اليوم.. ختام فعاليات "مهرجان عُمان للعلوم"
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
مسقط- الرؤية
تُختتم مساء اليوم الإثنين فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان عُمان للعلوم 2024، الذي احتضنه مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض على مدى 8 أيام، شهدت أركانه فعاليات وعروض علمية تفاعلية لاقت إقبالًا جماهيريًا كبيرًا.
ويرعى حفل الختام سعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي، وسيتضمن حفل الختام كلمة الوزارة، وعرضًا مرئيًا يشمل الفعاليات والعروض المقدمة خلال أيام المهرجان، وتكريم الجهات المنفذة والداعمة للمهرجان.
وشهد مسرح ابن عُميرة في اليوم السابع من المهرجان تفاعلًا كبيرًا من الجمهور مع مقدمي العروض خلال الفترتين الصباحية والمسائية، إذ قدمت طالبات مدرسة عائشة بنت عبدالله الراسبية للتعليم الأساسي (5- 8) بمحافظة مسقط عرضًا مسرحيًا عن (تقنية النانو)، استعرضن خلاله مختلف استخدامات هذه التقنية في مجالات الطب والصناعة والزراعة والبيئة.
فيما قدّم كل من الأستاذ غصن بن هلال المحرزي ويوسف بن سالم بني عرابة من تعليمية محافظة شمال الشرقية 4 تجارب علمية أمام طلبة المدارس، وهي: تجربة: (محاكاة البركان الصابوني)، وتجربة: (النار الباردة)، وتجربة: (تصاعد بخار الماء وغاز الأكسجين)، وتجربة: (عرض النيتروجين السائل).
واستعرضت الدكتورة حوراء بنت علي اللواتية من المديرية العامة للتموين الطبي بوزارة الصحة عرضًا عن الاستخدام الآمن للمضادات الحيوية، حيث أطّلع جمهور المهرجان وطلبة المدارس على أنواع المضادات الحيوية، وفوائدها، وآثارها الجانبية، والاستخدام الآمن لها، وكيفية تجنب سوء الاستخدام.
وقدّم عبدالله الظاهري من مؤسسة (Mad Science) بالمملكة العربية السعودية برنامجًا تعليميًا ترفيهيًا استهدف طلبة المدارس؛ لترغيبهم في تنفيذ التجارب العلمية والتعليمية، وإثراء الجانب المعرفي لديهم، والاستثمار الأمثل لأوقات فراغهم، وتحفيز الجانب الإبداعي لديهم.
وفي الفترة المسائية، تطرق فريق "بصمتنا غير" إلى المباني الخضراء ودورها في الاستدامة، وقدمت هيئة الطيران المدني محاضرة تفاعلية عن الظواهر الجوية والطقس في سلطنة عُمان، وعرضًا تفاعليًا عن رحلة الرصد الجوي، وقدم بنك صحار الدولي محاضرة تفاعلية ومسابقات عن الإدارة المالية، واختتمت المديرية العامة لشؤون الحدائق والمزارع السلطانية بشؤون البلاط السلطاني البرنامج المسائي للمسرح بورشة عمل عن تصميم وصيانة الحديقة المنزلية.
وخلال الفترة المسائية من فعاليات مهرجان عُمان للعلوم، وفي الساحة الخارجية لمبنى المهرجان، يتجول زوّار المهرجان في "حديقة العلوم" التي تتكون من 8 فعاليات، ومنها: استكشاف جمال الكون ليلاً باستخدام أحدث التلسكوبات، وعرض التقنيات المستخدمة في التحكم بأنظمة الزراعة المائية، وأنواع الأشجار البرية العُمانية، بالإضافة إلى تقنية التحكم اللاسلكي بالطائرات الخفيفة، وفن الرسم الجرافيكي، وكذلك تقوم هيئة الطيران المدني بإطلاق بالون الطقس في الغلاف الجوي في هذه الحديقة العلمية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
كأس الخليج ومهرجان صحار
د. خالد بن علي الخوالدي
تمثل الفعاليات الرياضية الكبرى أحد أبرز الأحداث التي تجمع بين الشعوب وتخلق أجواءً من التفاعل والإثارة؛ حيث يُصبح الحدث الرياضي أكثر من مجرد مباراة، بل هو فرصة للتواصل الثقافي والاجتماعي، وفي هذا السياق يتجسَّد نجاح مهرجان صحار في تقديم تجربة مُميزة ومتكاملة تعكس اهتمامه الكبير بتنوع الفعاليات التي تلبي جميع الأذواق والتوجهات، وفي نسخته الثالثة يُواصل المهرجان تقديم مثال رائع على كيفية الجمع بين الرياضة والفن والترفيه، حيث يُقام هذا العام في وقت يتزامن مع انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في دولة الكويت الشقيقة.
ومهرجان صحار من أبرز الفعاليات الثقافية والترفيهية في سلطنة عُمان، حيث يسعى القائمون على المهرجان إلى خلق بيئة تجمع بين الأنشطة الثقافية، الرياضية، والفنية، التي تتناسب مع مختلف الفئات العمرية والاهتمامات، ولا يقتصر دور المهرجان على تقديم الفعاليات المحلية فقط، بل يتعداه إلى تغطية الأحداث الرياضية الكبرى التي تثير اهتمام الجماهير على مستوى الخليج والعالم العربي.
