إثيوبيا تخزن 26 مليار متر من ماء النيل خلف سد النهضة.. ما حجم الضرر على مصر؟
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
نجحت إثيوبيا في تخزين المليار التاسع، من التخزين الرابع، ووصل منسوب بحيرة سد النهضة إلى 611 مترا فوق سطح البحر خلال الأربعة أسابيع الماضية، ليصبح إجمالي التخزين حوالي 26 مليار مكعب.
ومن المتوقع أن تمتد عملية التخزين حتى شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، بحسب تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، الشهر الماضي، لتجنب إلحاق الضرر بدولتي المصب (مصر والسودان)، مشيرا إلى أن مراحل الملء الثلاثة السابقة لم تؤثر على دول حوض النهر، وبالمثل لن تكون عمليات الملء الأخرى مختلفة عن سابقاتها.
ويأتي تواصل عملية الملء على الرغم من اتفاق رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، منتصف تموز/ يوليو الماضي على بدء مفاوضات عاجلة، للتوصل إلى اتفاق بين دولتي المصب ودولة المصب بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.
ويقول آبي إن بلاده ملتزمة أثناء الملء المقبل للسد بعدم إلحاق ضرر فادح بمصر والسودان، وكذلك بما يوفر الاحتياجات المائية لكلا البلدين، ويأمل الجانبان من الانتهاء من الاتفاق في غضون 4 أشهر، مع استمرار الجانب الإثيوبي بإتمام عمليات الملء سنويا.
وكانت المفاوضات بين الجانبين حول السد قد تجمدت منذ أكثر من عام بسبب تمسك القاهرة والخرطوم بالاتفاق أولا مع إثيوبيا على ملء السد وتشغيله، لضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من المياه المقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليار متر مكعب على التوالي.
إعلام إثيوبيا وواقع مصر
لكن خبراء ومتخصصون يعتقدون أن تصريحات آبي أحمد إعلامية أكثر منها حقيقية، إذ توقع أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، أن يصل منسوب الملء الرابع عند 625 متر للممر الأوسط، لكن جميع هذه المياه هي من التدفق لمصر، وسوف يعود منها حوالى 10 مليار م3 خلال الأشهر العشرة القادمة نتيجة فتح بوابتى التصريف وتشغيل توربين أو اثنين لعدة ساعات يومياً.
وأوضح في منشور له على صفحته الشخصية على فيسبوك أن "تعويض مياه التخزين فى سد النهضة يكلف الدولة عشرات المليارات من الجنيهات (7-10 مليار جنيه/مليار م3)، ومع ذلك تدعى إثيوبيا أن التخزينات لم ولن تضر مصر".
وأضاف باستنكار "يبدو أن مفهوم الضرر هو أن يموت الإنسان المصرى عطشاً أو جوعاً، وهذا لم ولن يحدث إن شاء الله بفضل السد العالي، وجهود الدولة في عمل المشروعات المائية الحديثة المكلفة اقتصاديا".
ووفق شراقي سوف تعوض مصر المزارعين من مخزون السد العالي حتى لا يتأثر مباشرة من نقص الإيراد السنوي، وفي نفس الوقت يتم معالجة جزء من مياه الصرف الزراعي من خلال بعض محطات المعالجة، تحديد مساحة الأرز، واستبدال جزء من قصب السكر بمحصول بنجر السكر، والتوسع فى بناء الصوب الزراعية لتوفير مياه، وتطوير الرى الحقلى فى الوادى والدلتا، وتبطين بعض الترع، كل ذلك لتعويض جزء من المياه التى تخزنها إثيوبيا وكانت من قبل تتجه إلى مصر.
الموقف في السد الكارثي #GERD
تسريع اعمال الملء الرابع بتشغيل جزئي لممرين الاستخدامات ." ملحق مقارنة بين تشغيل الممرين في يوليو واغسطس " .
سعة البحيرة حاليا وفق اعمال التسريع عند منسوب 611 م بسعة اجمالية 31.8 مليار متر مكعب .
عملية التسريع يتم من خلالها تمرير جزء بسيط من التدفق pic.twitter.com/rijTQbqtfV — Hany Ibrahim - هاني إبراهيم (@HanyIbrahim17) August 13, 2023
أضرار التخزين المادية على مصر
يقول خبير هندسة المياه والسدود، الدكتور محمد حافظ: "مبدئيا إثيوبيا محتاجة أن تستكمل الملء الخامس نهاية سبتمبر 2024, وهذا يعني تخزينها هذا العام (27 مليار متر مكعب تخزين حي) + (3 مليار متر مكعب فواقد) أي إجمالي (30 مليار متر مكعب) + (4 مليار متر مكعب بدلا عن ما تم تصريفه لمصر أثناء تجفيف الممر) وهذا يجعل ما تم تخزينه في الملء الرابع عند منسوب (625) فوق سطح البحر يعادل (34 مليار متر مكعب)، بينما الملء الخامس سيعادل قرابة (35 مليار متر مكعب)".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21" حجم الضرر البالغ بالقول "وهذا يعني أن يوم إكتمال الملء الخامس ستكون إثيوبيا قد خزنت خلال عامي 2023 و2024 قرابة (70 مليار متر مكعب) ولو افترضنا أن الزراعة المصرية تحتاج (5 مليار متر مكعب) لري (1 مليون فدان سنويا) فهذا يعني حرمان القطاع الزراعي قرابة (70 مليار متر مكعب) أي حرمان قرابة (14 مليون فدان من مياه الري على مدار عامين) أي حرمان (7 مليون فدان من الري لكل عام)".
