لقاء مرتقب بين بايدن وترامب لمناقشة الانتقال السلمي وأولويات السياسات المحلية والخارجية
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أن الرئيس جو بايدن سيعقد لقاءً هامًا مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الأربعاء، حيث يعتزم بايدن مناقشة الأولويات القصوى لسياسات الولايات المتحدة، سواء على المستوى المحلي أو الخارجي.
وأكد سوليفان، في مقابلة مع برنامج "فيس ذا نيشن" على شبكة "سي بي إس"، أن بايدن سيؤكد خلال اللقاء التزامه بالانتقال السلمي للسلطة، كما سيتناول مع ترامب آخر التطورات في مناطق حيوية تشمل أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.
من جهته، أعرب الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن خططه الطموحة ليومه الأول في المكتب البيضاوي، قائلاً إنه "لن يكون ديكتاتوراً، باستثناء اليوم الأول".
وأشار إلى قائمة أولوياته التي تتضمن إجراءات مثيرة للجدل، مثل البدء في الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين، التراجع عن سياسات إدارة بايدن في قطاع التعليم، وإعادة هيكلة الحكومة الاتحادية عبر فصل عدد كبير من الموظفين الاتحاديين الذين يعتقد أنهم يقفون ضده.
كما كشف ترامب عن نيته إصدار عفو عن المتهمين بأدوارهم في أحداث الشغب التي وقعت في مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021.
ومن بين الخطوات الأكثر صرامة التي أعلنها ترامب، إقالة المدعي الخاص جاك سميث "في غضون ثانيتين" من توليه منصبه.
ويذكر أن سميث يقود التحقيقات في قضايا اتحادية تتعلق بترامب، غير أن وزارة العدل الأميركية لديها سياسة طويلة الأمد تمنع محاكمة الرؤساء الحاليين، مما قد يؤثر على مستقبل تلك القضايا.
وعلى الرغم من قائمة وعوده الواسعة، فإن ترامب، عندما تولى الرئاسة في عام 2017، قدم وعودًا مشابهة تشمل إعادة التفاوض على الصفقات التجارية وترحيل المهاجرين، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات للحد من الفساد الحكومي، إلا أن هذه الأمور لم تحدث على الفور كما خطط لها.
ويترقب المجتمع الأميركي تفاصيل الاجتماع المرتقب بين بايدن وترامب، الذي يأتي في فترة حساسة، حيث تتزايد التوترات السياسية وتتجدد التحديات على الساحة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جيك سوليفان دونالد ترامب مستشار الأمن القومي الأميركي بايدن البيت الأبيض
إقرأ أيضاً:
لا بايدن ولا ترامب، وإنما المقاومة
يتفاخر الرئيس الأمريكي ترامب بأنه هو الذي أسهم في التوقيع على صفقة وقف إطلاق النار مع غزة، وأن صفقة وقف إطلاق النار تعد إنجازاً تاريخياً، وبهذا التصريح يكون الرئيس الأمريكي الحالي قد زاحم الرئيس الأمريكي السابق الذي حرص على نسب اتفاق وقف النار في غزة إليه شخصياً، وإلى المبعوثين الذين أرسلهم لإنجاز المهمة. ولكن الرئيس الأمريكي الحالي ضاعف من جرعة التدخل في الحرب على غزة حين أعلن أن وقف إطلاق النار في غزة إنجاز تاريخي، وهو بهذا التصريح يؤكد أن معركة طوفان الأقصى كانت معركة تاريخية، وأقرب إلى حرب عالمية، ولاسيما أن الكثير من الدول الأوروبية، وعلى رأسهم أمريكا، كانوا شركاء بشكل مباشر، أو غير مباشر في العدوان على أهل غزة.
ومن هذا المنطلق، يطيب للإعلام الإسرائيلي أن يركز على دور ترامب في وقف إطلاق النار، وأن ضغط ترامب هو السبب في خضوع نتانياهو لصفقة وقف إطلاق النار، التي عارضها وزراء في الحكومة، أمثال بن غفير الذي قدم استقالته هو وأعضاء حزبه اعتراضاً على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. تركيز الإعلام الإسرائيلي على دور الرئيس الأمريكي ترامب في وقف إطلاق النار فيه تبرئة للجيش الإسرائيلي من الهزيمة، وفيه تبرئة لرئيس الوزراء نتانياهو من خطأ التقدير، وتوفر له مخرجاً مشرفاً من جلافة التعبير عن تحقيق النصر المطلق على حركة حماس، واجتثاثها من أرض غزة، وفرض حكم عسكري، أو حتى استيطاني جديد، بما في ذلك تهجير أهل غزة، وكسر إرادتهم في البقاء. وتجاهل الساسة الإسرائيليون حقيقة الميدان، وكمائن رجال المقاومة، والمواجهات التي أدمت ظهر الجيش الإسرائيلي، وهي في تقديري تمثل السبب الحقيقي الذي فرض على المستوى السياسي أن يخضع لتوصيات المستوى العسكري، الذي طالب بضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وعدم ترك الجنود الإسرائيليين كالبط في ساحة الرماية، كما وصف ذلك وزير الحرب السابق أفيجدور ليبرمان. قد يكون للإدارة الأمريكية السابقة واللاحقة مصلحة استراتيجية في وقف إطلاق النار في غزة، ولكن المصلحة الاستراتيجية الأهم كانت للكيان الصهيوني نفسه، الذي تزعزعت ثقته بجيشه، والذي كان يعتبر الجيش هو البقرة المقدسة، القادرة على توفير الحليب للأجيال، والقادر على حمايتهم من العدوان، انهيار قدرات الجيش الإسرائيلي أمام صمود غزة، وعدم قدرته على الانتصار رغم مرور أكثر من 15 شهراً من حرب الإبادة، مثل رسالة أمنية حساسة للمستوى السياسي الذي لم يجد مفراً من الموافقة على وقف إطلاق النار، وتنفيذ صفقة تبادل أسرى، لم يرغب بها نتانياهو، وهو يناقش مع بقية وزرائه ـ الذين بكى بعضهم وهو يوقع على الصفقة ـ آلية استبدال كل المستوى القيادي الأعلى للجيش الإسرائيلي. بعد كل هذه الحقائق، هل يجرؤ قائد سياسي إسرائيلي على التهديد باستئناف الحرب على غزة كما يطالب بذلك المتطرف سموتريتش؟
كاتب فلسطيني