زاهي حواس: قوانين “اليونيسكو” مجحفة لمصر وتحمي الدول التي سرقت آثارها
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
مصر – أكد عالم المصريات ووزير الآثار المصري الأسبق زاهي حواس إن قوانين منظمة “اليونيسكو” لاستعادة الآثار “مجحفة تماما”، وتحمي الدول التي سرقت الآثار المصرية.
وعقب حواس، على مصر لـ 67 قطعة أثرية من ألمانيا عبر سفارتها في برلين، قائلا إن استعادة الآثار حاليًا تعتمد على الاتفاقيات الثنائية، بينما الاتفاقيات الدولية “مجحفة”، منوها بتوقيع مصر اتفاقيات مع العديد من دول العالم في هذا الشأن.
ووصف القطع المستعادة من ألمانيا بأنها ليست ذات قيمة أثرية كبيرة جدًا، موضحا أنها “كلها آثار خرجت من حفائر خلسة”، وتابع: “لا أعلم كيف ضبطت؛ لكن من الواضح أنها ضبطت في المطار 100%؛ وبالتالي من حق الدولة طبقا للاتفاقيات مع هذه الدولة أن تعيدها لمصر”.
ولفت في تصريحات تلفزيونية، إلى توقيعه اتفاقيات مع 16 دولة خلال فترة توليه الوزارة، كما تم توقيع الكثير من الاتفاقيات الأخرى لاحقا مع العديد من الدول لاستعادة الآثار؛ وبموجب هذه الاتفاقيات تلزم الدول بإعادة أي آثار مصرية يتم ضبطها في مطاراتها.
وأوضح أن قوانين اليونسكو تنص على أن الآثار المسروقة قبل عام 1972 ليس من حق مصر المطالبة بها، كما تطالب برد المبلغ المادي المدفوع للمشتري إذا ما أثبت شراءها بحسن نية.
واتهم الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وبريطانيا؛ بصياغة القانون لحماية سرقتها للآثار، قائلا إنه “عندما وضعت هذه القوانين، عُقد مؤتمر في إيطاليا، والدول التي تسرق الآثار مثل أمريكا وفرنسا وألمانيا وإنجلترا؛ استعانت بأساتذة في القانون الدولي ودفعت لهم ملايين لحمايتها، أما نحن فكنا غلابة”.
وواصل: “كنت أنا متواجدا ورفضت التوقيع عليها؛ لكن وافق عليها أساتذة القانون الذين وظفتهم الدول سارقة الآثار”.
المصدر: الشروق
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
ساعر يكشف عن “حلم صهيوني قديم متجدد”.. ماذا يقصد بدعم الأقليات؟
#سواليف
لم يكد وزير الخارجية “الإسرائيلي” #جدعون_ساعر يجلس على مكتبه، حتى أعلن بشكل واضح أن ” #إسرائيل” ستقدّم الدعم للأقليات في الدول المحيطة، وعلى وجه الخصوص الأكراد، الذين وفق تعبيره وزعمه يتعرضون للاضطهاد من قبل #إيران و #تركيا، وأشار كذلك إلى الدروز. ولعلّ ساعر كشف بذلك عن أزمة مستمرة مزمنة يدركها صغار وكبار الساسة والنخب في “إسرائيل” تتعلق بتعريف #الكيان_الإسرائيلي لجمهوره وأيضا إلى دوره في المنطقة.
في البداية، فإن السؤال الذي يمكن الرد به على ساعر وغيره من مسؤولي وقادة “إسرائيل” ومفكريها، إذا كنتم ترون أن على #الأقليات أن تستقل داخل الحدود الجغرافية القومية وتنزع نفسها من الشعب الذي تنتمي له، فلماذا لم “تناضلوا” كأقليات في الدول الأوروبية من أجل تحقيق هدف الاستقلال داخل هذه الدول وجئتم من كل منافي الأرض لاحتلال شعب قائم بحد ذاته وفضلتم مبدأ #الاستعمار على مبدأ النضال القانوني والمدني أو أي شكل من أشكال النضال الداخلي؟.
لكن ولفهم تصريح ساعر، هناك عدة مستويات تفسير؛ تاريخية وأيديولوجية وأخرى سياسية مستحدثة. في المستوى الأول، فإن مفكري الحركة الصهيونية نادوا قبل تأسيسها كمؤسسة منظمة بضرورة منح الأقليات العرقية حق تقرير المصير في دول مستقلة تماشيا مع السياقين العامين القانوني والسياسي في تلك الفترة؛ التي شهدت نشوء الدول القومية، ولكن الأزمة التي كانت تواجه المفكرين الصهاينة هي تعريف “الشعب اليهودي”، إذ أن المنطق السياسي العالمي لم يكن يتقبل فكرة تعريف شعب ( تعريف الشعب يشمل التعدد الديني والإثني) على أساس الديانة، ولهذا فإن شروط تحقيق التعريف أو التوصيف تنتفي بحكم المعرفة العلمية أو النظريات السياسية السائدة.
