العالم بانتظار ترامب.. الخطة "سلام قائم على الردع"
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
توقع مجموعة من المستشارين في حديثهم لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب سيتمكن من التعامل مع الصراعات المتزايدة الاتساع في العالم من خلال "السلام القائم على الردع".
وفقا للمستشارين، لم تكن الولايات المتحدة "مخيفة" بما فيه الكفاية خارجيا خلال إدارة جو بايدن.
وقالوا إنه من خلال عرض القوة الاقتصادية والعسكرية الأميركية، يجب أن تجلب رئاسة ترامب الثانية السلام أو على الأقل تمنع المزيد من التصعيد في أوكرانيا والشرق الأوسط وخارجه.
وقال مستشار الأمن القومي السابق لترامب روبرت أوبراين: "ستكون العودة إلى السلام من خلال القوة. سيتم استعادة الردع. يفهم أعداء أميركا أن الأشياء التي أفلتوا منها على مدار السنوات الأربع الماضية لن يتم التسامح معها بعد الآن".
إن تنفيذ مثل هذه السياسات أسهل قولاً من الفعل، خاصة مع اندماج روسيا وإيران وكوريا الشمالية في تحالف عسكري غير رسمي يحظى بالدعم الاقتصادي والدبلوماسي من الصين.
"عندما حاول ترامب وفشل في عام 2019 التفاوض على اتفاق نووي مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، كان من الممكن معالجة مشكلة شبه الجزيرة الكورية في عزلة نسبية، إنما هذا الخيار لم يعد متاحا اليوم مع أكثر البؤر الساخنة صعوبة في العالم"، كما قال مسؤول سابق في البيت الأبيض في عهد ترامب.
وقال المسؤول السابق: "هناك جنود من كوريا الشمالية يخدمون مع الروس لقتل الأوكرانيين باستخدام الصواريخ الإيرانية، الذين يبيعون نفطهم للصينيين، هذا الترابط لم يكن موجودا وقت إدارة ترامب الأولى، حينها كان يمكننا أن يكون لدينا سياسة منفصلة تجاه كوريا الشمالية، كان يمكن أن يكون لدينا سياسة منفصلة تجاه إيران، الآن يجب أن يتم ذلك بشكل أكثر شمولاً".
وعلى النقيض من بايدن، الذي لم يتحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن منذ فبراير 2022، أشار ترامب إلى أنه يهدف إلى التفاوض على تسوية للحرب في أوكرانيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي هذا السياق قال الفريق المتقاعد كيث كيلوغ، الذي شغل مناصب عليا في الأمن القومي في إدارة ترامب، إن مثل هذه الدبلوماسية الشخصية قد تكون مفيدة في إضعاف المحور الجديد المناهض لأميركا.
وأضاف: "يبدأ كل شيء بالعلاقات الشخصية، سيتواصل الرئيس ترامب مع القادة الرئيسيين لمحاولة إيجاد طريقة لحل المشكلة. لديك دائمًا خيارات أقوى متاحة، مثل العقوبات لكنها ليست الخيار الأول".
ومن المرجح أن تتعرض تحالفات أميركا لضغوط جديدة، إذا رفع ترامب التعريفات التجارية على الحلفاء الأوروبيين والآسيويين، كما قال في حملته الرئاسية.
وقد اشتكى ترامب مرارا وتكرارا من أن دولا مثل ألمانيا، التي تتمتع بفائض تجاري ضخم مع الولايات المتحدة في حين تتمتع بحمايتها العسكرية، تستغل السخاء الأميركي.
وقال جيريمي شابيرو، مدير برنامج الولايات المتحدة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "لا أعتقد أن ترامب لديه خطة لتدمير التحالفات، لكنه لا يهتم بها حقا".
ماذا عن الصين؟
يقول المستشارون إنه من المتوقع أن يضاعف ترامب نهجه المتشدد تجاه الصين، قد يعود ترامب إلى الحرب التجارية التي ميزت إدارته الأولى ويستثمر أكثر في الاستعداد العسكري الأميركي لصراع محتمل في المحيط الهادئ.
وحذر السناتور كريس كونز (ديمقراطي من ولاية ديلاوير) من أن أي سوء تعامل من جانب ترامب مع الحلفاء الأوروبيين قد يكون بمثابة نعمة جيوسياسية لبكين.
وقال: "لقد كان الصينيون ينتظرون ذلك ويستعدون له، ومن الأفضل لنا أن نتحدى التقدم التكنولوجي للصين وهيمنتها المقصودة بالشراكة مع حلفائنا".
إن أهم ما يميز ترامب هو عدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته، على عكس بايدن الذي كان غالبًا ما يعلن عن أفعاله مسبقا.
وقال ماثيو كرونيغ، نائب رئيس مركز سكوكروفت للاستراتيجية والأمن في المجلس الأطلسي: "يتطلب الردع توصيل التهديدات بوضوح لخصومك، وقد فعل ترامب ذلك، سواء أحببته أم كرهته".
