هاشم صديق .. ذكريات “الملحمة” وليلة لقاء الأزهري والمحجوب
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
أثار رحيل الشاعر ، والمسرحي ، هاشم صديق، ( 9 نوفمبر 2024) ردود فعل حزينة في أوساط سودانية، نوهت بإبداعه، وإثرائه عالم الشعر والمسرح والغناء .
فقيد السودان ودع دنيانا الفانية في دولة الإمارات العربية المتحدة ، وكان سافر بسبب الحرب، لتلقي العلاج .
تخصص في النقد المسرحي، وعمل أستاذا في المعهد العالي للموسيقى والمسرح، وكان تخرج في العام 1974، كما درس التمثيل في بريطانيا.
الاحتضان السوداني للفقيد، وهو يغادر دنيانا الفانية يؤشر إلى نبض وفاء، ومحبة لمن أهدى للسودانيين إبداعا، وموقف نضاليا ، مشحونا بقيم الحرية.
انتاج المبدع المنحاز لصفوف شعبه السوداني سيبقى مصدر الهام وإشعاع لتعزيز وتقوية مسيرة الكفاح السلمي من أجل الحرية والعدالة والسلام، ورفض ظلم الحرب، أيا كانت وسيلتها، سواء البندقية، أو بعض الكلام المسموع والمكتوب، الغارق في الإسفاف.
"ملحمة قصة ثورة " تتصدر إبداع الفقيد ، وهي أوبريت كتبه، وكان صبيا ابن الـ 19 عاما، بعدما شارك في تظاهرات ثورة 21 أكتوبر 1964.
السودانيون يحبون " الملحمة" وبعض كلماتها تقول:
لما يطل في فجرنا ظالم
نحمي شعار الثورة نقاوم
نبني صفوف تمتد وتهنف
لما يعود الفجر الحالم
غنى شعره مطربون كبار، سيد خليفة ، مصطفى سيد أحمد، وأبو عركي البخيت ، لكن أداء الموسيقار محمد الأمين لـلملحمة رسم أفقا جديدا في عالم الغناء الثوري، والجاد.
الكلمات، وطريقة الأداء بصوت قوي ودافئ هزت وتهز دواخل السودانيين، وتثير في الأعماق عشقا لطريق " التغيير" السلمي، لبناء وطن يحتضن بناته وأبناءه كافة، بتعدد رؤاهم وتوجهاتهم، وأعراقهم، وأديانهم.
للراحل سجل عطاء وذكريات مهمة...
من أهم محطات ذكرياته ما جاء في حوار داخل استوديوهات إذاعة مونت كارلو الدولية بباريس في 21 اكتوبر 2015 ، تناول قضايا عدة بينها الشعر والسياسة وما وصفه بـ " الدائرة الجهنمية التي يئس منها الشعب" وهي دائرة "حكم الأحزاب ثم الانقلابات ".
قال " كنت وسط الجماهير" في 21 أكتوبر 1964 و"حملت أغصان النيم ( شجرة مشهورة في السودان) " و"الثورة نحتت الأحداث في وجداني "، و" كان من حظي أن لحًن القصيدة وأداها ( المطرب) محمد الأمين" واضاف: " هذه القصيدة قدمتني للشعب ، وهي ما زالت مغروسة في وجدانه ".
شدد قبل رحيله في رسالة مهمة على أن " قصيدته ( الملحمة) تعزز صمودنا" وهو أعتبرها "مُلكا للشعب ،وليس لهاشم صديق".
في حديثه عن الاحتفال بالذكرى الرابعة لثورة أكتوبر أوضح " أنه حضر الحفلة مع " والدته واخواته" و "رأيت بأم عيني كيف تتمايل الصفوف، وسمعت اشخصا يصرخون هاشم صديق ثم أخذني أحدهم كأنه حصل على كنز وذهب بي إلى "اللوج" ( المنصة الرئيسية ) وكان هناك الزعيم اسماعيل الازهري رئيس مجلس السيادة ، ورئيس الوزراء محمد أحمد محجوب، وعبد الماجد ابو حسبو وزير الإعلام ، فهنأوني".
والدته كانت أسعد الناس إذ اشترت " كيسي حلوى" احتفاء بما انجزه هاشم .
رحل لكنه ترك ابداعا وتاريخا وتراثا وسيرة عطرة ، اذ انحاز بالكلمة النظيفة لتطلعات الشعب، وقد ودعه كثيرون بدموع المحبة، والوفاء.
هذا درس قديم جديد لمن يريد أن تبقى ذكراه حية ومحترمة في ذاكرة الشعب.
التعازي لأسرته وأهله وأصدقائه ومحبيه وعشاق الكلمة الخضراء.