مقالات ذات صلة الأمم المتحدة تؤكد أن إسرائيل رفضت وعرقلت أغلب قوافل المساعدات إلى شمال غزة الشهر الماضي 2024/11/12إن النقطة الإشكالية المشار إليها، دفعت المفكرين الصهاينة إلى محاولة تزييف المعرفة التاريخية والسياسية عبر الادعاء القائل بأن “الشعب اليهودي” له استثنائية خاصة بين الأعراق المنتشرة في العالم؛ أولا من حيث أن الأحداث التاريخية دفعت اليهود إلى الاستقرار في أكثر من دولة، والأمر الآخر أن “الروحية اليهودية” هي تعبير حضاري مشترك يتجاوز المفاهيم التوراتية والمعتقدات الدينية، وبالتالي فإن هذا الشعب يتشكل على أساس “الروحية المشتركة” التي تتجاوز الجغرافيا وتمظهرات التاريخ والدين. لكن هذه القفزة المعرفية في إعادة إنتاج التعريف أنتجت تعريفا ضبابيا معقدا ومشتبها به لـ”الشعب اليهودي” لا زالت مظاهر أزمته حاضرة حتى اليوم في “إسرائيل الدولة”.
ولأن الحركة الصهيونية و”إسرائيل الدولة” اليوم، تدركان أن التعريف المبتكر لا يزال إشكاليا في الأكاديميا وحتى في المفاهيم السياسية لدى الخصم العدو (عرب وفلسطينيين)، لا تتوانى الصهيونية في إعادة تشكيل المنطقة سواء بالمبادرة أو استغلال الفرص كما حدث في السياق السوري، من أجل خلق دويلات على أساس طائفي، يكن فيها الشعب طائفة، وهذا ظهر في مقترحات تتعلق بسوريا خلال فترة “الربيع العربي” (دولة حلب السنية كمشروع افتراضي)، أو دويلات نقية عرقيا كما في حالة الأكراد، وفي الحالتين إذا ما اكتسبت هذه الظواهر صفة قانونية وسياسية في المؤسسات الدولية والمفاهيم النظرية السياسية العالمية، فإن “إسرائيل” تستوفي في الحالة الأولى الشروط القانونية للدولة اليهودية القائمة على أساس “المذهب الديني” وهذا يؤسس فعليا لمبدأ الترانسفير (التهجير)، وفي الحالة الثانية فإنها ستتمسك بطرحها القائم على فكرة أن “اليهودية” عرق، وبالتالي يؤسس لفكرة دولة عرقية نقية وأيضا هذا تأسيس لمبدأ الترانسفير.
من المنطلقات السابقة، تطرح “إسرائيل” فكرة دول الأقليات؛ سواء الأقليات الطائفية أو العرقية، ولكنها في كل مرة تطرحها من منطلق “أخلاقي” تدّعي فيه أنها تريد أن تحقق هذه الأقليات استقلالها بعيدا عن حالة التهميش والقمع والاضطهاد التي تواجهها، وأيضا في السياق الكردي على وجه التحديد، دائما ما تزعم النخب الصهيونية أن هناك “مسؤولية أخلاقية” على الصهيونية التي حققت حلمها بدولة “قومية” أن تدعم حلم الأكراد كآخر قومية في العالم لم يتحقق حلمها بدولة على أساس قومي.
إن هذه الأطروحات تحقق للصهيونية و”إسرائيل” كما أشرنا، سندا قانونيا وسياسيا لإعادة هندسة الديمغرافيا في الأراضي المحتلة، وأيضا إعادة هندسة المنطقة عبر تفتيت الدول المهمة فيها والتي تمتلك مشاريع سياسية هامة، كما في حالتي إيران وتركيا، وهو ما يفسر ذكر الدولتين على لسان ساعر. فإسرائيل تطمح أن تصبح المنطقة أسيرة مشروع واحد، هو المشروع الصهيوني، وأن تنشغل في ذاتها وفي تناقضاتها حتى لا تتنبه للثغرة القائمة بداخلها؛ “إسرائيل”. ومن ناحية أخرى، التحالف مع هذه “الأقليات” يحقق لإسرائيل النفوذ والسطوة والوجود السياسي والأمني داخل وعلى حدود دول تعتبرها إما خطرا كامنا تركيا أو خطرا قائما كإيران.
في الخلاصة، فإن تصريح ساعر لا يمكن قراءته كورقة ضغط أو مناورة كلامية سياسية مع الدول التي استهدفها بتصريحه، وإنما استراتيجية متأصلة في المشروع الصهيوني قبل وبعد إقامته للكيان الطارئ المسمى “إسرائيل”. وإذا حققت “إسرائيل” النصر الكامل الذي تهدف له في غزة ولبنان، فإن الخطوة التالية هي إعادة هندسة المنطقة عبر أدوات متعددة، من بينها؛ التطبيع وكذلك التفتيت وهو المقصود في حديث ساعر، ولهذا فإن مهمة الانتصار في الحرب الحالية؛ هي مهمة دولا وشعوبا ستواجه خطر التمزق والاقتتال.