عباس يحاول التواصل مع ترامب ويستعين بصهره اللبناني
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الفلسطينيين يحاولون التأثير على الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، فقد التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع صهر ترامب المتزوج ابنه من ابنته تيفاني وكتب رسالة أدان فيها محاولة الاغتيال التي تعرض لها ترامب أثناء حملاته الانتخابية، كما سارع بتهنئة ترامب على انتخابه رئيسا.
وقالت الصحيفة إن هذه المبادرات من رئيس السلطة الفلسطينية تمثل جزءا من استراتيجية لإعادة تشكيل العلاقة مع الرئيس المقبل المعروف بدعمه غير المشروط لـ"إسرائيل" في ولايته الأولى. وحتى حماس الحركة التي أدى هجومها على "إسرائيل" في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي إلى اندلاع الحرب، أبدت لغة حذرة تجاه ترامب. فيما عبر فلسطينيون في غزة الذين عانوا من قصف إسرائيلي مدمر، عن أملهم في أن يتمكن ترامب من إنهاء الحرب، في حين عبر آخرون عن شكهم من حدوث أي تغير.
وفي ولايته الأولى تقدم ترامب بمبادرات أثارت غضب السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية تحت الاحتلال الإسرائيلي.
واعترف ترامب بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، وقطع المساعدات عن الأونروا، وقدم خطة تحيزت لـ"إسرائيل" وساعدت في التوصل إلى اتفاقيات بين "إسرائيل" والدول العربية التي تجاهلت القضية الفلسطينية وطموحات تقرير المصير الفلسطيني. ونتيجة لهذه الأمور فقد منع عباس المسؤولين الفلسطينيين الاتصال مع إدارة ترامب.
وفي وقت دعا فيه الأخير أثناء حملته الانتخابية إلى وقف الحرب في غزة، فإن عباس على ما يبدو غير من مساره على أمل التأثير على الرئيس المنتخب ومواقفه من النزاع ومحادثات وقف إطلاق النار.
وكان عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من بين أول من هنأ ترامب على فوزه في الانتخابات.
وفي رسالته، قال عباس إن المسؤولين الفلسطينيين "يتطلعون إلى العمل معك من أجل تحقيق السلام والأمن والازدهار لمنطقتنا".
وفي يوم الجمعة، تحدث عباس مع الرئيس المنتخب عبر الهاتف، وناقش الاثنان إمكانية الاجتماع في المستقبل القريب، حسب قول المسؤول الفلسطيني البارز، زياد أبو عمرو، وأحد المقربين من عباس.
وتقول الصحيفة إن جهود عباس للتواصل مع ترامب بدأت قبل الانتخابات، فقد ساعد صهر ترامب مسعد بولس، وهو رجل أعمال لبناني أمريكي تزوج ابنه من ابنة ترامب تيفاني، عباس على التواصل مع ترامب في الأشهر الأخيرة.
وعمل مسعد كمبعوث غير رسمي لحملة ترامب بين الناخبين الأمريكيين العرب. كما فعل بشارة بحبح، وهو فلسطيني أمريكي مؤيد لترامب، وفقا لأشخاص شاركوا في الجهود. والتقى عباس مع مسعد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في شهر أيلول/ سبتمبر، حيث وصف المسؤولون الفلسطينيون اللقاء بأنه جزء من جهود التواصل مع ترامب.
وأخبر بولس "نيويورك تايمز" أن اللقاء كان "شخصيا" وأنه لم يخبر ترامب عن اللقاء لا قبله أو بعده. وقال أبو عمرو الذي حضر اللقاء إن بولس نقل رغبة ترامب لوقف كل الحروب حول العالم بما فيها قطاع غزة. ولم ترد كارولين ليفيت، المتحدثة باسم ترامب، على أسئلة حول الاجتماع. ولكنها أجابت عندما سئلت عن دور بولس في تشرين الأول/ أكتوبر، قالت إن الحملة ممتنة لـ "تواصله الفعال جدا" مع العرب الأمريكيين.
بالإضافة إلى ذلك، قال بولس وبحبح إنهما ساعدا في تسهيل تسليم رسالة من عباس إلى ترامب في تموز/ يوليو تدين محاولة اغتياله، والتي نشرها ترامب على موقع "تروث سوشيال" وتمنى فيها عباس لترامب الصحة والقوة، ووصف محاولة الاغتيال بأنها "عمل حقير". ورد ترامب بأن رسالة عباس كانت "لطيفة جدا" وقال إن "كل شيء سيكون على ما يرام".
وقال أبو عمرو: "نريد الحفاظ على علاقة عمل جيدة لأن أحدا لا يستطيع تجاهل الدور الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة في حل الصراع".
وتعلق الصحيفة أن عباس واجه حتى في ظل إدارة بايدن مجموعة من التحديات، بما في ذلك المطالبات الدولية بإصلاح السلطة الفلسطينية التي يمكن أن تساعدها في لعب دور في قطاع غزة.
ومع عدم وجود نهاية في الأفق للحرب حتى الآن، اتخذت حكومة نتنياهو، الأكثر يمينية في تاريخ "إسرائيل"، مواقف عدائية ضد السلطة بشكل متكرر. كما رفضت حل الدولتين الذي دعت إليه إدارة بايدن.
