بقلم : حسين عصام ..

في 11 نوفمبر من كل عام، يحتفل العالم بيوم العزاب، المناسبة التي نشأت من قلب الصين كاحتفال شبابي بالعزوبية، لتصبح مع مرور الوقت مهرجاناً للتسوق العالمي وأحد أهم مواسم العروض التجارية. وبينما كانت بداياته كمناسبة مرتبطة بالثقافة الصينية، نجد اليوم مظاهر يوم العزاب في العديد من الدول العربية، حيث يتسابق تجار التجزئة ومنصات التجارة الإلكترونية لجذب المستهلكين في هذا اليوم بخصومات ضخمة.

والسؤال هنا: هل أصبح ليوم العزاب معنىً جديداً في العالم العربي؟ وهل يشير إلى تغيرات اجتماعية وثقافية أعمق تتعلق بنظرة المجتمع للعزوبية؟

ثقافة جديدة أم مجرد موسم تسوق؟
في العالم العربي، تحتل الأسرة ومفهوم الزواج مكانة اجتماعية راسخة، لكن السنوات الأخيرة شهدت تحولاً ملحوظاً. حيث أصبح الكثير من الشباب يتبنون خيار العزوبية، سواء بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تجعل الزواج مكلفاً أو بسبب الرغبة في تحقيق الاستقلالية والتركيز على الطموحات الشخصية. لذلك، فإن يوم العزاب، حتى لو جاءنا من ثقافة بعيدة، يلقى نوعاً من القبول لدى الشباب العربي الذين يرون فيه فرصة للتعبير عن استقلالهم وحريتهم.

التجارة الإلكترونية ويوم العزاب
يعد يوم العزاب أيضاً فرصة تجارية، وقد تزايد تأثيره في العالم العربي، خاصةً مع توسع التجارة الإلكترونية وانتشار المتاجر الرقمية. تحرص كبرى المنصات في المنطقة، مثل أمازون ونون، على تقديم عروض خاصة في هذا اليوم، ما يعكس إقبال المستهلك العربي عليه. تشير هذه الظاهرة إلى تحول نمط التسوق في العالم العربي، حيث بات المستهلكون أكثر تجاوباً مع مواسم العروض العالمية مثل “الجمعة السوداء” ويوم العزاب، واستغلالها لتأمين احتياجاتهم بأسعار أفضل.

العزوبية بين الواقع والمثالية
رغم أن يوم العزاب في سياقه الأصلي يعبر عن الاحتفاء بالحياة الفردية، إلا أن المجتمعات العربية ما زالت تضع ضغوطاً اجتماعية على الشباب للزواج وتكوين أسرة، ما يجعل من العزوبية خياراً قسرياً للبعض. لكن في المقابل، يشير تزايد الاهتمام بيوم العزاب إلى قبول متزايد لفكرة الاستقلالية، حيث يبدأ الشباب في كسر القوالب التقليدية وتبني أنماط حياة تناسبهم أكثر، سواء على الصعيد الشخصي أو العملي.

هل يتحول يوم العزاب إلى مناسبة عربية؟
ما يلفت النظر أن يوم العزاب بدأ يأخذ بعداً احتفالياً في بعض المدن العربية، حيث نجد أن العديد من الشباب يستغلون هذا اليوم كفرصة للاحتفاء بذواتهم. فهناك من يشارك في مناسبات اجتماعية صغيرة، أو يقضي الوقت في أنشطة يحبها بعيداً عن الالتزامات التقليدية. وعلى الرغم من أن هذه المظاهر ليست منتشرة على نطاق واسع، إلا أنها قد تشير إلى تغيرات في مفهوم العزوبية لدى المجتمع العربي.

خلاصة القول يوم العزاب 11/11، الذي بدأ كاحتفال عفوي للعزاب الصينيين، أصبح اليوم في العالم العربي أكثر من مجرد يوم للتسوق. إنه يعكس تحولاً تدريجياً في تفكير الشباب واحتفاءً باستقلاليتهم، وسط ضغوط اجتماعية واقتصادية كبيرة. وربما يكون هذا اليوم فرصة لإعادة النظر في كيفية تعاملنا مع مفاهيم الزواج والعزوبية، وتبني ثقافة قبول الخيارات الفردية لكل شخص، سواء اختار الزواج أو العزوبية.

في نهاية المطاف، يظل يوم العزاب 11/11 فرصة للاحتفال بالشباب وتقدير اختياراتهم وتطلعاتهم نحو مستقبل يُلائم طموحاتهم وأسلوب حياتهم الخاص، في عالم عربي يشهد تحولات سريعة.

حسين عصام

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی العالم العربی یوم العزاب هذا الیوم

إقرأ أيضاً:

مديرية شباب المنيا تحتفل باليوم العالمي لذوي الهمم بمركز شباب أبوقرقاص

نظمت مديرية الشباب و الرياضة بمحافظة المنيا، احتفالية بمركز شباب أبو قرقاص بمناسبة اليوم العالمي لذوي الهمم، تحت إشراف وكيل مديرية الشباب والرياضة مندي محمد عكاشة وكامل مخمير مدير إدارة مركز شباب أبوقرقاص، بحصور مدير المركز بشوي تقي، ومشرفي النشاط بالإدارة بلال عادل وأسامة محمد وولاء فاروق فخري.

 

تعزيز دور مراكز الشباب وتفعيل الأنشطة المتنوعة

تضمنت الاحتفالية أنشطة ومسابقات لذوي الهمم وأعضاء مركز الشباب، وذلك في إطار تعزيز دور مراكز الشباب وتفعيل الأنشطة المتنوعة بمحافظة المنيا، و تم توزيع الجوائز و الهدايا للمشاركين بالمسابقات.

 

الاحتفال باليوم العالمي لذوي الهمم

الجدير بالذكر أن العالم بدأ الاحتفال باليوم العالمي لذوي القدرات و الهمم منذ عام 1992 بقرار من منظمة الأمم المتحدة و اعتبار اليوم الثالث من شهر ديسمبر يوما عالميا يحتفل فيه العالم كله بهذه الفئة الهامة و المؤثرة في حياة الشعوب، و ذلك بهدف زيادة الفهم لقضايا الإعاقة و دعم التصاميم الصديقة للجميع من أجل ضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، كما يدعو هذا اليوم الي زيادة الوعي في إدخال هؤلاء الأشخاص في الحياة الثقافية و السياسية و الاقتصادية .

مقالات مشابهة

  • صريح جدا : المبالغة في الإهتمام بالمظهر.. هل هي رفاهية أم ضرورة اجتماعية
  • الغرف العربية: البحث العلمي مفتاح التنمية المستدامة في العالم العربي
  • المفتي: العالم العربي والإسلامي يواجه العديد من الشائعات الكاذبة لتغييب الوعي (فيديو)
  • المفتي: العالم العربي والإسلامي يواجه العديد من الشائعات الكاذبة
  • افتتاح الملتقى الإقليمي حول "حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في الوطن العربي" بمكتبة الإسكندرية
  • حمدان بن محمد: "القيادات العربية الشابة" أكبر شبكة متخصصة لتمكين الشباب العربي الواعد
  • مديرية شباب المنيا تحتفل باليوم العالمي لذوي الهمم بمركز شباب أبوقرقاص
  • كيف اختزلت حادثة ماغديبورغ مدى الاحتقان الطائفي والعرقي والسياسي الذي ينخر في جسد الوطن العربي؟
  • صناع الأمل تسجل إقبالاً كبيراً من مختلف أنحاء الوطن العربي
  • تواصل مشاعر الفخر والاعتزاز بفوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034