قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن غزة باتت مجتمعا كاملا مثل المقبرة، لدرجة أن الدمار في شمال القطاع، جراء العدوان صعق مؤسسات الإغاثة.

ولفتت في تقرير ترجمته "عربي21" إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قال لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو "افعل ما يجب عمله لكي تنهي المهمة" في الشرق الاوسط، في الوقت الذي تبنى فيه أثناء حملته الإنتخابية شعار تحقيق "السلام" في المنطقة ويريد منهم استكمال العمليات العسكرية قبل حفل تنصيبه في كانون الثاني/يناير، هذا حسب المصادر الإسرائيلية.



لكن ترامب الذي أغدق على نتنياهو وحلفاءه في اليمين المتطرف بالهدايا أثناء فترة ولايته الأولى، لم يقدم رؤية واضحة حول كيفية وقف الحرب. ويبدو أن نتنياهو الذي عزل وزير دفاعه وعين بديلا عنه موال له في الأسبوع الماضي، لا يريد انتظار تنصيب الرئيس المقبل. وعلى مدى الأسبوع الماضي دفع الاحتلال حملته الجوية وواصل دك شمال غزة وجنوب لبنان.



ويحضر المسؤولون العسكريون بتوسيع العملية البرية في جنوب لبنان بهدف القضاء على وجود حزب الله. ولعمل هذا قامت إسرائيل بدك قرى وبلدات جنوبية وسوتها بالتراب وشردت ربع السكان.

وفي شمال غزة صعد الاحتلال من عمليات التدمير في وقت يحاول أكثر من 100,000 فلسطيني النجاة بدون فرص للحصول على الطعام الجديد والمساعدات الإنسانية، حيث أوقف وصول المساعدات الإنسانية.

وفي يوم الجمعة، حذرت لجنة مراجعة المجاعة التابعة للأمم المتحدة، من أن هناك "فرصة قوية" لحدوث مجاعة في شمال غزة  و "يمكن والحالة هذه افتراض زيادة الجوع وسوء التغذية والوفيات في هذه المناطق".

وقدم عمال الإغاثة والمسؤولين في الأمم المتحدة صورة عن دمار شامل. ووضعت لويز ووترريدج، المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أونروا فيديو عن جولة قامت بها قبل فترة في مناطق شمال غزة، وظهر فيه ارضا مدمرة بلا نهاية وبناء تحولت إلى أنقاض ومناطق مهجورة وشوارع ينتشر فيها الحطام. وكتب على الإنترنت "لا يمكن معرفة من أن يبدأ الدمار وأين ينتهي" و "لا يهم من أي جهة تدخل فيها مدينة غزة، فقد سويت البيوت والمستشفيات والمدارس والعيادات والمساحد والشقق السكنية والمطاعم بالتراب، وهناك مجتمع كامل صار مقبرة".

ويعلق ثارور أن الحصيلة المذهلة لـ 13 شهرا من الحرب لا تزال قيد التحليل والدراسة، فقد وجد تحليل نشره مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة للضحايا في غزة منذ 7 تشرين/ أكتوبر 2023، أن ما يقرب من 70 بالمئة من الشهداء كانوا من النساء والأطفال، بخاصة ممن هم ما بين 5 إلى 9 سنوات. واستشهد حوالي 80 بالمئة داخل المباني السكنية أو المساكن.

وقال مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك في البيان "إن رصدنا يشير إلى أن هذا المستوى غير المسبوق من قتل وإصابة المدنيين هو نتيجة مباشرة لعدم الامتثال للمبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي".

وقال ثارور إن الاحتلال كرر أنه يلتزم بالقانون الدولي واتهم حماس باختراق التجمعات المدنية. ووجدت إسرائيل داعما لهذا الزعم، وهو إدارة بايدن العرجاء التي حمت وبثبات إسرائيل من العقوبة الدولية.

ويواجه الاحتلال نهاية للمدة التي حددتها الولايات المتحدة من أجل تحسين دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة أو مواجهة تقييدا للمساعدات العسكرية.

