كنائس العالم تستعد للاحتفال بمرور 17 قرنا على المجمع المسكوني الأول.. والبابا تواضروس ينشر مقالا تاريخيا حول ملابسات الانعقاد الأول
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إنه في عام 2025م نحتفل ويحتفل العالم المسيحي كله شرقًا وغربًا بمرور 17 قرنًا من الزمان على انعقاد المجمع المسكوني الأول في مدينة نيقية بآسيا الصغرى عام 325م.
ملابسات انعقاد المجمع المسكوني.. ظهور آريوسوأضاف بابا الإسكندرية ، حسب ما نشرته الصفحة الرسمية للكنيسة منذ قليل ، وهو مقال لقداسته في مجلة الكرازة ، بان التاريخ يحكي لنا عن أن البداية كانت بسبب شخص لا نعلم عنه الكثير يدعى آريوس (256-336م) وهو ليبي المولد والمنشأ، جاء إلى الإسكندرية وتعلم فيها حتى ظهر عالمًا زاهدًا متقشفًا يجيد الوعظ والخطابة والإرشاد، حيث كوَّن شعبيته من الناس ومن بينهم عدد من عذارى الإسكندرية كن سببًا في نشر ما يقوله وما يُعلِّم به في ذلك الزمان.
واشار إلي إحدى سمات شخصية آريوس كانت هي “المراوغة”، حيث شايع في بداياته الأسقف المارق ملاتيوس (أسقف أسيوط) والذي عارض البابا بطرس البطريرك 17 في أمر توبة الجاحدين، وقد قطعه البابا وحرمه، ولكن آريوس تراجع بخبث حتى تمت سيامته شماسًا. ونال البابا بطرس إكليل الشهادة في خريف عام 311م، ثم لجأ آريوس إلى البابا أرشيلاوس البطريرك 18 الذي سامه كاهنًا، ثم وثق فيه البابا ألكسندروس البطريرك 19 فجعله خادم كنيسة بفكالس أي كنيسة الإسكندرية الرئيسية.
السمات المتطرفة والمراوغة لآريوستابع" البابا تواضروس": كان آريوس لسانيًا متطرفًا، جره تطرفه إلى الوقوع في خطأ عقيدي جسيم، واستمر فيه بسبب كبريائه وذاته العالية. كان ينادي بأن الآب وحده يستحق لقب الإله، أما الابن فإنه لم يكن سوى إله ثانوي منخفض في الرتبة والمنزلة مخلوق من العدم بإرادة الآب. كان هذا تعليمًا مخالفًا لما عاشته الكنيسة القرون الثلاثة الأولى من ميلاد السيد المسيح. ورغم اعتراض كثير من المؤمنين على هذا التعليم المخالف ثم اعتراض البابا ألكسندروس عليه أيضًا، والذي أمره أن يعلَّم بما استقر في الكنيسة ومنعه عما كان يعلم به، إلا أن آريوس إعتز بعلمه ورفض أمر سيده رئيس الكنيسة وامتنع عن الطاعة. فكان من البابا السكندري أن جمع مائة من الأساقفة في مـجمع مــحــلي بالإسكندرية وأطلعهم على بدعة آريوس، التي رفضها المائة أسقف ماعدا اثنين امتنعا عن الشجب، فقطع المجمع السكندري آريوس وهذين الأسقفين وعدد عشرة قساوسة وشمامسة الذين انحازوا إلى هذه الهرطقة التي بدأت تهدد سلام الكنيسة.
واستطرد “البابا تواضروس الثاني ” ، لكن آريوس بشخصيته المراوغة لجأ إلى فلسطين وتواصل مع يوسابيوس المؤرخ أسقف قيصرية فلسطين وحاول خداعه وكأنه ظُلم من البابا ألكسندروس، حتى انعقد مجمع محلي للنظر في قضية آريوس، وهذا المجمع المحلي أرسل إلى البابا ألكسندروس طالبًا رفع الحرم والعمل على قبول آريوس وجماعته في الشركة. وكتب آريوس نفسه رسالة منمقة لبقة قال فيها: “إنه لم يعلِّم غير ما علمه ألكسندروس وأنه (آريوس) حرم ما حرمه سيده ورئيسه”.
