«هيومن رايتس ووتش» تحث بريطانيا على استغلال رئاستها لمجلس الأمن لحماية المدنيين بالسودان
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
باحث السودان في “هيومن رايتس ووتش”، محمد عثمان، أشار إلى أن “تزايد هجمات قوات الدعم السريع ضد المدنيين يحتم على مجلس الأمن التحرك لنشر بعثة حماية”، موضحًا أن الإجراءات الحالية للمجلس غير كافية لحماية المدنيين.
الخرطوم: التغيير
حثت “هيومن رايتس ووتش” بريطانيا على استغلال رئاستها لمجلس الأمن الدولي خلال شهر نوفمبر لتدعو إلى إرسال بعثة أممية لحماية المدنيين في السودان.
وأكدت المنظمة في بيان الأحد أن قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات واسعة بحق المدنيين في ولاية الجزيرة السودانية، تشمل القتل، والاحتجاز التعسفي، والاعتداءات الجنسية، ما أسفر عن نزوح أكثر من 130 ألف شخص.
وأوضحت المنظمة أن هذه الاعتداءات تزايدت منذ انشقاق أبو عاقلة كيكل، أحد حلفاء قوات الدعم السريع في الجزيرة، الذي انضم للجيش السوداني في أكتوبر الماضي، مما دفع قوات الدعم السريع للرد بهجمات واسعة طالت 30 بلدة وقرية، منها رفاعة، وتمبول، والسريحة.
وأشار باحث السودان في “هيومن رايتس ووتش”، محمد عثمان، إلى أن “تزايد هجمات قوات الدعم السريع ضد المدنيين يحتم على مجلس الأمن التحرك لنشر بعثة حماية”، موضحًا أن الإجراءات الحالية للمجلس غير كافية لحماية المدنيين.
وتؤكد المنظمة أن قوات الدعم السريع شنت هجمات انتقامية على قبيلة كيكل، واحتجزت أكثر من 150 مدنيًا، حسب فيديوهات متداولة، حيث يظهر جنود الدعم السريع وهم يحتجزون عشرات الرجال في قرية السريحة. وأضافت هيومن رايتس ووتش أن بعض المحتجزين أُجبروا على تقليد أصوات الحيوانات في مقاطع مصورة، مع تعرضهم لإساءات جسدية وإذلال.
كما سجلت “المبادرة الاستراتيجية للنساء في القرن الأفريقي” 25 حالة اغتصاب بين النساء والفتيات، وذكرت الأمم المتحدة أن 27 امرأة وفتاة تعرضن للاعتداء الجنسي منذ أكتوبر، مما دفع بعض الضحايا للانتحار.
ودعت “هيومن رايتس ووتش” بريطانيا والدول الأعضاء في مجلس الأمن للضغط على مجلس الأمن لتفويض بعثة حماية، كما طالب عثمان بضرورة تحرك دولي عاجل لضمان حماية المدنيين في السودان، معتبرًا أن الأوضاع المتفاقمة لا تحتمل مزيدًا من التأخير.
الوسومانتهاكات الدعم السريع بولاية الجزيرة حماية المدنيين شرق الجزيرة هيومن رايتس ووتش ولاية الجزيرةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: انتهاكات الدعم السريع بولاية الجزيرة حماية المدنيين شرق الجزيرة هيومن رايتس ووتش ولاية الجزيرة قوات الدعم السریع هیومن رایتس ووتش لحمایة المدنیین حمایة المدنیین مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
هل تحاول قوات الدعم السريع تعويض خسائرها باستخدام المسيرات؟
بعد الهزائم المتلاحقة التي لحقت بها في وسط السودان لا سيما في ولايات الجزيرة وسنار والنيل الأبيض والعاصمة الخرطوم، بدأت قوات الدعم السريع في الانسحاب غربا إلى كردفان ودارفور.
ولا يكاد يكون لها وجود حاليا إلا في جيوب متفرقة في حي الصالحة جنوب أم درمان.
لكن قوات الدعم السريع لجأت خلال الأشهر القليلة الماضية لاستخدام المسيرات بكثافة مستهدفة أعيانا مدنية وأخرى عسكرية في الخرطوم والولايات.
قصف محطات الكهرباءكان لافتا في غضون الشهرين الماضيين تعرض محطات الكهرباء والسدود بمختلف أنحاء السودان إلى ضربات مكثفة بالطيران المسير.
وقال الجيش السوداني في أكثر من بيان صحفي أن مليشيا الدعم السريع استهدفت بالمسيرات البينة التحتية لمحطات الكهرباء في العاصمة والولايات فضلا عن استهدافها بعض المطارات والمواقع المدنية والعسكرية.
ومن أبرز المواقع التي تعرضت للقصف محطة كهرباء أم دباكر، أكبر محطات توليد الكهرباء بالسودان، بمدينة ربك بولاية النيل الأبيض استهدفت أكثر من مرة، مما أدى لخروجها عن الخدمة قبل أن يتم إصلاحها لاحقا.