وقد تكون هذه هي المرة الأولى التي تطبق فيها إدارة بايدن بالفعل قوانين أمريكية تفرض شروطا على المساعدات العسكرية للدول الأجنبية. وردا على الضغوط الأمريكية الواضحة، قالت إسرائيل إنها ستفتح معبرا جديدا في جنوب غزة.

لكن المنظمات الإنسانية تحذر كثيرا من أن عبور مثل هذه المساعدات إلى المناطق الشمالية من غزة غالبا مايواجه قيودا وعقبات، بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية وانهيار أي مظهر من مظاهر القانون والنظام في المنطقة، مع قيام العصابات واللصوص بنهب القوافل.



وحتى لو قررت إدارة بايدن أن إسرائيل لم تلب شروطها، فسيقوم ترامب بإلغاء أي قيود حالة توليه الرئاسة بعد شهرين. وقد عبر نتنياهو وحلفاؤه من أقصى اليمين في إسرائيل عن فرحتهم بانتخاب ترامب، ويطمحون لأن يمنحهم الرئيس الجديد تفويضا مطلقا لتنفيذ أجندتهم الشاملة. ويشك المحللون في أن نتنياهو قد يقاوم الموافقة على وقف إطلاق النار الرسمي على أي من جبهات الحرب حتى يتولى ترامب السلطة، وهي الخطوة التي من شأنها أن تمنح الرئيس القادم انتصارا رمزيا وتحرم سلفه من هذا الانتصار.

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن مصدر على معرفة بالتفكير الإسرائيلي: " هناك تفاهم بين ترامب ونتنياهو بأنهما سيعملان معها لوقف الحرب"، مما يعني أن أي اختراق لن يحدث إلا بعد تولي ترامب السلطة.

وقال "يريد نتنياهو مساعدته على تحقيق هذا الإنجاز، وهو لا يضمن هذا ولكن الفكرة هي أنه يريد تأخير أي تحرك مهم في لبنان وغزة حتى 20 كانون الثاني/يناير". وفي الوقت الذي تتفاقم فيه الكارثة في غزة، أشار بعض المسؤولين الإسرائيليين إلى أن سكان مناطق معينة في شمال غزة لن يسمح لهم بالعودة، وهو ما يعزز مزاعم جماعات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية بأن إسرائيل قد تنفذ تطهيرا عرقياً فعليا في الشمال الذي باتت فيه الحياة لا تطاق.

وقام يان إيغلاند، الدبلوماسي النرويجي السابق ورئيس المجلس النرويجي للاجئين، بجولة في المنطقة الأسبوع الماضي وقال إن الوضع في المناطق الشمالية والوسطى من غزة "أسوأ من أي شيء يمكنني أن أتخيله كعامل إغاثة منذ فترة طويلة".

وأضاف في بيان: "ما رأيته وسمعته في شمال غزة يعطي صورة أن السكان هناك يدفعون إلى ما هو أبعد من نقطة الانهيار. عائلات ممزقة ورجال وفتيان محتجزون ومنفصلون عن أحبائهم وعائلات غير قادرة حتى على دفن موتاها. وقد قضى البعض أياما دون طعام وبات من الصعب العثور على مياه الشرب. إنه مشهد تلو الآخر من اليأس المطلق".

ونقلت الصحيفة في تقاريرها عن سعيد كيلاني، أحد سكان شمال غزة وصفه صعوبة الحصول على الطعام كما أن المياه مالحة مما يجعلها غير صالحة للحيوانات والنباتات "لكن ليس لدينا أي خيار بل وشربها"، وأضاف أن السكان كانوا يعتمدون  خلال الغزو الإسرائيلي الأولي للمنطقة على الأعشاب للنجاة و "لكن حتى هذا لم يعد موجودا الآن".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال غزة الاحتلال مجازر ابادة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی شمال غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

