ووفقًا للتقديرات الإسرائيلية، فإن 24 محتجزًا ما يزالون أحياء في قطاع غزة، من أصل 59 محتجزًا تبقوا بيد حماس، وتواصل عائلات المحتجزين الضغط الشعبي على الحكومة لاستكمال الصفقة بكل مراحلها، خشية من مقتل المزيد من المحتجزين في حال تجددت الحرب.
ويخشى نتنياهو الذي من سقوط ائتلافه إن استمرت الصفقة، وبات عالقًا بين وزير ماليته سموتريتش، والإدارة الأمريكية وموفدها ويتكوف الذي يضغط في اتجاه استمرار تطبيق مراحل الاتفاق الثلاث.
ولم ترفض حماس مطالب الاحتلال الإسرائيلي بشكل مطلق، لكنها ذكرت أن رفض تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي يريدها الاحتلال، ما يفتح المجال للتمديد بشروط أفضل، من حيث عدد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، وحجم ونوعية المساعدات إلى القطاع، وحيث أن للحركة مصلحة في استمرار وقف إطلاق النار، فإنه يمكن التمديد حتى التوصل إلى تفاهمات أخرى.
وبحسب مصادر متطابقة، يقترح الوسطاء استمرار عمليات التبادل بشكل تدريجي إلى جانب انطلاق محادثات المرحلة الثانية، ما يحقق مصالح الأطراف في المنظور القريب، إلى حين حدوث اختراق حقيقي نحو ترتيبات طويلة الأمد. وفي 19 يناير الماضي بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، مع اشتراط التفاوض بشأن المرحلة التالية قبل انتهاء المرحلة الراهنة.
وبينما كان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى للاتفاق (3 فبراير الماضي) مفاوضات المرحلة الثانية منه عرقل نتنياهو ذلك، إذ يريد تمديد المرحلة الأولى بهدف المساهمة في إطلاق سراح أكبر عدد من المحتجزين الإسرائيليين في غزة، دون وقف الخرب إلا بشروط ترفضها حماس بشدة.

مقالات مشابهة

  • ماكرون وستارمر يقترحان “هدنة جزئية” لمدة شهر في أوكرانيا
  • مدفيديف يصف قمة أوكرانيا في لندن بـ”اجتماعات المشعوذين المعادين لروسيا”
  • ماكرون يكشف عن مقترح لهدنة “جزئية” في أوكرانيا
  • ماكرون وستارمر يقدمان اقتراحا بشأن أزمة أوكرانيا
  • بعد شجار البيت الأبيض.. ماكرون يعلن عن مساعدات بمليارات اليوروهات لأوكرانيا
  • بعد انتهاء المرحلة الأولى وتعثر مفاوضات “الثانية” .. صيغة جديدة لتمديد التهدئة في غزة
  • بعد “مشادة ترامب”.. ستارمر يؤكد لـ زيلينسكي: سندعم أوكرانيا
  • ماكرون يعترف بمغادرته للولايات المتحدة “خائب الأمل”
  • ماكرون بعد السجال بين ترامب وزيلينسكى: مستمرون فى مساعدة أوكرانيا
  • ماكرون: مشادة ترامب وزيلينسكي لن تثنينا عن دعم أوكرانيا