مؤامرة كروية.. أهدافها سياسية
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
في السابع من نوفمبر الجاري تابع العالم أحداث مباراة كرة القدم التي جمعت فريقي: مكابي حيفا الإسرائيلي/ وأياكس أمستردام الهولندي، والتي انتهت لصالح الأخير 5/ صفر، وقبل بدء المباراة قام مشجعو الفريق الإسرائيلي بهتافات عدائية ضد الشعب الفلسطيني مستخدمين ألفاظًا وقحة.
. وقبل بدء المباراة مباشرة رفض الجمهور الإسرائيلي الوقوف دقيقة حداد على أرواح ضحايا فيضانات فالينسيا في إسبانيا، وأثناء هذه الدقيقة أطلقوا أصواتًا احتجاجية، ولعل هذا يرجع للموقف الإسباني العادل من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل تجاه المدنيين في فلسطين ولبنان، حيث منعت إسبانيا بيع أي أسلحة لإسرائيل، واستمر هذا الجمهور في هتافاته العدائية البذيئة ضد الفلسطينيين، وقاموا بالتعدي على الممتلكات الخاصة لبعض العرب، وأحرقوا أعلاما فلسطينية بعد نزعها من واجهات بعض البنايات.. مما دفع بعض العرب المقيمين في هولندا التحرك لمواجهة هؤلاء المعتدين، وتدخلت الشرطة الهولندية للسيطرة على الموقف، وقام نتنياهو بإرسال ثلاث طائرات لإعادة الجماهير لإسرائيل.. في تحرك يهدف إلى الظهور بمظهر حامي الحمى في الداخل والخارج.. وبهذا فلا حديث يذكر عن زلاته وخطاياه التي تظهر فصولها بشكل متكرر ومستديم.
– وعلينا في هذا السياق إيضاح الأسباب التي دعتنا للقول بأنها مؤامرة مخططة من قبل إسرائيل، تهدف لإثارة انشقاقات مجتمعية قد تصل لحروب أهلية في قلب أوروبا وأمريكا، أطرافها اليمين المتطرف مدعومًا من اللوبي اليهودي في مواجهة مسلمي أوروبا وأمريكا.. حيث يبرر بهذا نتنياهو استمراره في الحرب ضد مسلمي الشرق الأوسط.. فهل ستتدخل أجهزة المخابرات المعنية لمنع هذه المؤامرة؟
– هذا، وليسمح لي وزير الداخلية الفرنسي أن أختلف معه في تصريحه الذي أعلن فيه أن مباراة الفريقين القوميين: الإسرائيلي والفرنسي، المقرر لها مساء الخميس القادم، ستقام في ظل إجراءات أمنية مشددة.. وأرى أنه من الأصوب إقامتها بدون جمهور للاعتبارات المشار إليها، ولا داع لتعريض الأمن العام الداخلي في فرنسا للخطر.. ففي فرنسا أكبر جالية مسلمة بأوروبا، وكذا بفرنسا نصف مليون يهودي، إضافة لمن يحضر مثل هذه المباراة من خارج فرنسا.
– وجدير بالذكر أن مواقع التواصل الاجتماعي في عموم أوروبا وبخاصة هولاندا -وفقًا لتقارير إعلامية- تؤكد على أن السلوك الشائن والمستفز من قبل الجماهير الإسرائيلية يدخل في نطاق المؤامرة.. وقد حرص نتنياهو على الترويج لفكرة معاداة السامية والتي وجهها للعرب في أمستردام، خاصة العناصر التي ارتكبت أعمالاً عدائية، حيث يتطلب الأمر أن يتم القبض على كل من انتهك القانون الهولندي وإخضاعه لتحقيق عادل.
– ومؤكد أن الجماهير الإسرائيلية كان يصاحبها عناصر مخابراتية، خاصة وأن هولندا تمثل مركزًا مهمًّا من مراكز الموساد في أوروبا.. وبهذه المؤامرة فإن نتنياهو حقق أكثر من هدف لصالحه الشخصي:
الأول: إنه على المستوى الداخلي، قد أشغل الرأي العام الإسرائيلي بقضية ستجعلهم لا يهتمون بموضوع التسريبات التي خرجت من رئاسة الوزراء في نطاق الصراع بين الجيش ونتنياهو.
الثاني: يهدف نتنياهو غالبًا إلى تصدير أزمات لقلب أوروبا وربما تنتقل للداخل الأمريكي، لخلق مناخ محرض على أعمال عنف بين اليمين المتطرف والمسلمين في المجالين الإقليمين المشار إليهما، وذلك بهدف الترويج لسياسته الخاصة باستمرار الحرب.
