تقدم المهندس طارق شكري، وكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب، بسؤال برلماني، إلى المستشار حنفي جبالي رئيس المجلس، موجه إلى وزيري السياحة والآثار والطيران المدني، بشأن استراتيجية الحكومة لزيادة الحركة الجوية الوافدة إلى مصر.


وقال "شكري"، في سؤاله، يعتبر قطاع الطيران المدني واحداً من المحاور الرئيسية في إنجاح خطط التنمية الاقتصادية حيث يسهم في تنشيط الحركة السياحية وتنمية التجارة ودعم الاقتصاد القومي، وهو ما يتعين أن يكون لدينا استراتيجية واضحة ووضع أسس ثابتة نحو التطوير وتحقيق التنمية الشاملة من أجل النهوض بقطاع الطيران المدني في مختلف القطاعات والمجالات، وتحقيق التناغم مع كافة الجهات والوزارات الأخرى بما يدفع عجلة الإنتاج ويحقق التكامل بين جميع الهيئات لتحقيق مانصبوا إليه وهو زيادة الحركة الجوية الوافدة إلينا.


 وأكد "شكري"، على أن تعزيز الحركة الجوية الوافدة إلى مصر يتطلب رفع كفاءة المطارات المصرية وزيادة طاقاتها الاستيعابية لجذب مزيد من الحركة الجوية والسياحية إلى مصر.

 

كما أكد على أهمية التنسيق والتعاون المستمر بين وزارتي الطيران والسياحة والآثار بما يساهم فى زيادة الحركة السياحية الوافدة لمصر ، وخاصة أن نحو 95 % من السياح يأتون إلى مصر عبر الرحلات الجوية، حيث أن السياحة والطيران وجهان لعملة واحدة وعملهما مكمل لبعض.


وأشار إلى أن خطة الحكومة المصرية التي تتطلع إلى تحقيق 30 مليون سائح وجذب مزيد من الحركة الجوية الوافدة إلى مصر تتطلب برامج تحفيزية وحل كافة المعوقات التي تواجه شركات الطيران العاملة في مصر، والسماح لجميع رحلات الطيران الشارتر ومنخفض التكاليف بالهبوط في جميع المطارات المصرية، وتعزيز نشاط الطيران الاقتصادي لتقديم أسعار اقتصادية تتناسب مع كافة شرائح المسافرين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المطارات مجلس النواب الحكومة التنسيق والتعاون السياحة

إقرأ أيضاً:

فلسطين.. سؤال الوجدان المعاصر

هل تعيد القضية الفلسطينية تعريف هذا العصر لنا وللعصور اللاحقة؟ هل تحولت فلسطين لتصبح قضية حية؟ وهي قضية تجعلنا نراجع مفاهيمنا عن العالم الإنساني الذي نشارك في صنعه، حتى ولو بالوقوف كمتفرجين عليه؟

إن الشعب الفلسطيني اليوم، وهو شعب مناضل قد أكمل قرنًا من الاستعمار البريطاني ١٩٢٠م، والإحتلال الذي حل محله ١٩٤٨م، لا يجسد فحسب كل قضايا القهر الإنساني عبر التاريخ ويجعلها محل السؤال المعاصر، بمقابل كل دعوى المبادئ ومواثيق الحقوق البشرية؛ بل أكثر من ذلك يسائل بالفعل معنى وجودنا وغاياتنا البشرية كلها، ذلك أن الحقيقة التي نغفل عنها هي أن خضوع واستسلام البشر عن الحق لصالح القوة والقهر يقع ضد ما تكافح فلسطين بشعبها من أجله.

لقد قامت إسرائيل إثر الاستعمار الانجليزي على مبدأ القوة، ولا خلاف بين المؤرخين المعاصرين على أنها قامت على منظمات إرهابية، وأن الصهيونية متحققة بأمرين هما المال والدعم القوي، ويمكن اختصارهما في واحد هو القوة، وأنها تقوم على معتقد حق القوة في أن تفعل ما تشاء بمن تشاء، وأن من حقها أن تسلب وتصادر، وأن تسجن، وأن تقتل، وأن تنفي، وتشرّد، ليس فردًا واحدًا، ولا بريئًا واحدًا، بل شعبًا بريئًا بأكمله.

