سياحة في قلب الأزمة..كيف تزعزع حشود الزوّار هويّة روما؟
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
في السنوات الأخيرة، أصبحت العاصمة الإيطالية روما تعيش حالة من التوتر بسبب ما يشهده قطاع السياحة من زيادة غير مسبوقة في عدد الزوار، وهو ما بدأ يؤثر بشكل ملحوظ على الحياة اليومية للسكان المحليين.
مع عودة زخم السياحة بعد جائحة كوفيد-19، شهدت المدينة تدفقًا هائلًا للسياح، مما جعل الكثير من سكانها يشعرون بأن مدينتهم تحولت إلى وجهة سياحية أكثر من كونها مدينة يقطنها المحليون.
في عام 2023، استقبلت روما أكثر من 35 مليون سائح، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بشكل أكبر مع اقتراب اليوبيل الكاثوليكي في 2024. هذا التدفق الكبير للسياح بدأ يغيّر جذريا سمات المدينة، حيث أصبحت الأماكن السياحية الرئيسية، مثل نافورة تريفي، التي كانت تشتهر بهدوئها، مزدحمة بشكل دائم بالزوار الذين يتوافدون لالتقاط الصور.
هذا التغير لم يمر دون استياء السكان المحليين الذين اعتادوا على أجواء المدينة الهادئة. يقول أحدهم: "في الماضي، كان بإمكانك الاستمتاع بنزهة هادئة بالقرب من نافورة تريفي، أما الآن، فلا نكاد نجد مكانا فارغ ادون أن يكون محاطًا بسياح يلتقطون الصور".
أدى ازدهار السياحة إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار الإيجارات، مما جعل الحياة في المدينة أكثر صعوبة على السكان المحليين. مع تزايد الطلب على الإقامات قصيرة الأجل عبر منصات مثل "إير بي إن بي"، أصبحت أسعار الإيجارات في المناطق المركزية خارج متناول العديد من السكان، بما في ذلك الطلاب والعائلات ذات الدخل المحدود.
وقال أحد السكان، الذي اضطر للانتقال إلى أطراف المدينة بسبب ارتفاع الإيجارات: "السياحة أصبحت عبئًا على السكان المحليين، فالإيجارات أصبحت باهظة، وتكلفة المعيشة تزداد يومًا بعد يوم".
ومع تدفق المزيد من السياح، بدأ البعض يدعو إلى فرض رسوم دخول على المعالم السياحية الشهيرة مثل نافورة تريفي، في محاولة للتقليل من الضغط على هذه الأماكن. ولكن هذا الاقتراح قوبل بانتقادات من بعض السكان المحليين الذين يرون أن فرض الرسوم لن يكون حلاً جذريًا، بل قد يؤدي إلى زيادة التكدس في مناطق أخرى من المدينة.
أوضح أنتوني ماجانلاهتي، أستاذ في جامعة روما، أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة، مشيرًا إلى أنه يمكن أن تخلق مزيدًا من الازدحام بدلاً من الحد من تأثير السياحة على المدينة.
في المقابل، يعود جزء من ازدهار السياحة إلى تمثيل روما في وسائل الإعلام العالمية، مثل الموسم الأخير من مسلسل "إميلي في باريس" الذي صوّر جزءًا منه في المدينة، بالإضافة إلى ظهورها المستمر في مقاطع الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وتيك توك.
View this post on InstagramA post shared by Netflix US (@netflix)
مع اقتراب اليوبيل الكاثوليكي في 2024، تتوقع السلطات المحلية أن يتوافد المزيد من السياح إلى المدينة، وهو ما سيضع المزيد من الضغط على البنية التحتية. تشهد شوارع روما بالفعل حركة مرور كثيفة، كما أن العديد من الطرق العامة ومحطات المترو تم إغلاقها للتحضير لهذا الحدث. هذا التغيير أزعج العديد من السكان الذين يشعرون أن المدينة تتحول تدريجيا إلى وجهة سياحية كبيرة على حساب حياتهم اليومية.
تسعى الحكومة المحلية إلى "إدارة النمو" في قطاع السياحة بدلاً من محاولة الحد منه. على الرغم من أن بعض المدن الإيطالية مثل البندقية قد فرضت رسومًا على السياح، إلا أن وزارة السياحة أكدت أنها ستعتمد على استراتيجيات أخرى مثل تنويع الوجهات السياحية وتحفيز السياحة المستدامة.