( إنا لله وإنا إليه راجعون)
لندن ١٠ نوفمبر ٢٠٢٤
modalmakki@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هاشم صدیق
إقرأ أيضاً:
ثبات “الموقف اليمني” يفشل مخططات “عزل غزة”
يمانيون../
بدون كلل ولا ملل ولا فتور ولا وهن يواصل الشعب اليمني التعبير عن استمراره في نصرة الشعب الفلسطيني سواء بالصواريخ والطائرات المسيرة أو عبر الخروج الجماهيري المليوني في عموم المناطق اليمنية آخرها الخروج الأوسع يوم الجمعة للتأكيد على تحدي الكيان الصهيوني.
وتشهد مئات الساحات في مختلف المحافظات الحرة زخما شعبياً تصاعدياً أسبوعياً منذ أحداث السابع من أكتوبر العام الماضي وحتى اللحظة ليكتمل الموقف اليمني التاريخي المساند لغزة على المستوى العسكري والسياسي والشعبي.
وبالرغم من أن ساحات التظاهر تشهد جموعاً غفيرة كل جمعة إلا أن الحضور الجماهيري في المسيرة الأخيرة بعنوان “مع غزة جهاد وتعبئة واستنفار وجاهزون لردع أي عدوان” كان متميزا ولافتاً وغير مسبوق، إذ أنه جسّد التحدي الشعبي للعدوان الصهيوني في أقوى موقف.
فالتهديدات الصهيونية الرامية لإخضاع اليمنيين وثنيهم عن موقفهم الإيماني المساند لغزة والتي تلاها عدوان صهيوني غاشم على العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة لم تزد شعب الإيمان والحكمة إلا إصرارا وتحديا وعزماً وثباتاً على الموقف المساند لغزة وهي ما ترجمته عملياً السيول البشرية الهادرة من مختلف المحافظات.
ووفق خبراء ومحللين سياسيين فإن الزخم الجماهيري الكبير في مختلف الساحات يوصل رسائل مدوية للأعداء الصهاينة مفادها أن الشعب اليمني لا يأبه بتهديداتهم وأنه جاهز للتصدي لأي عدوان قادم.
كما أن امتلاء الساحات بالجموع الغفيرة من الجماهير يجسد مدى الانسجام بين الشعب اليمني وقيادته الثورية ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، إضافة إلى دور ساحات التظاهر الشعبي في تجديد التفويض للقوات المسلحة اليمنية لمواصلة عملياتها العسكرية المنكلة بالعدو الصهيوني وحلفائه من الأمريكان والبريطانيين.
ولا تقتصر رسائل ملايين الجماهير على ما سبق ذكره وحسب وإنما للتظاهرات المليونية الأسبوعية دور كبير في إفشال المخططات الصهيونية الرامية لعزل الشعب الفلسطيني عن الأمة العربية والإسلامية، فشعب الحكمة والإيمان حاضر في الميدان ولن يتخلى عن إخوانه في غزة وفلسطين مهما عظمت التحديات والصعاب.
وتمثل ساحات التظاهر الأسبوعية حجة دامغة ودائمة على الأمة العربية والإسلامية التي تخلت عن مساندة غزة.
تعبئة واستنفار
وللتعليق على الموضوع يؤكد الناطق باسم أحزاب التحالف المناهضة للعدوان الدكتور عارف العامري أن الزخم الجماهيري الكبير في الساحات يأتي تأكيدا على التعبئة الشعبية والاستنفار لمواجهة أي عدوان صهيوني أو أمريكي أو بريطاني قادم على البلد.
ويوضح -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- أن تصاعد الجماهير الشعبية في الساحات أسبوعيا لعام كامل وبضعة أشهر يجسد مدى الاصطفاف الشعبي الكبير وراء القيادة السياسية والثورية ممثلة بالسيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله.
ويبين أن خروج الجماهير الغفيرة في ساحات المظاهرات يعطي تفويضا شعبيا للقوات المسلحة اليمنية للمضي في عملياتها العسكرية المنكلة بالعدو الصهيوني والأمريكي. مؤكدا أن الزخم الشعبي الكبير الذي شهدته ساحات المظاهرات يعطي دلالة للأعداء الأمريكان والصهاينة وحلفائهم على مدى ثبات الشعب اليمني واصراراه في مواصلة موقفه الداعم والمساند والمناصر لغزة والذي سيستمر حتى يتوقف العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة ويُرفع الحصار.
ويشير إلى أن الخروج الجماهيري في مسيرة “مع غزة جهاد وتعبئة واستنفار، جاهزون لردع أي عدوان” يعطي أهمية كبيرة إذ أنها تأتي كتحدٍ صريحٍ وواضحٍ لقوى العدوان الإسرائيلي والأمريكي الذين يحاولان الضغط على اليمنيين لثنيهم عن موقفهم المساند لغزة.
ويلفت إلى أن الشعب اليمني يوصل رسالته للأعداء أسبوعيا أنه لا يمكن التخلي عن غزة مهما كانت التحديات والتضحيات الجسيمة وأن اعتداءات الإسرائيلي والأمريكي على البلد لن تسهم في ثني اليمنيين عن موقفهم الإنساني والأخلاقي والإيماني المساند لغزة.