ملف أوكرانيا
أوضح ترامب أنه يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا، رغم أنه لم يذكر كيف.
ويقترح مستشاروه تجميد الحرب في مكانها، وتأكيد استيلاء روسيا بحكم الأمر الواقع على نحو 20 بالمئة من أوكرانيا، وإجبار كييف على التخلي لعقود من الزمان عن سعيها إلى العضوية في منظمة حلف شمال الأطلسي.
لكن بوتين مهتم بالاستيلاء على جزء أكبر كثيراً من أوكرانيا، فضلاً عن اكتساب السيطرة على الحكومة المستقبلية في كييف، وهو ما قد يجده ترامب غير مستساغ.
وقال أوبراين إن ترامب "سيفعل ما يلزم لإنهاء الحرب والقتل، كيف سيتعامل مع ذلك دبلوماسيًا، سنرى كيف ستسير الأمور. لكن الرئيس كان واضحًا جدًا في أن القتل يجب أن يتوقف".
ملف إيران
قال أشخاص مقربون من الرئيس المنتخب إن ترامب وزميله في الترشح، جيه دي فانس، لا يريدان الحرب مع طهران، لكن هذا لا يعني أنه سيقف مكتوف الأيدي إذا قررت إيران بناء أسلحة نووية.
لطالما خاض ترامب حملة ضد ما أسماه الحروب التي لا نهاية لها، وقد يسحب أخيرا القوات الأميركية من سوريا والعراق، حيث تعرضت مرارا وتكرارا لهجمات من قبل وكلاء إيران في المنطقة.
وقال أندرو تابلر، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والذي خدم في البيت الأبيض تحت إدارة ترامب: "لا نعرف بعد ما سيكون عليه الأمر، لكن نهج ترامب سيكون أقوى بكثير، ولا ينبغي أن يكون هذا مفاجئًا لأحد، من المرجح أن يستخدم الدبلوماسية والعقوبات، فضلاً عن التهديد بالقوة العسكرية".
وعلى عكس إدارة بايدن، التي ثبطت عزيمة إسرائيل عن ضرب المواقع النووية ومرافق تصدير الطاقة الإيرانية، قال ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "افعل ما عليك فعله"، فيما يتعلق بإيران ووكلائها.
ومن غير المرجح أن يحظى نتنياهو بدعم أمريكي غير محدود لمواصلة العمليات العسكرية في غزة ولبنان، بالنظر إلى الخسائر المدمرة التي لحقت بالمدنيين الفلسطينيين واللبنانيين.
فقد كان لترامب خلاف مع نتنياهو بشأن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي الطعن في شرعية فوز بايدن في عام 2020.
وعلى الرغم من أن الرجلين أصلحا العلاقات هذا العام، إلا أن استياء ترامب لا يزال قائما، وفقًا لمستشارين حاليين وسابقين.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الولايات المتحدة إدارة جو بايدن رئاسة ترامب الثانية أوكرانيا الصين كيم جونغ أون فلاديمير بوتين الولايات المتحدة الصين أوكرانيا جيه دي فانس ترامب ترامب أميركا الصين الولايات المتحدة إدارة جو بايدن رئاسة ترامب الثانية أوكرانيا الصين كيم جونغ أون فلاديمير بوتين الولايات المتحدة الصين أوكرانيا جيه دي فانس ترامب أخبار العالم
إقرأ أيضاً:
قمة أوروبية في لندن غداً لـ سلام عادل ودائم بأوكرانيا
لندن"وكالات": أكد حلفاء أوكرانيا الأوروبيون الذين من المقرر أن يجتمعوا في لندن غداً، وقوفهم إلى جانب الرئيس فولوديمير زيلينسكي بعد المشادة الكلامية الحادة في البيت الأبيض مع دونالد ترامب الذي اتهمه بأنه "غير مستعد" للتوصل إلى السلام مع روسيا.وإثر مشادة الجمعة ومغادرة زيلينسكي البيت الأبيض من دون التوقيع على صفقة المعادن كما كان متوقعا، سارع معظم القادة الأوروبيين للدفاع عنه.وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك "لست وحدك".
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر العائد من واشنطن حيث التقى ترامب، أنه تحدث إلى كل من ترامب وزيلينسكي وتعهد بتقديم "دعم ثابت" لكييف.
وكتب زيلينسكي على منصة إكس "اشكر لكم دعمكم" ردا على قرابة 30 رسالة من قادة أوروبيين بشكل منفرد.
ويجتمع ممثلو أكثر من اثنتي عشرة دولة أوروبية في لندن غداً في إطار القمة التي ستتمحور وفق الحكومة البريطانية حول حشد الدعم من أجل "إقرار سلام عادل ودائم" في أوكرانيا، وفق داونينغ ستريت.
