إسرائيل توسّع الفظائع ولبنان لم يتبلغ زيارة هوكشتاين
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
حجب الواقع الميداني كل الرهانات على إمكان لجم سريع لجولات التدمير والقتل الآخذة في الاتساع والكثافة على نحو غير مسبوق، من دون أن تظهر أي معالم ضاغطة جدية على إسرائيل لوقف استهداف المدنيين والمناطق المأهولة في إعصارات الدمار التي يشنّها طيرانها الحربي على المناطق اللبنانية.
وكتبت" النهار": أوحت إسرائيل في الساعات الأخيرة بأنها إنما تصعّد فظاعاتها الى الذروة للضغط نحو فرض تسوية سياسية بشروطها، ترجمت ذلك بتسريب ما سمي مشروع اتفاق لوقف النار في لبنان، ولكن بدا الأمر بمثابة استعادة لتجربة سابقة واكبت تحرك الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وانتهت باجهاض محاولته تلك.
ولم تختلف "المناورة" الحالية عن السابقة إذ استبقت ما يتردد عن عودة هوكشتاين إلى إسرائيل ولبنان، علماً أن التوقعات المتصلة بمهمته هذه، إذا حصلت، تتسم بشكوك كبيرة لاعتبارات واقعية تستبعد نجاحه الآن حيث أخفق سابقا. ثم إن المعلومات المتوافرة لـ"النهار" تؤكد أن لبنان الرسمي لم يتبلغ حتى البارحة أي اشعار بعودة هوكشتاين إلى بيروت وتالياً كل ما تناوله الاعلام الإسرائيلي عما يسمى مشروع اتفاق لوقف النار كان من جانب واحد ولا صلة للبنان به لأنه لم يتبلغ أي شيء عنه من أي جهة دولية وسيطة.
وفي هذا السياق، سرّب موقع "يسرائيل هيوم" ما وصفه بـ"اتفاق لوقف النار في لبنان ويتضمّن انسحاب "حزب الله" إلى شمال الليطاني، وعدم عودة الحزب إلى الحدود". وقال الموقع إنّ "الجيش الإسرائيلي سينسحب من الجنوب اللبناني إلى خطّ الحدود الدولية ضمن الاتفاق كما سيكون لإسرائيل حق العمل ضد أي انتهاك من لبنان والردّ عليه مستقبلاً وهو ما رفضه الجانب اللبناني في وقت سابق". وبحسب هذه المسودة "ستكون سوريا مسؤولة عن منع نقل السلاح من أراضيها إلى لبنان" وأنّ "إسرائيل ستتلقّى ضمانات أميركية وروسية بمنع إعادة تسليح "حزب الله" فيما سيعمل الجيش اللبناني على تدمير البنية التحتية المتبقية للحزب على الحدود".
وكتبت " اللواء": في الجهة الاسرائيلية، تباهى رئيس دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو في جلسة مجلس الوزراء انه هو من اعطى الأوامر لاغتيال الأمين العام لحزب لله السيد حسن نصر لله وكذلك بالنسبة لتفجيرات البيجر، على الرغم من معارضة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية.. مؤكداً: لم أصغ الى التحذير بأن واشنطن ستعارض العملية.
وليلاً، خلافاً للأجواء الخادعة التي تحدثت عن قرب انتهاء العملية البرية، ذكرت هيئة البث العبرية ان رئيس الاركان الاسرائيلي هاليفي هارسي صادق على توسيع العملية البرية في لبنان.
وبهذا يكون هاليفي، رضخ لإرادة نتنياهو، مخالفاً رغبة المستويين الأمني والعسكري في وقف العمليات البرية.
والثابت ان هاليفي رضخ لرغبة نتنياهو بمواصلة الحرب البرية، لكسر مقاومة حزب لله، وإنزال مزيد من الخسائر في مدن صور والنبطية والضاحية الجنوبية وبعلبك، والاستمرار بالمجازر والقتل وملاحقة الاشخاص عبر سياراتهم ومنازلهم.
وحسب ما هو سائد، ان الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب يستعجل انهاء الحرب الاسرائيلية في لبنان وغزة قبل تسلم ولايته، على ما اكد مستشاره الخاص ووالد صهره زوج ابنته اللبناني مسعد بولس، الذي قال مؤخراً: «أن الرئيس ترامب سيفي بالوعود الذي وضعها في الرسالة الخطية التي ارسلها للجالية اللبنانية في اميركا خلال حملته الانتخابية بوقف الحرب قريباً وانهاء الدمار والعذاب ضمن اتفاق السلام الشامل في المنطقة».
وحسب معلومات «اللواء» من اعضاء في الجالية اللبنانية بمدينة ديربورن بولاية ميشيغان حيث توجد اكبرجالية لبنانية اغلبها من الجنوب وعربية واسلامية، فإن بولس هو الذي كان وراء فكرة التعهد الخطي وسلّمه لأركان الجالية ثم رتّب لقاءً بينهم وبين ترامب في احد المطاعم اللبنانية، اكد خلاله ترامب انه ماضٍ في تنفيذ تعهده قبل تسلم ولايته رسمياً في 20 كانون الثاني من العام المقبل.