كما استهدفت مسيرات الدعم السريع محطة كهرباء الشوك بولاية القضارف التي تعتبر مصدرا رئيسيا مغذيا للكهرباء في شرق السودان.
إعلانواستهدف أيضا سد مروي ومحطة كهرباء مروي بالولاية الشمالية شمال السودان، مما أدى لانقطاع الكهرباء في شمال السودان وولاية البحر الأحمر. ويعتبر سد مروي، الذي استهدف أكثر من 3 مرات خلال شهرين، من أكبر مصادر الطاقة في السودان.
كذلك تعرضت محطة كهرباء عطبرة التحويلية للقصف بالمسيرات 3 مرات، مما أدى لانقطاع الكهرباء في ولاية نهر النيل شمال البلاد.
واُستهدفت محطة كهرباء بربر التحويلية في 27 أبريل/نيسان مما أدى لانقطاع الكهرباء في نهر النيل، في حين قصفت المسيرات سد الروصيرص بولاية النيل الأزرق قبل شهر دون خسائر.
ما وراء المسيراتهجمات الدعم السريع بالمسيرات لم تقف على الأهداف المدنية فقط، بل شنت هجمات على مواقع عسكرية في الشهرين الماضيين، حسب مصادر عسكرية تحدثت للجزيرة نت، من بينها قيادة الجيش وسط الخرطوم، وقاعدة وادي سيدنا الجوية، ومقر الكلية الحربية بأم درمان، فضلا عن استهداف القصر الرئاسي ومطار الخرطوم.
ويعتقد بعض المحللين أن قوات الدعم السريع تستخدم المسيرات لمحاولة تعويض الخسائر الميدانية التي تكبدتها في وسط البلاد والعاصمة الخرطوم.
ويقول الخبير العسكري والإستراتيجي العميد متقاعد جمال الشهيد للجزيرة نت إن الدعم السريع تعاني من عجز ميداني دفعها لاستخدام المسيرات في استهداف المواقع المدنية والعسكرية للضرب عن بُعد ومحاولة تعويض فقدان المبادرة.
وأضاف أن استخدام المسيرات نوع من الاستنزاف من خلال استهداف البنية التحتية وإنهاك الدولة والجيش معنويا وماديا، حتى لا تكون الحرب معركة بنادق بل تتحول إلى معركة إرادة طويلة.
وأوضح العميد الشهيد أن مليشيا الدعم السريع حوّلت القتال إلى حرب عصابات باستخدام تكنولوجيا رخيصة مثل المسيرات، مما يؤكّد عجزها ميدانيا، مشددا على أن الغرض من هجمات المسيرات إطالة أمد الحرب وإنهاك الجيش والدولة والمجتمع.
إعلان الدعم السريع تبرريقول الكاتب الصحفي المقرب من الدعم السريع الغالي شيقفات إن قواتهم من حقها امتلاك مسيرات واستهداف مواقع الجيش العسكرية. وأضاف للجزيرة نت من الطبيعي استهداف مواقع الجيش بالمسيرات مثل وادي سيدنا والقيادة.
وقال شقيفات إن الدعم السريع لم تعلن عن استهداف البنية التحتية مثل الكهرباء ومحطات المياه ولمح إلى إمكانية وجود طرف ثالث يستهدف البينة التحتية بالمسيرات.
هل عجز الجيش عن صد المسيرات؟مؤخرا بدأت أصوات تتساءل عن عدم التصدي لهذه المسيرات، مما دفع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أن يقول في تصريحات صحفية إن المسيرات التي تستهدف محطات الكهرباء سيتم التصدي لها قريبا عبر الدفاع الجوي التابع للجيش السوداني.
ويقول الفريق أول صلاح عبد الخالق قائد سلاح الجو السوداني السابق للجزيرة نت إن المسيرات سلاح غير فعال ويمكن التصدي لها بمنظومة دفاع جوي تستخدم الإنذار المبكر واكتشاف الأهداف ومن ثم التعامل معها.
وأضاف أن الدفاع الجوي السوداني كان قادرا على التصدي لكل المسيرات الانقضاضية التي استخدمتها مليشيا الدعم السريع في بداية الحرب.
وأوضح عبد الخالق أن الدعم السريع حاليا تستخدم طائرات بعيدة المدى مشيرا إلى تصريحات رئيس مجلس السيادة البرهان التي أكد فيها أن هنالك منظومة دفاع جوي ستتصدى لهذه المسيرات.
واعتبر أن مليشيا الدعم السريع لا تستخدم المسيرات استخداما عسكريا، بل تستهدف البنية التحتية، وسيكون من السهل جدا التصدي لها وإخراجها من المعركة عبر عدة وسائل دفاعية.