وتابع البابا تواضروس : لكن هذا التصرف لم ينطلِ على البابا ألكسندروس الذي هب مع أساقفته للدفاع عن الإيمان المستقيم ضد هذه الهرطقة التي بدأت في الانتشار في سنتها الأولى، وامتنع عن رفع الحرم عن آريوس الذي لجأ إلى عدد من أساقفة الشرق في أنطاكية وفلسطين الذين منحوه حق الرجوع إلى ممارسة الأسرار، وبسبب ذلك عاد آريوس متمردًا إلى الإسكندرية ونظم الأغاني والأناشيد حتى يرددها الناس من جميع طبقات الشعب في كل مكان.
سبب الدعوة لعقد المجمع المسكوني الأولوأضاف بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، بان هذه الاضطرابات وصلت إلى مسامع الإمبراطور قسطنطين، وقد حاول حل هذا الخلاف العقائدي حبيًا من خلال رسالة يحملها رسول الإمبراطور ولكنها لم تحقق القصد منها. ثم ظهرت فكرة عقد مجمع مسكوني ونادى بها البابا ألكسندروس. والبعض ينسب الفكرة إلى الإمبراطور ذاته الذي جمع الأساقفة من جميع أنحاء الإمبراطورية للتشاور وإبداء الرأي، وحدد مكان الاجتماع في نيقية بسبب مناخها اللطيف. وانعقد المجمع من 20 مايو 325 إلى 19 يونيو 325م، وحضر المجمع عدد 318 أسقفًا، وربما لم يحضر البعض كل الجلسات مما حدا في بعض المراجع أن الحضور كان 270 أسقفًا أو ثلاثمائة تقريبًا. وحرم الآباء المجتمعون آريوس وأتباعه وأيدهم الإمبراطور قسطنطين الذي حكم عليه بالنفي والإبعاد. الذي ظل فيه إلى خريف عام 334م حيث عاد ومثل أمام الإمبراطور وأكد على “أرثوذكسيته”؟!! وحاول إعادته من خلال بعض الأساقفة في القسطنطينية، ولكن أسقف القسطنطينية الشيخ الجليل ألكسندروس رفض تمامًا أمر الإمبراطور. ويقال إن آريوس عندما دخل الكنيسة عنوة اعتزل القوم لقضاء حاجته فاندلقت أحشاؤه ومات وكان ذلك عام 336م. هذه هي نهاية كل مراوغ أو منافق أو هرطوقي ومكتوب: “لاَ تَسْتَكْبِرْ بَلْ خَفْ” (رو 11: 20).
واختتم قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، ما قاله بهذه الكلمات : تجدر إشارة هامة من الناحية التاريخية أنه بعد عام واحد من انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول أي عام 326م، تم اكتشاف خشبة الصليب المقدس على يد الملكة هيلانه والدة الإمبراطور قسطنطين ويقال إنها أخذت مسامير الصليب وأذابتها في معدن خوذة ابنها وأيضًا في لجام حصانه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية آسيا الصغرى بابا الإسکندریة البابا تواضروس أسقف ا
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس الثاني يشهد حفل تخريج أولى دفعات جامعة هولي صوفيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
احتضن المقر البابوي بالقاهرة، اليوم الخميس، حفل تخرج جامعة هولي صوفيا التابعة لإيبارشية نيويورك ونيوإنجلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، بحضور البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والأنبا ديڤيد أسقف نيويورك ونيوإنجلاند ونائب رئيس الجامعة، وعدد من الآباء الأساقفة وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة.
وتضمن برنامج الحفل كلمات لنيافة الأنبا ديڤيد والدكتور القمص أبرهام عزمي أمين الجامعة وبعض عمداء الكليات، وفيلم وثائقي عن الجامعة واختتم بكلمة قداسة البابا، سلم بعدها قداسته الخريجين شهادات التخرج.
وفي كلمته رحب البابا بالحضور، مقدمًا الشكر لمسؤولي الجامعة، مهنئًا الخريجين، وقال: "هذا يوم تاريخي في خدمة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويوم مفرح كذلك لكل محبي العلم والمعرفة"، داعيًا إدارة الجامعة لسن تقليد بأن يقام حفل تخرج مرة كل خمس سنين في القاهرة للحفاظ على ارتباط الجامعة بالكنيسة الأم.