وافاد اعضاء في الجالية الذين تواصلت معهم «اللواء» ان بعضهم صوّت لترامب وبعضهم القليل صوّت لمنافسته كامالا هاريس، وهناك نسبة لا بأس بها لم تصوّت للمرشيحن «لانهما أضرب من بعض بحق لبنان والعرب»، وهو التعبير الذي استخدمه ايضا بعض اللبنانيين في مدينة شيكاغو وفي ولاية كاليفورنيا تواصلت معهم «اللواء». عداعن الذين ابدوا ندمهم لإنتخاب جو بايدن في الانتخابات الماضية بسبب موقفه من الحرب الاسرائيلية على لبنان ودعمه الكيان الاسرائيلي بالسلاح التدميري وبالمال والسياسة.
على ان الجديد الذي جرى تسريبه خلال اليومين الماضيين عن المسعى الاميركي، سواء من قبل بايدن او حتى ترامب، اللذين تحررا من عبء ضغط اللوبي الصهيوني الانتخابي، هو المعلومات الاميركية والاسرائيلية عن توافق بايدن وترامب على تكليف الموفد آموس هوكشتاين بترتيب صفقة جديدة بين لبنان والكيان الاسرائيلي لوقف الحرب، والكلام عن ان مسعد بولس هوالذي سيتولى الملف اللبناني في عهد ترامب، وثمة معلومات وردت من بعض افراد الجالية اللبنانية في الولايات الشمالية لأميركا تفيد ان ترامب قد يُعيّن بولس وزيراً للخارجية أوموفداً رئاسياً له بدل هوكشتاين.
وبغض النظرعن المهمة الجديدة المرتقبة لهوكشتاين إذا صدقت المعلومات عن قرب زيارته بيروت، فإنّ الثابت ان اتصالات جرت بين ترامب ونتنياهو بعد فوز الرئيس الاميركي الجديد بهدف تسهيل مهمة هوكشتاين وتسريع التوصل الى صفقة تنهي الحرب قبل تسلمه ولايته. واعلن نتنياهو انه تحدث ترامب 3 مرات خلال الأيام القليلة الماضية «بهدف تعزيز التحالف القوي بين اسرائيل واميركا». لكن ما تسرّب ايضاً من الاعلام الاسرائيلي يشي بأن «الحديث يدور حول اتفاق جيد جداً لإسرائيل يلبي مصالحها بشكل أمثل». وهذا ما يعني في حال صحتّه ودقّته بأن لافارق بين بايدن وترامب في تلبية مصالح اسرائيل وامنها ولوعلى حساب لبنان.
يُضاف الى ما يُقال عن الاهتمام الاميركي ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية من أن «وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي» رون ديرمر وصل إلى واشنطن ليل امس الاول، للبحث مع المسؤولين الأميركيين في المساعي لوقف إطلاق النار على جبهة لبنان خصوصاً، بالإضافة إلى غزة. ويتولى ديرمر مسؤولية المفاوضات الرامية للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب بين لبنان وإسرائيل
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان
إقرأ أيضاً:
سنذهب لعمق أكبر.. إسرائيل تهدد باستهداف الدولة اللبنانية إن انهارت الهدنة
(CNN)-- بعد يوم من تبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار للمرة الأولى منذ تطبيق وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، حدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، الثلاثاء، إنذارًا نهائيًا للبنان، محذرًا من أنه في حالة انهيار الاتفاق، فإن إسرائيل ستستهدف الدولة اللبنانية، وليس حزب الله فقط.
وقال يسرائيل كاتس خلال زيارة الثلاثاء للفرقة 146 للجيش الإسرائيلي، بالقرب من الحدود اللبنانية: "إذا عدنا إلى الحرب، فسنعمل بقوة، وسنذهب إلى عمق أكبر".
وأضاف أنه في حالة انهيار وقف إطلاق النار، "لن تكون هناك أي استثناءات لدولة لبنان. إذا فصلنا حتى الآن دولة لبنان عن حزب الله - وبيروت بأكملها عن الضاحية، التي تعرضت لضربات شديدة - فلن يكون هذا هو الحال بعد الآن".
إذا استهدف الجيش الإسرائيلي صراحة الحكومة اللبنانية، فسيمثل ذلك تصعيدًا كبيرًا. خلال صراعه الذي دام 14 شهرًا مع حزب الله، الذي بلغ ذروته بغزو جنوب لبنان لمدة شهرين وحملة قصف في جميع أنحاء البلاد، أكد الجيش الإسرائيلي أنه كان يستهدف حزب الله فقط - على الرغم من أن الضربات الإسرائيلية أصابت مواقع عسكرية لبنانية وقتلت جنودًا من القوات المسلحة اللبنانية.
باستثناء يوم الثلاثاء، شنّت إسرائيل غارات جوية يومية في لبنان منذ اليوم التالي لدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الأسبوع الماضي. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تصرّف "ردًا على العديد من أعمال حزب الله في لبنان والتي شكلت تهديدًا للمدنيين الإسرائيليين، في انتهاك للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".