وسيبحث اللقاء كذلك حاجة أوروبا لزيادة التعاون الدفاعي وسط مخاوف بشأن تراجع الدعم الأميركي لحلف شمال الأطلسي.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه مستعد لأن يستهل النقاش بالحديث عن حيازة أوروبا للردع النووي في المستقبل، بعدما دعا إلى ذلك المستشار الألماني المقبل فريدريش ميرتس الذي أكد ضرورة أن تتحرك القارة بسرعة "لتستقل" عن الولايات المتحدة في مجال الدفاع.
وسيمثل تركيا المدعوة إلى القمة، وزير خارجيتها هاكان فيدان الذي تحدث هاتفيا السبت مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بشأن الحرب في أوكرانيا، وفق مصدر في الخارجية التركية.
وقال المصدر إن تركيا، التي استضافت مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في 2022، مستعدة لاستئناف الدور لكنها تبقى ملتزمة بـ "سلامة ووحدة أراضي أوكرانيا".
- مشادة في العلن -
وأحدث ترامب صدمة لدى الكثيرين في أوروبا عندما تحادث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سعيا للتوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا التي غزتها موسكو قبل ثلاث سنوات.وأثار التحول المفاجئ الذي أحدثه ترامب في الموقف الاميركي من أوكرانيا، وتهميش كييف وأوروبا وسعيه للتقارب مع بوتين، قلق دول الناتو.
وتفاقمت هذه المخاوف الجمعة إزاء المشادة التي حدثت في البيت الأبيض، وانهيار السياسة التي قامت على تقديم دعم غربي هائل لأوكرانيا تقوده الولايات المتحدة منذ الغزو، خلال الشجار العلني أمام وسائل الإعلام.
صاح ترامب ونائبه جاي دي فانس في وجه زيلينسكي واتهماه بعدم إبداء "الامتنان" وبرفض قبول شروط السلام المقترح.
وقال ترامب "ليس لديك أي أوراق الآن. إما أن تبرم صفقة أو سننسحب. وإذا خرجنا، فسوف تقاتل ولا أعتقد أن الأمر سيكون جميلا" .
وغادر زيلينسكي بعد فترة وجيزة، ونشر ترامب على وسائل التواصل أنه "يمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام".
وأفادت وسائل الإعلام الأميركية أن مسؤولين كبارا في إدارة ترامب طلبوا من زيلينسكي المغادرة.
ورفض زيلينسكي الاعتذار، وقال لشبكة فوكس نيوز "لست متأكدا من أننا فعلنا شيئا سيئا". ومع ذلك، قال إنه يتمنى لو لم تحدث المشادة أمام الصحافيين.
أما روسيا فبدت مسرورة بما حدث. وقال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف إن زيلينسكي تلقّى "صفعة مناسبة".
واعتبرت موسكو أن زيارة زيلينسكي إلى واشنطن منيت "بفشل تام".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن زيلينسكي "مهووس" بإطالة أمد الحرب مؤكدة مجددا إن أهداف موسكو تظل "نزع السلام من أوكرانيا" وضم جميع الأراضي التي تحتلها روسيا حاليا.
وبدأ الشجار بعد أن قال ترامب إن أوكرانيا ستضطر إلى تقديم "تنازلات" لإبرام هدنة مع روسيا التي احتلت مساحات شاسعة منها.ورد زيلينسكي بأن بلاده لن تساوم مع "قاتل".
ثم علا الصراخ وراح ترامب وفانس يوبخان بصوت عالٍ زيليسكي الذي بدا أنه يشعر بالغضب وبعدم الارتياح.
وأثار ترامب قلق كييف والأوروبيين بالتحول المفاجئ في سياسته تجاه أوكرانيا وقال إنه سيتوسط بين بوتين وزيلينسكي ورفض إدانة الغزو الروسي.
وقال في المكتب البيضوي إنه "تحدث في مناسبات عديدة" مع بوتين، أكثر مما أُعلن عنه.
وعندما سألت فوكس نيوز زيلينسكي إذا كان إنقاذ العلاقة مع ترامب ممكنا، قال "بالطبع". لكنه قال أيضا إنه يتمنى لو أن ترامب أبدى "تأييدا أكبر لنا".
في الأثناء، تستمر الحرب في أوكرانيا حيث أعلن الجيش الروسي اليوم سيطرته على بلدتي سودني وبورلاتسكي، الواقعتين في جنوب منطقة دونيتسك الشرقية، حيث يواصل تقدمه.
من جانبها، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت 154 مسيرة فوق عدة مناطق خلال الليل، أسقطت 103 منها.
وأفادت السلطات الأوكرانية بمقتل شخص وإصابة العديد من الأشخاص.
وفي المناطق التي تحتلها روسيا قتل ثلاثة أشخاص وجرح خمسة السبت في قصف أوكراني على منطقة خيرسون (جنوب)، وفق مصادر محلية.وأصيب شخصان في بوكروفسك الاستراتيجية بشرق أوكرانيا حيث تحقق القوات الروسية تقدما.