لماذا سميت سورة يس بقلب القرآن؟.. 10 أسباب لا يعرفها كثيرون
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
لاشك أن الاستفهام عن لماذا سميت سورة يس بقلب القرآن ؟، يفتح إحدى بوابات الأسرار والكنوز التي تخفى عن الكثيرين ويبحثون عنها ، بل إنها تحير كل لبيب عرف فضلها ، حيث إن فضل قراءة سورة يس عظيم ، الذي تشير إليه أسمائها ، من هنا تنبع أهمية معرفة لماذا سميت سورة يس بقلب القرآن ؟، وهل فيها دواء لجبر القلوب المنكسرة ولأن من لا يغتنمها خسران خسارة لا تعوض فسر لماذا سميت سورة يس بقلب القرآن قد يحمل معه الكثير من الأسرار.
ورد في مسألة لماذا سميت سورة يس بقلب القرآن ؟، أن اللّقب العظيم الذي لُقِبّت به سورة يس هو قلبُ القرآن، وما قلبُ أيّ شيءٍ إلّا لُبّه وخُلاصتِه ومكنونه الأساسيّ، فسورة يس هي لُبّ القرآن وخالصِه، كما أن ذِكْر الحياة والموت موجودٌ فيها، ويُحتمل أن تكون لصفةٍ فيها؛ وهي أنّها تُقرأ على الموتى لِتُخفّف عنهم، وورد أيضاً في تفسير ذلك أنّها بمثابةِ القلبِ من الجسد.
و ورد فيه أنه قد جاء ذكر لقبها بحديثٍ ضعيف مشهور بين الناس، فقد رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ لِكُلِّ شيءٍ قَلبًا وقلبُ القرآنِ يَس)، والسببُ المباشر في تلقيبها بقلبِ القرآن؛ هو أنّه لو كان بالإمكان أن يكون للقرآن قلباً لكانت سورة يس؛ فهي موطنُ الاعتقاداتِ كُلّها ومستودعه؛ لِما فيها من ذكر أحداث القيامة؛ كالبعث، والحشر، والجزاء، والجنّة، والنّار، وفيها ما ليس في غيرها من السّور، وفيها ذكر الأحوال للأجرام العلويّة، والعِظات البليغة، والحِكم والأمثال العظيمة.
و ورد فيه أنه على الرغم من قلّة آياتِها، وقصرعدد صفحاتِها؛ إلّا أنّها اشتملت على كُلّ معنى من معاني القَصص في القرآن الكريم، وتضمّنت ذكر التوحيد، والأوامر والنواهي، وسرد قَصص فريقَيْ الإيمان والكفر، وفيها ذِكر العقائد والأحكام، والرقائق والآداب، وذِكرٌ للدنيا والآخرة.
وجاء فيها بيان الحجج والبراهين الشتّى في تصوير إحياء الأرض الميتة، والليل والنهار، وحركة الكواكب والأفلاك في مداراتها، وجريان تلك السُّفُن في البحار، ومصير الكفّار الذليل المخزي عند الموت وحسرتهم يوم البعث والجزاء، ومصير المؤمنين السّعيد المفرِح عند الموت، واشتغالهم مع أزواجهم على الأرائك في الجنة، وفيها من شهادة الجوارح على أهل المعاصي يوم القيامة، ومردّ السورة الرئيس عائدٌ إلى تأكيد أمر القرآن وإنزال الحجّة القوية على أهل الضلالة والخِذلان، والإقرار الدائم بوحدانيّة الله -تعالى- وقدرته على الخلق والإحياء والإماتة، وقد اعتبر الصحابيّ الجليل معقل بن يسار -رضي الله عنه- أنّ قلب القرآن اسماً آخرَ للسّورة لا لَقباً فحسب.
