غيّرت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، اسم مدرسة في محافظة المحويت، شمالي اليمن، باسم زعيم مليشيا موالية لإيران في المنطقة، وذلك ضمن عمليات تطييف واسعة تستهدف العملية التعليمية في مناطق سيطرتها.

وأفادت مصادر محلية أن المليشيات غيّرت اسم مدرسة "أبو نشوان" في مدينة شبام كوكبان، إلى مدرسة "حسن نصر الله" في إشارة إلى الزعيم السابق لمليشيا حزب الله اللبناني الموالية لإيران، الذي قتل أواخر سبتمبر الماضي بغارة إسرائيلية.

وأوضحت المصادر أن الإسم السابق للمدرسة "أبو نشوان" كان كُنية للرئيس اليمني الأسبق "إبراهيم الحمدي".

وعمدت مليشيا الحوثي طوال سنوات الانقلاب على تغيير أسماء المدارس والشوارع وقاعات الدراسة في الجامعات في المحافظات الخاضعة لسيطرتها بأسماء قتلاها وأسماء رموز طائفية، بدلا من أسماء الرموز اليمنية ومناضلي الثورة والجمهورية وغيرها من الأسماء الوطنية والإسلامية، ضمن عمليات "تطييف" ممنهجة.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

برحيل الشاعر سلطان الصريمي… اليمن يخسر ربان الأغنية السياسية

أحمد الأغبري

ما أنفك الشاعر اليمني سلطان الصريمي (1948- 2024) على مدى تجربته الشعرية الممتدة لنحو خمسة عقود يبشر بالأمل، عبر ثقافة اجتماعية نسج منها سحر بساطة الشعري الغنائي، الذي ظل يطير به إلى قلوب الناس، لدرجة لا تُذكر الأغنية اليمنية المعاصرة، خاصة السياسية منها، إلا وكان الصريمي على رأس قائمة شعرائها.

استطاع هذا الشاعر – الذي يُعدُّ من مؤسسي اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين وقياداته المخضرمة – من خلال القصيدة الأغنية أن يكون قريبا من تفاصيل حياة الإنسان اليمني، حتى إن بعض النقاد اعتبروه شاعر الهمّ العام في اليمن بامتياز، وثالث ثلاثة رُواد فتحوا آفاقا جديدة للقصيدة الشعبية الحديثة في هذا البلد.

من «هموم إيقاعية» انطلق عام 1983 مقدِّما باكورة إصداراته ليكشف في العام نفسه، في «أبجدية البحر والثورة» عن خصوصية جديدة في قصيدته؛ وهي خصوصية فاجأنا بتطورٍ لافتٍ في علاقتها باللغة، وارتباطها بالهمّ العام في «نشوان وأحزان الشمس» 2002؛ ليظهر في «قال الصريمي» 2002 أكثر إدهاشا؛ وهي دهشة عبّرت عنها بقوة «زهرة المرجان» 2005، وتوالت عناوينه؛ لتبقى جذوة هذه الدهشة متّقدة بلهيب القضية وهموم وأحلام الناس.

عندما سألته: هل انشغال الشاعر بهموم الناس ضرورة للاعتراف بقصيدته؟ أجاب: «ليس بالضرورة أن يفكّر الشاعر مجرد التفكير، بأنّ هناك من سيهتم بقصيدته، لكن لا يعني هذا أن الشاعر يكتب القصيدة كأنه غير موجود في المجتمع؛ فهو جزء من هذا المجتمع، ولا بد أن يكون لتناوله موضوع القصيدة علاقة بهموم الناس. أنا لستُ مع الشعر للشعر أو الشعر للفن. الشعر لديّ هو انعكاس للواقع الاجتماعي، ولا يمكن أن تكون للقصيدة قيمتها الإنسانية الاجتماعية، إلا إذا ارتبطت بالمجتمع. وظيفة الشعر هي وظيفة نقدية تقوم على إعادة صياغة الواقع».

كان الصريمي، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة، يؤمن بأنه لا توجد ذات مجردة عند الشاعر قائلا: «الذات تتشكلُ من ارتباط الشاعر بأسرته وبيئته ومجتمعه، بمعنى لا توجد ذات مجردة عند الشاعر، لكن ـ أحيانا – تتعالى الذات عند الشاعر لدرجة يفقد ذاته ويفقد قضيته.. وفي ظل هذه الحال يكون الشعر ليس له معنى».

كان الصريمي، الذي أسس ورأس مركز الكناري للاستشارات والخدمات الثقافية، ينأى بقصيدته عن التعقيد، مؤكدا في الوقت ذاته أنه ليس مع الغرابة أو الإغراق في الرمز. «أنا مع الصورة الشعرية التي تجد نفسها عند المتلقّي. أنا لا أؤطر الصورة ولا أغرق في الرمز أو الغرابة؛ لأنّ مهمة الشاعر خلق صورة جديدة يستطيع المتلقي بمختلف مستويات وعيه أن يفهمها، وتعطى له الحرية لكي يفسرها كيفما يشاء. ومع ذلك قصائدي ليست مباشرة، وإنما رمزية تعطي القارئ حرية في خلق الصورة التي يريدها».