بعد حرب لبنان.. هذه خطة نتنياهو للـ2025

نشرت وكالة "رويترز" تقريراً جديداً قالت فيه إن العام 2025 سيكون عام الحساب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإيران، العدو اللدود لإسرائيل.   ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنه من المتوقع أن يعمل نتنياهو على تعزيز أهدافه الاستراتيجية مثل تشديد سيطرته العسكرية على غزة، وإحباط الطموحات النووية الإيرانية، والاستفادة من تفكيك حلفاء طهران ــ حركة حماس الفلسطينية، وحزب الله، وإسقاط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.   ووفقاً للتقرير، "يشكل انهيار نظام الأسد، والقضاء على كبار قادة حماس وحزب الله، وتدمير بنيتهما العسكرية، سلسلة من الانتصارات الضخمة التي حققها نتنياهو"، وأضاف: "من دون سوريا، فإن التحالفات التي رعتها على مدى عقود من الزمن قد تفككت، ومع ضعف نفوذ إيران، تبرز إسرائيل باعتبارهما القوة المُهيمنة في المنطقة".   وتابع: "يبدو أن نتنياهو يستعد للتركيز على طموحات إيران النووية وبرنامجها الصاروخي، مع التركيز بشكل لا هوادة فيه على تفكيك وتحييد هذه التهديدات الاستراتيجية لإسرائيل".   وبحسب التقرير، يقول مراقبو الشرق الأوسط إن إيران تواجه خياراً صعباً، إما أن تواصل برنامجها لتخصيب اليورانيوم أو تقلص أنشطتها النووية وتوافق على المفاوضات.   وفي السياق، يقول جوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: "إيران معرضة بشدة لخطر الهجوم الإسرائيلي، وخاصة ضد برنامجها النووي. ولن أتفاجأ إذا أقدمت إسرائيل على ذلك، ولكن هذا لا يعني التخلص من إيران".   بدوره، قال المحلل الفلسطيني غسان الخطيب: "إذا لم يتراجع الإيرانيون، فقد يوجه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ونتنياهو ضربات لإيران، حيث لا شيء يمنعهما الآن".   وزعم الخطيب أن القيادة الإيرانية، التي أظهرت براغماتية في الماضي، قد تكون على استعداد للتنازل لتجنب المواجهة العسكرية.   ومن المرجح أن يشدد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران و6 قوى عالمية بهدف الحد من أهداف طهران النووية، العقوبات على صناعة النفط الإيرانية على الرغم من دعوات العودة إلى المفاوضات من المنتقدين الذين يرون الدبلوماسية كسياسة أكثر فعالية على المدى الطويل.   تشكيل الإرث   وفي خضم الاضطرابات في إيران وغزة، ستلعب محاكمة نتنياهو بتهم الفساد، والتي استؤنفت في كانون الأول، دوراً حاسماً في تشكيل إرثه. وللمرة الأولى منذ اندلاع حرب غزة في عام 2023، صعد نتنياهو إلى المنصة في إجراءات أحدثت انقساماً مريراً بين الإسرائيليين.   ومع اقتراب عام 2024 من نهايته، من المرجح أن يوافق رئيس الوزراء الإسرائيلي على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس لوقف الحرب المستمرة منذ 14 شهراً بين إسرائيل وحماس في غزة وتحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع، وفقاً لمصادر قريبة من المفاوضات.   ولكن غزة سوف تظل تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية في غياب خطة أميركية لما بعد الحرب تقضي بتسليم إسرائيل السلطة للسلطة الفلسطينية، وهو ما يرفضه نتنياهو.   ولم تبدِ الدول العربية أي ميل إلى الضغط على إسرائيل لحملها على التنازل أو دفع السلطة الفلسطينية المتدهورة إلى تغيير قيادتها لتولي السلطة.   وقال الخطيب لرويترز إن "إسرائيل ستبقى في غزة عسكرياً في المستقبل المنظور لأن أي انسحاب يحمل في طياته خطر إعادة تنظيم حماس"، وأضاف: "كذلك، تعتقد إسرائيل أن السبيل الوحيد للحفاظ على المكاسب العسكرية هو البقاء في غزة".   