من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. للغربة رائحة!
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
للغربة رائحة!
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 25 / 7 / 2019
المسافات لم تتغيّر.. وورق #الغربة ما زال نحاسياً كورق #الخريف.. ورمال الصحراء ملحُ العمر ما زالت تتحرّك كثبانه من رياض الشباب إلى أودية الكهولة.. ما الذي تغيّر إذن؟.. ولماذا برد فنجان الشوق بيد العائدِ إلى وطنه؟!.. لم خفت وهج الحنين؟؟ ولم نعد نرى الغربة كما كنّا نراها.
قلوب الأمهات.. مخبزُ اللهفة.. بيدر الشوق.. اذا أطفئ تنوّر الانتظار عند غيابهن.. يتغيّر كل شيء.. تصبح تذكرة السفر تشبه مخالفة السير؛ عبء وغرامة وإكراه.. وتحضير حقيبة الملابس.. كتحضير سلة الغسيل.. وصوت الطائرة على المدرج هديلٌ ممل، و تأخّر الوصول أو الإقلاع بضع دقائق أو ساعات.. لا يضير كثيراً.. ففنجان الشوق فاترٌ.. والمتواجدون في صالة الانتظار لا أحد.
قبل عشرين عاماً كانت عودة الغيّاب كرنفالاً حقيقياً.. كان للغربة رائحة.. الطرقات مفروشة بالشوق لهم.. كنا نكنس مداخل بيوتهم لأنهم قد يحضرون في أي لحظة.. نغسل أدراجهم.. نجهّز مناماتهم وأغطية الأولاد.. نخبّىء حصصهم من فاكهة الدار بالرف العلوي من الثلاجة.. وننتظر طويلاً حتى يحضروا.. لم تكن الهواتف المتحرّكة متاحة في ذلك الوقت.. لذا كان القلب هو الساعة والخارطة و الهاتف.. نجلس طويلاً وقت الغروب حتى منتصف الليل.. نراقب السيارات المارة شمالاً المحمّلة بالحقائب والعربات.. تمشّطها عيوننا، ثم تودّعها عندما تكمل مسيرها.. لا زمن محدداً للوصول.. «التياسير» هي سجادة الطريق التي يمشي عليها المغترب.. وهي أسفلت الانتظار الذي يرقب طرفه قلب الأم وعين الأب وشوق الشقيق.
كان للغربة رائحة.. أجملها رائحة فرش السيارة القادمة من بطن الصحراء في الصيف القائظ، تلك الرائحة تشبه عرق الآباء المتعبين.. تشبه رائحة حقائب الحجّاج.. فيها مزيج بين الزمان والمكان.. فيها خليط مسافات وأمنيات، فيها «مسكُ» الشوق الذي لا تشبهه رائحة على الإطلاق.. كان للغربة صوت شجي أيضاَ.. أغاني محمد عبده القديمة كلها نشيد الغربة.. وأشرطة «ميحد حمد» وطلال مدّاح على التابلو.. تلك الرمال التي اختبأت تحت جناح السيارة، علب «التانج» المدحولة تحت الكراسي.. بعض قطوف الرطب المنسية على المقعد الخلفي.. ومقتنيات صغيرة من مستلزمات السفر.. كل ما سبق كنت أسمّيه: علامات ترقيم الغربة.. حتى الغربة بقسوتها وبعدها ودموعها وطول أيامها.. كانت أجمل.. فالوصول عيد والوداع انفطار.
مقالات ذات صلة “الحرية الممنوعة: حين تتحول حقوق الإنسان إلى شعارات جوفاء” 2024/11/11المسافات لم تتغيّر.. والصحراء ما زالت موج الأيام الأصفر.. نحن الذين تغيّرنا.. نحن من نفخنا بالضجر على #شمعة_اللهفة.. فأطفأناها
ahmedalzoubi@hotmail.com
أحمد حسن الزعبي
#133يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الغربة الخريف الغياب الحرية لأحمد حسن الزعبي أحمد حسن الزعبی
إقرأ أيضاً:
5 يناير .. متحف "محفوظ" يحتفي بإرث الأديب عبر مناقشة كتاب "أحب رائحة الليمون"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ينظم متحف نجيب محفوظ بتكية أبو الدهب، بشارع الأزهر، لقاءً ثقافيًا جديداً يوم الأحد الموافق 5 يناير في تمام الواحدة ظهرًا، لمناقشة كتاب "أحب رائحة الليمون... حوارات مع نجيب محفوظ" للكاتبة سهام ذهني.
يقام اللقاء بمكتبة المتحف ويهدف إلى تسليط الضوء على أبرز الحوارات التي أجرتها الكاتبة مع الأديب العالمي، مستعرضةً أبعاد شخصيته وأفكاره التي أثرت بعمق في الأدب العربي.
يُدير اللقاء الكاتب الصحفي طارق الطاهر، المشرف على المتحف، حيث سيناقش الكتاب الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، والذي يوثق سلسلة حوارات امتدت على مدار 20 عامًا.
تتناول هذه الحوارات تفاصيل شخصية للأديب، مثل طفولته، علاقته بأسرته، مسيرته الوظيفية وتأثيرها على إبداعاته، مواقفه من القضايا السياسية، وأبرزها القضية الفلسطينية، وعلاقاته بمثقفي عصره.
الفعالية تأتي ضمن أنشطة المتحف المستمرة لإحياء ذكرى نجيب محفوظ وتعزيز التواصل مع إرثه الأدبي، وهي مفتوحة للجمهور ومحبي الأدب.
حصلت الكاتبة سهام ذهني على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة عام 1977. عملت صحفية في مجلة صباح الخير من 1976 إلى 2007، وشغلت منصب مسؤولة تحرير مجلة سيدتي في مصر بين 1984 و1991، حازت على عدة جوائز منها:
جائزة مصطفى وعلي أمين (2007).
جائزة أحمد بهاء الدين في المقال (2002).
جائزة نقابة الصحفيين المصريين في الحوار (2000).
جائزة علي وعثمان حافظ في التحقيقات الصحفية (1990).
أصدرت عدة كتب بارزة، منها:
كلام خاص جدًا (1998).
ثرثرة مع نجيب محفوظ (2001).
أيام عبد الناصر والسادات (2003).
مروان البرغوثي (2007).
الشهوة والوجدان (2007).
تصبح على خير أيها الحزين (2010).
أهوال ضد المسجد الأقصى (2011).
آخر إصداراتها تتضمن كتاب "تحرير الأقصى" الصادر عام 2024.