سد النهضة يتسبب في فقدان المياه بشكل غير مسبوق
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
من بين أهم الأهداف المعلنة لسد النهضة الإسهام بشكل كبير في توليد الطاقة الكهرومائية لدعم التنمية في إثيوبيا ودول الجوار، لكن دراسة دولية كشفت عن تسرب كمية كبيرة من مياهه، مما قد يمثل تحديا أمام تحقيق هذا الهدف.
وقدرت الدراسة -التي أجراها فريق دولي من علماء الهيدرولوجيا والجيولوجيا- حجم تسربات ضخمة للمياه من خزان السد تقدر بنحو 19.
واعتمدت الدراسة -التي نشرتها دورية "بي إن ايه إس" التابعة للأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأميركية- على منهجيات علمية مثبتة في دراسات سابقة، وقادت جميعها إلى تقدير كمية المياه المفقودة.
ويشرح الباحث في جامعتي مشيغان وأريزونا الأميركيتين والباحث المشارك بالدراسة الدكتور كارم عبد المحسن في تصريحات للجزيرة نت الأدوات العلمية التي تم استخدامها لتقدير هذا الحجم الكبير من المياه الضائعة بلا طائل.
واعتمد الباحثون بشكل أساسي على بيانات الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، إذ وفر القمر الصناعي "غريس" والقمر الصناعي "غريس فولو- أون" معلومات بشأن التغيرات في الجاذبية الأرضية، وبالتالي مخزون المياه على سطح الأرض، مما ساعد في تتبع ملء المياه وتخزينها في السد.
ويقول عبد المحسن إنه "عندما يتغير تخزين المياه في منطقة معينة (نتيجة امتلاء خزان سد أو جفافه) يؤدي ذلك إلى تغيرات طفيفة في قوة الجاذبية بهذه المنطقة، وتقوم الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض مثل "غريس" و"غريس فولو- أون) بقياس التغيرات الدقيقة في قوة الجاذبية، فإذا مرت الأقمار فوق منطقة حدث فيها تغيير كبير في تخزين المياه فإنها ترصد تلك التغيرات، وباستخدام هذه البيانات يستطيع العلماء حساب كمية المياه التي أضيفت أو فُقدت في المنطقة".
ويضيف أن "البيانات التي توفرت ساعدتنا على إجراء حسابات دقيقة لموازنة المياه في المنطقة، فمن خلال قياس كمية المياه المخزنة في الخزان والكمية المستهلكة عن طريق التبخر تمكنا من تقدير فقدان 19.8 مليار متر مكعب من بين 43 مليار متر مكعب تراكمت في الخزان خلال السنوات الثلاث الأولى".
وحددت الدراسة أن التسرب يتماشى مع اتجاهات الفوالق في المنطقة، مما يشير إلى أن هذه التراكيب الجيولوجية تعمل كقنوات لحركة المياه الجوفية بعيدا عن الخزان، وهذا يشير إلى وجود علاقة محتملة بين عمليات السد والديناميات الجوفية في المناطق المحيطة.
وأكدت تحليلات الصور الفضائية ظهور مستنقعات جديدة في السهول شرق وادي النيل، والتي زادت من 109 كيلومترات مربعة في عام 2020 إلى 328 كيلومترا مربعا في عام 2022، ويتزامن هذا التوسع في الأراضي الرطبة مع أنماط هطول الأمطار المتناقصة، مما يشير إلى أن المياه الجوفية من خزان السد تساهم في هذه التغيرات البيئية.
ويدعو عبد المحسن إلى أهمية إدراج هذه الحقائق في إدارة المياه بمنطقة حوض النيل، قائلا إن" نتائجنا تشير بوضوح إلى أن مشكلة التسريب قد تجعل وجود السد مؤثرا بشكل كبير على توفر المياه بسبب الحاجة الإثيوبية إلى تعويض التسريب بشكل دائم، مما قد يزيد التوترات بين دول حوض النيل".
ويضيف "يجب إعادة عمل تقييم شامل لإستراتيجيات إدارة مياه النيل يتم خلالها دمج بيانات التسريب، فهذا أمر بالغ الأهمية للإدارة الفعالة للمياه ومنع النزاعات في حوض النيل، وقد يؤدي إغفال هذه البيانات إلى سياسات غير فعالة وزيادة التوترات بين الدول التي تعتمد على النيل مصدرا لمياهها".
ويؤيد هذه الدعوة أستاذ الجيولوجيا والمواد المائية في جامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي الذي وصف حجم المياه المتسربة الذي قدرته الدراسة بـ"الضخم" لكنه ليس مستبعدا بسبب الطبيعة الجيولوجية لمنطقة بناء السد.
ويقع سد النهضة الإثيوبي في منطقة جبلية تتكون بشكل رئيسي من صخور الأساس البركانية، والتي تشمل بشكل أساسي البازلت الذي يتميز بنفاذية عالية نسبيا تساهم في تسرب المياه.