وعبر عباس في لقائه مع بولس في أيلول/ سبتمبر عن استعداده لمواصلة السلام مع إسرائيل على أساس حل الدولتين، وأكد استعداده لقبول مراقبين دوليين في الدولة الفلسطينية المستقبلية من أجل ضمان أمن إسرائيل، حسب قول بحبح.
وأكد الزعيم الفلسطيني أيضا أنه لن يكون هناك: "قتال ولا توغلات ولا هجمات على الإطلاق" من دولة فلسطينية مستقبلية، كما قال أبو عمرو. وأكد عباس، من جانبه، معارضته العنف منذ فترة طويلة واقترح أن قوة بقيادة الولايات المتحدة ومن حلف الناتو يمكن أن تقوم بدوريات في دولة فلسطينية مستقبلية.
ورغم الحملة التي تقوم بها السلطة لإعادة تأهيل علاقتها مع ترامب إلا أنها تعرف تاريخ دعم ترامب لإسرائيل. وقال إبراهيم دلالشة مدير مركز الأفق للدراسات الفلسطينية "هل لديهم خيار آخر؟ لا أعتقد ذلك"، وأضاف "هل عليهم اللجوء للمنظمات الدولية، لم ينجح هذا ولا أعتقد أنه سينجح". وليس لديهم "سوى خيار واحد" كما يقول.
من جانبها أبدت حماس التي انتقدت إدارة بايدن حذرا في ردها على انتخاب ترامب. وقالت يوم الأربعاء: "سيعتمد موقفنا من الإدارة الأمريكية الجديدة على مواقفها وسياساتها العملية تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة".
وفي غزة، عبر البعض عن أملهم بتدخل ترامب ووقف الحرب. وقال مهند الفرا، الذي كان يمتلك متجرا لقطع غيار السيارات ويقيم الآن في خان يونس مع عائلته: "آمل أن يتدخل ترامب كمنقذ يحقق بعض النظام على الاضطرابات الناجمة عن الصراعات المستمرة التي تشمل إيران ووكلائها وإسرائيل" و"آمل أن يجلب انتخابه تغييرا إيجابيا لهذه المدينة التي مزقتها الحرب". وعبر آخرون عن تشاؤمهم من حدوث تغيير. وقال مهند شعث، وهو ناشط شبابي في مدينة غزة: "لقد انحازت الولايات المتحدة دائما إلى جانب دولة الاحتلال الإسرائيلي، لذا أشك في أن الكثير سيتغير، خاصة إذا استمر ترامب في تنفيذ خططه القديمة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب عباس السلطة الفلسطينية مسعد بولس امريكا عباس السلطة الفلسطينية ترامب مسعد بولس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أبو عمرو مع ترامب
إقرأ أيضاً:
الصحة الفلسطينية تكشف موعد إعادة فتح معبر رفح لإجلاء المرضى لأول مرة منذ مايو 2024
(CNN)-- قالت وزارة الصحة الفلسطينية، الجمعة، إن عمليات الإجلاء الطبي من غزة عبر مصر ستبدأ، السبت، مع إعادة فتح معبر رفح الحيوي بين غزة ومصر لأول مرة منذ ثمانية أشهر.
وأضافت الوزارة أن أول مجموعة من المرضى الذين يحتاجون للإجلاء الطبي ستغادر غزة في حافلات عبر المعبر، السبت، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.
وقال الدكتور ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، الجمعة، إن حوالي 50 مريضا سيعبرون الحدود.
وتم إغلاق معبر رفح، وهو الوحيد من غزة الذي يسمح بخروج المدنيين إلى دولة أخرى غير إسرائيل، منذ مايو/أيار الماضي. وكانت إعادة فتحه ضمن اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الموقع بين حماس وإسرائيل هذا الشهر.
ويعتبر المعبر بالغ الأهمية للفلسطينيين الذين هم في حاجة ماسة للإجلاء الطبي. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في 22 يناير/كانون الثاني الجاري، إن 458 مريضا فقط، معظمهم أطفال، سُمح لهم بالإجلاء منذ مايو الماضي، من بين حوالي 12 ألف مريض يحتاجون بشكل عاجل إلى الإجلاء الطبي.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش قد ناشد، الخميس، بإجلاء 2500 طفل يحتاجون إلى العلاج الطبي خارج غزة، وأضاف أنهم بحاجة إلى أن يتم "إجلاؤهم فورا مع ضمان القدرة على العودة إلى عائلاتهم ومجتماعتهم".
وقال مسؤول إسرائيلي لشبكة CNN، الخميس، إن خطة إعادة فتح معبر رفح مشروطة بأن تسير كل الأمور وفقا للخطة مع إطلاق سراح جميع النساء الإسرائيليات وتنفيذ الصفقة. وطالبت إسرائيل حماس- عبر الوسطاء- بتقديم معلومات عن وضع ومصير الرهينة شيري بيباس وطفليها اللذين كانا محتجزين معها في غزة.
وبيباس هي آخر امرأة إسرائيلية محتجزة في غزة ومصيرها غير معروف. وقالت حماس إن الرهائن الثلاثة قُتلوا في غارة إسرائيلية على غزة في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023. وحينها، قال الجيش الإسرائيلي إنه "يقيم دقة الادعاء" لكنه لم يقدم تحديثا.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن المعبر سيكون تحت رقابة قوة المساعدة الحدودية التابعة للاتحاد الأوروبي، وستكون مسؤولة عن العمليات والتفتيش، إلى جانب مسؤولين من غزة لا ينتمون إلى حماس.