أسماء سورة يسذكِر في تفسير الطنطاويّ -رحمه الله- أنّ سورة يس سُميّت بالمعمّة، أو المدافعة، أو القاضية، ووجه المعنى في ذلك أنّها تعمّ صاحبها بخيريّْ الدنيا والآخرة، كما أنها تُدافع عنه وتدفع عنه السوء، وتقضي له حوائجه بأمر الله وفضله، وقد سُمّيت كذلك بحبيب النجّار؛ وذلك لِما جاء في السورة من ذِكر قصة الرجل الذي جاء يسعى من أقصى القرية، وهو حبيب النجّار، وقد ورد ذلك عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-.
سبب نزول سورة يسكان رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- يوماً من الأيام يقرأ سورة السجدة، ويجهر بها، فقام إليه نفر من قريش ليسكتوه، فإذا هي أيديهم تجمّعت حول أعناقهم، وقد عميت أبصارهم؛ فبدأوا يستنجدون برسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ليذهب عنهم ما هم فيه، فدعا لهم حتّى زال ما بهم، فأنزل الله -تعالى- قوله: (يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ)،إلى قوله -تعالى-: (وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ)، ولم يؤمن في ذلك الموقف منهم أحد، وقد كان أبو جهل يتوعّد عندما يرى النبيّ -عليه السلام- ليفعلنّ ويفعلن، فانزل الله قوله -تعالى-: (إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا)، إلى قوله -تعالى-: (لَا يُبْصِرُونَ)، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- يقف أمامه ولا يستطيع أن يراه.
وقال -تعالى-: (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ). والمقصود بالسدّ هو المنع من السير في طريق الهداية والحق، وسبب نزول هذه الآية أنّ أناساً من بني مخزوم أرادوا أن يقتلوا رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-؛ فقدم أحدهم وكان الرسول آنذاك في الصلاة؛ فكان الرجل يسمع صوت النبي -عليه السلام- ولكن لا يرَاه، وقدم آخر لقتله ويقال إنّه أبو جهل؛ فرأى جسماً كبيراً يقدم عليه ليقتله فخاف وعاد؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية، ومعنى أغشيناهم فهم لا يبصرون؛ أي أعميناهم عن طريق الحقّ، أمّا قوله -تعالى-: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ).
فقد أراد بنو سلمة الانتقال من منازلهم إلى منازل قريبة من المسجد؛ فأخبرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أن آثارهم تكتب في منازلهم، فانزل الله -تعالى- هذه الآية، وسبب نزول قوله -تعالى-: (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)، أنّ أحد المشركين تناول عظمة وفتتها، وتسائل عن كيفيّة إحياءها؛ فأنزل الله -تعالى- الآية إلى آخر السورة.
فضل سورة يس واسرارهاورد فيها أن من أراد أن يقضي الله حاجته فعليه ان يتوضأ ويحسن الوضوء ويصلى ركعتين صلاة الحاجة، إلا أن هناك أمر آخر وهو سورة يس، حيث علمنا أهل الله أن سورة يس فيها سر لما قرئت له، هكذا قال المصطفى صلى الله عليه وسلم، لكننا لا نجرب مع الله، فنقرأ القرأن كله تقربًا للمولى عز وجل.
وورد فيها أن سورة يس فيها تفريجًا للهموم وقضاءً للحوائج وشفاءً للأمراض ورحمة للأموات وأسرار عظيمة، ولكن لها خصوصية عن باقي سور القرأن الكريم، فالزام يس بيقينك بالإخلاص يعطيك المولى عز وجل ما تحتاجه.
اسرار سورة يس لقضاء الحاجةورد بسورة يس سبع آيات جاء بآخرها كلمة «مبين»، وهناك أربع طرق للدعاء بهذه السورة لقضاء الحوائج، وأول تلك الطرق الأربع هي قراءة السورة كاملة ثم الدعاء بعدها، والثانية أن يردد قارئها الآيات السبع التي ورد بها كلمة «مبين» سبع مرات، والقول الثالث هو ترديد كلمة «مبين» فقط عند قراءتها، والقول الرابع بالدعاء عند الوصول للآية التي ورد بها كلمة «مبين».
