قال المهندس على جبر، القيادي بحزب مستقبل وطن، إن الجلسات المتخصصة للحوار الوطني التي عقدها مجلس أمناء الحوار تعد نتاج ثمرة المناقشات المفتوحة التي شهدتها الجلسات العامة للحوار والتي ضمت مختلف القوى والتيارات السياسية، وتمثل أهمية كبرى لأن الجلسات المتخصصة ضمت متخصصين وخبراء يترجمون مناقشات القوى السياسية والتيارات بشأن مختلف القضايا التي ناقشتها المحاور المختلفة للحوار الوطنى إلى توصيات ومقترحات محددة تمهيدا لرفعها لرئيس الجمهورية، وهو ما يؤكد جدية الحوار الوطنى وحرص القيادة السياسية على تنفيذ مخرجات هذا الحوار.

وأضاف "جبر"، أن الحوار الوطني ناقش كل القضايا التي تهم الشارع المصري، ولم يكن به أي خطوط حمراء واستمع لكل الآراء وناقش كل الأبعاد لكافة الموضوعات، وأبرز ما يميز الحوار الوطنى أنه ضم كافة التيارات السياسية ولم يستثن أحدا سوى من تورطت أيدهم بالدماء، وهو ما جعل النقاشات ثرية وخرجت بالعديد من الرؤى الهامة، وتبقى فقط دور المتخصصين الذين يصيغون تلك الرؤى خلال الجلسات المتخصصة للحوار الوطني لمخرجات واضحة يمكن تطبيقها على أرض الواقع خلال الفترة المقبلة.

وأوضح القيادي بحزب مستقبل وطن، أن العديد من القضايا شهدت توافق عليها من جانب المشاركين في الحوار الوطنى وعلى رأسها توافق القوى السياسية حول النظام الانتخابي للمجالس الشعبية المحلية، ليكون هناك قائمة مغلقة مطلقة 75% قائمة و25% نسبى أو فردى، مشيرًا إلى أن أبرز ما يميز الحوار الوطنى اكتسابه طابع منهجى ومؤسسى لأنه خضع للعديد من القواعد الحاكمة التى ضمنت له قدرًا مهمًا من المؤسسية، مما سهلت من عمل لجان الحوار الوطنى في مناقشة كافة القضايا لمطروحة.

وأشار "جبر"، إلى أن المخرجات النهائية للحوار الوطنى تمثل أساسا لبناء أولويات وطنية خلال المرحلة المقبلة، خاصة مع تعاون كل مؤسسات الدولة لتسهيل تنفيذ مخرجات هذا الحوار، لافتا إلى أن الحوار الوطنى لعب دورا مهما فى بناء التوافق بين القوى السياسية، ومثل فرصة مهمة للتواصل المباشر بين ممثلين عن كافة التيارات السياسية، خاصة أن الحوار الوطنى أسس لمبدأ التوافق حول القضايا المطروحة واستبعد العمل بمبدأ الأغلبية والأقلية بين المشاركين بالحوار خلال طرح القضايا بجلسات اللجان العامة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحوار الوطني النظام الانتخابي حزب مستقبل وطن مجلس أمناء الحوار الحوار الوطنى

إقرأ أيضاً:

بين الواقع والأمنيات.. أولويات مسيحيي لبنان والمنطقة في عيد الميلاد

 
في ظروفٍ استثنائيّة، يحلّ عيد الميلاد المجيد هذا العام ليس على المسيحيّين في لبنان فحسب، بل في المنطقة بأسرها، حيث يشعر الكثيرون منهم أنّ وجودهم بات مهدَّدًا، في ظلّ الحروب المتنقّلة، من فلسطين بمختلف مناطقها، في غزة والضفة، من دون أن ننسى القدس مهد الديانات السماوية، إلى لبنان، حيث تستمرّ الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، الذي لم يرقَ بعد لمستوى وقف الحرب، المصنَّفة على أنّها الأقسى على الإطلاق.
 
وتسري الظروف "الاستثنائية" التي يحلّ فيها عيد الميلاد أيضًا، على سوريا، التي يعيش فيها المسيحيون، الذين يشكّلون ثاني أكثر الديانات انتشارًا بين السكان بعد الإسلام، حالة من الترقّب، وربما القلق والخوف على المصير، بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، والهواجس التي قد تكون مشروعة من حكم جديد يمكن أن يتّخذ طابعًا "إسلاميًا"، رغم أنّ التصريحات التي تصدر عن القوى السياسية الجديدة تبدو "مطمئنة" للأقليات، وخصوصًا المسيحيين منهم.
 
وسط هذه الظروف، تشكّل مناسبة عيد الميلاد فرصة للصلاة، وذلك للتأمّل بواقع يبدو "صعبًا" ليس فقط للمسيحيّين في المنطقة، بل لأبنائها بصورة عامة، في ظلّ المخاطر الكبرى التي تحيط بمختلف دولها، بين الأطماع الإسرائيلية التي لا تنتهي، والأوضاع السياسية والاقتصادية المتأزّمة، كما تشكّل أيضًا فرصة للتفاؤل بمستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا، فهل يجوز الأمل بأن "تنتصر" الأمنيات هذه المرّة، وتتغلّب على الواقع الصعب؟!
 
مسيحيو المنطقة.. هواجس "مشروعة"
 
ليس جديدًا الحديث عن هواجس المسيحيّين في المنطقة، ربطًا بالمخاوف الدائمة على مصير الأقليات فيها، وهي مخاوف لطالما أحاطت بالكثير من الأحداث، بدءًا من المشروع الاستيطاني الإسرائيلي، ومخطط تهويد القدس مهد السيد المسيح، وصولاً إلى الحروب المتنقّلة والمستمرّة منذ عقود، وقد هجّرت شرائح واسعة من المسيحيين من فلسطين والعراق وسوريا ولبنان، ولو بقي الأخير محوريًا، بوصفه يضمّ العدد الأكبر من المسيحيّين في المنطقة.
 