إن هذا الفعل الموجه ضد الأمم والشعوب الضعيفة، من الأمم والشعوب القوية، والمستقوية، يعيد بكل مفاصله، كل الحوادث التاريخية لفكرة المنتصر القاهر، ذلك الخيال الإنساني البدائي الذي يجعل للمنتصر الحق في أن يكتب التاريخ بأفعاله، وأن يقسر المهزوم ليفعل به ما يشاء، لكن من أين للمنتصر أساسًا هذا الحق؟ هل فعلا تمثل المعارك ونتائجها ساحات القضاء والقدر لشعوب بأكملها، هذا ما حاول كل المنتصرين فعله طوال التاريخ، وهذا ما حاولت فعله الدول الكبرى في عصر الاستعمار، وكما يبدو أن هذه الأحقية المتوهمة قادمة من التكرار، ومن وهم القوة، بالتالي رأت الصهيونية طريقها لفعل ذلك، وفي نظرها أنها إذا تمكنت من فعل ذلك بالفلسطينيين فمن حقها أن تحتكر حق الدفاع لنفسها وتسلبه من الفلسطينيين الذين تجعلهم بلا أدنى حق بما في ذلك حق الحياة، لكن هل يتسق ذلك مع طبيعة البشر ومع طبيعة الإنسان؟ هذا هو السؤال، لأن الصهيونية تدعي أن نعم، أن القوي يحق له أن يسحق الضعيف، أن يسرق أرضه، وأن يبيد شعبه بلا استثناء لطفولة أو هرم، أو جنس، ولكن رغم شبهة نجاح هذا الفعل عبر التاريخ ظاهريًا، لأن الشك قائم وغير محسوم على المدى الطويل، هل يتسق الفعل القهري نفسه مع المبادئ التي تعليها البشرية؟ هل يتسق مع الحق؟ أم مع الظلم؟ أمام مثل هذه الأسئلة الحاسمة تضعنا فلسطين.

تعلمنا من الفلاسفة أن للوعي الإنساني حركته ودوافعه الخاصة، وما تعكسه تجارب كالجرح والألم أو الفقد يصنع طبقة جديدة للوعي، ومن هنا نشأت ضرورة الشر للخير، فلو كان العالم خيّرًا بلا ضد لما وجد العالم الطريق إلى ذاته المنشودة، وليس كلام القدماء من أن الخير في بطن الشر مجرد كلام فارغ من المعنى بل نتيجة خبرة بشرية متراكمة بطرائق التحولات الطبيعية للبشر.

هكذا تعيد فلسطين تشكيل هذا المسار القسري للوعي البشري، منذ أن كان اسمها يتكرر في عناوين الصحف ونشرات الأخبار، وما الانتفاضات المتتالية، منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام ١٩٨٧م وما عرف بانتفاضة أطفال الحجارة، وما تلاها، إلا مراحل للوعي الذي ظل يتشكل داخل رحم فلسطين ممثلًا بأجياله الجديد، تلك الأجيال التي نوعّت وكاثرت وعددت أساليب مقاومة الاحتلال والتصفية، ولا شك أن الصهيونية وإسرائيل رأت أن أمن مستقبلها بوضعها المتوحش الحالي، يأتي من إبادة الأجيال، خاصة الجديدة منها، لقطع تسلسل الوعي البشري، داخل فلسطين، ولنشر اليأس العام خارج فلسطين في العالم كله، وهذا ما يفعله النظام الإسرائيلي بيأس وريبة وهو يخوض في جرائمه ضد الفلسطينيين ومن يساندهم، حتى أصبح وجوده رمزًا معاصرًا ممثلًا للظلم والشر، وهو بذلك يتحول لمحفّز لتشكل الوعي البشري الجديد، الذي تحمل فلسطين شعلته.

إن هذا الوعي البشري بفلسطين اليوم هو نتيجة عمل متواصل في الوعي الإنساني ساهم فيه كل المؤمنين بالإنسانية من جميع الشعوب، فلا نجد شعبًا من شعوب الأرض اليوم إلا وله مساهمة صغرت أو كبرت في هذه القضية، لما تمثله في وجدان البشر أجمعهم، ولا شك أن جزءًا كبيرًا من ذلك العمل قام به الفلسطينيون والعرب بما أنهم معنيون مباشرة بالأمر، لكنه يقوم كذلك على الصدى الواسع الذي لاقته قضية فلسطين في الضمير الإنساني، حتى أصبح حقها قارّا في وجدان العالم، ولا أدل على ذلك من هذا الحراك الاجتماعي المتنوع الذي يحاصر إسرائيل تدريجيًا، والذي تسعى إسرائيل بكل الصيغ، وبكل النفوذ الذي تملكه، ويملكه داعموها، لتفكيكه بالإرهاب وبالقوة.