كما أن المنطقة تحتوي على نظام معقد من الشقوق والفوالق الجيولوجية التي يمكن أن تؤثر على حركة المياه الجوفية، وهذه الشقوق يمكن أن تعمل كقنوات تسهل تسرب المياه من خزان السد إلى التكوينات الجيولوجية المحيطة.
ويزيد من هذا التأثير الجيولوجي ما يعرف بـ"الضغط الهيدروستاتيكي" الناتج عن الحجم الكبير للماء المخزن في خزان السد، والذي يدفع المياه نحو التكوينات الجيولوجية المحيطة، والتي تحتوي بدورها على مسارات سهلة للتسرب، مما يمكن أن يزيد كمية المياه المفقودة.
ويرى شراقي أن إثيوبيا لن تتأثر على المدى القصير بمشكلة التسرب، لأن الكمية المخزنة حاليا والمقدرة بـ60 مليار متر مكعب كافية لتحقيق غرض إنتاج الكهرباء، وفي حال تسربت كميات منها تستطيع تعويضها لاحقا، وسيكون المتضرر الحقيقي هو مصر والسودان، لأن ذلك سيكون خصما من حصتهما من المياه.
تحفيز النشاط الزلزاليلكن أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة لم يستطع أن يخفي قلقه من أن تكون هذه الكميات الكبيرة المتسربة من المياه عاملا مساعدا في تحفيز النشاط الزلزالي بالمنطقة.
وكان متوسط حدوث الزلازل التي تزيد على 4 درجات في إثيوبيا نحو 5 أو 6 زلازل سنويا، لكنه مع بدء عملية التخزين الضخمة للمياه وما صاحبها من تسربات شهدت إثيوبيا في عام 2023 نحو 38 زلزالا، ووصل العدد في عام 2024 حتى الآن إلى 32 زلزالا، منها 6 زلازل خلال الأسبوعين الماضيين، كما يوضح شراقي.
ويقول إن"هناك أسبابا علمية عدة تربط بين تسرب المياه إلى الفوالق في إثيوبيا والنشاط الزلزالي غير المسبوق، فعندما يتسرب الماء من الخزان إلى الصدوع والكسور تحت الأرض فإنه يزيد ضغط المسام في الصخور المحيطة، وعندما يرتفع هذا الضغط فإنه يقلل الاحتكاك الذي يربط خطوط الصدع معا، مما يجعلها أكثر عرضة للانزلاق".
كما أن المياه المتسربة تعمل على إضعاف الصدع، فعادة يتم تثبيت الصدوع في مكانها بواسطة وزن الصخور التي تعلوها والاحتكاك بين مستويات الصدع، لكن تسرب المياه يعمل على تزييت هذه الصدوع، مما يؤدي إلى إضعافها بشكل فعال، وهذا يقلل مقدار الضغط اللازم لإحداث انزلاق أو تمزق على طول خط الصدع، مما قد يؤدي إلى زلزال.
وإذا كانت الزلازل حاليا في نطاق 4 أو 5 درجات بما لا يوثر على سلامة جسم السد لكن ما يخشاه شراقي هو أن تكون المنطقة على موعد مع زلزال كبير، ولا سيما أنها منطقة نشطة زلزاليا بطبيعتها وتملك حاليا أسبابا محفزة للزلازل، منها الحجم الكبير للمياه المخزنة في السد -والذي يمارس ضغطا إضافيا على قشرة الأرض- وتسرب الماء إلى خطوط الصدع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ملیار متر مکعب کمیة المیاه تسرب المیاه حوض النیل خزان السد سد النهضة فی عام
إقرأ أيضاً:
بداية الشهر.. خطأ غير مقصود يتسبب فى نفاد شحن عداد الكهرباء
أوضح جهاز مرفق تنظيم الكهرباء وحماية المستهلك أن سبب نفاد شحن عداد الكهرباء مسبوق الدفع سريعًا يعود إلى عدة أسباب مختلفة، أبرزها ما يلي:
عدم ضبط التاريخ والوقت في عداد الكهرباء
نوه الجهاز الى أن عدم ضبط التاريخ في عداد الكهرباء في بعض الأحيان يكون نتيجة تعمد البعض عدم ضبطه، ظنًا منهم أن ذلك يساهم في ترشيد شحن الكهرباء، أو تجاهل الضبط معتقدًا أنه قد يتغير من تلقاء نفسه مع انقطاع الكهرباء.
كما أن عدم ضبط التاريخ يتسبب في رفع شريحة الاستهلاك، وبالتالي يؤثر على رصيد الكهرباء، لأن حساب الشرائح يجب أن يبدأ وينتهي حسب أول وآخر يوم في الشهر، فإذا كان التاريخ غير صحيح، فسيؤثر على العداد.