– هذا، كما سوق الإعلام الإسرائيلي أحداث مباراة هولندا لتفعيل رسالة تحذيرية للإسرائيليين من السفر أو الهجرة لخارج إسرائيل، والرسالة المراد الترويج لها: “إسرائيل أفضل ملاز آمن لليهود في العالم”!!! وفي توقيت معاصر يؤكد أبعاد حملة التضليل الإعلامي الإسرائيلي؛ نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرًا يشير إلى أن ١١٧٠٠ أمريكي طلبوا الهجرة لإسرائيل بعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣.. وإني على استعداد لتصديق هذا الخبر بشرط؛ توضيح السبب الحقيقي لمقدمي هذه الطلبات، ألا وهو قبول العمل كمرتزقة في الحرب، فإسرائيل تدفع مقابل سخي للمرتزقة يشجع الكثير من العاطلين على هذا العمل. وجدير بالذكر أن السلطات الأمريكية غالبًا ستعيق مثل هذه التحركات، فالمواطن الأمريكي يجب على السلطات حمايته من خطاياه الشخصية أحيانا…
– وفي محاولة من نتنياهو لخلط الأوراق، فقد صرح بأن: هناك خطًّا واضحًا يربط بين هجومين معاديين للسامية شهدناهما مؤخرًا على الأراضي الهولندية؛ الأول: الهجوم القانوني المشين ضد دولة إسرائيل الصادر من محكمة العدل الدولية في لاهاي، والثاني: الهجوم العنيف ضد مواطني إسرائيل في شوارع أمستردام والذي أعقب مباراة الكرة الأخيرة.. متناسيًا جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال يوميًا ضد المدنيين في غزة ولبنان.. هذا، ووفقًا لنظرية المؤامرة أيضًا، فقد رتب موساد نتنياهو اتهامات بالتحرش الجنسي للسيد/ كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بهدف طعنه في شرفه، عقابا له على المذكرة التي قدمها للمحكمة الجنائية الدولية لتوقيف نتنياهو وغالانت وزير دفاعه، لاتهامهما بالجرائم الدولية السابق الإشارة إليها، وجاري التحقيق مع السيد خان في تلك الاتهامات.
– وختامًا؛ أكد تقرير تحريات للشرطة الهولندية أن مجموعات من مشجعي فريق “مكابي” الإسرائيلي أحرقت علمًا فلسطينيا في ساحة “دام” وأسقطت علمًا آخر من مبنى قريب، وأقدمت على تخريب سيارة أجرة، قبيل مباراة مع فريق “أياكس” الهولندي.. وأجهزة التحقيق مازالت تعمل، ونأمل أن تتم تلك التحقيقات بشفافية وموضوعية كاملة، ليُعرض كل من خالف القانون لمحاكمة عادلة ومنصفة ليتحقق الردع المطلوب.
Tags: أحداث أمستردامألمانياأياكس أمستردام الهولنديشوقي صلاحمكابي حيفا الإسرائيليالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: أحداث أمستردام ألمانيا أياكس أمستردام الهولندي شوقي صلاح مكابي حيفا الإسرائيلي
إقرأ أيضاً:
شهر على عودة الرئيس ترامب.. الأيام الثلاثون التي هزت العلاقات بين ضفّتي الأطلسي
شهر واحد فقط مرّ بالكاد على عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لكن دونه زلازل وتقلبات أصابت العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مقتل.
تشهد العلاقات بين ضفتي الأطلسي حالة من التقلبات وقد مرّ شهر بالكاد على تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية في 20 يناير/كانون الثاني الماضي. حيث ألقت هذه العودة أحجارا لا حجر واحدا في مياه العلاقات الدولية، فما هي تلك الأحجار؟
الرسوم الجمركيةوكانت التجارة هي نقطة الخلاف الأولى. فقد فرض الرئيس الأمريكي رسومًا جمركية بنسبة 25% على الصلب والألومنيوم.
بعدها، أعلن الملياردير عن رسوم جمركية متبادلة، انطلاقا من مبدأ يعتنقه ألا وهو العين بالعين والسنّ بالسنّ مما رفع الحرب التجارية إلى مستوى أعلى.
وأعلن الرئيس الأمريكي:"فيما يخص التجارة، قررت، حرصًا على العدالة، فرض رسوم جمركية متبادلة، بمعنى أن جميع الدول التي تفرض رسومًا جمركية على الولايات المتحدة... سنفرض عليها رسومًا جمركية".
وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، تبحث القارة العجوز عن ردّ.
إذ توعدّت رئيسة المفوضية الأوروبية بأن "الرسوم الجمركية غير المبررة المفروضة على الاتحاد الأوروبي لن تمر دون رد".
وأكدت أورسولا فون دير لاين في مؤتمر ميونيخ للأمن قائلة: "نحن أحد أكبر الأسواق في العالم. سوف نستخدم أدواتنا لحماية أمننا ومصالحنا الاقتصادية، وسوف نحمي عمالنا وشركاتنا ومستهلكينا في جميع الأوقات".
