فايننشال تايمز: فوز ترامب أكد نظرة بوتين
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
أشار مدير مركز كارنيغي لشؤون روسيا وأوراسيا في برلين ألكسندر غابويف إلى تصريح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال فيه: "ما قيل عن الرغبة باستعادة العلاقات مع روسيا، بإنهاء الأزمة الأوكرانية، يستحق في رأيي الاهتمام على الأقل"، إذ جاء تصريح بوتين بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية.
تولد الفترة الانتقالية الكثير من المخاطر الخاصة بها
وكتب غابويف في صحيفة "فايننشال تايمز" أن القيادة الروسية حذرة بشأن توقعاتها من الإدارة الجديدة، وعلى سبيل المثال، إذا دفع ترامب باتجاه خفض أسعار النفط العالمية إلى 50 دولاراً للبرميل، فقد يولد ذلك تحديات طويلة الأجل لحكم بوتين، ومع ذلك، قد يأمل الكرملين في أن تعوض الاضطرابات التي سيتسبب بها ترامب لحلفاء واشنطن الأوروبيين عن الجوانب السلبية المحتملة.
وتسود مخاوف في العواصم الغربية من احتمال أن يقلل ترامب بشكل كبير من الدعم لأوكرانيا، إذ تعهد بإنهاء الحرب سريعاً، وطرح المقربون منه مقترحات من شأنها تجميد القتال على طول خطوط التماس الحالية، وسيترك هذا 20% من الأراضي الأوكرانية محتلة، من دون أي ضمانات ذات مغزى بأن روسيا لن تغزوها مرة أخرى.
مواصلة أو وقف الحرببطبيعة الحال، لا يعني الضغط من أجل وقف إطلاق النار أن الولايات المتحدة ستقبل بمطلب بوتين الكبيرة مثل تبعية أوكرانيا لروسيا بحكم الأمر الواقع، وحتى مع وجود وقف إطلاق نار غير كامل، وبعيداً من السؤال المراوغ حول عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي، قد تتخذ الولايات المتحدة خطوات لضمان بقاء أوكرانيا دولة ذات سيادة، بما في ذلك توفير الأسلحة والتدريب، والاستثمار في قدرات كييف الردعية التقليدية.
وإذا تم تنفيذ هذه التدابير بشكل متواصل على مدى فترة طويلة بعد انتهاء القتال، فقد يجعل تكلفة حرب جديدة ضد أوكرانيا باهظة بالنسبة إلى روسيا. ولهذا السبب قد يكون بوتين على استعداد لمواصلة القتال.
Mistrust between Russia and the west will outlast the Trump era https://t.co/is2wJ6DZA4
— Raffaello Pantucci (@raffpantucci) November 11, 2024ومع ذلك، قد يكون لدى بوتين أيضاً أسباب للموافقة على صفقة غير كاملة – في الوقت الحالي، إذ تحتاج آلة الحرب الروسية إلى مهلة لإعادة التسلح وإعادة بناء قدرتها الهجومية.
وقد يأمل الكرملين أنه بمجرد تمكن ترامب من ارتداء عباءة صانع السلام، ستتغير أولوياته وتُسحب إدارته في اتجاهات مختلفة، وستترك أوكرانيا في حال من الانهيار التدريجي، كما سيصبح الأوروبيون منقسمين للغاية بحيث لا يمكنهم تولي زمام المبادرة في تقديم المساعدة الكافية لكييف.
هل تنتفي المواجهة مع الغرب؟وبينما توجد الكثير من العوامل غير المضمونة التي يصعب التنبؤ بنتائج الدبلوماسية بعد تنصيب ترامب، فإن انتخابه يزيل الحوافز التي قد تدفع بوتين إلى التفاعل بشكل هادف مع الإدارة الحالية في الوقت المتبقي لها.
ويأمل بوتين في الحصول على صفقة أفضل، إن لم تكن مثالية، من ترامب، في حين أن إدارة بايدن تفتقر إلى الأدوات القوية، إن وجدت، لإجبار بوتين على التوصل إلى اتفاق أفضل لكييف مقارنة بصفقة قد تتوسط فيها إدارة ترامب.
إغراء بوتينعلاوة على ذلك، تابع الكاتب، تولد الفترة الانتقالية الكثير من المخاطر الخاصة بها: على سبيل المثال، إغراء بوتين بتدمير ما تبقى من البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا هذا الشتاء، وبالتالي بناء المزيد من النفوذ للمحادثات المستقبلية.
ويتطلب نزع فتيل هذا التهديد دبلوماسية هادئة مع الكرملين قد تشمل الفريقين القادم والمغادر في البيت الأبيض.