عجائب سورة يسورد أنه "ورد في الأثر أن "سورة يس لما قرأت له"، أي أن الشخص الذي يتمنى أو يريد تحقيق شيء معين فليقرأ سورة يس بنية قضاء هذه الحاجة"، كما أن "جميع سور القرآن الكريم فيها بركة وهدى فإذا ما قرأنا أي سورة أو آية بنية تفريج الهم والكرب أو قضاء الحاجة فسوف يستجيب الله"، وقد قال أهل الله تعالى عن سورة يس إنها تقضي الحاجة، فعليكِ بها ولا مانع أن تقرأيها في أي وقت ولا يشترط أن تكون ليلة الجمعة".
سورة يستعدّ سورة يس من سور القرآن الكريم المكية، وعدد آياتها ثلاث وثمانون آية، وهي سورة عظيمة تركز على قضية البعث والنشور، كما تتطرق إلى مواضيع مهمة، سورة يس كالسور المكية تتناول قضية توحيد الربوبية والألوهية وعذاب من لا يؤمن بها، كما أنّ فواصل سورة يس قصيرة ولها إيقاع عجيب في نفوس المؤمنين، وقد وصف النبي –صلى الله عليه وسلم- سورة يس بأنها قلب القرآن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فضل سورة يس سورة يس
إقرأ أيضاً:
لماذا لم يحدد النبي شكل نظام الحكم بعد وفاته؟.. المفتي يوضح
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن الخلافة الإسلامية ليست غاية تعبدية في حد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق مقاصد الحكم الرشيد، التي يمكن تحقيقها اليوم من خلال الدولة الوطنية الحديثة، شريطة أن تكون قائمة على مبادئ العدل والمصلحة العامة.
وأوضح مفتي الديار المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن النبي محمد ﷺ لم يحدد نظام حكم معينًا بعد وفاته، وإنما ترك الأمر لاجتهاد الأمة وفقًا للمصلحة، وهو ما ظهر جليًا في اختلاف طرق اختيار الخلفاء الراشدين، مما يدل على أن شكل الحكم ليس ثابتًا، بل يتغير بما يحقق صالح الأمة.
وأشار إلى أن غياب النصوص القطعية بوجوب شكل محدد للحكم في القرآن والسنة يؤكد أن الإسلام لم يفرض نموذجًا سياسيًا جامدًا، بل وضع قيمًا أساسية مثل العدل، وأداء الأمانات، وتحقيق مصالح الناس، مضيفًا أن الدولة الوطنية الحديثة يمكن أن تكون امتدادًا شرعيًا لنظم الحكم الإسلامي، ما دامت تحقق مقاصد الشريعة وتحفظ الحقوق والحريات.
وشدد على ضرورة تجاوز الجمود الفكري الذي يربط مفهوم الخلافة بشكل تاريخي معين، مشددًا على أن الإسلام يعنى بجوهر الحكم وليس بشكله، داعيًا إلى تحقيق الصلاح للبلاد والعباد وفقًا لروح الشريعة الإسلامية ومقاصدها العليا.
مفتي الجمهورية: احترام الوقت من دلائل الإيمان .. فيديو
حكم استغلال العبادة للهروب من العمل.. رد حاسم من مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية: قراءة القرآن الكريم جماعيا جائزة شرعا وليست بدعة
مفتي الجمهورية: النبي عاش بين غير المسلمين وعاملهم بالعدل والإحسان
وكان الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، شدد على أن البدعة المذمومة شرعًا هي التي تتضمن الطعن في الدين أو الإضافة إليه بغير دليل.
وقال الدكتور نظير عياد خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "اسأل المفتي" المذاع على قناة «صدى البلد»، إن قراءة القرآن جماعيًّا، فهي من الأمور المستحبة.
واستشهد مفتي الجمهورية بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، وقوله: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده».