من إطاحة القذافي إلى اشتباكات طرابلس.. أحدث مشاهد الدم في ليبيا
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
حالت اشتباكات بين ميليشيات متناحرة في العاصمة الليبية، استمرت طوال ليل الاثنين-الثلاثاء، دون قدرة السكان على الفرار من مناطق العنف، فيما يعتقد أنها أشد المعارك ضراوة في طرابلس هذا العام.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن اشتباكات اندلعت بين اللواء 444 التابع لوزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، وبين قوات جهاز الردع الخاصة التابعة للمجلس الرئاسي الليبي، في وقت متأخر من مساء الاثنين، عقب ورود تقارير عن احتجاز قائد اللواء 444 بمطار في طرابلس في وقت سابق، الاثنين.
وأعلن وزير الصحة في حكومة الوحدة الوطنية، رمضان بوجناح، حالة الطوارئ في جميع المستشفيات والمرافق الصحية، ودعا طرفي النزاع إلى هدنة للسماح لفرق الإنقاذ والإخلاء بإجلاء المدنيين والمرضى والجرحى، وجثث القتلى من مناطق الاشتباكات.
ولم يتضح على الفور عدد الضحايا، فيما يبدو أنها أسوأ اشتباكات هذا العام.
وقالت مجموعة "أو بي إس غروب"، وهي منظمة لصناعة الطيران، في وقت متأخر من الاثنين، أن عددا كبيرا من الطائرات غادر العاصمة، بسبب الاشتباكات.
وأضافت أن الرحلات القادمة تم تحويلها إلى مدينة مصراتة القريبة.
ويأتي التصعيد الأخير بعد شهور من الهدوء النسبي، عقب نحو عقد من الحرب الأهلية في ليبيا، حيث تواجه المجموعتان المتنافستان على السلطة مأزقا سياسيا.
وتسببت الانقسامات الطويلة في اندلاع أعمال عنف في طرابلس في السنوات الأخيرة، رغم انتهاء معظمها في غضون ساعات من اندلاعها.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في بيان أصدرته يوم الثلاثاء، إنها تتابع بقلق ”الأحداث والتطورات الأمنية” التي بدأت، الاثنين، ودعت إلى وضع حد فوري للاشتباكات المسلحة الدائرة.
عقد وأكثر من الحرب الأهليةوتمثل الاشتباكات الأخيرة أحدث فصول العنف التي تعيشها ليبيا منذ عام 2011، حين انتشرت بسرعة شرارة انتفاضة ضد حكم معمر القذافي الذي استمر لأربعة عقود، لتشعل ثورة مسلحة دعمها حلف شمال الأطلسي بضربات جوية. وأُطيح بالقذافي في أغسطس، وقُتل في أكتوبر.
وفيما يلي أبرز تطورات "الحالة الليبية" منذ إزاحة القذافي وحتى معارك طرابلس، كما أوردتها وكالة "رويترز".
2012 - الجماعات المسلحة ترسخ وجودها
مجلس من المعارضين يجري اقتراعا لانتخاب مؤتمر وطني عام بصفة مؤقتة ليشكل حكومة انتقالية، لكن السلطة الحقيقية تبقى في يد مجموعة من الجماعات المسلحة المحلية.
مسلحون إسلاميون يهاجمون القنصلية الأميركية في بنغازي، ومقتل السفير.
2013 - تزايد الانقسامات
الجماعات المسلحة يشتد ساعدها وتتزايد قوتها وتحاصر المباني الحكومية وتجبر المؤتمر على الرضوخ لمطالبها. المؤتمر الوطني العام منقسم على نفسه، وثقة الجماهير تتآكل مع سعيه لتمديد ولايته البالغة 18 شهرا، وتأجيل الانتخابات.
تشعر مصر، التي أطاح الجيش فيها بحكومة الإخوان المسلمين، بقلق متزايد إزاء الجماعات المتشددة في ليبيا وتساورها الشكوك في المؤتمر الوطني الذي يهيمن عليه الإسلاميون.
2014 - بين الشرق والغرب
اللواء المتقاعد في الجيش، خليفة حفتر، يؤسس قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) الذي يقاتل الفصائل الإسلامية المسلحة.
المؤتمر الوطني العام يرفض نتائج انتخاب البرلمان الجديد، مجلس النواب، ويشكل حكومة مدعومة من الجماعات المسلحة في الغرب.
بدعم من حفتر، ينتقل البرلمان المنتخب حديثا في ذلك الحين من طرابلس إلى الشرق لدعم حكومة تصريف الأعمال السابقة.
باتت ليبيا الآن منقسمة بين إدارتين متنافستين في الشرق والغرب.
2015 - الإسلاميون يتقدمون
تستغل الجماعات الإسلامية الفوضى، ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة سرت بوسط البلاد في فبراير. ويسيطر المتشددون أيضا على أجزاء كبيرة من بنغازي ودرنة.
في ديسمبر، وقعت الهيئتان البرلمانيتان المتنافستان "الاتفاق السياسي الليبي" لتأسيس عملية انتقالية جديدة في ظل حكومة وفاق وطني. يؤكد الاتفاق أن مجلس النواب هو البرلمان الليبي، لكنه يمنح أعضاء المؤتمر الوطني دورا جديدا باعتباره هيئة استشارية ثانية باسم المجلس الأعلى للدولة.
يضع هذا الاتفاق الأساس للتحركات الدبلوماسية على مدى سنوات مقبلة. وبالرغم من كل ذلك يظل الشرق والغرب منقسمين على الأرض.
2016 - تراجع تنظيم الدولة الإسلامية
رغم الاتفاق السياسي الليبي، يرفض مجلس النواب الحكومة الجديدة مع توليها السلطة في طرابلس، مما يرسخ الانقسام بين الشرق والغرب في ليبيا. وفي نهاية المطاف، تستولي فصائل مسلحة في الغرب على مدينة سرت من تنظيم الدولة الإسلامية بينما يقاتل حفتر المتشددين في درنة وبنغازي، ويسيطر على منطقة "الهلال النفطي" المنتجة للطاقة في وسط ليبيا.
2018-2017 - تعميق الفوضى
تحتدم المعارك مع حرب الجماعات المسلحة في الغرب للسيطرة على طرابلس، بينما يقاتل الجيش الوطني الليبي في الشرق وفصائل رئيسية أخرى الجماعات الإسلامية المتشددة في جميع أنحاء البلاد. وسرعان ما تنهار الجهود الجديدة لصنع السلام.
2019 - حفتر يهاجم طرابلس
بعد سحق الجماعات الإسلامية في الشرق، قاد حفتر قواته عبر جنوب ليبيا، ووضع معظم حقول النفط المتبقية تحت سيطرته.
وفي أبريل، شن حفتر هجوما مباغتا للسيطرة على العاصمة. كان الهجوم مدعوما من الإمارات ومصر وروسيا.
تتحد الجماعات المسلحة الليبية في الغرب لدعم حكومة طرابلس بمساعدة من تركيا. وتعزز التحالف بين الجناح الغربي في ليبيا وأنقرة باتفاق بشأن الحدود البحرية أثار غضب مصر واليونان.
2020 - وقف إطلاق النار
تركيا ترسل قواتها بشكل معلن لدعم لطرابلس وهجوم حفتر يتوقف.
اتفق الطرفان على وقف رسمي لإطلاق النار، ودعت الأمم المتحدة السياسيين الليبيين والمجتمع المدني للاجتماع في تونس في مساع جديدة تهدف إلى إجراء انتخابات وطنية في العام التالي.
2021 - عملية انتخابية فاشلة
تقبل جمع الفصائل في الشرق والغرب تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تهدف إلى الإشراف على انتخابات تجرى في ديسمبر. لكن مجلس النواب في الشرق، والمجلس الأعلى للدولة في الغرب، يعجزان عن الاتفاق على دستور جديد أو قواعد للتصويت وتنهار الانتخابات في اللحظة الأخيرة.
2022 - مواجهة
تقول الهيئتان البرلمانيتان إن حكومة الوحدة فقدت شرعيتها لكن رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة يرفض الاستقالة.
يعين مجلس النواب في شرق ليبيا إدارة منافسة، لكنها تفشل في دخول طرابلس، الأمر الذي يترتب عليه استمرار سيطرة حكومة الوحدة واستمرار المواجهة السياسية دون حل.
2023 - حالة شلل
يسود سلام هش غير مستقر في ليبيا. لكن، خلف الكواليس، تتواصل المناورات بين الفصائل السياسية وتستمر المواجهة.
تركز الدبلوماسية على جهود الأمم المتحدة لتقديم موعد الانتخابات، لكن الكثيرين في ليبيا تساورهم الشكوك في أن قادتهم يشعرون بالارتياح لعدم إجراء انتخابات قد تبعدهم عن السلطة.
في 14 أغسطس، تخوض فصائل مسلحة متنافسة في طرابلس معركة بعد أنباء القبض على آمر اللواء 444.
تتسع اشتباكات طرابلس بين عشية وضحاها، في أسوأ قتال هذا العام.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجماعات المسلحة المؤتمر الوطنی حکومة الوحدة الشرق والغرب مجلس النواب فی طرابلس فی الشرق فی الغرب فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
ضريبة الدولار المثيرة للجدل.. تسببت في إطاحة الكبير وفجّرت خلاف النواب والرئاسي
5 مارس 2024 الكبير يقترحالمحافظ السابق الصديق الكبير يقترح في رسالة موجهة لمجلس النواب فرض ضريبة على سعر الصرف الرسمي بقيمة 27% باستثناء القطاعات الممولة من الخزانة العامة، بسبب “صعوبة توفير احتياجات السوق من النقد الأجنبي، وتزايد حجم الإنفاق العام، ووجود إنفاق آخر مواز مجهول المصدر”
14 مارس 2024 عقيلة يوافق ونائبه يعترضوافق رئيس مجلس النواب عقيلة صالح على مقترح الكبير، وأقر فرض ضريبة بقيمة 27% على بيع النقد الأجنبي، بينما رفض نائبه الأول فوزي النويري القرار، معتبرا أنه “ظالم وباطل” يهدد بتدمير العملة الوطنية وصادر تحت ضغط دول أجنبية
أبريل 2024 القضاء يوقف الضريبةالدوائر الإدارية بمحاكم استئناف جنوب طرابلس ومصراتة وبنغازي تقبل طعونا ضد قرار فرض الضريبة، وتوقف تنفيذه مؤقتا
30 يونيو 2024 مطالبة ثلاثية بالإلغاءرؤساء المجلس الرئاسي، والأعلى للدولة، وحكومة الوحدة الوطنية، المنفي وتكالة والدبيبة يطالبون بتنفيذ أحكام القضاء الصادرة بإلغاء الضريبة
18 أغسطس 2024 الرئاسي يقيل الكبيرالمجلس الرئاسي يعلن اتخاذه قرارًا بالإجماع بإقالة الكبير وتعيين الشكري محافظا ومجلس إدارة جديد للمركزي، بحجة الحفاظ على مقدرات البلاد ومنع تعرضها لأي ضرر
18 أغسطس 2024 الضريبة سبب الإقالة !مستشار الرئاسي زياد دغيم يبرر قرار تغيير المحافظ بعدم امتثاله لأحكام القضاء بشأن الضريبة، والمحافظ السابق الصديق الكبير يرد: لم تصلنا أي مخاطبات رسمية بالخصوص
6 أكتوبر 2024 تخفيض الضريبة إلى 20%رئيس البرلمان عقيلة صالح يقرر خفض الضريبة من 27% إلى 20%، والمركزي يعلن تنفيذ القرار وفتح منظومة بيع العملات الأجنبية بالسعر الجديد، بعد توقفها لأكثر من شهر
أكتوبر 2024 الدبيبة يطالب بإلغائها نهائيارئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة يطالب محافظ المركزي بعدم تنفيذ قرار مجلس النواب بخفض الضريبة ويدعو إلى إلغائها بالكامل، بسبب “مخالفته للقانون وأحكام القضاء”
نوفمبر 2024 الرئاسي يلوح بالقضاءمستشار المجلس الرئاسي زياد دغيم يلوح باللجوء للقضاء ضد خفض ضريبة الدولار بدعوى أنها من اختصاص السلطة التنفيذية
20 نوفمبر 2024 تخفيض ضريبة الدولار إلى 15%مجلس النواب يخاطب المركزي بتخفيض قيمة الرسم المفروض على سعر الصرف الرسمي بقيمة 15% لكل الأغراض
رئيسي Total 0 مشاركة Share 0 Tweet 0 Pin it 0