مَن يقرأ تجربة الصريمي، الذي رأس تحرير مجلة «دروب»، لا بُد أن يسأل عن العوامل التي شكّلت وأخرجت قصيدته بهذا المستوى من القرب من حياة الناس.. وهنا أوضح: «أنا ولدتُ في بيئة فقيرة، وعشتُ حياتي بطريقة تكاد تكون غائبة عن دورها الطفولي، وكبرت قبل الأوان.. عانيتُ كثيرا في بداية الحال، وكانت معاناتي مع الناس، وكنت أعمل في اتجاهين: أحاول تطوير نفسي تعليميّا وثقافيّا، وأعمل توفيرا لمتطلبات معيشتي في الوقت نفسه. وكانت البداية منطلقة من الناس في كل المجالات: مجالات الأغنية السياسية والعاطفية والاجتماعية، ومستمرة هذه الحال إلى هذه اللحظة، بمعنى أنني لا أستطيع أنْ أكتب قصيدة، من دون أن يكون لها موضوع مرتبط بالمجتمع.. أنا إذا خرجت بقصيدتي عن موضوعها الاجتماعي أكون كالسمكة التي خرجتْ من الماء، لذلك أجدُ نفسي عندما أكتب القصيدة الذاتية الخاصة، لا أستطيع إنجازها خارج الموضوع العام». كانت اللغة العامية جزءا محوريا من تجربته الإبداعية، وتجلت بوضوح في قصيدته الشعبية، كما أسهمت في تشكيل قصيدة خاصة به، تحولت فيها اللغة الدارجة إلى لغة شعرية غنائية بمستوى مختلف.. هنا يعود للقرية ليعيد قراءة هذه الجزئية: «أنا عشتُ في القرية كثيرا، وكنت في قريتي أستمع إلى الأغاني الشعبية: أغاني البذار والحصاد والموالد والأعراس.. كل هذه الفنون الشعبية المتوفرة في القرية كوّنتْ لديّ مخزونا كبيرا من الثقافة السّمعية الشعبية، التي كنت أستقيها من مختلف المشارب، وتكونت عندي حصيلة قاموسية واسعة من المفردات العامية، وما يقابلها من الفصيح، وبالتالي أستطيع أن أصيغ الصورة الشعرية صياغة فصيحة وعامية بشكلٍ أرى أنه ناجح جدّا، ومفهوم عند الناس».

لكن هل تلك الثقافة السمعية هي ما يقف وراء تلك الوفرة الإيقاعية في قصيدة الصريمي؟ يقول: «في الأغنية الشعبية التراثية إيقاعات متعددة، ولها تفعيلات لا تختلف إطلاقا عن تفعيلات الشعر، سواء أكان عاميّا أم فصيحا، وعندما يريدُ المرء أن يطبّق التفعيلات الشعبية على ميزان الفراهيدي سيجدُ في الشعر الشعبي التراثي إيقاعات تكاد تكون إضافة إلى إيقاعات ميزان الفراهيدي. في لحظة ما اتخذ الصريمي قراره بانتزاع قصيدته من العمود وإفراغها داخل قصيدة التفعيلة. يوضح: «يعدُّ الشاعر اليمني الكبير الراحل عبدالله سلام ناجي، أول مَن كتب القصيدة العامية الحديثة، وأتذكر في لقاء معه في السبعينيات، عندما نُشرِتْ لي قصيدة (وعمتي)، قلت له: هل سمعت قصيدة (وعمتي)، فقال: قرأتها لكني أريد منك أن تتخلص من القافية. فأنا اعتبرتُ كلامه وصية، وعملت على التخلص من القافية… ساعدني في ذلك تنوع قصائدي التي توصف بالسياسية والاجتماعية والعاطفية؛ فأكون أحيانا بحاجة إلى أن تكون القصيدة عمودية فأكتبها عمودية، وتأتي القصيدة الأخرى فتفرض عليّ لمضمونها، في لحظة ولادتها الإبداعية، أن أكتبها بالتفعيلة، وهكذا. أنا من الشعراء الذين لا يكتبون القصيدة بقرار مسبَق، وإنما اللحظة الشعرية الإبداعية هي من تفرض عليَّ مضمون القصيدة وشكلها، فتكون كذلك.