وتابع حافظ: "فإذا كنا نعلم بأن كل فدان بمصر يوفر غذاء لقرابة (100 مواطن على مدار العام) فهذا يعني احتياج الدولة المصرية لاستيراد كمية من الغذاء سنويا تعادل إنتاج (7 مليون فدان) إلا أن الواقع يؤكد بأن الدولة المصرية لن تحتاج للجوء لهذا الأمر هذا العام أو العام القادم حيث أن بحيرة ناصر تحتوي اليوم على قرابة 127 مليار متر مكعب منهم جزء في التخزين الميت وقرابة (90 مليار متر مكعب في التخزين الحي) يكفي الدولة المصرية حتى نهاية عام 2024 مع الإضافات التي تأتي من نهر (عطبرة والنيل الأزرق). ولكن بعد نهاية عام 2024 ستكون بحيرة ناصر عند منسوب يقارب المنسوب (الميت) والذي لا يمكن الإستفادة منه".
أضرار زراعية واقتصادية
بيًن الإعلامي المتخصص بالشأن الزراعي، جلال جادو، أن "هناك الكثير من أوجه الضرر المادي سواء على الزراعة والفلاحين من جهة أو على الدولة والمواطنين من جهة أخرى، وهذا الضرر بدأ واضحا منذ بدء عملية التخزين قبل أكثر من عامين؛ لأنه اقتطع جزء كبير من تدفقات نهر النيل إلى مصر والسودان، وبالتالي حرمهما من كميات مهمة من المياه".
ولفت في حديثه لـ"عربي21": "مع الأخذ في الاعتبار أن مصر دولة صحراوية، تعاني من ندرة المياه، وتعتمد على مياه النيل بشكل أساسي في الزراعة والصناعة والشرب بنسبة 98%، وتستهلك الزراعة وحدها 85% من المياه، ومساحة الأرض الزراعية منذ 10 سنوات لا تزيد عن 10 مليون فدان، وكان يفترض مع زيادة عدد السكان بنحو 20% أن تزيد الرقعة الزراعية بنفس الزيادة".
وعطف جادو بالقول: "الأضرار المادية، هي بمليارات الدولارات، ولا يوجد إحصاء دقيق لحجم الخسائر من إنشاء سد النهضة وتخزين المياه، ولكن يجب أن نعلم أن كل طن قمح وذرة وأرز الخ يتم استيراده بالخارج وكان يمكن زراعته في مصر هو خسارة مادية، وإنشاء العديد من محطات معالجة وتحلية المياه بعشرات مليارات الجنيهات كلها أضرار مادية لتقليل أثر تخزين المياه الذي سوف يستمر لسنوات".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سد النهضة مصر مصر أثيوبيا سد النهضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ملیار متر مکعب ملیون فدان من المیاه سد النهضة
إقرأ أيضاً:
«الزراعة» تعلن عن 617 ألف فدان خالية من العفن البني في البطاطس
كشفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن زيادة المساحات الخالية من العفن البني في البطاطس، إلى 617 ألف فدان، وذلك من خلال جهود مشروع حصر ومكافحة العفن البني في البطاطس.
يأتي ذلك وفقا لتقرير رسمي تلقاه علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، من الدكتورة نجلاء بلابل مدير المشروع، استعرضت خلاله أبرز أنشطة وجهود المشروع خلال شهر يناير الماضي، حيث يأتي على رأسها تجديد شهادة الاعتماد الدولية طبقا للمواصفة القياسية الايزو، لمعامل المشروع للسنة الخامسة علي التوالي.
ومن جهته أكد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بالدور الذي تقوم به معامل المشروع، وتجديد الاعتماد الدولي له، للعام الخامس على التوالي، لافتا إلى أن الاعتماد يعد خطوة ضرورية فى ظل فتح الأسواق التصديرية الجديدة وهو دليل على كفاءة وأهلية معامل المشروع لأداء الاختبارات المكلف بها من حيث نظام الإدارة، كفاءة العاملين، كفاءة الأجهزة، متابعة واستخدام الجديد من بروتوكولات الفحص المعتمدة دوليا، فضلا عن إرضاء العميل، والتحسين المستمر للخدمة المقدمة، كذلك التطوير المستمر للأجهزة المعملية ورفع كفاءه العاملين فضلًا عن تطبيق مبادئ الشفافية والحيادية مع جميع السادة المستثمرين.