ويتحدّث العارفون عن أسباب عدّة دفعت المسيحيين إلى الهجرة، رغم "التنوّع" الذي لا مبالغة في القول إنه مصدر "غنى" للمنطقة، بكلّ ما للكلمة من معنى، بينها الواقع الأمنيّ المترهّل، والذي كان المسيحيون من أبرز وأهمّ ضحاياه، ولكن أيضًا الواقع الاقتصادي والاجتماعي، من دون أن ننسى الواقع السياسي الذي لا يقلّ شأنًا، في ظلّ شعور الكثير من المسيحيين بتراجع دورهم ونفوذهم، بالتوازي مع تراجع أعدادهم في أكثر من مكان.
 
ولعلّ هذا بالتحديد ما دفع إلى أن تتحوّل سوريا تحديدًا إلى "قبلة الأنظار" في عيد الميلاد لهذا العام، على وقع الأحداث الدراماتيكية التي شهدتها في الأيام الأخيرة، منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وصعود "هيئة تحرير الشام"، التي يخشى كثيرون أن يأتي حكمها، الذي يعتبر كثيرون أنه ذا صبغة "إسلامية"، على حساب المسيحيين، ولو أنّ التصريحات لا تعكس ذلك حتى الآن، بما في ذلك طريقة التعامل مع حادثة إحراق شجرة عيد الميلاد.
 
مسيحيو لبنان.. "أولوية الأولويات"
 
وإذا كانت هواجس المسيحيين في سوريا "مشروعة"، وهي التي تشهد مرحلة انتقالية استثنائية وغير مسبوقة سيُبنى عليها الكثير، في تحديد طبيعة الحكم القادم الذي سيكون له انعكاساته على السوريين بصورة عامة، بما في ذلك المسيحيين منهم، وكذلك في فلسطين هي "مشروعة" بالنظر إلى الأطماع والمخططات الإسرائيلية التي لا تنتهي، فإنّ واقع المسيحيين في لبنان يبدو بدوره مثيرًا للاهتمام، خصوصًا بعد حربٍ إسرائيلية مدمّرة، لم تنتهِ فصولاً بعد.
 
وبالحديث عن واقع المسيحيين في لبنان، لا بدّ أن يُستحضَر الاستحقاق الرئاسيّ، الذي يشكّل "جرحًا" للمسيحيّين في كامل المنطقة، ولا سيما أنّ المنصب المسيحي الأول لا يزال شاغرًا، منذ أكثر من عامين كاملين، في ظلّ انقسامٍ مسيحيّ انعكس بقوة على موقع الرئاسة، ما أدّى إلى خلل في انتظام المؤسسات الدستورية، أدّى إلى انتقال "العدوى" إلى مواقع مسيحية أخرى، كحاكمية مصرف لبنان، وقيادة الجيش، وإن بقيت للموارنة بسلاح التمديد.
 
وفي عيد الميلاد، يتطلّع المسيحيون في لبنان إلى ملء الفراغ الرئاسي مطلع العام الجديد، مع تحديد جلسة انتخابية في التاسع من كانون الثاني المقبل، يؤمَل أن تعيد "الهيبة" لموقع الرئاسة، بعيدًا عن المشهد "الاستعراضي" للجلسات السابقة، علمًا أنّ الأجواء المحيطة بها توحي بجدّية لم تكن ملموسة سابقًا، وإن لم تترجَم حتى الآن تفاهمًا أو توافقًا فعليًا بين القوى السياسية، التي تبقى على "تصلّبها" حتى إثبات العكس.
 
يختلف المسيحيون في لبنان حول الكثير من العناوين في السياسة وغيرها، من بينها ربما مفهوم "الحياد" الذي أعاد البطريرك الماروني بشارة الراعي الحديث عنه في رسالة الميلاد، والذي تختلف تفسيراته بين فريق وآخر. لكن ما لا ينبغي أن يختلفوا عليه بأيّ شكل من الأشكال، يبقى ما يرتبط بتثبيت حضورهم في المنطقة على كلّ المستويات، ولعلّ "مفتاح" ذلك يبقى في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، اليوم قبل الغد! المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • الحراك الوطني .. التحالف الحاكم!!
  • «التعليم العالي»: نسعى لبناء كوادر وطنية قادرة على المنافسة في سوق العمل
  • تفاصيل مثيرة.. إحباط تهريب مئات القطع الأثرية التي انتشلت من خليج أبو قير (شاهد)
  • رئيس الوزراء: التغيرات العالمية تمثل تحديا أمام وضع خطط طويلة الأجل
  • روسيا تتبنى البيتكوين في التجارة الخارجية لمواجهة العقوبات الغربية
  • مستقبل وطن: العفو الرئاسي عن أبناء سيناء يؤكد تقدير القيادة السياسية لدورهم الوطني
  • حزب الجيل يطالب بتوسعة عضوية مجلس أمناء الحوار الوطني
  • حسب تقرير ديوان المحاسبة ..  هذه الجهات الاكثر ارتكابا للمخالفات 
  • بين الواقع والأمنيات.. أولويات مسيحيي لبنان والمنطقة في عيد الميلاد
  • رئيس الأوكراني للحوار: مبادرات جديدة قد تمهد للتفاوض بين كييف وموسكو