Relatedمن الولايات المتحدة إلى ألمانيا.. كيف أصبح ماسك لاعبًا سياسيًا مؤثرًا؟فانس: الهجرة غير الشرعية تهدد الغرب.. والسلام في أوكرانيا "على الطاولة"ترامب يصف زيلينسكي ب "الديكتاتور" وينصحه بالتحرك بسرعة "وإلا لن يبقى له بلد"ترامب يحمل أوكرانيا مسؤولية الحرب التي دمرت أراضيها ويدعو لإجراء انتخابات إيلون ماسك يهاجم ستارمر وشولتس.. هل تعكس تصريحاته استراتيجية أمريكية جديدة تجاه أوروبا؟ فانس: الخطر الحقيقي الذي يواجه أوروبا يأتي من داخلها لا من روسيا ولا الصينالحرب في أوكرانياعلى هامش محادثات السلام في أوكرانيا، بدأ وفد أمريكي مفاوضات ثنائية مع موسكو في السعودية يوم الثلاثاء الماضي، مما فتح الباب أمام تقديم العديد من التنازلات لفلاديمير بوتين
وقال دونالد ترامب:"لا أرى كيف يمكن لدولة في موقف روسيا أن تسمح لهم (أوكرانيا) بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي" .
وأضاف:"أعتقد أن هذا هو سبب اندلاع الحرب" ، مرددًا خطاب موسكو.
في الجانب المقابل، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى رصّ الصفوف وتوحيد المواقف للحديث بصوت واحد.
فقد أكد أنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبي، في مؤتمر ميونيخ للأمن،"سنواصل دعم أوكرانيا في المفاوضات، من خلال تقديم ضمانات أمنية، وفي إعادة الإعمار وباعتبارها عضوا مستقبليا في الاتحاد الأوروبي" .
وقد ذهب دونالد ترامب إلى أبعد من ذلك في الأيام الأخيرة ، حيث شكك في شعبية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واتهمه بأنه "ديكتاتور"، مما أثار سيلا من الانتقادات من قبل الأوروبيين.
إذ ردت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك على قناة ZDF التلفزيونية العمومية بالقول: "إنه أمر سخيف تمامًا. لو لم تكن متسرّعا في التغريد (على منصة إكس تويتر سابق، لكنت رأيت العالم الحقيقي وكنت عرفت من في أوروبا يعيش للأسف في ظل ظروف ديكتاتورية: إنهما شعبا روسيا وبيلاروسيا"،
وأضافت بايربوك:"الشعب الأوكراني مع إدارته يناضل كل يوم من أجل الديمقراطية في أوكرانيا".
في الفترة التي تسبق الانتخابات المبكرة في ألمانيا يوم الأحد، انتقد نائب الرئيس الأمريكي ما يُقال عن تراجع حرية التعبير في أوروبا.
قالجي دي فانس نائب الرئيس الأمريكي: "إن أكثر ما يقلقني أن التهديد الذي يواجه أوروبا ليس روسيا أو الصين أو أي طرف خارجي آخر. بل ما يقلقني هو التهديد من الداخل- تراجع أوروبا عن بعض قيمها الأساسية، وهي قيم مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية".
وأثارت تلك التصريحات حفيظة برلين، إذ ندد المستشار الألماني أولاف شولتز بالتدخل الأجنبي قائلا: "لن نقبل أن يتدخل أشخاص ينظرون إلى ألمانيا من الخارج، في ديمقراطيتنا وانتخاباتنا ولا في المسار الديمقراطي لتشكيل الرأي.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يفعل فيها "الترامبيون" ذلك. ففي 9 يناير، أي قبل عشرة أيام من تنصيب دونالد ترامب، كان الملياردير الأمريكي والصديق المقرب من الرئيس المنتخب إيلون ماسك قد حدد النغمة بالفعل من خلال الدردشة المباشرة على شبكته الاجتماعية X مع أليس فايدل، مرشحة حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف.
وبهذا يبدو أن صفحة جديدة قد طُويت. فوفقًا لدراسة أجريت مؤخرًا، يعتبر الأوروبيون الآن الولايات المتحدة "شريكًا ضروريًا" وليس "حليفًا".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تفجير 3 حافلات بواسطة عبوات ناسفة قرب تل أبيب وإسرائيل تقول إن مصدر العبوات جاء من الضفة الغربية الكشف عن ورشة سرّية لتزوير الأعمال الفنية في إيطاليا ترامب يصف زيلينسكي ب "الديكتاتور" وينصحه بالتحرك بسرعة "وإلا لن يبقى له بلد" الغزو الروسي لأوكرانيادونالد ترامبالاتحاد الأوروبيالولايات المتحدة الأمريكيةأمن