وأشاد فاروق بكفاءة العاملين بالمعامل والأجهزة الحديثة والبرتوكولات المستخدمة في المشروع كذلك الإمكانيات المتاحة للعاملين لتنفيذ مهام المشروع علي أكمل وجه، مطالبهم ببذل المزيد من الجهد لتحقيق إضافة للدخل القومي.
ومن ناحيتها أكدت بلابل في تقريرها، أنه قد بلغ إجمالي ما تم فحصه ميكروسكوبيا من تقاوي البطاطس المستوردة، حوالي 17 ألف و 566 طن، بإحمالي عدد عينات 805 عينة، ليصبح إجمالي ما تم فحصه منذ بداية الموسم وحتى آخر يناير الماضي حوالي 145 ألف و 251 طن، بإجمالي عدد عينات 6187 عينة.
وأضافت مدير المشروع أنه فيما يتعلق أيضا بفحص بطاطس المائدة المعدة للتصدير لمختلف دول العالم، فبلغ الإجمالي خلال شهر يناير حوالي 78 ألف و 481 طن، بإجمالي عدد عينات 2892 عينة، حيث بلغ إجمالي ما تم فحصه منذ بداية الموسم وحتى نهاية يناير حوالي 103 ألف و 814 طن، بإجمالي عدد عينات 3839 عينة، لافتة إلى أنه تم أيضا الفحص الظاهري للبطاطس عمر 75 يوم من الزراعة، حيث بلغ إجمالي عدد العينات الحقلية للعروة الشتوية 5037 عينة، والعروبة الصيفية 84 عينة.
واوضحت أنه فيما يتعلق بأعمال وحدة الرصد والمتابعة، فإنه يتم مراجعة بيانات الاستمارات المرسلة من التابلت إلى منصة إعداد واستقبال البيانات، فضلا عن إصدار تقارير ومؤشرات أداء لأعمال مهندسي المناطق الخالية، كذلك تم تحميل (754) صورة فضائية، لمتابعة زراعات العروة الشتوية والصيفية لرصد جميع التغيرات داخل المناطق الخالية من حيث: أسلوب الري، التشجير، والمساحة، لافتة إلى أنه تم تأسيس عدد (47 بيفوت) بمساحة (4650) فدان داخل المناطق الخالية ليصبح اجمالي عدد البيفوتات (4114 بيفوت) وعدد الحوش (259 حوشة) داخل قاعدة البيانات الجغرافية وإجمالي مساحة المناطق الخالية (617 ألف فدان).
واضافت بلابل أنه تم أيضا إدخال بيانات زراعات العروة الشتوية (العروة التصديرية) لموسم 2024/2025 في قاعدة البيانات الجغرافية للمناطق الخالية بما يعادل (938 بيفوت) بمساحة (78 ألف) فدان ومازال تحقيق الزراعات مستمراً، كذلك تم إدخال بيانات زراعات العروة الصيفية لموسم 2024/2025 في قاعدة البيانات الجغرافية للمناطق الخالية بما يعادل (69 بيفوت) بمساحة (7 ألاف) فدان ومازال تحقيق الزراعات مستمراً، فضلا عن إجراء تحليلات: ملوحة التربة، كلوروفيل والمحتوى المائي للمجموع الخضري، باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد لزراعات العروة الشتوية والصيفية.
وأشارت إلى أنه تم أيضا إدخال بيانات السحب الحقلي لموسم 2024/2025 في قاعدة البيانات الجغرافية للمناطق الخالية بما يعادل (5037 عينة)، كذلك متابعة الحصاد للعروة الشتوية لموسم 2024/2025 حيث يتم متابعة الحصاد يومياً من خلال منصة planet.
والجدير بالذكر ان المشروع حاصل على شهادة الاعتماد منذ 2020 ويساهم في تحقيق منظومة إنتاج وتصدير البطاطس بطريقة إيجابية بجانب تحقيق أهداف التنمية من خلال الخدمات المختلفة التي يقدمها المشروع وبروتوكولات التعاون مع الجهات المختلفة لدعم وتطوير الاقتصاد القومي.
اقرأ أيضاًوزير الزراعة يستقبل البعثة الإشرافية للإيفاد لاستعراض جهود مشروعات «سيل»
وزير الزراعة يبحث مع الأمين التنفيذي لمرصد الصحراء التعاون في مكافحة التصحر
الزراعة تعلن اجتياز معامل مشروع حصر ومكافحة العفن البني في البطاطس