قمة الرياض.. وخيار المقاومة
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
بعد نحو عام من طوفان الأقصى، بدأ المشهد في العالمين العربي والإسلامي منقسما بين خيار ارتضته المقاومة بمحورها ودول تطبيع ترى في قممها بديل لكبح جماح الاحتلال الذي لا يتوان عن تهديدها بابتلاع أراضيها او جزء منها، فإيهما يرجح الكفة لصالح الشعوب التي تتعرض لجرائم إبادة وأخرى مفعمة بالتطبيع؟.
في السعودية، تجرى اللمسات الأخيرة لقمة عربية – إسلامية جديدة هي الثانية منذ عام ، بينما على الأرض تدك المقاومة من فلسطين واليمن ولبنان والعراق الاحتلال بالصواريخ وتنكل بقواته حيثما حلت .
المشهد في السعودية يتم رسمه وفقا لأجندة تبحث بين انقاض المنازل وجثث القتلى في لبنان وغزة وإرهاب لا يقتصر على البشر بل يطال الأرض أيضا عن حل لدولتين ، لا يرتضيها الاحتلال ذاته وغير مؤمن بوجودها أصلا وليس لديه مانع بأن يوسع دولته الكبرى نحو دول عربية بما فيها حليفة له، وهذه القمة لن تكون اكثر من مجرد صورة أخرى للذكريات تجمع قادة شعوب ودول تضم نحو اكثر من مليار مسلم .. فهذه القمة نظرا لنتائج السابقة لن تفيد الفلسطينيين واللبنانيين بشيء حتى وان وجد تمثيل صوري لهما في القمة ، ومسار حل الدولتين الذي تسوقه الرياض منذ ان طرحت مبادرتها بشأن فلسطين قبل سنوات هو جزء من وعود لم تتحقق منذ وطأة اقدام الاحتلال على أراضي بيت المقدس ..
قد تكون السعودية وحدها المستفيدة من القمة باستعراض امكانياتها باستمرار تطويع العالمين العربي والإسلامي لأجندتها وهي ورقة مهمة في طاولة المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي ، لكن الأخطر في الأمر هو حالة الانقسام التي احدثتها تلك التحركات في ظل تقارير عن مقاطعة دول وتخفيض أخرى تمثيلها ..
فعليا لا احد يعول على مخرجات قمم الرياض ، فلو كانت جادة بوقف الحرب لكانت فعلت أوراق اقتصادية ودبلوماسية طرحتها دول عربية خلال القمة السابقة واسقطت من الاجندة بل واصرت الرياض على تحويل القمة العربية حينها إلى مختلطة حتى تتمكن الرياض من إعادة توجيه الدفة بما لا يثير غضب الاحتلال وحليفته الرئيسية في واشنطن.
وخلافا لما يتم طباخته في الرياض وفق لمعايير أمريكية – إسرائيلية، ترسم المقاومة الإسلامية في مختلف جبهاتها مشهد مغاير لعملية السلق في الرياض، وقد قدمت قاداته قربان لحرب مفصلية ومعركة حاسمة في طريق تحرير الأقصى، وهي تحمل في كفتها دولة فلسطين واحدة غير قابلة للتجزئة ولا مكان للاحتلال فيها ، ورغم المؤامرات التي تحاك ضدها إقليميا ودوليا وإخضاع كل تقنيات العالم وقدراته العسكرية في محاولة وادها نجحت وعلى مدى عام كامل من اجهاض كل خطط تفكيكها بل وتنذر بتوسيع رقعة الحرب إلى دول أخرى تعتقد انها باتت بعيدا عما يدور على الأرض.
بين مسار حل الدولتين الذي تقوده دول التطبيع العربية وبين المقاومة عقود من الزمن ، لكن الكفة التي أجبرت الاحتلال وحلفائه على الانسحاب تدريجيا سواء من فلسطين او جنوب لبنان كانت المقاومة وهي الان وحدها من تعيد صياغة الخارطة لمستقبل اكثر اشراقا بالنسبة لسكان فلسطين ولبنان عبر تحرير ما تبقى من الأراضي المحتلة.