هنا نتوقف عند البدايات؛ فيتحدث: «البداية كانت من القرية.. لا أتذكر الأغنية الأولى، ولكن من الأغاني الأولى أتذكرُ أنني ومجموعة من الزملاء، في مقدمتهم الشاعر محمد الفُتيح، بحكم ارتباطنا بالعمل السياسي والاجتماعي، قررنا الانطلاق في محاربة هجرة اليمنيين واغترابهم طلبا للرزق في بلدان أخرى؛ فبدأنا نكتب قصائد تستدعي عودة الناس من الخارج؛ لأننا كنّا نرى أن للهجرة آثارا اجتماعية كارثية، ولذلك حاولتُ أنْ أُجسِّد الحالة العامة للهجرة بجميع أشكالها بقصيدة (وعمتي) التي غناها الفنان عبدالباسط عبسي، ولعبتْ هذه القصيدة دورا كبيرا في عودة كثير من اليمنيين المغتربين، وتراجع بعض الذين كانوا يفكرون بالاغتراب؛ لِأنّ اليمن ـ وهذه حقيقة – بلاد طاردة، حتى في حالة الاستقرار.. عموما كانت هناك مؤشرات بتراجع معدلات الهجرة، ودفعَ ردّ الفعل الإيجابي هذا الدولة حينها لتوحي لبعض الشعراء بكتابة قصائد معاكسة لقصائدنا، وكان مطلوب أن تُغنَّى بالألحان نفسها التي غُنِّيَت بها قصائدنا؛ ولهذا السبب سقطت.. ومن ثم كتبتُ قصائد وأغاني أخرى بالمنوال نفسه، مثل «أذكرك والسحايب»، «وَراعية»، «نشوان» والاعتقال، لكنه لاحقا تحول إلى الأغنية السياسية، وكانت أغنية «نشوان»، هي العنوان الأبرز لتلك المرحلة. يقول: «أنا كنت أكتبُ الأغنية الاجتماعية والسياسية والعاطفية في آنٍ واحد.. بمعنى أنني في أثناء كتابة قصيدة «وعمتي»، كانت لديّ قصائد سياسية وعاطفية؛ فاللحظة الشعرية الإبداعية هي التي تتحكم بموضوع القصيدة وشكلها. وبشأن أغنية «نشوان» فهي لم تكن أولى قصائدي السياسية، فهناك قبلها قصائد لم تجد طريقها للغناء، ولم يُلتفت إليها».

أما عن حكاية أغنية «نشوان»: «صعب على الشاعر أنْ يقول ما مناسبة كتابة قصيدة ما؛ لأني لستُ شاعر مناسبات على الإطلاق، لكن في سبعينيات القرن الفائت حدث أن جُدِّدت (اتفاقية الطائف) بين اليمن والمملكة العربية السعودية، وهو ما اعتبرناه إهانة للشعب اليمني، خاصة بعد الثورة اليمنية التي قامت عام 1962، حيث كان لا بدّ أنْ تؤخذ مسألة الأراضي اليمنية التي أخذتها المملكة العربية السعودية عام 1934 طابعا آخر غير التجديد، ولهذا فقد خرجتْ البلاد كلها في تظاهرة كبيرة جدّا ضد تجديد الاتفاقية، وأنا شاركتُ في الخروج مع الناس، ولكن لم تكفِني المشاركة. وكان أحد أولادي قد سميْته «نشوان»؛ لإعجابي بالشخصية التاريخية اليمنية العظيمة نشوان بن سعيد الحميري.. عموما جمعتُ كلّ الهموم التي تتعلقُ بالبلاد انطلاقا من الاتفاقية، بما فيها الحياة التي كانت تعيشها البلاد، والتي ستعيشها البلاد لاحقا في قصيدة سميتها «نشوان»، ولذلك عندما تقرأ قصيدة «نشوان» ستجد كأنك تعيشها الآن، لكن منطلقها هو الاتفاقية.

واعتقل الصريمي بسبب هذه القصيدة: «نعم.. اعتقلتُ من أجل «نشوان» لمدة سنة مع التعذيب، لكن لم تكن القضية التي اعتقلتُ بسببها هي «نشوان» وحدها، بل ثلاث قضايا.. «نشوان»، وبجانبها قضية الانتماء السياسي، وقضية السفر إلى عدن مشتركا في اجتماعات المكتب التنفيذي لاتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين… لكني أكتشف اليوم أن جيلي جيلٌ محظوظ؛ لأنه صنع نفسه في مرحلة عجيبة، لذلك عندما أتذكّر معاناتي السياسية والاجتماعية في تلك المرحلة، أشعر بفرح شديدٍ جدّا، وأتساءل عن الجيل الذي نحن نعاصره الآن: ما الذي سيكونه؟ أيّ ذكريات ستكون له؟».

 

المصدر: القدس العربي

مقالات مشابهة

  • برحيل الشاعر سلطان الصريمي… اليمن يخسر ربان الأغنية السياسية
  • مليشيا الحوثي تواصل جمع بيانات المواطنين بإب
  • مليشيا الحوثي تختطف مسؤولاً سابقاً في إب
  • مليشيا الحوثي تفرض جبايات جديدة تحت مسمى "دعم القضاء" (وثيقة)
  • مقتل مواطن بانفجار لغم زرعته مليشيا الحوثي في الجوف
  • مليشيا الحوثي تقتحم عددا من مراكز الشرطة وتطرد الضباط والجنود القدامى
  • مليشيا الحوثي تحتجز شابًا بسبب صورة على "واتس آب" في صنعاء
  • ذمار.. قبائل الحدا تُجبر مليشيا الحوثي على تنفيذ مطالبها في قضية البيحاني
  • مليشيا الحوثي تجدد استهداف مواقع بتعز
  • مليشيا الحوثي تنقل الدورات الثقافية الى بيوت عقال الحارات وتفرض على المواطنين حضورها