Mistrust between Russia and the west will outlast the Trump era
The fight against the US and its allies has become the organising principle of Putin’s long reign, writes @AlexGabuev https://t.co/mP1ZroSqoa via @ft
بالرغم من أن توقف إطلاق النار في أوكرانيا أمر مرغوب به، ستظل الأسباب الأساسية للمواجهة بين موسكو والغرب قائمة، إذ أكد فوز ترامب مجدداً وجهة نظر بوتين القائلة إن الغرب غير مستقر سياسياً إلى الحد الذي قد يؤدي إلى تغير السياسات بشكل جذري مع كل دورة انتخابية.
وبالتالي فإن انعدام الثقة بالغرب سيستمر، وبخاصة مع تزايد عدد المحاربين القدامى في النظام الروسي وخطط بوتين للبقاء في السلطة حتى سنة 2036 على الأقل.
هل تتخلى روسيا عن الصين؟لذلك، إذا حاول فريق ترامب تقديم حوافز لموسكو لإغرائها بالانسحاب من أحضان بكين، فسيستغل الكرملين بكل سرور أي صفقة قد تعرضها الولايات المتحدة.
ولكنه لن يفعل أي شيء ذي معنى لزعزعة شراكته مع الجار العملاق، لأن من المرجح أن يستمر النظام الشيوعي الصيني والرئيس شي جينبينغ نفسه إلى ما بعد رحيل ترامب، وإذا حدث أي شيء، فإن أي مبادرات من جانب ترامب قد تعزز إلى حد ما يد موسكو الضعيفة في التعامل مع بكين.
ويختم الكاتب: "إن التأثير المصدّع لعودة ترامب في أوروبا واحتمال تشجيع قوى اليمين الشعبوي هناك، يشكل هدية طبيعية للكرملين، والحقيقة المحزنة هي أن القتال ضد الغرب أصبح المبدأ المنظم لحكم بوتين، وقد ولد العديد من المستفيدين بحيث لا يمكن التخلي عنه في أي وقت قريب".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الروسية بوتين لأوكرانيا عودة ترامب الحرب الأوكرانية روسيا بوتين
إقرأ أيضاً:
بلينكن يدعو لـتدخل حازم ضد انخراط حلفاء روسيا في حرب أوكرانيا
أثار تصريح وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، حول "التدخل الحازم" لمواجهة الدعم الذي تقدمه كوريا الشمالية والصين وإيران لروسيا في حربها ضد أوكرانيا موجة من التساؤلات بشأن ما إذ كان الوقت لا يزال متاحا أمام إدارة بايدن لتنفيذ هذا الأمر.
بلينكن أكد أن إرسال قوات من كوريا الشمالية إلى روسيا للمشاركة في القتال ضد أوكرانيا "يتطلب تدخلا حازما"، وشدد عقب اجتماعه بالأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، في مقر الحلف ببروكسل الأربعاء، على التزام الولايات المتحدة بمواصلة دعم أوكرانيا لتحقيق النصر.
وحذر روته، بدوره، من أن تقديم روسيا ثمنا لكوريا الشمالية من خلال تكنولوجيا الصواريخ يشكل تهديدا على الجانب الأوروبي من الناتو والأراضي الأميركية وكوريا الجنوبية واليابان.
وقال بيتر بروكس، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق من فرجينيا لقناة "الحرة" إن هناك صعوبة في ترجمة تصريحات بلينكن على أرض الواقع بسبب "قصر عمر" إدارة بايدن التي لم يبق منها سوى أقل من شهرين عندما يتسنم دونالد ترامب منصب الرئاسة في المكتب البيضاوي.
وأضاف بروكس أن هناك مشكلة أمام أميركا لمواجهة التحالف بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران، والذي قال إنه يعارض الغرب من جهة، ويعادي الولايات المتحدة، من جهة أخرى.
وأوضح بروكس صعوبة مواجهة هذا التهديد "فالصين دولة قوية جدا، وروسيا قوة نووية رئيسية، وكوريا الشمالية لديها أيضا قدرات نووية، وإيران مصدر اساسي لعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وعلى حافة أن تصبح كذلك دولة نووية".
وأشار مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق إلى أنه غير متأكد من قدرة القوات الكورية الشمالية على أن تحدث فرقا في القتال الدائر في أوكرانيا، وتوقع أن يطلب كثيرون منهم "اللجوء فقط للهرب من بلادهم، وسيتركون عائلاتهم وراءهم وهذه العائلات ستدفع الثمن"، بحسب تعبيره.