علماً بأن تدارك الخطأ وإعادة ضبط التاريخ يجب أن يكون مع بداية الشهر.
نصائح للتعامل مع العداد مسبق الدفع
يتعرض الكثير من مستخدمي عدادات الكهرباء التقليدية، حال استبدالها بعدادات مسبقة الدفع، لحيرة بشأن كيفية استخدامها من حيث الشحن وطبيعة الاستهلاك وكيفية التعامل معها.
وتقدم الشركة القابضة للكهرباء بعض النصائح والمعلومات للمواطنين للتعامل مع العداد مسبق الدفع على النحو التالي:
1-عدم التلاعب بغطاء العداد:
عدم التلاعب نهائيًا في غطاء العداد كي لا يفصل العداد، إذ يتم تحرير محضر تلاعب بالعداد للمشترك.
2-التأكد من وجود رصيد كافٍ:
التأكد من وجود رصيد كافٍ حتى لا تنقطع الكهرباء فجأة.
يعطي العداد إنذارات عند وصول الرصيد إلى 10 جنيهات، حيث تعطي لمبة الرصيد لونًا "أحمر" (وهي أقصى لمبة على اليمين).
يعطي إنذارًا آخر حال انقطاع الكهرباء، ويتم وضع الكارت في العداد دون شحن ليعمل حتى الشحن.
3-شحن العداد في الوقت المناسب:
يفضل شحن العداد في أول أسبوع من الشهر عند شريحة واحد.
يفضل توفير الطاقة قدر المستطاع في آخر أسبوع من الشهر، وذلك لأن المستخدم يكون على أعلى شريحة.
الانتقال من شريحة إلى شريحة يتسبب في خصم مبلغ من الرصيد حسب الشريحة التي تم الوصول إليها.
4-خصم الرصيد عند عدم التشغيل:
عند عدم تشغيل العداد نهائيًا، وحال عدم وجود أحمال، يتم خصم 9 جنيهات من الرصيد.
5-ضبط الوقت والتاريخ:
يجب التأكد جيدًا من ضبط الوقت والتاريخ عند شحن الكارت.
6-حساب أسعار الكهرباء:
تكون طريقة حساب أسعار الكهرباء للعداد الكارت المسبق الدفع هي نفس طريقة العدادات القديمة، ما عدا ما تم تركيبه بعد أغسطس الماضي.
7-فشل شحن الكارت:
حال فشل شحن الكارت، يفضل الذهاب لشحنه من شركة الكهرباء لتفعيله.
حال تلف الكارت، يتم تغييره من الشركة.
8-ضياع الكارت:
حال ضياع الكارت، يتم الاحتفاظ بقيمة الشحنة الموجودة به في ذاكرة العداد برقمها وقيمتها.
حال ضياع الكارت وعليه شحنة لم تُفرغ بالعداد، يتم استخراج كارت جديد، وعند برمجته تسجّل كل بياناتك وكذلك عمليات الشحن بأرقامها وقيمتها.
عند تركيب الكارت بالعداد، إذا وجدت ذاكرة العداد عملية لم تُفرغ، يتم استقبالها بالعداد وتُنفذ فورًا.
9-فصل العداد وإنذاره:
حال فصل العداد وإنذاره والكارت غير موجود بجانب العداد، يمكن لأي شخص في المنزل إدخال بطاقة رقم قومي أو فيزا بنك في العداد، فيعود التيار الكهربائي فورًا حتى عودتك بالكارت.
11-غرامة فتح غطاء العداد:
حال فتح غطاء العداد، ستدفع غرامة فتح الغطاء طبقًا للرسوم المقررة بالشركة.
12-عدم تبديل مكان العداد:
لا يمكن تبديل مكان العداد أو تغيير الأسلاك المرتبطة به دون الرجوع لشركة الكهرباء.
13-زيادة الأحمال عن المسموح به:
حال زيادة الأحمال عن المسموح به والمقدر بـ80 أمبير، يفصل التيار الكهربائي تلقائيًا.
إذا تكرر الفصل لـ3 مرات، يفصل التيار الكهربائي بالكامل، ولا بد من العودة لشركة الكهرباء لتشغيله مجددًا.
14-استخدام الزر الضاغط:
باستخدام الزر الضاغط، يستطيع المستهلك الحصول على عدد من البيانات تظهر على الشاشة، مثل:
الرصيد المتبقي مع التاريخ والوقت.
استهلاك الشهر الحالي بالكيلو وات/ساعة.
أقصى حمل بالأمبير والكيلو وات.
استهلاك الشهر السابق و12 شهرًا سابقًا.
الاستهلاك الكلي التراكمي من وقت التركيب.
التاريخ باليوم والشهر والسنة والوقت.
15-رسائل نصية من شركة الكهرباء:
يتم إرسال رسائل نصية من شركة الكهرباء على الشاشة، مثل قبول الكارت وزيادة حمل المشترك عن التيار المبرمج للعداد.