ويرى أن الموقف اليمني الخالد في مساندة القضية الفلسطينية ومواجهة قوى الشر العالمي أمريكا و”إسرائيل” نتاج طبيعي وثمرة من ثمار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة.
ويذكر العامري أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة استطاعت أن تخلق خلال عقد من عمرها وعيا شعبيا وتلاحما وطنيا منقطع النظير، مبينا أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر خلقت عقيدة جهادية صحيحة لكافة الشعب اليمني.
ويشدد بالوعي الشعبي وإدراكه لخطورة المرحلة، وأن هذا جعل اليمن يتصدر الساحة العالمية في التمسك بالقضية الفلسطينية ومناصرتها، مؤكدا أن اليمن أصبح محط أنظار العالم بصفته البلد الوحيد الذي أنهى الغطرسة الأمريكية والعربدة الغربية في المنطقة.
ويتطرق إلى أن التلاحم الشعبي اليمني يشكل عامل من عوامل القوة في مواجهة الهيمنة الأمريكية.
تجسيد للعنوان اليمني
بدوره يؤكد مستشار مكتب رئاسة الجمهورية صالح السهمي أن الخروج الجماهيري الكبير والواسع في مسيرة “مع غزة جهاد وتعبئة واستنفار، جاهزون لردع أي عدوان” يجسد الاستجابة الشعبية للقيادة الثورية والسياسية في أنصع صورها.
ويوضح -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- أن توافد الجماهير للساحات بعد الغارات الأمريكية والإسرائيلية على العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة يجسد العنفوان اليمني والعزم والإصرار على مواصلة الإسناد لغزة رغم العدوان والحصار.
ويبين السهمي أن الشعب اليمني يتجمهر أسبوعيا في الساحات ليوصل للعالم المتخاذل رسالته المدوية والثابتة ثبوت الجبال الرواسي أن اليمن مستمر في مساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض أطفاله وكهوله ونساؤه للقتل والنزوح والجوع والبرد والعطش، ويشير إلى أن التجمهر الشعبي الأسبوعي في الساحات يأتي تفويضاً شعبياً للقوات المسلحة اليمنية ودعما لقواتها الصاروخية وطائراتها المسيرة في تنفيذ الضربات الموجعة والمنكلة بالعدو الصهيوني وحلفائه في المنطقة.
ويلفت السهمي إلى أن اليمن عصي على قوى الهيمنة والاستكبار العالمي وشذاذ الإمبريالية وأدواتهم في المنطقة، مؤكدا أن اليمن لديه قائد شجاع وشعب عظيم وجيش قوي يقود اليوم معركة قلبت المعادلة وجعلت اليمن رقماً صعباً في المنطقة.
ويشدد بأن اليمن وجيشه في معركة البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط والبحر العربي أصبح نداً للأمريكي والبريطاني والإسرائيلي والفرنسي، وخير شاهد على ذلك سفنهم المتجهة للكيان التي تجاوزت قرار الحظر اليمني والتي تم استهدافها ووصلت أعدادها إلى قرابة 213، مردفا القول: “ناهيك عن البوارج الحربية التي ظلت الإدارة الأمريكية تروج لها لعقود مَن الزمن لإخافة الأنظمة الخانعة”.
ويؤكد بأن اليمن استطاع -بفضل الله تعالى وتمكينه- كسر الغطرسة الأمريكية وإنهاءها في المنطقة لتجسد عمليا ثمار الثقة المطلقة بالله تعالى وتولي أعلام الهدى.
ارتباط وثيق بالقضية الفلسطينية
وتجسد ساحات التظاهر بمختلف محافظات الجمهورية اليمنية الانسجام الكبير بين الشعب اليمني وقيادته الثورية وجيشه المغوار الأبي بحسب ما يؤكده الكاتب الصحفي والباحث الفلسطيني الدكتور وليد محمد علي .
ويوضح -في تصريح لوسائل الإعلام- أن التجمهر المليوني الأسبوعي والعمليات العسكرية المتواصلة والمتصاعدة منذ عام كامل وحتى اللحظة، إضافة إلى مواكبة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله للأحداث ومستجدات المعركة في قطاع غزة، تثبت مدى ارتباط الشعبي اليمني وقيادته الحكيمة بقضايا الأمة الإسلامية وفي مقدمتها القضية المركزية فلسطين.
ويبين وليد علي أن أحداث غزة وأحداث طوفان الأقصى خلقت فرصة كبيرة للشعب اليمني في التوحد وتعزيز اللحمة الوطنية وتوحيد بوصلة العداء تجاه العدو الصهيوني بصفته العدو التاريخي الأزلي للأمة الإسلامية.
ويشير إلى أن ثبات اليمنيين في الساحات واصراراهم على مساندة غزة افشل المخططات الصهيونية الرامية لتمزيق الأمة الإسلامية والهادفة لعزل الشعب الفلسطيني عن كافة الأمة العربية و الإسلامية.
موقع أنصار الله – محمد المطري