لكن مع استمرار تدفق السياح والاهتمام المتزايد بالمدينة، يظل السؤال مفتوحًا: هل يمكن لروما أن تحافظ على هويتها وثقافتها في ظل هذه التغيرات المستمرة؟
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: بعد جزر الكناري ومايروكا ومالقة.. حمى الاحتجاجات على السياحة المفرطة تجتاح برشلونة سياحة لا تخضع لتوقعك المالي.. 5 بلدان تجعلك تعيش متعة حقيقية.. لكنك ستدفع أكثر من ميزانيتك المرصودة مخالفات سياحية قد تُكبّدك غرامات مالية ضخمة في روما.. تعرّف عليها سياحة إيطاليا ضرائب أزمة اقتصادية روماالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة دونالد ترامب حزب الله الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة دونالد ترامب حزب الله سياحة إيطاليا ضرائب أزمة اقتصادية روما الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة دونالد ترامب حزب الله لبنان غزة معاداة السامية ضحايا احتجاجات السکان المحلیین یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
حشود العريش تفضح أحزاب النظام المصري..رمونا دون وجبات أو مياه (شاهد)
أبدى عدد من المشاركين في مظاهرات العريش، اعتراضهم على سوء التنظيم، ونقص الخدمات التي وُعدوا بها من قبل الأحزاب المنظمة، والموالية للنظام المصري.
وشاركت أعداد كبيرة في مسيرات دعت لها أحزاب موالية للنظام الثلاثاء، رفضا لتهجير أهالي غزة من القطاع.
وتداولت نشطاء مشاهده لمجموعة من المشاركين في حشود العريش عبّروا فيها عن استيائهم من إهمال النظام وحزب حماة وطن المقرب من نظام السيسي، وعدم توفير الوجبات والمياه لهم خلال الفعالية التي جرت بترتيب من النظام والأحزاب الموالية له.
وظهر في الفيديو، الذي انتشر بشكل واسع، عدد من المشاركين عن حزب "حماة وطن" الموالي للنظام، يعبرون عن غضبهم تجاه تصرفات قيادة الحزب خلال الفعاليات التي أثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، كونها كانت مليئة بالرقص والتجمعات الصاخبة، بما يتعارض مع فكرة التضامن مع ما يحدث في غزة.
"جم رمونا في الصحرا من غير أكل ولا شرب"..
مشاركون في حشود معبر رفح يغضبون بسبب تجاهل النظام توفير وجبات مجانية لهم pic.twitter.com/BZqztfKzE0 — شبكة رصد (@RassdNewsN) April 10, 2025
وأكد مشاركون أن الحزب المقرب من النظام المصري لم يقدم لهم أي دعم ولم يكن هناك مشرفيين للتعامل معهم قائلين:" رمونا في الصحراء ومشيوا".
وكان آلاف المصريين، قد احتشدوا الثلاثاء، بالعريش رفضا لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وتأكيدا على تضامنهم مع فلسطين، وذلك بالتزامن مع زيارة يجريها رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المنطقة.
ولاقت هذه المظاهرات انتقادات واسعة، كونها منظمة وليست عفوية، وجرت برتيب من النظام، فضلا عن الصخب الذي شابها، من رقص ودق للطبول بما لا يتلاءم مع حجم المأساة التي تحدث في قطاع غزة.
ورفع المشاركون في التجمعات علمي مصر وفلسطين، ولافتات داعمة للقضية الفلسطينية وغزة، علها عبارات مناصرة لفلسطين من قبل "لا للتهجير" و "لا لتصفية القضية الفلسطينية" و"كلنا مع القضية الفلسطينية"، و"غزة خط أحمر".
المقاطع المنتشرة لمجموعة من الأشخاص يرقصون على الجانب المصري من معبر رفح ليست سوى محاولة قذرة لإلهاء الرأي العام،⁰تشتيت متعمد عن المجازر والإبادة الجارية على مرمى خطوات داخل غزة،⁰حيث تُقصف رفح، وتُباد العائلات، وتُهدم البيوت فوق ساكنيها.
لكننا نعلم جيدًا⁰هؤلاء لا يُمثّلون… pic.twitter.com/tbVimmuyEw — Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) April 8, 2025
وتزامنت التجمعات مع وصول رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مطار العريش في زيارة مشتركة تتضمن تفقد مخازن الهلال الأحمر المصري التي توزع المساعدات الإنسانية على قطاع غزة، وزيارة جرحى فلسطينيين يتلقون العلاج بالمستشفيات المصرية وهو ما ربط بينه وبين والحشد الذي قام به الأحزاب الموالية للنظام المصري
ليسوا ذاهبين الى رحلة سياحية، ذاهبين الى معبر رفح في ضل التقتيل الذي يتعرض له اهالي غزة
فرحتهم بالقرشين وقفة الزيت والسكر اقوى من اظهار التعاطف مع اهل غزة ولو بالملامح pic.twitter.com/rXZ3HVZ15c — الرادع المغربي ???????????????????? (@Rd_fas1) April 8, 2025
في أعقاب زيارة ماكرون إلى مدينة العريش ولقائه بالسيسي، أصدرت عدة أحزاب مصرية تصريحات تؤكد دعمها للموقف الرسمي الرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.