في الواقع بينما كانت إسرائيل تواصل منهجها الإرهابي وتقيم جدار فصلها العنصري حول الفلسطينيين، كان هناك جدار فصل نفسي ومعنوي في كل مكان من العالم يتكون حول إسرائيل نفسها، وذلك ما كان يجعل المفاهيم التأسيسية التي قامت عليها الصهيونية وإسرائيل تتآكل تدريجيًا حتى بدأت تظهر ثقوب غير متوقعة، والأمثلة الرمزية الدالة واضحة اليوم، منها رمزية قصيدة (ما ينبغي أن يقال) ضد إسرائيل للشاعر والروائي الألماني حائز نوبل غونتر غراس، التي أقامت الدنيا في ألمانيا عام ٢٠١٢م ولم تقعدها قبل رحيله، ومنها لوحات فنان الغرافيتي البريطاني بانكسي على جدار العزل العنصري الإسرائيلي، ومنها مقاطعة الأكاديمية البريطانية لإسرائيل، وكل هذا كان قبل أحداث اكتوبر، وتظهر تجلياته اليوم في الأحداث الراهنة، وكل ذلك ينبئ عن اتجاه يعم البشرية ضد إسرائيل وما تحاول إثباته بالقوة المستطيرة عبر إبادة الفلسطينيين وممارساتها العنصرية ضدهم.

ما يتضح اليوم هو أن فلسطين تكبر في نفوس الناس بقدر ما تحاول إسرائيل اقتلاع الفلسطينيين وكل ما يمت إليهم بصلة، وفي كل ما حدث ويحدث اليوم أمثولة كبيرة، وعلامة صادقة عن الغد القادم، والذي يبدو غير بعيد، فبمجرد سقوط الأسطورة نفسيًا وذهنيًا يسقط كل ما أقيم عليها مهما بلغت خرساناته صلابة وتسليحًا، وهذا هو الأمل، بل جبل الأمل الذي حمله الفلسطينيون داخلهم طوال عقود حتى اليوم، وما زالوا يحملونه، رغم كل التضحيات الجسيمة، ورغم الهجر والقطيعة والحصار، حتى من بعض بني جلدتهم العرب.

إن محاولة أوروبا الاغتسال من ذنب معاداة السامية بدعم إسرائيل المطلق على حساب أرواح الفلسطينيين هو مشاركة في الجريمة، وقد أصبحت هذه الجريمة مرئية على نطاق واسع ليس خارج الغرب بل داخله، وما المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في ألمانيا، وهي معقل الهولوكوست، إلا مثال لما بدأ يبرز من حضور فلسطين في الضمير الإنساني العام، ففي الغرب المعاصر أصبحت نظرة الأجيال الجديدة مناقضة لآبائهم ومضادة لها تجاه كل أسطورة إسرائيل التأسيسية، وهذا جزء مما يفعله حضور فلسطين حتى داخل الدول الداعمة بشكل أعمى لإسرائيل، وكل ذلك أصبح على المحك اليوم، بفضل تنامي الوعي الإنساني بحجم فلسطين الذي يكبر في وجدان عالمنا المعاصر.

إبراهيم سعيد شاعر وكاتب عُماني

مقالات مشابهة

  • رئيس هيئة الطيران المدني: رؤية المملكة 2030 ترسخ مكانة المملكة عالميًا في قطاع الطيران
  • وزير الأوقاف الدكتور محمد أبو الخير شكري يبحث مع محافظ حلب المهندس عزام الغريب واقع المؤسسات الدينية، وسبل الاهتمام بها
  • كوردستان تعتزم زيادة انتاج الطاقة لتصل نحو 10 آلاف ميغاواط لدعم العراق كافة
  • فلسطين.. سؤال الوجدان المعاصر
  • برلماني: مواقف الرئيس السيسي عكست صلابة الإرادة المصرية
  • قائد القوات الجوية في التشيك ويتفقد مقر إيروفودخودى لصناعة الطيران
  • مقترح برلماني بإصدار رخص مؤقتة لجذب السياح وتنشيط السياحة المصرية.. خبراء: تعد خطوة استراتيجية للتنمية السياحية والانفتاح على الأسواق العالمية.. وتحفيز الاستثمارات الجديدة في القطاع السياحي
  • إضراب موظفي المراقبة الجوية في نيجيريا يعطل حركة الطيران
  • برلماني: كلمة الرئيس في ذكرى تحرير سيناء تؤكد قوة الإرادة المصرية وتقدير لتضحيات الشهداء
  • أيمن عاشور: الشراكة مع الكويت تساهم في زيادة أعداد الطلاب بالجامعات المصرية