وفي النسخة الأولى من المهرجان، تم تغطية كأس العالم 2022 في قطر؛ حيث أُقيمت شاشات عرض عملاقة استقطبت آلاف المتفرجين لمتابعة مباريات البطولة في أجواء حماسية، أما في النسخة الثانية، فقد كان المهرجان على موعد مع تغطية كأس آسيا 2023، ما أضاف بُعدًا آخر من التفاعل الرياضي والثقافي، واليوم في النسخة الثالثة، يعود مهرجان صحار ليكون في قلب الحدث الرياضي الأهم في المنطقة، وهو بطولة كأس الخليج الـ26 التي تُقام في دولة الكويت الشقيقة.
وفي خطوة تعكس الاهتمام الكبير من قبل إدارة المهرجان بتوفير تجربة مشاهدة استثنائية، تمَّ تجهيز المهرجان بشاشة عملاقة ضخمة بمقاس 9 في 20 مترًا، إضافة إلى شاشتين جانبيتين لعرض أحداث البطولة بشكل مميز، هذه الشاشات الكبيرة توفر للمشاهدين فرصة متابعة المباريات من زوايا متعددة ودقة عالية، وهو ما يُعزز من متعة المشاهدة ويزيد من تفاعل الجماهير مع المباريات.
لا شك أنَّ تركيب هذه الشاشات العملاقة ليس مجرد رفاهية؛ بل هو تجسيد حقيقي للرؤية التي تبنتها إدارة المهرجان في تقديم أفضل تجربة ترفيهية للزوار مع وجود أكثر من 6000 مقعد في المدرجات، استطاع مهرجان صحار أن يستقطب أعدادًا ضخمة من الجماهير التي أتت لتشجيع منتخبها المفضل ومتابعة مباريات البطولة في جو من الحماس والتشويق.
لم يكن افتتاح بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت مجرد حدث رياضي عابر، بل كان بمثابة احتفالية رياضية حيَّة شارك فيها الآلاف من العُمانيين وزوار مهرجان صحار، فقد كانت المدرجات مكتظة بالجماهير التي أظهرت حماسة كبيرة في تشجيع الفرق الخليجية، وهو ما يعكس العلاقة الوثيقة بين الرياضة والمجتمع العُماني، الذي يولي اهتمامًا بالغًا بدعم الرياضة على مستوى المنطقة.
الجماهير لم تقتصر على مُتابعة المباريات فقط، بل تفاعلوا مع الأنشطة المصاحبة للمهرجان، مثل العروض الموسيقية والفنية والأنشطة الثقافية التي شهدها المهرجان في نفس الوقت، هذا التنوع في الفعاليات يبرز قدرة المهرجان على جذب جميع الفئات العمرية والمجتمعية، سواء كانوا من عشاق الرياضة أو محبي الثقافة والفن.
ما يُميز مهرجان صحار عن غيره من الفعاليات هو استدامة اهتمامه بتقديم تجارب متنوعة وشاملة ليس فقط لأنَّ المهرجان يواكب الأحداث الرياضية الكبرى مثل كأس الخليج، بل لأنه يدمج هذه الفعاليات مع عروض ثقافية وفنية تحاكي مختلف الأذواق، فمن العروض المسرحية إلى الفرق الموسيقية الحية، ومن الأنشطة للأطفال إلى الفعاليات المخصصة للكبار، يمكن القول إن مهرجان صحار يُعد منصة متكاملة تجمع بين الترفيه والرياضة والثقافة.
إضافة إلى ذلك، يعتبر المهرجان فرصة لتعزيز السياحة الداخلية، حيث يقصده العديد من الزوار من مختلف أنحاء عُمان وخارجها، ما يساهم في دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز صورة سلطنة عُمان كوجهة سياحية وثقافية رائدة في منطقة الخليج.
ونجاح مهرجان صحار في تقديم تغطية مميزة لبطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت، من خلال شاشات عرض عملاقة وجو احتفالي مُميز، يثبت قدرة المهرجان على الجمع بين الرياضة والترفيه بشكل مثالي، هذا المهرجان لا يقتصر على كونه مجرد حدث رياضي، بل هو تجسيد لرؤية شاملة تهدف إلى إثراء الحياة الثقافية والترفيهية في محافظة شمال الباطنة، وجعلها مركزًا لاستضافة الفعاليات التي تستقطب الزوار من جميع أنحاء العالم.
وفي الختام.. يظل مهرجان صحار شاهدًا حيًّا على التطور الثقافي والرياضي في محافظة شمال الباطنة خاصة وسلطنة عُمان عامة، ويُؤكد على قدرة المحافظة على تنظيم فعاليات تجمع بين الحماسة الرياضية وروح الفلكلور الثقافي، لتكون الوجهة المثالية لكل من يسعى للاستمتاع بتجربة مُميزة توازن بين الرياضة والترفيه.
ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.
رابط مختصر