وأشاد بمناحي المعرفة الواسعة التي توفرها "هولي صوفيا" لراغبي الدراسة، مشيرًا إلى أن وجود جامعة قبطية خارج هي حلقة من مسلسل عمل الله في الكنيسة القبطية خارج مصر، بدأت بخمس كنائس في الكويت وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وإنجلترا، وتطورت بالتدريج وصولاً إلى جامعة قبطية دولية معترف بها عالميًا.
وتناول البابا ثلاث ميزات تضيفها جامعة هولي صوفيا للخدمة الكنسية، وهي أنها تعد:
١- أداة تواصل: بين أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في كل مكان توفرت لهم فرصة التعلم عن بعد واكتساب معرفة وخبرة.
٢- أداة معرفة: معرفة بلتراث القبطي والجذور ونقلها للمجتمعات الغربية، وليس مجرد المعرفة، بل نقل التراث والعقيدة والاباء والتاريخ والإيمان الحي إلى العالم كله.
٣- أداة خدمة: لأن ما نتعلمه سنخدم به.
ولفت إلى المؤسسات التعليمية التي صارت فاعلة بقوة في التعليم الكنسي في السنوات العشر الأخيرة، وهي Act في لوس أنچلوس، وإكليريكية نيوچيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية، والمعهد القبطي للتدبير الكنسي والتنمية، ومعهد القديس بولس لعلوم الكرازة.
واختتم بقوله: "أطلب من أساتذة الجامعة والمحاضرين بها الالتزام الكامل بالروح القبطية الأرثوذكسية باهتمام شديد لأننا في عالم مليء بالاتجاهات والأفكار المختلفة فيجب أن نحافظ علي كنيستنا وصورتها وأيمانها وتراثها لأن هذا كله هو الجوهرة الثمينة التي نقدمها للعالم".
وأنشئت جامعة هولي صوفيا القبطية الأرثوذكسية في عام 2019 برئاسة البابا تواضروس الثاني، تُعَد أول جامعة قبطية معتمدة أكاديميًّا في الولايات المتحدة، وهي تهدف إلى تدريب الإكليروس القبطي الأرثوذكسي والعلمانيين وغيرهم خلال الكورسات الدراسية، وتحمل رؤية نشر التقاليد الغنية، المسيحية القبطية الأرثوذكسية بما في ذلك تاريخها وتراثها الآبائي وعلوم الكنيسة والعبادة والعقيدة والقيم، ونقلها إلى العالم كله. وفي سبتمبر 2023 تمت الموافقة على الجامعة كجامعة رسمية بولاية كونيتيكت بالولايات المتحدة الأمريكية.
وفي فبراير 2024 تمت شراكة سياقية بين الجامعة وجامعة كايروس، وفي أبريل 2024 تمت الموافقة على الجامعة كهيئة غير هادفة للربح من الحكومة الفيدرالية. وتعد هولي صوفيا معتمدة دوليًّا فيدراليًّا، ومن هيئة الجامعات اللاهوتية، ومعتمدة كجامعة رسمية قبطية أرثوذكسية.
وتقدم الجامعة محتواها العلمي باللغات العربية والإنجليزية والألمانية، وتوفر برامج لمنح شهادات الماجستير والدكتوراة، كما تمنح درجات علمية باللغة الإنجليزية في مختلف المجالات منها الدفاعيات، التعليم المسيحي، التاريخ، اللاهوت، الكتاب المقدس، وغيرها، وكذا درجات علمية باللغة العربية في مختلف المجالات منها المشورة، الدفاعيات، الدراسات اللاهوتية، الدراسات الآبائية، الليتورجيا وغيرها.
وللجامعة مكتبة متخصصة للملتحقين بها، متاحة للطلبة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية، وتضم 6 أقسام:
• قسم خاص بالمكتبة البابوية.
• المكتبة الآبائية للقرون الستة الأولى.
• محرك إيبسكو الذي يحوي كل الأبحاث والكتابات اللاهوتية في العالم.
• المكتبة اللاهوتية لجامعة كايروس.
• قسم خاص للبحث في المجلات المسيحية واللاهوتية.
• قسم مفتوح للجميع (غير مخصص للطلاب).