وذكر بيتر بروكس أن من المهم أن تستمر الولايات المتحدة في دعم أوكرانيا في جهودها لاستعادة وحدة أراضيها والحفاظ على سيادتها، من خلال إجبار الروس على التراجع وهزيمة الكوريين الشماليين في ساحة القتال "وهذا سيكون ضربة قوية لمحور الدول الأربعة".
قلق أوروبي بشأن ملفات عدة بعد فوز ترامب في انتخابات الرئاسة هذه المواقف، تثير أسئلة عديدة، بشأن تقدم اليمين في أوروبا انعكاسه على فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، وتأثير عودة ترامب للحكم على اليمين الأوروبي، وهل ستؤدي هذه العودة إلى تشكيل تيارات يمينية أوروبية جديدة؟وقال إدوارد جوزيف، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جونز هوبكنز لقناة "الحرة"، إن مشاركة القوات الكورية الشمالية في الحرب في أوكرانيا دليل على ضعف روسيا "وهذه هي النقطة التي يناقشها الرئيس بايدن مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب" خلال لقائهما في البيت الأبيض الأربعاء.
ودعا جوزيف الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى استغلال نقطة الضعف الروسية هذه في التفاوض مستقبلا.
وأضاف أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيكون صريحا، خلال الفترة المتبقية من عمر إدارة بايدن، مع حلفاء الولايات المتحدة بشأن التوقعات المستقبلية بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض "لا سيما أن الرئيس المنتخب كرر دائما أن صعوبة التنبوءبما يفكر فيه هو نقطة قوة يمتلكها".
وذكر أستاذ العلوم السياسية في جامعة جونز هوبكنز أن من الممكن أن يلغي الرئيس ترامب قرارات اتخذها بايدن، مثل ما حدث سابقا عندما انسحب من الاتفاق النووي الإيراني، "لكن ترامب سيأخذ أيضا بنظر الاعتبار التكلفة السياسية في حال قرر الانسحاب من قرار سابق وأدرك لاحقا إن الخطوة التي اتخذها كانت خاطئة".
وأشار جوزيف أيضا إلى أن وزير الخارجية الأميركي سيناقش في الفترة المتبقية الخطوات المتخذة لحد الآن لبناء الروابط وتعزيز دور حلف الناتو ودعم أوكرانيا.
بايدن يلتقي نظيره الصيني سيعقد الرئيس جو بايدن محادثات، السبت، مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، على هامش قمة دولية في بيرو، وهو اجتماع وجهاً لوجه يأتي في الوقت الذي تستعد فيه بكين لعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، جاء إلى البيت الأبيض بمجموعة من الأسئلة المفصلة، وذلك عقب لقاء بينهما في البيت الأبيض، الأربعاء، استمر ساعة و54 دقيقة.
وذكر البيت الأبيض في بيان، أن الاجتماع تناول مواضيع جوهرية تتعلق بالسياسية الداخلية والأمن القومي، وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، إن بايدن شدد خلال اجتماعه على أن دعم أوكرانيا يصب في مصلحة الأمن القومي الأميركي.
وتبادل بايدن وترامب الانتقادات الشديدة لسنوات، ويتخذ فريقاهما مواقف مختلفة تماما بشأن السياسات من تغير المناخ إلى روسيا إلى التجارة. وصور بايدن (81 عاما) ترامب على أنه تهديد للديمقراطية، بينما صور ترامب (78 عاما) بايدن على أنه غير كفء.
سياسة ترامب الخارجية.. كيف يستعد لها قادة العالم؟ أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، سيناقش مع الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، أهم القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية والداخلية خلال لقائهما في البيت الأبيض الأربعاء المقبل.وقال الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مقر الحلف في بروكسل، إن "الولايات المتحدة واصلت على مدى السنوات الأربع الماضية مساعدة الحلف في تعزيز تقاسم الأعباء، مع زيادة الإنفاق من جانب أوروبا وكندا".
وأضاف أنه "بفضل القيادة الأميركية، تمكنت أوكرانيا من الصمود ولم تنتصر روسيا، ومن الواضح أنه يجب علينا بذل مزيد لضمان بقاء أوكرانيا في المعركة وقدرتها على صد الهجوم الروسي ومنع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين من تحقيق النجاح في أوكرانيا".
وتابع روته: "نرى الآن أن قوات من كوريا الشمالية نشطة في أوكرانيا، وهذا يأتي بتكلفة؛ فهؤلاء الجنود الكوريون الشماليون يشكلون تهديدا إضافيا لأوكرانيا، ويزيدون من إمكانيات بوتين لإلحاق الأذى" بالأوكرانيين.