بالنسبة لنتنياهو، فإن مثل هذه النتيجة من شأنها أن تمثل انتصاراً استراتيجياً، وترسيخ الوضع الراهن الذي يتماشى مع رؤيته وهو منع قيام الدولة الفلسطينية مع ضمان السيطرة الإسرائيلية طويلة الأمد على غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.   كذلك، يقول مسؤولون عرب وغربيون إن اتفاق وقف إطلاق النار وفي حين من شأنه أن ينهي الأعمال العدائية في غزة على الفور، فإنه لن يعالج الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الأعمق المستمر منذ عقود.   وعلى أرض الواقع، أصبحت احتمالات إقامة دولة فلسطينية، وهو الخيار الذي استبعدته حكومة نتنياهو مرارا وتكرارا، بعيدة المنال بشكل متزايد، مع تفاؤل زعماء المستوطنين الإسرائيليين بأن ترامب سوف يتوافق بشكل وثيق مع آرائهم.   وبحسب التقرير، فإن الارتفاع الحاد في عنف المستوطنين والثقة المتزايدة في حركة المستوطنين يعكسان الضغط المتزايد على الفلسطينيين.   وقال هيلترمان من مجموعة الأزمات الدولية إنه حتى لو دفعت إدارة ترامب نحو إنهاء الصراع فإن "أي حل سيكون بشروط إسرائيل"، وأضاف: "لقد انتهى الأمر عندما يتعلق الأمر بالدولة الفلسطينية، ولكن الفلسطينيين ما زالوا هناك".   وفي ولاية ترامب السابقة، حقق نتنياهو العديد من الانتصارات الدبلوماسية، بما في ذلك "صفقة القرن"، وهي خطة سلام مدعومة من الولايات المتحدة طرحها ترامب في عام 2020 لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.   إن الخطة، إذا تم تنفيذها، ستمثل تحولاً جذرياً في السياسة الأميركية والاتفاقيات الدولية من خلال الانحياز الصريح إلى إسرائيل والانحراف الحاد عن إطار الأرض مقابل السلام الذي كان يوجه المفاوضات تاريخياً، وفق التقرير.   سوريا عند مفترق طرق حرج   على الحدود مع إسرائيل، تقف سوريا عند مفترق طرق حاسم بعد الإطاحة بالأسد على يد قوات هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني.   ويواجه الجولاني الآن مهمة ضخمة تتمثل في تعزيز السيطرة على سوريا المنقسمة، حيث انهارت القوات العسكرية وقوات الشرطة.   ويتعيَّن على هيئة تحرير الشام إعادة البناء من الصفر، وتأمين الحدود والحفاظ على الاستقرار الداخلي ضد التهديدات من الجهاديين وبقايا نظام الأسد وغيرهم من الخصوم.   وبحسب التقرير، فإن الخوف الأعظم بين السوريين والمراقبين على حد سواء هو ما إذا كانت هيئة تحرير الشام، التي كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة ولكنها تقدم نفسها الآن كقوة وطنية سورية لكسب الشرعية، ستعود إلى أيديولوجية إسلامية صارمة.   ووفقاً للتقرير، فإن قدرة المجموعة - أو فشلها - في التعامل مع هذا التوازن سوف تشكل مستقبل سوريا، موطن مجتمعات متنوعة من السنة والشيعة والعلويين والأكراد والدروز والمسيحيين. المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • وكيل «عربية النواب»: دعم الأمم المتحدة للحق الفلسطيني يُزيد من عزلة إسرائيل دوليا
  • بعد التوغل فيها..إسرائيل تعتقل مدنيين في جنوب سوريا
  • برلماني: اعتماد قرار دولي يؤكد حق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم يُزيد عزلة إسرائيل
  • شهداء في جباليا والاحتلال ينسف المنازل بجنوب غزة وشمالها
  • بعد حرب لبنان.. هذه خطة نتنياهو للـ2025
  • طائرات الاحتلال تلقي قنابل على جباليا شمال غزة
  • «ممثل الجامعة العربية»: طلب رأي العدل الدولية بشأن تعامل إسرائيل مع «الأونروا» لإظهار تعنت الاحتلال
  • الأمم المتحدة تطلب رأي العدل الدولية بشأن عرقلة إسرائيل إدخال المساعدات للفلسطينيين
  • مندوب مصر بالأمم المتحدة: نؤمن بأهمية دفع إسرائيل للانصياع بالتزاماتها القانونية الدولية
  • الأمم المتحدة تطلب رأي «العدل الدولية» بشأن التزامات إسرائيل بإدخال المساعدات للفلسطينيين