البوابة الاخبارية
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: إسرائيل تتبنى إستراتيجية تقطيع غزة لعزل المقاومة عن المدنيين
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن تركيز الاحتلال على الشجاعية وجباليا وبيت لاهيا وبيت حانون هي خطط تكتيكية ضمن إستراتيجية كبرى، تهدف إلى تقطيع قطاع غزة وعزل المدنيين عن المقاومة.
وفي اليوم الـ20 من استئناف الاحتلال عدوانه على غزة بعد تنصله من اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس/آذار الماضي، ارتكبت الطائرات الإسرائيلية الحربية مجزرة جديدة في خان يونس جنوبي القطاع، بعد أن أوقعت غاراته في الساعات الماضية عشرات الضحايا.
وأوضح حنا -خلال فقرة التحليل العسكري- أن هذه الإستراتيجية تبدأ انطلاقا من المنطقة العازلة التي تضمنت خلال وقف إطلاق النار 5 نقاط بعمق 1100 متر، معتبرا أن هذه النقاط تشكل منطلقا للتوغل نحو الداخل.
ولفت إلى أن عملية القضم المتدرج تهدف إلى توسيع المنطقة العازلة وتقسيم القطاع وعزل المدنيين عن المقاومة، وبالتالي التعامل مع المقاومين بطريقة مختلفة.
وأشار الخبير العسكري إلى أن هناك انتقالا في مستوى القوات المشاركة من مستوى الكتيبة إلى اللواء ثم إلى الفرق، موضحا أن الفرقة 252 تعمل في الشمال وقد أضيف إليها مؤخرا اللواء 401 المدرع من الفرقة 162، كما تعمل الفرقة 252 أيضا في الشرق على محور نتساريم وفي الوسط وفي كيسوفيم، بينما تعمل الفرقة 66 على محور موراغ، والفرقة 143 على محور فيلادلفيا.
إعلان
خطورة عودة المدنيين
وفيما يتعلق بمحور موراغ -الذي أطلقه الاحتلال نسبة لمستوطنة إسرائيلية كانت موجودة سابقا- أوضح حنا أن الفرقة 66 كلفت بالعمل عليه بهدف عزل رفح عن خان يونس، لافتا إلى أن المجزرة التي وقعت بالمحور ضمن نطاق عمل هذه الفرقة.
وأكد حنا أن هذه العمليات تترافق مع أوامر إخلاء أساسية، وكأن المرحلة القادمة تستهدف عزل المدنيين عن المقاومة، وبالتالي تطويق الأماكن السكنية والتعامل مع المقاومة في كل منطقة على حدة بحيث تكون منفصلة عن بعضها البعض، وبشكل لا يسمح للمقاومة بالتعاون بين مناطق الشمال والوسط والجنوب.
وبيّن الخبير العسكري أن هناك اختلافا جوهريا بين المرحلة الحالية والمرحلة السابقة من العمليات، ففي المرحلة الأولى خلال الـ15 شهرا الماضية، كان جيش الاحتلال يعتمد مبدأ "الدخول والاشتباك مع المقاومة ثم الانسحاب"، وإذا أراد العودة كان يجمع معلومات تكتيكية عن المقاومة للعودة والاشتباك مجددا.
وأوضح أن الاحتلال أصبح يعتمد مبدأ مختلفا ضمن هذه الإستراتيجية الجديدة، حيث يدخل ويطلب من المدنيين إخلاء المنطقة، ويشتبك مع المقاومة، ثم يبقى في هذه المناطق، معتبرا أن هذا هو الفرق الكبير بين المرحلة الأولى والمرحلة الحالية التي يمكن وصفها بمرحلة الاحتلال.
ونبه حنا إلى أن ما يزيد من خطورة الوضع الحالي وارتكاب المجازر هو عودة المدنيين الغزيين إلى مناطق الشمال وانتشارهم فيها، على عكس المرحلة الأولى التي لم يكن فيها مدنيون في مناطق القتال.
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن مستشفيات القطاع استقبلت 34 شهيدا و113 مصابا خلال 24 ساعة، مؤكدة ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى 50 ألفا و695 شهيدا و115 ألفا و338 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.